لجريدة عمان:
2025-08-12@09:13:32 GMT

الطيران العُماني وخطة إعادة الهيكلة

تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT

طرح معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة شركة الطيران العماني والشركة العمانية لإدارة المطارات في اللقاء الإعلامي المشترك الذي عقدته الشركتان الأسبوع الماضي واحدة من أبرز القضايا التي أثّرت على شركة الطيران العُماني، وضاعفت من تحدياتها وهي أن عدد الموظفين بالشركة يزيد عن حاجتها الفعلية بل وعن المعدل الطبيعي لأي شركة طيران، والأغرب من هذا أن 45% من الموظفين يعملون في وظائف مساندة وليس في الغرض الأساسي للشركة وهو الطيران، وبحسب الدراسات فإن النسبة المثالية لأي شركة تريد أن تنجح هي ألا يزيد عدد العاملين في الوظائف المساندة عن 20% وربما أقل من ذلك خاصة لدى شركات الطيران الاقتصادي.

هذا الخلل الذي عانت منه شركة الطيران العماني لسنوات عديدة أثر على قدرات الشركة وتنافسيتها وبدلا من أن تحقق أهدافها الأساسية في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيطه أصبحت عبئا على الموازنة العامة للدولة، ولكم أن تتخيلوا أن ديون الشركة تمثل 10% من الديون السيادية لسلطنة عُمان، وهو أمر لا يؤثر على الاقتصاد الوطني فقط وإنما أيضا على مكانة الشركة وتنافسيتها، وبدلا من أن يحقق الطيران العماني دوره الاقتصادي أصبح يستنزف الموارد المالية للدولة بدون أي عوائد ملموسة.

وفي الحقيقة فإن هذه المشكلة لا يعاني منها الطيران العماني فقط وإنما هناك أيضا عدد آخر من الشركات الحكومية وشركات المساهمة العامة التي نجد فيها تضخمًا في الهياكل الإدارية وأعداد الموظفين دون تحديد واضح لما يجب على الموظف القيام به مع تداخل الاختصاصات والمهام وهو أحد أسباب خسائر الشركات، ولو عدنا بالذاكرة 6 سنوات إلى الوراء لوجدنا أن إحدى شركات الوساطة التي كانت عاملة في بورصة مسقط كانت مشكلتها الأساسية تكمن في ازدياد أعداد الموظفين في قطاعات لا تحقق دخلا للشركة وكانت امتيازات الموظفين ورواتبهم المرتفعة هي الهدف الأساسي الذي كان يسعى إليه الموظفون وعندما أراد أحد المستثمرين إعادة الحياة إلى الشركة لم يتمكن من حل هذه المشكلة وهو ما دفع الشركة في النهاية إلى التصفية وبالتالي لم يفقد الموظفون امتيازاتهم ومناصبهم فقط وإنما أيضا وظائفهم.

يربط الكثيرون بين خطط إعادة الهيكلة باعتبارها خططا طموحة لتصحيح أوضاع سابقة وبين ما ينتج عن هذه الخطط من فقدان بعض العاملين لوظائفهم، إذ إن خطط إعادة الهيكلة عادة ما تقتضي تقليص أعداد الموظفين الذين يشكل وجودهم في الشركات عبئا عليها، وقد لاحظنا أن الشركات التي لم تتمكن من تحقيق هذه المعادلة لم يكن أمامها في النهاية إلا خيار التصفية وهو خيار ذو نتائج سلبية على الموظفين والشركات والاقتصاد بشكل عام.

في حالة الطيران العُماني، فإن المشهد أفضل بكثير من السيناريوهات التي يتم العمل بها عادة في الخطط المماثلة، فقد تضمنت خطة إعادة الهيكلة -وفقا للقاء الإعلامي- حصول الموظفين الذين تأثرت وظائفهم بالخطة على رواتب تصل إلى 24 شهرا إذا اختاروا التقاعد، كما طرحت الخطة على الموظفين الآخرين الراغبين بالاستمرار في العمل الانتقالَ إلى شركة أخرى بنفس الرواتب الحالية.

وفي نظرنا فإن هذه الفلسفة التي تجمع بين إنقاذ الشركات من جهة وتخفيف الأعباء على الموازنات الحكومية من جهة ثانية من شأنها تعزيز تنافسية الشركات والقطاعات الاقتصادية، إذ إن إعادة توجيه الاستثمارات الحكومية إلى تأسيس مشروعات جديدة تستوعب مئات الموظفين أفضل بكثير من ضخه لشركات تستنزف المالية العامة دون أن تحقق عائدا اقتصاديا، ونعتقد أن توجيه المبالغ التي تستنزفها الشركات الحكومية إلى إنشاء شركات جديدة ومصانع تُسهم في تنشيط القطاعات الاقتصادية هو ما ينبغي التركيز عليه في المرحلة المقبلة. الإنتاج ينبغي أن يظل هو الهدف الأساسي لأي إدارة سواء كانت حكومية أو خاصة وليس مجرد دفع رواتب وامتيازات دون أن يكون لها مردود اقتصادي أو تنموي.

