الصين تدرس العروض الأميركية بشرط إلغاء الرسوم
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
أفادت وكالة بلومبيرغ في تقرير نُشر الجمعة بأن الحكومة الصينية أعلنت أنها تدرس بشكل جدي "العروض المتكررة" التي قدمها مسؤولون أميركيون كبار لبدء مفاوضات تجارية، لكنها شددت على أن أي مفاوضات لا يمكن أن تبدأ قبل قيام واشنطن بإلغاء الرسوم الجمركية أحادية الجانب.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان: "إذا لم تصحح الولايات المتحدة إجراءاتها الأحادية الخاطئة بشأن الرسوم، فهذا يعني أنها تفتقر تماما إلى النية الصادقة، وسيفاقم من تآكل الثقة المتبادلة بين الطرفين".
يأتي هذا الموقف الصيني في وقت بدأت تظهر فيه التكلفة المتزايدة للحرب التجارية على الشركات الأميركية. فقد أعلنت شركة آبل عن مبيعات فصلية مخيبة للآمال في الصين، كما حذرت من أن الرسوم الجديدة ستزيد تكاليفها خلال هذا الربع، من جهتها، صرّحت أمازون أنها تستعد لمناخ أعمال "أكثر صعوبة" في الأشهر المقبلة.
ولم تتوقف التأثيرات عند الشركات العاملة في السوق الصينية فقط، بل امتدت إلى الشركات الأميركية التي تحاول تعزيز قدراتها التصنيعية محليا، إذ تتعرض لعوائق بسبب الرسوم المفروضة على الآلات والمعدات المصنعة في الصين. وقدّمت أكثر من 180 شركة -من بينها فورد وتسلا- أكثر من 1100 طلب إعفاء فردي في هذا السياق.
ومن المنتظر أن يشعر المستهلك الأميركي بمزيد من الضغوط مع دخول رسوم جديدة على البضائع الصينية منخفضة القيمة حيز التنفيذ اليوم. وقد يشكل ذلك ضربة كبيرة للبائعين المستقلين عبر الإنترنت، الذين يعتمدون على الواردات الصينية بأسعار منخفضة.
إعلانوعلّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هذه التحولات، قائلا: "قد يجد الأطفال أنفسهم أمام خيار لشراء دميتين فقط بدلا من 30 دمية كما في السابق"، في إشارة ساخرة إلى تقليص التنوع على رفوف المتاجر نتيجة الرسوم الجمركية.
تراجع في قطاع التصنيع الآسيويوأظهرت مؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن مؤسسة "ستاندرد آند بورز غلوبال" أن النشاط التصنيعي تراجع في معظم دول آسيا خلال أبريل/نيسان، حيث عانت الشركات من ضعف الطلب وتباطؤ الطلبيات الجديدة بفعل حالة عدم اليقين التجاري. وسُجل انخفاض حاد في المؤشرات لكل من كوريا الجنوبية وتايوان.
وفي سياق منفصل، حددت كوريا الجنوبية يوم الثالث من يونيو/حزيران المقبل موعدا للانتخابات الرئاسية.
على الجانب الياباني، قال المفاوض التجاري الرئيسي ريوسي أكازاوا إن بلاده تهدف إلى التوصل لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة في يونيو/حزيران، عقب جولة محادثات وصفها بـ"الصريحة والمنفتحة"، رغم الحاجة لمزيد من التفاصيل العملية.
وألمح وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو إلى إمكانية استخدام حيازات بلاده الضخمة من سندات الخزانة الأميركية -وهي الأكبر في العالم- كورقة تفاوضية في المحادثات.
خفض داخلي وزيادة دفاعيةوبينما تستمر الضغوط الاقتصادية، يستعد الرئيس ترامب لتقديم مقترح أولي لميزانية عام 2026، يتضمن تخفيضا في الإنفاق الداخلي إلى 557 مليار دولار (بانخفاض قدره 163 مليارا عن مستويات العام الجاري)، مقابل زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 1.01 تريليون دولار، بارتفاع نسبته 13%، وفقا لتصريحات مسؤولين في الإدارة الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الأسواق العالمية تتراجع تحت ضغط رسوم ترامب الجمركية
أدى الإعلان رسميا عن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة إلى هبوط حاد في البورصات العالمية اليوم الجمعة حتى لو أن تأجيل تطبيقها حتى 7 أغسطس/آب الجاري دفع العديد من الدول إلى التفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى اللحظة الأخيرة لتجنب فرض رسوم إضافية باهظة.
وسعيا إلى "إعادة هيكلة التجارة العالمية لما يعود بالنفع على العمال الأميركيين" من خلال فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 و41% على نحو 70 شريكا تجاريا تُغرق واشنطن الاقتصاد العالمي مجددا في حالة من عدم اليقين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رسوم ترامب تهدد بتعميق خسائر أسهم الهندlist 2 of 2تراجع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار بنهاية الأسبوعend of listوفي حين ترحب بعض الدول الآسيوية بالاتفاقات التي تم التوصل إليها لا تزال دول أخرى من كندا إلى سويسرا تحت وقع الصدمة بعد فرض الحواجز التجارية الجديدة المعقدة أحيانا.
