العراق يعتزم إحياء خط أنابيب النفط كركوك-بانياس عبر سوريا
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
بغداد – أرسل العراق وفدًا رسميا رفيع المستوى الشهر الماضي إلى سوريا لدراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لإعادة تأهيل وتشغيل خط أنابيب كركوك-بانياس وهو أحد أقدم مسارات تصدير النفط في منطقة الشرق الأوسط.
تأتي الخطوة في إطار سعي حكومة العراق لتنويع منافذه التصديرية للنفط وتأمين بدائل مستدامة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
وتكتسب زيارة الوفد العراقي أهمية مضاعفة كونها أول زيارة رسمية رفيعة المستوى بين البلدين بعد التغييرات السياسية التي شهدتها سوريا في نهاية عام 2024، وتتويجًا لمباحثات أولية جمعت رئيس الوزراء العراقي بالرئيس السوري على هامش لقاءات ثنائية عقدت في قطر في وقت سابق من هذا الشهر.
قال المستشار الحكومي علاء الفهد إن زيارة الوفد العراقي إلى دمشق حملت مؤشرات جدية تركزت حول بحث سبل إعادة تأهيل أنبوب كركوك-بانياس النفطي.
وقال الفهد في تعليق للجزيرة نت إن هذه الزيارة تأتي في إطار سعي الحكومة العراقية لتنويع منافذها التصديرية لتأمين استمرار تدفق الصادرات النفطية العراقية عند حدوث أي طارئ، فضلًا عن تعزيز التعاون الاقتصادي واندماج العراق في محيطه الإقليمي.
وفي ما يتعلق بضمانات استمرار تدفق النفط عبر الأنبوب، أكد الفهد إمكانية إبرام اتفاقات دولية ملزمة تضمن هذا الاستمرار ضمن إطار قانوني واضح، مضيفا أن هذه الضمانات ستشمل إشرافًا أمنيا وفنيا مشتركا على مسار الأنبوب، بالإضافة إلى مشاركة أطراف دولية على شكل شركات أو مراقبين في عملية التشغيل، لافتًا إلى أهمية الاتفاق على حماية الأنبوب من خلال تفاهمات إقليمية أوسع قد تشمل دولًا ذات نفوذ في سوريا مثل روسيا وإيران.
إعلانوعن الخطوات المتفق عليها لوضع آليات إعادة العمل بالأنبوب، بيّن الفهد أن ثمة إجراءات أولية تتمثل في البدء بمسح فني شامل لحالة الأنبوب يتبعه تشكيل لجان فنية مشتركة عراقية سورية تضم خبراء وفنيين لدراسة الحالة الفنية والأمنية للأنبوب، وتقديم دراسة حول متطلبات التأهيل الهندسي والتقني، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية إدخال تقنيات حديثة لتسهيل العمل.
وشدد على أهمية ضمان حماية الأنبوب نظرًا للوضع الأمني غير المستقر في المنطقة، مؤكدًا حاجة العراق لضمانات تمنع تعرض هذا الجزء الحيوي من البنية التحتية النفطية لأي أعمال تخريبية.
وأوضح الفهد أن الكلفة التقديرية الأولية لإعادة تأهيل الأنبوب، الذي تضرر في عام 2003 وتعرض للإهمال منذ ذلك الحين، تراوح بين 300 إلى 600 مليون دولار، مضيفا أن هذه التكلفة قد تشمل استبدال أجزاء متضررة من الأنبوب.
وبخصوص التمويل، أشار إلى أن الخيارات المتاحة تشمل التمويل عبر الموازنة العامة، أو من خلال عقد شراكات مع شركات عالمية متخصصة، أو عبر دعم من شركات إقليمية تستثمر في المشروع بما يضمن تحقيق مردود اقتصادي للعراق وسوريا.
وقالت مصادر في وزارة الطاقة السورية التي تسلّمت مهام عملها حديثًا، للجزيرة نت، إن مشروع خط النفط العراقي يُعد من الملفات ذات الأولوية لدى الوزارة، ويجري النظر فيه ضمن خطة أوسع للتعاون الإقليمي في قطاع الطاقة.
المصالح المشتركةأكد الخبير النفطي أحمد عسكر أن توجه العراق نحو تحسين علاقاته مع جميع دول الجوار يمثل خطوة ضرورية لتحقيق توازن اقتصادي وإنعاش الاقتصاد الوطني.
