انقسام سياسي يعمّق الأزمة.. ليبيا على حافة الانفجار.. اشتباكات دامية وغضب شعبي
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
البلاد – طرابلس
تعيش ليبيا على وقع تصعيد غير مسبوق من التوترات الأمنية والسياسية، أعادها إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي، مع تحذيرات من انزلاق البلاد نحو انفجار شامل في ظل اشتباكات دامية بين الميليشيات المسلحة، واحتقان شعبي متصاعد، وانقسامات سياسية حادة تؤجل أي أفق للحل.
ففي غرب البلاد، اندلعت جولات عنف جديدة في مدينتي الخمس والزاوية بين ميليشيات “القوة المشتركة مصراتة” و”جهاز دعم الاستقرار”، ما أسفر عن سقوط ضحايا وتدمير ممتلكات، وسط تحشيدات عسكرية مثيرة للقلق في محيط العاصمة طرابلس، حيث يتخوّف سكانها من عودة المواجهات المسلحة إلى شوارع المدينة.
وأمام هذا التصعيد، أعلن حراك “شباب طرابلس الكبرى” رفضه القاطع لأي عمليات عسكرية داخل العاصمة، ملوحاً برد ميداني إذا فُرض القتال، في مؤشر على تفاقم الاحتقان الشعبي وخطر الانفجار في أي لحظة.
سياسيًا، لا تزال البلاد عالقة في دوامة انقسام الشرعيات بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب، حيث أعلن الأول عن حزمة إجراءات قانونية لتنظيم الانتخابات والتمهيد للاستقرار، قوبلت برفض فوري من أطراف سياسية اعتبرتها غير شرعية. في المقابل، تقدم البرلمان بمقترح تشكيل حكومة جديدة للإشراف على الاستحقاقات الانتخابية، ما زاد من تعقيد المشهد.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان بعثة الأمم المتحدة تسلمها التقرير النهائي للجنة الاستشارية، متضمناً مقترحات قانونية وسياسية تتعلق بالقاعدة الدستورية، مع تعهد بإطلاق مشاورات لرسم خارطة طريق تؤدي إلى انتخابات موحدة وتوحيد المؤسسات المنقسمة.
ويرى محللون ليبيون أن أي حل جدي للأزمة لا يمكن أن ينجح ما لم يبدأ بتفكيك الميليشيات المسلحة وجمع السلاح المنتشر خارج سيطرة الدولة. وقال الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية، إن “مفتاح الحل يكمن في توحيد المؤسسة العسكرية، والذهاب إلى انتخابات حرة، تمنح القرار للشعب”.
من جهته، شدد المحلل العسكري محمد الترهوني على أن “بقاء الميليشيات يطيل أمد الأزمة، ويمنع بناء مؤسسات قوية”، مؤكدًا أن تفكيك هذه الكيانات ضرورة قصوى لتحقيق الاستقرار.
في خضم هذه الفوضى، برز الغضب الشعبي كعنصر فاعل، مع دعوات أطلقها حراك “ليبيا الوطن” لتنظيم وقفات احتجاجية في عدد من المدن، رفضًا لما وصفه بـ”المشاريع الأجنبية المشبوهة”، وذلك بعد تقارير تحدثت عن مخطط لاستقبال مهاجرين غير نظاميين من الولايات المتحدة وتوطينهم في ليبيا. ورأى نشطاء أن مثل هذه الخطط تمثل محاولة لاستغلال الانقسام والضعف في ليبيا وتحويلها إلى ساحة تصفية حسابات دولية، على حساب السيادة الوطنية ومعاناة الشعب.
وتبقى ليبيا في مفترق حرج، بين الانفجار الأمني والانهيار السياسي، أو مسار عسير نحو الاستقرار، يتطلب توافقًا حقيقيًا على تفكيك الميليشيات، وإعادة القرار إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع، وسط مشهد إقليمي متشابك ومصالح دولية متداخلة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
شركات مصرية تشارك في معرض “ليبيا بيلد” في طرابلس 12 مايو
يشارك 27 شركة مصرية رائدة في قطاع الصناعات الكيماوية في فعاليات الدورة السابعة عشر لمعرض “ليبيا بيلد – طرابلس”، الذي يُقام في العاصمة الليبية خلال الفترة من 12 إلى 15 مايو 2025.
وتقام المشاركة المصرية على مساحة تبلغ 436 مترًا مربعًا، وسط حضور دولي واسع يشمل 9 دول هي: إيطاليا، تركيا، مصر، فرنسا، مالطا، تونس، ألمانيا، الصين، والنمسا. ويقود المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة هذه المشاركة النوعية لعدد كبير من الشركات المصرية المتخصصة.
وأوضح المهندس خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، أن هذه المشاركة تأتي في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي المتنامي بين مصر وليبيا. وأشار إلى أن الهدف الرئيسي هو تعزيز حضور المنتجات المصرية عالية الجودة وذات الأسعار التنافسية في السوق الليبية، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون المثمر مع الشركاء الليبيين، خاصة في ظل الإقبال المتزايد على المنتجات الكيماوية المصرية.
وأكد أبو المكارم على الأهمية الاستراتيجية للسوق الليبية بالنسبة للمنتجات المصرية، واصفًا معرض “ليبيا بيلد” بأنه منصة حيوية لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. وأضاف أن زيادة الصادرات الكيماوية ستساهم بشكل فعال في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأهداف الطموحة لخطة الدولة لزيادة الصادرات غير البترولية.