وجاء رد فعل الأسواق المالية سلبيا على هذا التطور الجديد اليوم، وفي أوروبا تراجعت البورصات الرئيسية وسجلت أسهم شركات الأدوية خسائر، وانخفض مؤشر فوتسي 100 البريطاني 0.7% إلى 9068 نقطة، في حين تراجع مؤشر داكس الألماني 2.66% إلى 23 ألفا و425 نقطة، وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي 2.91%، في حين تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي المجمّع 1.89% إلى 535.79 نقطة.
وفي آسيا، تراجعت البورصات في الصين واليابان بشكل طفيف، وهبطت بورصة كوريا الجنوبية 3.88%، وفي وول ستريت أشارت العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسية الثلاثة إلى بدء جلسة التداول بتراجع حاد.
ووقّع دونالد ترامب المؤيد للحمائية التجارية المرسوم التنفيذي مساء أمس الخميس، مانحا الدول مهلة من بضعة أيام.
وأكد البيت الأبيض أن ضرائب الاستيراد الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في معظم الدول في 7 أغسطس/آب الجاري بدلا من الأول منه كما كان مقررا أصلا، وذلك للسماح لمسؤولي الجمارك بتنظيم عمليات الجباية.
لكن هذا التأجيل يتيح فرصة لمفاوضات جديدة كما ترى دول عدة.
إعلان إعفاء لقطاعات رئيسيةبدوره، أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن بلاده تخوض "مفاوضات مكثفة" بعد أن فرضت واشنطن عليها رسوما تبلغ 30% تهدد بحسب البنك المركزي 100 ألف وظيفة.
وقال رئيس تايوان لاي تشينغ تي إن البلاد -التي تواجه رسوما جمركية إضافية بنسبة 20% بسبب صناعتها للرقائق الإلكترونية- "ستسعى جاهدة" لخفضها إلى مستوى معقول.
في المقابل، كانت المفاجأة شديدة لدول مثل سويسرا التي عولت على المفاوضات، وهي تواجه الآن رسوما إضافية بنسبة 39% تزيد بكثير على الوعود التي تلقتها في أبريل/نيسان الماضي (31%).
وردّت الحكومة الفدرالية السويسرية معربة عن "أسفها الشديد"، لكنها أبدت أملا في التوصل إلى حل عن طريق التفاوض مع الولايات المتحدة التي تعتبر سوقا رئيسية لصادراتها، وفي مقدمتها الأدوية والساعات والأجبان والشوكولاتة، بالإضافة إلى كبسولات القهوة والماكينات.
وفُرضت رسوم بنسبة 15% على منتجات الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، في حين فُرضت رسوم بنسبة 10% على المملكة المتحدة، كما حصل الاتحاد الأوروبي على إعفاء لقطاعات رئيسية، لكنّ رسوما إضافية أخرى لا تزال سارية، وقبل تولي دونالد ترامب السلطة كانت الرسوم على السلع الأوروبية بنسبة 4.8% في المتوسط.
إجراء سياسيوعدا عن ذلك تثير هذه القضية قلق قطاعات عديدة، ففي ألمانيا تبدي مصانع البيرة -التي تشهد تراجعا- مخاوف على صادراتها التي تمثل نحو خُمس مبيعاتها.
وفي فرنسا، يأمل قطاع صناعة النبيذ -الذي يتوقع خسارة إيرادات تصل إلى مليار يورو (1.15 مليار دولار)- "الاستفادة من إعفاء"، وفق أحد ممثلي.
وأدانت الصين -التي تخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة لتمديد الهدنة التجارية بينهما لما بعد 12 أغسطس/آب الجاري- سياسة الحمائية التجارية التي تُلحق الضرر بـ"جميع الأطراف".
وحصلت المكسيك على إعفاء لمدة 90 يوما قبل تطبيق زيادة الرسوم الجمركية.
وتُعد هذه الرسوم أيضا وسيلة يستخدمها ترامب لممارسة ضغوط سياسية، فالبرازيل -التي ينتقدها بسبب محاكمة حليفه اليميني المتطرف الرئيس السابق جايير بولسونارو– ستخضع صادراتها إلى الأسواق الأميركية لرسوم جمركية بنسبة 50%.
كما رُفعت من 25% إلى 35% الرسوم الجمركية على منتجات كندا غير المشمولة باتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).
وعبّر رئيس الوزراء مارك كارني عن "خيبة أمله"، لكنه شجع مواطنيه على "شراء المنتجات الكندية الصنع وتنويع أسواق التصدير".
واتهم البيت الأبيض أوتاوا بأنها "فشلت في التعاون للحد من تدفق الفنتانيل وغيره من المخدرات" إلى الولايات المتحدة و"اتخذت إجراءات انتقامية ضدها".
كما حذر ترامب من أن التوصل إلى اتفاق مع كندا سيكون "صعبا جدا" في حال نفذ كارني تعهده بالاعتراف بدولة فلسطين.
وعبّرت بلدان آسيوية عدة تعوّل على السوق الأميركية عن ارتياحها، لأن الرسوم التي فُرضت عليها أدنى مما لوحت به الإدارة الأميركية سابقا.
ومن بين هذه الدول تايلند التي فُرضت عليها رسوم بنسبة 19% مقارنة بـ36% سابقا، والتي أثنت على "نجاح كبير"، وكمبوديا (19% بدل 49%) التي رحبت بما وصفته بأنه "أفضل خبر ممكن".
إعلان