وتناول عسكر في تعليق للجزيرة نت وضع خط الأنابيب العراقي السوري الذي يمتد إلى ميناء بانياس، والذي أنشئ في عام 1952 قائلا إن هذا الخط، البالغ طوله نحو 800 كيلومتر وبطاقة ضخ تصل إلى 300 ألف برميل يوميا، يعاني من تقادم شديد تجاوز 7 عقود، وتضرر نتيجة للظروف الأمنية غير المستقرة والأعمال التخريبية.
إعلانوعن الجدوى الاقتصادية لإعادة تأهيل الخط، قال عسكر "في ظل إنتاج كركوك الحالي الذي لا يتجاوز 300 ألف برميل يوميا، يبقى السؤال عن قدرة هذا الإنتاج على تلبية طاقة الخط وتحمل تكاليف النقل وإعادة التأهيل"، منوها إلى أنه في حال وجود خطط لزيادة الإنتاج في كركوك، فإن إعادة تفعيل هذا الشريان النفطي قد تمثل خيارًا إستراتيجيا.
ولفت عسكر إلى أن هذا المسار يمنح العراق ميزة الوصول المباشر إلى الأسواق الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط.
من جانبه، يقول المحلل الاقتصادي سعد الشارع إن الخط تعرض لانقطاعات كبيرة وتفجيرات في مناطق عدة داخل سوريا.
ويقول في حديث للجزيرة نت إن معظم الآراء الفنية تميل إلى أن الخيار الأفضل هو إنشاء خط جديد، بسبب حجم التخريب الكبير، ولأن خط النقل لم يُضخ فيه النفط منذ سنوات طويلة، فأدى ذلك إلى تآكل داخلي كبير يصعب معه إصلاحه أو إعادة تأهيله.
ويضيف أن "تنفيذ هذا المشروع يتطلب أولًا توافقًا سياسيا بين الحكومتين السورية والعراقية، يليه اتفاق اقتصادي بين وزارة النفط العراقية وهيئة النفط السورية"، مشيرًا إلى أن بوادر هذا التفاهم ظهرت في الزيارة الأخيرة لوفد وزارة النفط العراقية إلى دمشق، والتي طُرح فيها موضوع إعادة تفعيل الخط.
عوائد ماليةيرى الأكاديمي والباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية الدكتور عبد المنعم حلبي أن المشروع يحمل أهمية إستراتيجية كبرى، تتجاوز البعد التقني لتصل إلى فرص اقتصادية حقيقية يمكن أن تنعكس على سوريا بشكل مباشر.
ويقول حلبي للجزيرة نت إن العوائد الاقتصادية لهذا المشروع تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
الأول: عوائد مالية مباشرة قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا تدخل خزينة الدولة. الثاني: عوائد تجارية تتمثل في الحصول على كميات من النفط العراقي بأسعار مخفضة لتكريرها في مصفاة بانياس، بما يسهم في دعم السوق السورية بالمشتقات النفطية. إعلانويشير حلبي إلى أن النظام السوري لم يكن يفصح عن حجم هذه العوائد في الماضي، إلا أن التحصيل كان "جيدًا جدا مقارنة بقيمة الدولار في السبعينيات"، لافتًا إلى أن تقديرات اليوم تُظهر إمكانات مالية كبيرة إذا أُنجز المشروع بنجاح.
وتشير المعطيات إلى أنه في حال تفعيل المشروع، يُتوقع أن يتحول إلى رافعة اقتصادية للبلدين، خصوصًا لسوريا التي تعاني من أزمة وقود مزمنة، وسيتيح لها هذا الخط موارد إضافية وفرص شراكة إقليمية في مجال الطاقة.
ويؤكد حلبي أن نجاح المشروع مرهون بتجاوز العقبات السياسية أكثر من الفنية أو اللوجستية، موضحًا أن العراق له مصلحة إستراتيجية في استخدام الموانئ السورية لتعويض محدودية موقعه الجغرافي، ويمكنه إدارة المشروع ماليا واستقدام الشركات والخبرات اللازمة، بل طرحه للاستثمار المشترك عبر شركة سورية عراقية متخصصة.
