حاملات الإرهاب الأمريكي.. قرون من الهيمنة
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
يمانيون/ كتابات/ إبراهيم محمد الهمداني
كان مجرد تورط أي بلد، في أصغر خلاف مع الولايات المُتحدة الأمريكية، كفيل بإشعال المنطقة بأكملها، والزج بها في أتون صراع سياسي، أقل ما ينتج عنه، هو إسقاط ذلك البلد سياسياً أو عسكرياً، وتحويل ثرواته ومقدراته وخيراته، إلى غنيمة خالصة للأمريكي، حامل مشروع الهيمنة، إذ طالما كانت تهمة الإرهاب، وسيلة لابتزاز الأنظمة والشعوب على السواء، ولذلك سارعت الأنظمة الحاكمة العربية والعالمية، إلى تقديم قرابين الطاعة والولاء المطلق للبيت الأبيض، ممثل مشروع هيمنة القطب الواحد، في أبعادها الاستعمارية الإجرامية اللانهائية، وصولاً إلى تجسيد دور فرعون العصر، في استعباد وإذلال وقتل الشعوب، دون أن يجرؤ أحد على الاعتراض، ولم يكن تحاشي بعض الأنظمة، الاصطدام بأمريكا، من خلال تقديم نصيب وافر من الثروات، أو قطع الأسباب والذرائع، كافيا لإثبات حسن النوايا تجاه الفرعون الأمريكي، الذي لم يرض بأقل من أن يجعل جميع الأنظمة الحاكمة في العالم، مجرد كيانات وظيفية، تمارس دور القاتل المأجور، حسب رغبة ومصلحة الأمريكي، على قاعدة (من لم يكن معنا فهو ضدنا).
رغم أن الإسلام كان هو المستهدف الأول، من الحرب الأمريكية على الإرهاب، إلا أن الفرعون الأمريكي، لم يتحرج عن ممارسة مزيد من الهيمنة والاستبداد، وبسط يده وتسلطه، على مختلف بلدان العالم، دون استثناء، حتى أن كثيرا من الأنظمة، قد مكنته من بلدانها وشعوبها وسياستها، وهو ما لم يحلم ببلوغه، ولن يستطيع لو أراد ذلك، حتى يمكن القول إن العالم قد دخل تحت طاعة أمريكا، رغبة ورهبة، إلا من قلة قليلة من الأحرار، لم يجرؤ غيرهم على اتخاذ موقفهم الرافض للهيمنة، رغم معرفتهم الأكيدة بخطورته وتداعياته، وكان كل ذلك الخضوع والتبعية والاستلاب والاستسلام، للهيمنة الأمريكية الفرعونية، صنيعة التصريحات السياسية والمواقف الدبلوماسية فقط، وكان مجرد التلميح باستخدام القوة أو التدخل العسكري، أو العمليات المحدودة، كافيا لإشعال مساحات جغرافية واسعة، بالخوف والذعر والتوقعات بالفناء المطلق.
كانت ماكينة الإعلام الإمبريالي، إحدى أدوات صناعة الهيمنة المطلقة، من خلال صناعة خطاب إعلامي يمجد القوة والإجرام، ويعلي من شأن التوحش، ويشرعن سلوكيات القتل، ويهدد العالم بعمليات إبادة شاملة، في أي مكان تطاله اليد الطولى لأمريكا، دون أن يجرؤ أحد على إدانة فعلها ذاك، أو معاقبتها أو الرد عليها؛ فأمريكا التي أقدمت على إبادة مدينتي هيروشيما وناجازاكي، عن بكرة أبيهما، في لمح البصر، لن تتردد عن تكرار ذلك الفعل الآن، إن هي أرادت ذلك، خاصة وأن حجتها الآن أقوى، أي الحرب على الإرهاب، والحفاظ على السلم والأمن العالمي، بالإضافة إلى ذلك، حرصت الولايات المُتحدة الأمريكية، على الحفاظ على صورة قوتها المبالغ فيها، وهيلمانها البالغ حد الأسطرة، ولم تكن حروبها على العراق وأفغانستان، إلا من قبيل استعراض القوة المطلقة، والإجرام اللامتناهي، بعد دراسة مستفيضة لميدان المعركة، ضمنت نجاحها المطلق بنسبة 100%، جاعلة من الإجرام والاغتصاب والانتهاكات، تجسيداً للقوة المطلقة، وتأكيداً على هيمنة القطب الواحد، الذي لا يُسأل عما يفعل إطلاقاً.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
40% من الوظائف مهددة.. تحذيرات دولية من تأثير الذكاء الاصطناعي
أميرة خالد
بدأت بعض الحكومات بفرض تشريعات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي، الاتحاد الأوروبي مثلا أصدر قانون الذكاء الاصطناعي الذي يقيد استخدام الأنظمة عالية المخاطر في التعليم والرعاية الصحية والانتخابات، ويحظر بعض التطبيقات كليا.
ففي الصين، يلزم المطورون بحماية بيانات المواطنين وضمان الشفافية، مع الالتزام بقوانين الرقابة الصارمة، فيما تتبنى بريطانيا نهج “التقييم قبل التشريع”.
كما أسست الولايات المتحدة والمملكة المتحدة معاهد لأمان الذكاء الاصطناعي ووقعتا اتفاقاً عام 2024 لتطوير آليات اختبار صارمة، بينما شددت عدة دول الرقابة على المحتوى الضار، خاصة الصور العارية المزيفة والمحتوى المسيء للأطفال.
بيئياً، تشير تقديرات إلى أن استهلاك الطاقة في هذا القطاع قد يوازي قريباً استهلاك هولندا، مما يثير قلقاً بشأن الضغط على موارد المياه العذبة، خاصة مع تزايد مراكز البيانات، وهو ما دفع شركات لاعتماد حلول تبريد جديدة أو إعادة استخدام المياه.
فنانون وكتاب وموسيقيون صعدوا اعتراضهم على استخدام أعمالهم في تدريب الأنظمة دون إذن، ووقع آلاف منهم، بينهم جوليان مور وبيورن أولفيوس، بياناً يصف التقنية بأنها “تهديد غير عادل” لأرزاقهم.
كما حذر صندوق النقد الدولي من تأثير الذكاء الاصطناعي على 40% من الوظائف عالمياً، فيما عبّر العالم جيفري هينتون عن مخاوفه من تهديد وجودي للبشر.
ورغم التطور السريع، لا تزال الأنظمة ترتكب أخطاء أو تنتج معلومات مختلقة، ما دفع شركات مثل آبل لتعليق بعض الميزات، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن البيئة والخصوصية والتحيزات المضمنة في هذه التقنيات.