في يوم 4 مايو الجاري، صادق المجلس الوزاري الأمني-السياسي الإسرائيلي بالإجماع على عملية "مركبات جدعون" بهدف تصفية المقاومة الفلسطينية وخصوصًا حركة "حماس"، وهي الخطة التي وضعها رئيس الأركان "إيال زامير" وقيادة الجيش، وتمت المصادقة عليها من قِبل وزير الدفاع "إسرائيل كاتس" ورئيس الوزراء الإرهابي "بنيامين نتنياهو".
ويتمثل العنصر المركزي بالخطة في إجلاء واسع النطاق لجميع سكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى المناطق الجنوبية من القطاع، ولا سيما باتجاه رفح، مع فصلهم عن عناصر حماس، من أجل تمكين الجيش الإسرائيلي من حرية العمل والتحرك عملياتيًا، إضافًة إلى وضع كافة الإمكانات وإيجاد غطاء حماية قوي للقوات المناورة من البر والجو والبحر من خلال استخدام أدوات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المباني المهددة، مع استمرار الحصار الإنساني الواسع النطاق على أهلنا في غزة وفتح المجال لـ "الهجرة الطوعية"، وإن كان من الواضح أن الهدف الأسمى هو التهجير باتجاه سيناء.
وبعيدًا عن تفاصيل الخطة، لاحظنا أن اسمها "جدعون"، وهو إسم توراتي يتم استخدامه من قِبل الصهاينة لإضفاء البعد الديني على تحركات جيشهم المجرم وإضفاء قداسة مزعومة من نوعية أن "الرب مع بني إسرائيل" بوصفهم "شعب الله المختار".
وجدعون بن يواش (1252- 1152 ق.م).. هو أحد زعماء العبرانيين المعروفين بـ "قضاة إسرائيل"، وقد ورد ذكره في الإصحاح السادس- سفر القضاة بالعهد القديم (التوراة)، حيث قاتل "المديانيين" بأرض كنعان (فلسطين) بعدد قليل من الجنود لا يتعدى الـ (300) مقاتل لا يعرفون الخوف تم اصطفاؤهم من أصل (32) ألف مقاتل، استطاعوا هزيمة جيش جرار، وانتصروا في معركة بدت شبه مستحيلة.
وقد استلهم الصهاينة نفس الاسم "عملية جدعون" في الفترة ما بين (10-15) مايو 1948م، حين قام إرهابيو حركة "الهاجاناه" بقيادة "لواء جولاني" بالاستيلاء على قرية بيسان الفلسطينية (83 كم شمال شرق القدس)، والتي تُعرف حاليًا باسم "بيت شان" لمحو أي ارتباط بتاريخها الفلسطيني، حيث تم تهجير أهالي القرية بالقوة، مع طرد أهالي كافة القرى المجاورة والمخيمات البدوية وإغلاق أحد ممرات الدخول المحتملة لقوات شرق الأردن أثناء حرب 1948م.
وعلى طريقة أن " التاريخ يعيد نفسه"، يأمل الصهاينة أن ينجحوا في تهجير أهل غزة إلى المجهول، وهو ما لن يتمكنوا من فعله - بإذن الله- استنادًا إلى استمساكهم الأكيد بحقهم التاريخي في البقاء بأرضهم، والموقف المصري الصلد برفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
«إغاثة غزة»: العشائر الفلسطينية وفرت الحماية لقوافل المساعدات بالقطاع
قال محمد أبو عفش مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، إنّ العشائر الفلسطينية وفرت الحماية الكاملة لقوافل المساعدات بقطاع غزة دون تدخل أي طرف من الأطراف الفصائلية، ذلك بهدف تمكين قوافل المساعدات من الدخول وتوزيعها بشكل مناسب يضمن العدالة الاجتماعية.
وأضاف «أبو عفش»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ ما يُقال بأن هناك سيطرة لأحد الفصائل على هذه المساعدات هو عار على الصحة، إذ أن ما قام بتوفير الحماية الكاملة لهذه القوافل هي العشائر وأبناء العشائر، كما جرى تحميل هذه القافلات ودخولها إلى مخازن المؤسسات العاملة داخل القطاع.
وتابع: «هذه المؤسسات دولية ووطنية بإمكانها أن تخرج بتصريح واضح حتى تؤكد للجميع أن هذه القوافل دخلت ونزلت في المخازن»، لافتا إلى أن عملية توزيع المساعدات بدأت منذ صباح اليوم، كما أنه لا صحة لما يقوله الاحتلال الإسرائيلي بسيطرة أحد على هذه المساعدات.
وأشار مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة إلى أنّ الاحتلال يضع هذه الذرائع حتى يمنع دخول المساعدات إلى الجوعى والمحتاجين داخل قطاع غزة.
https://youtu.be/XeGJBIMUvcc?si=vBGwuQ1qZNYI0QvS