وفي ما يتعلق بمنفذ التصدير عبر تركيا إلى ميناء جيهان، أوضح عسكر أنه "كان يمثل خطا إستراتيجيا مهما لتصدير النفط العراقي عبر إقليم كردستان، إلا أن الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، بالإضافة إلى المطالبات المالية من الشركات العاملة وحكم قضائي لمصلحة العراق لم يتم تنفيذه، أدت إلى توقف تدفق النفط عبر هذا الخط، وذلك ما يكبد العراق خسائر تقدر بمليارات الدولارات".
تحدياتويرى الخبير في شؤون النفط والطاقة عاصم جهاد أن العراق يسعى لإعادة تفعيل خط كركوك-بانياس المتوقف منذ نحو 25 عامًا لتنويع منافذه التصديرية رغم التحديات التي تواجه القطاع النفطي العراقي وتقييد "أوبك بلس" للإنتاج والخلافات مع الإقليم.
وقال جهاد للجزيرة نت إن العراق يواجه تحديًا في تصدير 200 ألف برميل يوميا من حقول كركوك كما كان سابقًا بسبب تراجع الإنتاج الحالي، ويتم تخصيص الإنتاج لتكرير مصافي الشمال.
إعلانوأكد تضرر ما لا يقل عن 40-50 كيلومترًا من الأنبوب داخل الأراضي السورية، مع استعداد العراق لإصلاحه بعد التقييم الفني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات النفط العراقی للجزیرة نت إن کرکوک بانیاس إعادة تأهیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
العراق وخيارات البقاء أو الانسحاب من تحالف أوبك بلس ؟
الاقتصاد نيوز — بغداد
بسام رعـد / باحث اقتصادي
ماهو تحالف أوبك بلس
تحالف أوبك بلس هو تحالف بين منظمة الدول المصدرة للنفط ( أوبك ) التي تاسست عام 1960 وتتكون من 12 دولة منتجة للنفط حالياً مع مجموعة من الدول المنتجة للنفط التي لا تنتمي لمنظمة أوبك ( عشر من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم من خارج منظمة أوبك وهي روسيا وأذربيجان والبحرين وبروناي وماليزيا وكازاخستان والمكسيك وعمان والسودان وجنوب السودان ). وتم تأسيس التحالف في عام 2016 بهدف تنسيق وتوحيد السياسات النفطية بين الدول الأعضاء لتأمين التسعير للمنتجين، والإمدادات للمستهلكين، والعائد على رأس المال للمستثمرين .
الأهمية
تسيطر أوبك على 40% من إمدادات النفط العالمية، و80% من الاحتياطي العالمي، ومع "أوبك بلس" فهما تسيطران على 55% من الإمدادات عالميا، و90% من الاحتياطي (1) .
وبما أن النفط سلعة استراتيجية " أحد الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي " فإن قرارات أوبك بلس تؤثر بشكل مباشر على أسعار السلعوالخدمات العالمية مما ينعكس على التضخم ، التجارة العالمية ، الصناعات العالمية وبالذات صناعة السيارات والنقل الجوي .
وعليه فان تحالف أوبك بلس له تاثيرات على الدول النفطية المنتجة :-
- الاستقرار في الإيرادات النفطية من تنظيم مستويات الإنتاج وبالتالي تحقيق استقرار أسعار النفط مما يضمن دخولاً ثابتة للدول المنتجة .
- زيادة القدرة على التخطيط طويل المدى فالتحالف يوفر أدوات استجابة فعالة للازمات النفطية . وكما معلوم فان الدول التي تعتمد على النفط كأحد المصادر الرئيسية للايرادات تستفيد من تخفيض التقلبات في الأسعار الناتجة عن الزيادة أو النقص في المعروض النفطي .
الدعوات الاقتصادية للأنسحاب
في الآونة الأخيرة برزت تصريحات من بعض الأطراف السياسية والاجتماعية وخبراء في مجال الاقتصاد يرون أن بقاء العراق في تحالف أوبك بلس غير مفيد ويحد من قدرته على زيادة انتاجه النفطي ، مما يؤثر سلبا على ايراداته المالية . وهولاء يرون ان الانسحاب قد يتيح للعراق فرصة لزيادة الإنتاج الى 6 ملايين برميل يوميا مما يؤدي الى زيادة الصادرات النفطية وتقليل العجز المالي وتعزيز الاقتصاد الوطني .
