برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، انطلقت أمس في أبوظبي النسخة الأولى من قمة حوكمة التقنيات الناشئة «GETS 2025»، وذلك بتنظيم مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة «ATRC»، بالشراكة الاستراتيجية مع النيابة العامة الاتحادية.

ويشارك في القمة، التي تمتد أعمالها لليوم، صناع السياسات العالميون، والخبراء القانونيون، والتقنيون، وقادة الشباب، في تجمع عالمي هو الأول من نوعه حول الحوكمة المسؤولة للتقنيات المتقدمة.

وشهد اليوم الأول من القمة حضور أكثر من ألف مشارك من أكثر من 20 دولة، من بينهم وزراء وشخصيات ووفود عربية رفيعة المستوى، من أبرزها النائب العام لدولة قطر والوفد المرافق له، والنائب العام لجمهورية مصر العربية والوفد المرافق له، ومساعد النائب العام في سلطنة عمان والوفد المرافق له، إضافة إلى قضاة وخبراء سياسات، وشخصيات دولية رائدة في مجالات التكنولوجيا والقانون.

وتناولت أجندة اليوم الأول قضايا مهمة في مستقبل التحول الرقمي، مثل: الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي، وتنظيم البيانات عبر الحدود، والمرونة السيبرانية، والأمن في مرحلة ما بعد الكمّ.

وألقى كلمات رئيسية كل من معالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد، ومعالي فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب، والدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، ومقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، والدكتور محمد عبيد الكعبي، رئيس دائرة القضاء لإمارة الشارقة، والمستشار سالم علي الزعابي، رئيس نيابة بمكتب النائب العام للاتحاد.

وأكد معالي حمد الشامسي، أن دولة الإمارات تواصل تأكيد دورها الريادي في قيادة الحوار العالمي بشأن حوكمة التكنولوجيا، من خلال الدعوة إلى تطوير أنظمة شفافة، خاضعة للمساءلة، ومبنية على قيم إنسانية، مشيراً إلى أن القمة تؤكد على الإيمان بأن الابتكار لا يكتمل دون التزام أخلاقي، وأن مستقبل التقنيات الناشئة ينبغي أن يُوجَّه ليس فقط بالتقدم التكنولوجي، بل بالهدف السامي الذي يخدم الإنسان والمجتمع.

وفي جلسة حوارية خاصة أشار معالي فيصل البناي، إلى الحاجة الملحة للابتكار المسؤول، لافتاً إلى أهمية حوكمة التكنولوجيا العالمية.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: مسيرتنا راسخة شامخة مشاركة واسعة في «حوكمة التقنيات الناشئة 2025» بأبوظبي

وأضاف معاليه أنه يجب على المؤسسات التقنية تحمل المسؤولية عن التقنيات التي تطلقها، وهذا يتطلب تعاوناً قوياً ومستمراً بين الجهات الفاعلة في مجال التكنولوجيا والمنظمين.

كما شهدت القمة عقد عدة جلسات سُلط من خلالها الضوء على الدور الحاسم للشباب في تشكيل الحوكمة الرقمية، وتحديات هيكلية الأنظمة المستقلة وحماية الحقوق الرقمية، ودور التكنولوجيا في تطوير الأنظمة القضائية العالمية، وتحديات الذكاء الاصطناعي في مجال خصوصية المعلومات.

كما ناقشت التداعيات السيبرانية للتقنيات المتقدمة والناشئة، وأهمية تكامل أدوار الحكومة والتكنولوجيا والمجتمع لبناء مستقبل رقمي أكثر عدالة، وسبل الاستعداد لمستقبل ما بعد الكوانتوم والأمن السيبراني وحوكمة الأعمال.

وضمن الجلسة التي عقدت تحت عنوان «من الرؤية للتمكين: خريطة الطريق لمستقبل العدالة الجنائية 2030»، استعرض المستشار سالم الزعابي استراتيجية الذكاء الاصطناعي للنيابة العامة لدولة الإمارات للأعوام 2025-2030، التي تسعى من خلالها النيابة إلى ترسيخ مكانتها كمؤسسة قضائية وقانونية رائدة تتبنى الابتكار الرقمي والحوكمة الذكية ضمن رؤيتها الإستراتيجية الشاملة.

وأشار إلى أن الاستراتيجية ترتكز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في تعزيز كفاءة منظومة العدالة الجنائية، ودعم متخذي القرار، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، مع ضمان الالتزام بأعلى المعايير الأخلاقية والقانونية.

وقدمت القمة التي شهدت مشاركة مركز تريندز للبحوث والاستشارات باعتباره شريكاً معرفياً رسمياً لها، عدداً من التوصيات العالمية في يومها الأول، حيث دعت إلى ضرورة إيجاد ميثاق عالمي للتفاعل البشري مع الذكاء الاصطناعي يضمن دمج الأخلاق والمساواة في الابتكار منذ البداية، كما أشارت إلى تعزيز دور الشباب كمشاركين في تصميم الحوكمة الرقمية، واستعرضت أهمية تبني الأمن السيبراني والثقة الرقمية كضرورات وطنية، والعمل على تحقيق التوازن المطلوب بين القانون والعدالة والتطور التقني.

كما ناقشت القمة الجاهزية الكمّية وأمن ما بعد التشفير، حيث حثت على اتخاذ إجراءات مبكرة، ودعت إلى إجراء عمليات تدقيق للبيانات، وترقيات التشفير، والتوافق مع معايير ما بعد الكم، بالإضافة إلى استعراض موضوع الشمول الرقمي والمساواة اللغوية في الذكاء الاصطناعي.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: قمة حوكمة التقنيات الناشئة منصور بن زايد التقنیات الناشئة الذکاء الاصطناعی النائب العام ما بعد

إقرأ أيضاً:

كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب؟

انتشر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من فئة نماذج اللغة العميقة مثل "شات جي بي تي" وغيره بين الطلاب من مختلف الفئات العمرية والمراحل الدراسية.

