قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن الصدق في القرآن الكريم ليس مجرد كلمة، بل منظومة متكاملة تتغلغل في حياة الإنسان المؤمن، تبدأ من العمل وتنتهي بالأثر الذي يتركه الإنسان بعد رحيله.

وأضاف "عبد المعز"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن القرآن الكريم استخدم خمس تعبيرات مرتبطة بالصدق، تمثل خارطة طريق لكل مؤمن يسعى لإرضاء الله عز وجل، أولها ما ورد في سورة يونس: "وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم"، موضحًا أن "قدم الصدق" تعني الأعمال الصالحة التي يقدّمها العبد بصدق وإخلاص.

مستشار شيخ الأزهر: حينما نرى حفظة القرآن من الوافدين نقول "الدنيا بخير"هل أفضل صيغة للدعاء من القلب أم القرآن؟.. 7 أسرار ليستجيب الله لك

وأشار إلى أن الصدقة والعمل الصالح هما أول ما يُكتب في صحيفة الإنسان يوميًا، مستشهدًا بما كانت تفعله السيدة عائشة رضي الله عنها، حين كانت تطيّب الدراهم قبل أن تعطيها للفقراء، وتقول: "إنها تقع في يد الله قبل يد العبد"، مؤكدًا أن النية والإخلاص هما جوهر العبادة.

واستعرض منظومة الصدق في القرآن الكريم، والتي تشمل خمس مراتب رئيسية، تبدأ بـ"قدم صدق"، وهي الأعمال الصالحة التي يقدّمها العبد بصدق، ثم "مدخل صدق"، وهو أن يدخل الإنسان في أموره بخير وسلام دون أذى، يليها "مخرج صدق"، أن يخرج من المواقف والمواضع بخلق كريم وأثر طيب، ثم "لسان صدق"، وهو الذكر الحسن الذي يتركه الإنسان بين الناس بعد رحيله، وأخيرًا "مقام صدق"، وهو مقام أهل الجنة عند الله، كما ورد في قوله تعالى: "إن المتقين في مقام صدق عند مليك مقتدر".

وأكد عبد المعز أن الصدق لا يقتصر على القول، بل يشمل النية والعمل والأثر، داعيًا المسلمين إلى الحرص على أن يكون يومهم مليئًا بالخير والعمل الصالح، قائلاً: "اسأل نفسك كل يوم: ماذا قدمت لحياتي؟"، مشيرًا إلى أن الآخرة هي الحياة الحقيقية، وعلينا أن نستعد لها بخير الأعمال.

وتابع:  "المؤمن الصادق لا يؤذي، لا يكره، لا يخذل، بل يترك أثرًا جميلًا في القلوب، حتى إذا غاب، دُعي له بالخير".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشيخ رمضان عبد المعز رمضان عبد المعز الداعية الإسلامي الصدق الصدق في القرآن المزيد عبد المعز

إقرأ أيضاً:

المجاعة.. إبادة صامتة

 

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

عندما يتسلل الجوع إلى أجساد شعبٍ أعزل يعيش ويلات الحروب ويفتك بالصغير قبل الكبير، وعندما تفقد الأمم جميعها مبادئ وأخلاق الإنسانية وتصمت على ذلك الحكم الصادر من طغاة العالم بالإعدام على أهل غزة، بعد أن فتكت بهم بمختلف آلات القتل والتدمير على مدى سنتين دون رحمة أو شفقة، وعندما يصمت الإنسان لأكبر جريمة بشرية على مر التاريخ فتأكد أن العالم من حولنا إلى زوال، وتأكد أن البشرية فقدت عذريتها وأخلاقها ومبادئ الكرامة والإنسانية وتعيش في تخبط مع الشيطان الذي أهلك الحرث والنسل.

لقد لبس الكثيرون رداء الصمت المطبق القاتل، وارتدوا ثوب الخنوع والذل والهوان من مُستعمرين قتلة يخافون من ظلالهم، ويهرعون للملاجئ خوفًا من المقاومة، شعب مُفكك سلاحه الكذب والخداع والغطرسة بمنطق القوة التي ستتكسر يومًا على يد عباد الله المخلصين.

هذه الأمة اليهودية الضائعة بين الشتات منذ خُلقت البشرية جعلت من المجاعة آخر أفكارها للتطهير العرقي للشعب الفلسطيني في غزة وعموم فلسطين، متناسية وعد الله وقدره وقوته في تسيير ملكوته، ظنًا أنها ملكت الدنيا بمالها وقوتها وغطرستها وتأثيرها على عموم البشر، بما تملك من مقومات خبيثة تُهيب بها الخانعين تحت إمرتها وطاعتها وترهبهم بما تستطيع من أجل الانبطاح والانصياع لها؛ فأصبحت مهانة مطيعةً لأوامر الشيطان، حتى بلغ بها الأمر تطويق ملايين الاشخاص ومنع كل شيء حولهم وتجويعهم، ثم قصفهم. وقد تناست أن شعب فلسطين الحر الأبي الصامد سيحيا من تحت الركام ويثأر لكرامته وعزته وسيسحق هؤلاء البغاة الظالمين؛ فالحق لا يموت وإن تقادمت السنين، وفلسطين لن تموت قضيتها فهي قضية وطن ودين ستبقى صامدة للأبد.

المجاعة سلاح الضعفاء والخبثاء، فهي إبادة صامتة وفعل شنيع أقدم عليه المحتل، وسيظل ذلك الفعل اللئيم يلاحقهم كوصمة عار طول الأزمان ولن يطول الأمر بهم، فقريبا سترفع رايات النصر ما دام الأحرار في ثباتهم والمؤمنون في صدقهم مع الله، فطوبى للشرفاء صنيعهم واستبسالهم في وجه عدو غاشم كُشفت نواياه وأفعاله أمام العالم أجمع.

اليوم.. نُحمِّل جميع الأمم تبعات هذه المجاعة والإبادة الجماعية التي تُشكِّل تطهيرًا عرقيًا لشعب مقاوم ومأساة إنسانية في زمن المنظمات والهيئات الأمامية التي تنادي بحقوق الإنسان وكرامته، حيث نجد أن هذه الهيئات والمنظمات تكيل بمكيالي الظلم لفئة والكرامة لفئة أخرى بعد أن فضحتها هي وبعض الدول الخبيثة أحداث غزة.

‏إنها إبادة صامتة يمارسها العالم ولا نقول إلّا أن ما يحدث سيكون وبالًا على كل من صمت عن هذه المجازر والمجاعات والحروب التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

فاللهم انصر إخواننا في غزة وفلسطين، وفي سائر بلاد العالمين.. اللهم عليك بالصهاينة الغاشمين ومن شايعهم. ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليِّ العظيم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رمضان عبد المعز: سيدنا إبراهيم قدوة في الرجاء وحسن الظن بالله
  • ما الحكمة ابتلاء الله لعباده؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يجيب
  • هل يأثم الإنسان عند قراءته للقرآن حال لبسه حذاء علق به نجاسة.. الإفتاء توضح
  • أمين الفتوى: المعاشرة بالمعروف قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: سيظل ما نعلمه عن خلق الإنسان أقل بكثير مما هو موجود في القرآن
  • الشيخ رمضان عبد المعز يفسر قوله تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث.. فيديو
  • موعد شهر رمضان 2026.. الحسابات الفلكية تكشف أول أيامه
  • داعية إسلامية: نعيش حاليًا زمن الروبيضة.. وهناك 5 مراتب صدق
  • المجاعة.. إبادة صامتة
  • الشيخ خالد الجندي يرد على كل من ينكر السنة