الموقف الرسمي
أكد وزير النفط العراقي حيان عبدالغني في تصريح لوكالة الانباء العراقية بتاريخ 12 أيار 2024 "وزارة النفط تؤكد التزامها باتفاق خفض الإنتاج في أوبك"، لافتا الى أن "الوزارة حريصة على تعاون الدول الأعضاء والعمل على تحقيق المزيد من الاستقرار في السوق النفطية العالمية من خلال الاتفاق على برامج الخفض الطوعي".
وأضاف أن "العراق يؤكد دوره في مجموعة أوبك+ وبالتالي يحرص على الالتزام بالاتفاق" (2) .
وفي تصريح آخر لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع أوردته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 28 تشرين الأول 2024 أكد " أهمية الشراكة مع مجموعة «أوبك بلس»؛ بهدف الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، والتزام العراق بما جرى الاتفاق عليه في إطار المجموعة، بما في ذلك التخفيضات الطوعية والتعويض عن الزيادة في الإنتاج، وذلك وفق الجدول المحدّث الذي قدمته وزارة النفط إلى منظمة أوبك " (3) .
التحديات والمخاطر
رغم أن هناك فوائد محتملة لانسحاب العراق من التحالف. إلا أن الانسحاب سوف يواجه تحديات ومخاطر عديدة وفي مقدمتها تقادم البينة التحتية النفطية وعدم تنوع المنافذ التصديرية وقلة التخصيصات الاستثمارية بالإضافة إلى التزام العراق بشراكات طويلة المدى مع الشركات الأجنبية ضمن عقود جولات التراخيص النفطية ، كما ان خروج العراق من تحالف أوبك بلس قد يؤثر على التوازنات الجيوسياسية للعراق ويضعف العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول الأعضاء بالتحالف .
الانسحاب من تحالف أوبك بلس سوف يترتب عليه العديد من المخاطر الاقتصادية والسياسية سواء على المدى القريب أو البعيد وفيما يلي ابرزها :
1- تقلب أسعار النفط عالمياً : حيث يؤدي انسحاب العراق الى زيادة في الإنتاج النفطي مما يعني زيادة المعروض النفطي مما يسهم في انخفاض أسعار النفط عالميا نتيجة تخمة المعروض .
وانخفاض أسعار النفط يؤثر مباشرة على إيرادات النفط خاصة ان اكثر من 90% من إيرادات الموزانة تعتمد على النفط .
2- تحديات فنية : العراق لا يزال يعاني من تقادم ومحدودية البنية التحتية (أنابيب ، منشآت التخزين، موانئ) . فبالتالي، من دون التنسيق مع تحالف أوبك بلس قد يصعب عليه ضبط الإنتاج وتصديره بفعالية .
3- توتر العلاقات مع دول تحالف أوبك بلس :
الانسحاب قد ينظر إليه كخطوة غير تعاونية خصوصا من دول مثل روسيا والسعودية حيث تمثل هاتان الدولتان دورا محوريا في تحالف أوبك معاً ويمكن لهما التاثير بشكل كبير على أسواق النفط . كما حصل في 20 نيسان 2020 حيث انهارت أسعار النفط الى " السالب " أي ان المشتري يحصل على النفط الخام ومعه أموال أيضا بعد زيادة الإنتاج الى اقصى حد من قبل السعودية وروسيا نتيجة عدم التوصل الى اتفاق حول الحصص الإنتاجية (4) .
هذا التوتر قد يمتد ليشمل العلاقات التجارية والسياسية ويقلل من الدعم الإقليمي والدولي للعراق .
4- الضغوط الداخلية واهتزاز الأسواق المحلية : قرار الانسحاب اذا نتج عنه أزمات مالية نتيجة انخفاض الإيرادات قد يستخدم كورقة ضغط سياسي داخلية من قبل بعض الأطراف . كما ان تقلب الإيرادات النفطية قد يؤثر سلبا على موازنة الدولة ويؤدي الى ارتفاع التضخم وتذبذب أسعار الصرف للعملة الوطنية.
قد تزداد على المدى القصير اذا زاد الإنتاج ، لكن مع مخاطر انخفاض السعر
الاستقرار الاقتصادي
استقرار افضل نتيجة تنسيق السياسات
تقلب اقتصادي محتمل بسبب أسعار النفط المتغيرة
القدرة الإنتاجية
محدودة بسبب التزام الحصص
حرية لزيادة الإنتاج ، لكن العراق قد لا يملك البنية التحتية الكافية حالياً.