وتتنوع استخدامات مثل هذه النماذج بين الاستعانة بها على شرح المواد الدراسية أو حتى تلخيصها والإجابة عن بعض الأسئلة التي يواجه الطلاب صعوبة في فهمها.

ولكن ما الأثر الذي يتركه استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة؟ وهل هو أثر إيجابي أم سلبي؟

تحاول الدراسة التي أجراها الباحثون في المعهد الأسترالي للتعلم الآلي بجامعة أديلايد وجامعة جنوب أستراليا فضلا عن مركز "داتا 61" التابع لمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا، الإجابة عن هذه الأسئلة.

معايير الدراسة

اعتمدت الدراسة على منهجية جيرت بيبستا التعليمية لاختبار أثر نماذج الذكاء الاصطناعي على عملية التعليم والطلاب الذين يستخدمونها.

الدراسة شملت مراحل تعليمية مختلفة (غيتي)

وتقيس هذه المنهجية 3 معايير مختلفة لقياس جودة التعليم وكفاءته وهي:

الكفاءة: يشير هذا المعيار إلى آلية اكتساب المعرفة والمهارات والقدرات. الارتباط الاجتماعي: يقيس مدى قدرة الطالب على الاندماج في المجتمعات الثقافية والاجتماعية والتعلم التعاوني. القدرات الذاتية: يقيس قدرة الطالب كشخص مستقل قادر على اتخاذ القرارات بمفرده وتحمل المسؤولية.

ثم قامت الدراسة بإجراء تحليل تجميعي لأكثر من 133 دراسة مستقلة ومنفصلة، تضمنت هذه الدراسات 188 تجربة بين عام 2022 وحتى عام 2025، وشملت مراحل تعليمية مختلفة بدءا من التعليم العالي وحتى المدارس المعتادة ورياض الأطفال في بعض الدراسات.

ووقع اختيار الدراسة على نموذج "شات جي بي تي" بشكل أساسي، إذ تم استخدامه في 87% من إجمالي التجارب التي شملتها الدراسة.

أثر إيجابي على كفاءة التعليم

وخلصت نتائج الدراسة إلى أن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي كان لها أثر إيجابي واضح وكبير على كفاءة التعليم وجودة العملية نفسها.

إعلان

ويعني هذا أن الطلاب الذين اعتمدوا على نماذج الذكاء الاصطناعي أظهروا معدل تحصيل أعلى من غيرهم حال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كمدرس خاص يمكنك الحديث معه.

كما أن هذه النتائج كانت أكثر وضوحا عندما وجد الطلاب إطارا واضحا لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة وفهم المطلوب منهم.

كان للذكاء الاصطناعي أثر إيجابي عند استخدامه كمعلم ذكي (غيتي)

ووجدت الدراسة أيضا أثرا إيجابيا في عملية التواصل الاجتماعي بين الطلاب المختلفين، ولكن هذا الأثر اعتمد بشكل كبير على آلية استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ شجعت الأدوات الطلاب على الجلوس معا ومناقشة الأوامر والنتائج الخاصة بها.

ولكن أثر الذكاء الاصطناعي على تنمية القدرات الذاتية كان الأقل بشكل عام، ورغم كونه أثرا إيجابيا في المجمل، فإنه كان أقل من غيره.

ويمكن فهم هذا الأمر لأن الذكاء الاصطناعي يتخذ القرارات العلمية ويتبع النُّهج المختلفة دون العودة إلى الطلاب.

هل أثر الذكاء الاصطناعي إيجابي؟

لا يمكن القول بشكل قاطع إن الذكاء الاصطناعي له أثر إيجابي أو سلبي، إذ يعتمد الأمر بشكل واضح على آلية الاستخدام التي يقوم بها فرد مع الذكاء الاصطناعي.

وفي حالة هذه الدراسة، اعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي ليكون مدرسا مساعدا يوضح لهم ما لم يتمكنوا من فهمه، ولكن إن انعكس الأمر واعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لأداء المجهود بنفسه ودون محاولة فهم الدروس المطلوبة منهم يصبح هذا الأثر سلبيا بشكل كبير.

ويعزز البحث أهمية توفير الدعم الملائم وآليات التقييم المرنة، إذ إن الطلاب البارعين في استخدام التكنولوجيا يستفيدون من تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرهم دون النظر للمستوى التعليمي.

مقالات مشابهة

  • كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب؟
  • صندوق النقد: الأسواق الناشئة أصبحت صامدة أكثر أمام الصدمات العالمية
  •  رئيس «نزاهة» ⁩يبحث مع النائب العام القطري تعزيز التعاون في مكافحة جرائم الفساد
  • جيتكس جلوبال يُسلّط الضوء على تطورات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي
  • «البديوي»: دول المجلس أولت اهتماماً متزايداً بقطاع الذكاء الاصطناعي إدراكًا منها لدوره المحوري
  • المعونة الوطنية: وقف المعونة عن الأسر التي تمتلك أكثر من عقار
  • المنتدى البرلماني التشريعي الأول ينطلق اليوم في أبوظبي
  • رئيس "نزاهة" يبحث مع النائب العام البحريني تعزيز التعاون في مكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود
  • عُمان تستضيف "قمة الذكاء الاصطناعي وتحول التعليم".. 20 أكتوبر
  • الأصوات التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي.. الجانب المظلم من التقنية المدهشة