البلاد – طرابلس
تعيش ليبيا على وقع تصعيد غير مسبوق من التوترات الأمنية والسياسية، أعادها إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي، مع تحذيرات من انزلاق البلاد نحو انفجار شامل في ظل اشتباكات دامية بين الميليشيات المسلحة، واحتقان شعبي متصاعد، وانقسامات سياسية حادة تؤجل أي أفق للحل.
ففي غرب البلاد، اندلعت جولات عنف جديدة في مدينتي الخمس والزاوية بين ميليشيات “القوة المشتركة مصراتة” و”جهاز دعم الاستقرار”، ما أسفر عن سقوط ضحايا وتدمير ممتلكات، وسط تحشيدات عسكرية مثيرة للقلق في محيط العاصمة طرابلس، حيث يتخوّف سكانها من عودة المواجهات المسلحة إلى شوارع المدينة.


وأمام هذا التصعيد، أعلن حراك “شباب طرابلس الكبرى” رفضه القاطع لأي عمليات عسكرية داخل العاصمة، ملوحاً برد ميداني إذا فُرض القتال، في مؤشر على تفاقم الاحتقان الشعبي وخطر الانفجار في أي لحظة.
سياسيًا، لا تزال البلاد عالقة في دوامة انقسام الشرعيات بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب، حيث أعلن الأول عن حزمة إجراءات قانونية لتنظيم الانتخابات والتمهيد للاستقرار، قوبلت برفض فوري من أطراف سياسية اعتبرتها غير شرعية. في المقابل، تقدم البرلمان بمقترح تشكيل حكومة جديدة للإشراف على الاستحقاقات الانتخابية، ما زاد من تعقيد المشهد.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان بعثة الأمم المتحدة تسلمها التقرير النهائي للجنة الاستشارية، متضمناً مقترحات قانونية وسياسية تتعلق بالقاعدة الدستورية، مع تعهد بإطلاق مشاورات لرسم خارطة طريق تؤدي إلى انتخابات موحدة وتوحيد المؤسسات المنقسمة.
ويرى محللون ليبيون أن أي حل جدي للأزمة لا يمكن أن ينجح ما لم يبدأ بتفكيك الميليشيات المسلحة وجمع السلاح المنتشر خارج سيطرة الدولة. وقال الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية، إن “مفتاح الحل يكمن في توحيد المؤسسة العسكرية، والذهاب إلى انتخابات حرة، تمنح القرار للشعب”.
من جهته، شدد المحلل العسكري محمد الترهوني على أن “بقاء الميليشيات يطيل أمد الأزمة، ويمنع بناء مؤسسات قوية”، مؤكدًا أن تفكيك هذه الكيانات ضرورة قصوى لتحقيق الاستقرار.
في خضم هذه الفوضى، برز الغضب الشعبي كعنصر فاعل، مع دعوات أطلقها حراك “ليبيا الوطن” لتنظيم وقفات احتجاجية في عدد من المدن، رفضًا لما وصفه بـ”المشاريع الأجنبية المشبوهة”، وذلك بعد تقارير تحدثت عن مخطط لاستقبال مهاجرين غير نظاميين من الولايات المتحدة وتوطينهم في ليبيا. ورأى نشطاء أن مثل هذه الخطط تمثل محاولة لاستغلال الانقسام والضعف في ليبيا وتحويلها إلى ساحة تصفية حسابات دولية، على حساب السيادة الوطنية ومعاناة الشعب.
وتبقى ليبيا في مفترق حرج، بين الانفجار الأمني والانهيار السياسي، أو مسار عسير نحو الاستقرار، يتطلب توافقًا حقيقيًا على تفكيك الميليشيات، وإعادة القرار إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع، وسط مشهد إقليمي متشابك ومصالح دولية متداخلة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

خروج شعبي حاشد في طهران احتفالا بالنصرعلى الكيان الصهيوني



وذكرت وكالة "مهر "للأنباء، أن جمع غفير من أبناء طهران احتشدوا في ساحة الثورة ، حيث عبّروا عن تقديرهم لجهود القوات المسلحة في التصدي لجرائم الكيان الصهيوني والرد على العدوان الذي استهدف الأراضي الإيرانية.

وشارك في هذا التجمع مواطنون من مختلف الفئات، من رجال ونساء وأطفال، رافعين الأعلام الإيرانية وصور قائد الثورة الإسلامية والشهداء، بالإضافة إلى لافتات كُتبت عليها شعارات مثل: "صامدون حتى النهاية"، "أمريكا شريكة في جميع جرائم الكيان الصهيوني"، "لا للسلام المفروض، نعم للسلام المستدام"، "لبّيك يا خامنئي ".

كما ردد المشاركون هتافات منددة بأمريكا والكيان الصهيوني، منها "لا للتسوية، لا للاستسلام، المعركة مع أمريكا"، "الموت لأمريكا"، "الموت لإسرائيل قاتلة الأطفال"، مؤكدين دعمهم المطلق للقوات المسلحة وتمسكهم بالوحدة الوطنية خلف القيادة .

وردد الحاضرون أيضًا شعارات داعمة لقوات حرس الثورة الإسلامية، والجيش الإيراني، وقوات التعبئة، وقوى الأمن الداخلي .

مقالات مشابهة

  • قتيل وجريح في اشتباكات دامية في شبوة
  • اشتباكات قبلية دامية في الجوف وسط اتهامات للحوثيين بتأجيج الثأر وتفكيك النسيج القبلي
  • خروج شعبي حاشد في طهران احتفالا بالنصرعلى الكيان الصهيوني
  • لافروف: العالم على حافة الانفجار وحوار الكبار قد ينقذ البشرية
  • تيتيه: اجتماع برلين يشكل نقلة نحو إطلاق عملية سياسية جامعة في ليبيا
  • الترهوني: لا أمل في الانتخابات قبل إنهاء سيطرة الميليشيات
  • الأوجلي محذرًا: طرابلس تعيش سيناريو “فجر ليبيا” من جديد
  • التكبالي: الدبيبة تحالف مع الميليشيات سابقًا وتصريحاته الآن بلا مصداقية
  • منظمات أممية: ملايين اليمنيين على حافة المجاعة
  • الرئيس الإيراني يشارك في تجمع شعبي بطهران تنديدا بالعدوان الأمريكي