القرار السياسي الداخلي
أقل اثارة للجدل بين الكتل السياسية
قد يثير انقسامات داخلية بين مؤيدين ومعارضين .
من المقارنات أعلاه يكون بقاء العراق في تحالف أوبك بلس افضل عندمايكون الهدف الاستقرار طويل الأمد كون الأسعار تحتاج الى دعم من خلال توزيع الحصص الإنتاجية .
أما الانسحاب فسوف يكون مفيداً إذا استطاع العراق تحقيق عوائد أعلىوفي حال كان السوق العالمي بحاجة لكميات أكبر مما يعطي للعراق فرصة لسد الفجوة بشرط أن يكون لدى العراق مشاريع جاهزة لزيادة الإنتاج .
بافتراض أن العراق زاد إنتاجه الى 6 ملايين برميل يوميا يمكن إن نَحسب العوائد اليومية والشهرية والسنوية ونٌقارنها بسيناريوهات مختلفة لأسعار النفط.
المعطيات
الإنتاج 6000000 برميل / يوم
سَنحسب عند 3 أسعار مختلفة للبرميل :
70 دولار ( سعر منخفض ) .
85 دولار ( سعر متوسط ) .
100 دولار ( سعر مرتفع ) .
حساب الإيرادات المتوقعة
سعر البرميل
الايراد اليومي
الايراد الشهري
الايراد السنوي
70 دولار
420 مليون دولار
12,6 مليار دولار
153,3 مليار دولار
85 دولار
510 مليون دولار
15,3 مليار دولار
186,1 مليار دولار
100 دولار
600 مليون دولار
18 مليار دولار
219 مليار دولار
ملاحظة : الحسابات تقريبية وافترضت تصدير كامل الإنتاج ولم تشمل كلفة الإنتاج أو الفرق بين النفط الثقيل والخفيف العراقي .
الملاحظات المهمة لحساب الإيرادات المتوقعة :-
- هذه الأرقام مغرية خصوصا في حال ارتفعت الأسعار ، لكن :
أ- العراق قد لا يستطيع تصدير كامل الـ 6 مليون برميل بسبب محدودية البنية التحتية ومنافذ التصدير .
ب- كلما زاد العرض عالميا أنخفض السعر ، يعني لو انسحب العراق وأغرق السوق ممكن السعر ينخفض وينحدر الى 50 دولار أو اقل وهذا يقلل من الربح .
- التكلفة الفنية والبيئة حيث ان زيادة الإنتاج بهذا الشكل يتطلب استثمارات مالية ضخمة تقدر بمليارات الدولارات ناهيك عن الوقت المطلوب إضافة الى زيادة الإنتاج يعني زيادة الضرر البيئي .
عموماً يمكن التوضيح أكثر من خلال عمل مقارنة بين سيناريو البقاء في أوبك بلس بحصة الإنتاج الحالية وسيناريو الانسحاب وزيادة الإنتاج الى 6 مليون برميل / باليوم .
المعطيات
كلفة انتاج برميل النفط حالياً : 9 دولار (5) .
سعر النفط المرجعي : 85 دولار ( سعر متوسط وواقعي) .
صافي الربح / برميل = 85 – 9 = 76 دولار / برميل .
الحصة الإنتاجية الحالية للعراق في أوبك بلس تقريبا : 4 مليون برميل /يوم .
الحصة الإنتاجية المحتملة بعد الانسحاب : 6 مليون برميل / يوم
المقارنة التفصيلية
الحالة
الإنتاج اليومي
صافي الربح/ برميل
صافي الربح اليومي
صافي الربح الشهري
صافي الربح السنوي
الالتزام بأوبك بلس
4 مليون برميل
76 دولار
304مليون دولار
9,12 مليار دولار
110,9 مليار دولار
الانسحاب من أوبك بلس
6 مليون برميل
76 دولار
456مليون دولار
13,68مليار دولار
166,4 مليار دولار
الفرق بين السينا ريوهين
البند
فرق الربح ( انسحاب –بقاء )
يومياً
+152 مليون دولار
شهرياً
+4,56 مليار دولار
سنوياً
+ 55,5 مليار دولار
التقييم الاستراتيجي
إيجابيات الانْسحاب اقتصادياً
- ممكن ان تزاداد الإيرادات السنوية بأكثر من 55,5 مليار دولار .