من المؤكد أن ازدياد أعداد الموظفين في الطيران العماني عن الحد المقبول عالميا لشركات الطيران هو واحد من مجموعة من التحديات الأخرى التي تواجه الشركة، ونتطلع إلى أن يأتي اليوم الذي يتمكن فيه الناقل الوطني لسلطنة عُمان من إغلاق هذا الملف ليحلق إلى مدن جديدة ويربط مسقط بمختلف دول العالم وأن يكون مساهما رئيسيا في الاقتصاد الوطني بل وداعما للموازنة العامة للدولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطیران العمانی إعادة الهیکلة

إقرأ أيضاً:

تكريم الموظفين المتميزين في أداء أعمالهم بديوان عام محافظة الحديدة

الثورة نت / أحمد كنفاني

أقيم اليوم بمحافظة الحديدة، تكريم 5 من الموظفين المتميزين في أداء أعمالهم خلال العام الماضي 1446هـ بديوان عام المحافظة، بشهادات تقديرية ومبالغ مالية.

وفي الحفل الذي أقيم بالمناسبة، أكد مدير عام الشؤون المالية والإدارية بديوان عام المحافظة عيسى شعيب، أهمية التكريم السنوي للموظفين الذين تميزوا في الأعمال المنوطة بهم، والذين يجب أن يُحتذى بهم.

وأشار إلى أن هذا التكريم للموظفين الذين تم اختيارهم بالتنسيق بين الإدارة العامة للشؤون المالية والإدارية ومدراء عموم الإدارات وفق معيار مستوى الانضباط الوظيفي وإنجاز الأعمال والتعاون مع الزملاء، يمثل حافزاً لبقية الموظفين للارتقاء بمستوى أعمالهم ومهامهم، كما سيساعد على خلق التميز والإبداع بين الموظفين من أجل تقديم أفضل الخدمات.

وحيا جهود كافة موظفي الديوان خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار.. حاثا اياهم بأن يكونوا النموذج الذي يحتذى به في كل الادارات، مؤكداً على ضرورة استشعار الجميع لمسؤولياتهم في القيام بمهامهم المنوطة بهم.

وثمن جهود قيادة المحافظة في تذليل كافة الصعوبات والمعوقات من أجل إنجاح العمل وتكريم الموظفين المثاليين بصورة سنوية كتحفيز لجميع الكادر الوظيفي لبذل مزيد من الجهد.

فيما هنأ مدير عام الموارد المالية بديوان عام المحافظة أمجد الحسني الموظفين المكرمين، لافتا إلى أن تكريم عدد من الموظفين والعاملين يعتبر تكريم للجميع وتحفيز على العطاء والبذل بشكل أكبر في المرحلة المقبلة.

بدورها عبرت مدير عام إدارة تنمية المرأة بديوان عام المحافظة مريم العطاس، عن الشكر والتقدير لزميلاتها من الموظفات المكرمات نظير جهودهن الكبيرة في العمل واعتبارهن نموذج للمرأة التي تجسد الهوية الايمانية في وظيفتها.

مقالات مشابهة

  • ترامب يتحدث عن مكالمته الأخيرة مع نتنياهو وخطة إعادة احتلال غزة
  • فرنسا ترفض تجديد تأشيرات عمل موظفي أمن شركة الطيران الإسرائيلية لدي باريس
  • لجنة شؤون الموظفين تبحث تسويات وتعيينات جديدة في قطاع التعليم
  • تكريم الموظفين المتميزين في أداء أعمالهم بديوان عام محافظة الحديدة
  • صرف مرتبات الموظفين النازحين لشهري نوفمبر وديسمبر 2024م
  • رغم توقف المفاوضات وخطة احتلال غزة.. مصر وقطر تعدّان مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار
  • رئيس الشركة: سيارات تويوتا ذات المنشأ الصيني غير ملائمة لأجواء العراق
  • إنجاز عالمي جديد لموسيقى سلاح الجو السلطاني العُماني
  • مان يونايتد يبرم صفقات بالملايين ويطرد مئات الموظفين
  • ماني يخرج من حسابات جيسوس