- هذه الزيادة تمثل فرصة لسد العجز وتمويل مشاريع الينية التحتية والخدمات .
مخاطر الانسحاب
- أسعار النفط قد تنخفض اذا زاد العرض مما يقلل الأرباح المتوقعة .
- انسحاب العراق قد يزعزع علاقته مع دول كبرى في أوبك بلس .
- احتمال محدودية المنافذ التصديرية والبنية التحتية في العراق لتصدير 6 مليون برميل فعلياً .
ومن أجل تقييم مخاطر انسحاب العراق من أوبك بلس اقتصاديا ، فلنتوقع ان أسعار برميل النفط أنخفضت الى 60 دولار بسبب وفرة المعروض لكن استقرت الطاقة التصديرية بحدود 6 مليون برميل يومياً .
المعطيات الحالية
- الإنتاج اليومي 6 مليون برميل يوميا
- سعر البرميل 60 دولار
- كلفة الإنتاج 9 دولار
- صافي الربح / برميل = 60-9 = 51 دولار / برميل
يمكن حساب صافي الأرباح في هذا السيناريو
الفترة
صافي الربح بالدولار(51 دولار *6 مليون برميل )
يوميا
306 مليون دولار
شهرياً
9,18 مليار دولار
سنويا
111,69 مليار دولار
بمقارنة صافي الربح مع حالة الالتزام بأوبك بلس عند سعر النفط المرجعي 85 دولار / برميل
السيناريو
الربح السنوي
بقاء العراق في أوبك بلس
110,9 مليار دولار
انسحاب العراق من أوبك بلس وانخفاض السعر الى 60 دولار /برميل
111,7 مليار دولار
النتيجة : بالرغم من العراق زاد انتاجه بنسبة 50 % أكثر بعد الانسحاب ، الان النتيجة أظهرت الربح متقارب جدا في كلا السيناريوهين . وهذا يوضح ان سعر البرميل أهم من كمية الإنتاج .
الاستنتاج النهائي
البقاء في أوبك بلس يوفر استقرارا وربحا مشابها بدون المخاطرة بأسعار منخفضة . كما ان العراق لا يمتلك قدرة حقيقة على الحفاظ على سعر مرتفع للبرميل بعد الانسحاب مما يعني ان الربح الإضافي يتبخر بسرعة وفي حالة انهيار الأسعار الى ما دون 60 دولار فان الانسحاب من تحالف أوبك بلس سيؤدي الى خسارة كبيرة . حيث ان الانسحاب بدون تنسيق مع الدول المنتجة للنفط يعني فقدان نفوذ التاثير على السوق وفي حالة فقدان السيطرة على الأسعار فان العراق سيكون أقل ربحا واكثر هشاشة اما تقلبات السوق وعند سعر 40 دولار للبرميل فان زيادة الإنتاج لا تنقذ العراق من المصاعب المالية .
السعر العالمي اهم من الكمية ، وزيادة الإنتاج ليست دائما أفضل استراتيجية والحل الأفضل اقتصاديا هو الحفاظ على استقرار الأسعار ( من خلال أوبك بلس) والتفاوض على رفع حصة العراق الإنتاجية بشكل تدريجي بدل الخروج واغراق السوق . فالنفط ليس سلعة محلية بل هو سلعة عالمية والسوق العالمي لا يتسامح مع الفوضى في المعروض وينخفض السعر بسرعة اذا اختلت التوازنات كما ان العراق لا يتملك مصدات مالية ( صناديق سيادية ) مثل السعودية لامتصاص صدمات انخفاض أسعار النفط .
لقد اثبت التجارب خلال الفترة الماضية أن أوبك بلس توفر آلية فعالةلضبط الإنتاج العالمي وتوفير التوازن بين العرض والطلب في السوق . وهذا يساعد في ضمان ان العراق سيحقق إيرادات ثابتة على المدى الطويل بدلا من المخاطرة بانخفاض كبير في الأسعار .
ختاما فإن الانسحاب من تحالف أوبك بلس يبدو مغرياً في الورق عند ارتفاع الأسعار لكنه يحمل معه مخاطرة كبيرة بانهيار السوق وتحمل تكلفة اقتصادية عالية . وعليه فان البقاء في أوبك بلس ليس مجرد خيار اقتصادي بل هو قرار استراتيجي يعزز من استقرار أسعار النفط في أسواق النفط ويضمن إيرادات مستدامة للبلاد .
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام