تسخير الذكاء الاصطناعي للحصول على تصوير مبتكر.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
طور مهندسو الطب الحيوي في جامعة ديوك بالولايات المتحدة نظام تصوير مبتكرا يسخّر قوة الذكاء الاصطناعي لتصوير خلايا الشبكية الفردية بشكل أفضل من التقنيات الأكثر تكلفة.
يمكن لهذا التقدم، حسب تقرير نشره موقع "ميديكال إكسبرس" وترجمته "عربي21"، أن يحسن بشكل كبير قدرات الطب الحديث على التشخيص والرصد لمجموعة من الأمراض.
وتلعب شبكية العين، وهي طبقة رقيقة من الخلايا الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين، دورا حيويا في تحويل المعلومات البصرية ونقلها إلى الدماغ. وباعتبارها امتدادا للجهاز العصبي المركزي، تُوفّر للباحثين وسيلة فريدة وغير جراحية لتصوير الخلايا العصبية على المستوى الخلوي.
قال سادي سينا فارسيو، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية وطب العيون في جامعة ديوك: "تُستخدم خلايا الشبكية هذه كبدائل لدراسة أمراض الدماغ، مثل الزهايمر والتصلب اللويحي. التصوير الدقيق بالغ الأهمية للكشف المبكر. فمع صور أكثر وضوحا، يُمكننا تحديد الأمراض مبكرا وتقييم العلاجات التجريبية بفعالية أكبر من طرق تصوير الدماغ الأخرى".
بحسب التقرير، فإن الطريقة الأكثر شيوعا لتصوير خلايا الشبكية هي تنظير العين بالضوء الماسح الضوئي البصري التكيفي (AOSLO).
تُكوّن صور AOSLO التقليدية فقط من الضوء المنعكس مباشرة عن الشبكية. ومع ذلك، غالبا ما تحتوي هذه الصور على تشوهات مُضللة، مما دفع أنظمة AOSLO الحديثة إلى دمج معلومات غير متحدة البؤر من الضوء المنعكس بشكل غير مباشر لتحليل خلايا الشبكية.
أوضح فارسيو قائلا: "تستخدم طرق AOSLO غير البؤرية عادة مستشعرين فقط لالتقاط الضوء المتناثر. ورغم أن هذه الطريقة توفر رؤى من زاوية واحدة، إلا أنها لا تفي برصد شكل وحالة بنية الشبكية بشكل كامل. على سبيل المثال، قد يتم تحديد الأوعية الدموية الأفقية بشكل صحيح، بينما تُغفل الأوعية الدموية الرأسية".
اعتمدت الجهود المبذولة لمواجهة هذا التحدي على مستشعرات إضافية، توفر معلومات مفصلة عن البنى الدقيقة، ولكنها تتطلب معدات باهظة الثمن ومعقدة. كبديل، يمكن للباحثين تعديل موضع المستشعر بعد كل مسح، إلا أن هذه الطريقة تزيد بشكل كبير من وقت التصوير، مما يؤثر على راحة المريض وسلامته.
وللتغلب على هذه القيود، طور فارسيو وفريقه نهجا جديدا يُسمى AOSLO المضغوط بعمق (DCAOSLO). تستخدم هذه الطريقة الاستشعار المضغوط، وهي تقنية لمعالجة الإشارات لا تتطلب سوى إسقاطات قليلة من الأنسجة المصورة لإعادة بناء الصور بسرعة.
باستخدام مجموعة من المرايا الصغيرة المائلة عبر برنامج لجمع انعكاسات ضوء شبكية العين، يلتقط نظام DCAOSLO خصائص أساسية دون الحاجة إلى المسح الضوئي لكل مستشعر على حدة، وهو إجراء يستغرق وقتا طويلا كما هو الحال في نظام AOSLO القياسي. تُعالج البيانات بعد ذلك بواسطة خوارزمية ذكاء اصطناعي لإنشاء صور كما لو كانت مُولّدة من مستشعرات متعددة.
صرح جونغوان بارك، طالب دكتوراه في مختبر فارسيو والمؤلف الأول للورقة البحثية: "يستطيع نظام DCAOSLO التقاط الضوء المتناثر في وقت واحد من 12 موضعا للمستشعر باستخدام مستشعرين فقط، مع تقليل التكلفة ووقت التصوير بشكل كبير مقارنة بنظام AOSLO التقليدي".
وأضاف: "تعديلات الأجهزة لدينا طفيفة، ويمكن للباحثين دمجها بسهولة في إعدادات AOSLO الحالية".
لإثبات قدرات نظام DCA OSLO، استخدمه الفريق لتصوير هياكل شبكية مختلفة لدى أشخاص أصحاء ومريضين. لم يُحسّن النظام صور القضبان والمخاريط وخلايا الأوعية الدموية فحسب، بل حقق أيضا سرعات تصوير أسرع بنحو 100 مرة من إعدادات AOSLO التقليدية.
قال فارسيو: "لن تحظى أنظمة تصوير الشبكية أحادية الخلية، بما فيها AOSLO، باعتماد سريري واسع النطاق إلا إذا أمكن إجراء التصوير بسرعة ودقة وفعالية من حيث التكلفة. يُعد DCAOSLO أداة تشخيصية عملية قادرة على إحداث نقلة نوعية في إدارة الأمراض العصبية، والقلبية الوعائية، والسكري، وأمراض الشبكية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التصوير دراسة التصوير الذكاء الاصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خلایا الشبکیة
إقرأ أيضاً:
هيئة التأمين الصحي الشامل تطلق جلسة لرقمنة التغطية الصحية بالذكاء الاصطناعي
في إطار التزام الدولة المصرية بتعزيز نظام التأمين الصحي الشامل لكل المصريين، شاركت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل في النسخة الرابعة من المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي "صحة إفريقيا " Africa Health ExCon 2025، والذي يُعقد تحت رعاية فخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات بالتجمع الخامس، خلال الفترة من 25 إلى 27 يونيو 2025.
وفي اليوم الأول من مشاركتها، نظّمت الهيئة، جلسة حوارية رفيعة المستوى تحت عنوان: "التغطية الصحية الشاملة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: توسيع الشمول الرقمي لمقدمي الخدمات الصحية من خلال الشراكات الاستراتيجية"، بالتعاون مع شركة إي هيلث وبمشاركة نخبة من قادة التحول الرقمي في الرعاية الصحية من مصر والقارة الأفريقية، وممثلي شركات التكنولوجيا الطبية، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية.
وفي كلمتها الافتتاحية، قالت الأستاذة/ مي فريد، المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل أن: “محور نقاشنا اليوم ينطلق من رؤية طموحة لمستقبل الرعاية الصحية الشاملة؛ رؤية لا تكتفي باعتبار التغطية الصحية الشاملة غاية، بل تسعى إلى بناء نظام ذكي، لا يترك أي مقدم خدمة خلف الركب ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل. ونؤمن بأن تحقيق العدالة في إتاحة الخدمة يبدأ من بنية تحتية متطورة، وأن التحول الرقمي لم يعد رفاهية، بل ضرورة حتمية لضمان خدمات صحية أكثر سرعة وعدالة وشفافية.”
وأضافت مي فريد: “يمثل مقدمو الخدمات الصحية – من العيادات والصيدليات، ومراكز التشخيص والمستشفيات، ومراكز الخدمات المتخصصة، سواء في القطاع العام أو الخاص أو الأهلي أو الجامعي – العمود الفقري لمنظومة التأمين الصحي الشامل في مصر، ونعمل على دمجهم رقميًا عبر منظومة متقدمة للتعاقدات، ومعالجة المطالبات في الوقت الفعلي، وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم متخذي القرار وتعزيز الكفاءة التشغيلية، فبذلك نبني نظامًا لا يحمل فقط اسم الشمول، بل يجسده واقعًا في الأداء المالي والصحي.”
واختتمت المدير التنفيذي للهيئة كلمتها قائلة: “نعتز في الهيئة بشراكاتنا الاستراتيجية، وعلى رأسها التعاون مع تحالف فودافون وشركة ‘إي هيلث’ لدعم البنية الرقمية الصحية والتأمينية، بما يضمن عدالة الفرص لكل مقدم خدمة، أيًا كان حجمه، كما نُثمن مساهمات شركائنا من رواد الابتكار المحليين والمؤسسات المالية والدولية، فهذه الشراكات تمثل حجر الأساس للانتقال من السياسات إلى الأثر الفعلي.”
وأضافت: “ندعوكم اليوم للاستماع والمشاركة في رسم ملامح مستقبل التغطية الصحية الشاملة في مصر وإفريقيا – مستقبل محلي البناء، رقمي التشغيل، وشامل الغاية. ومصر، بما تمتلكه من إرادة سياسية وخبرة تنفيذية، ملتزمة بقيادة هذا التحول، واليوم نخطو خطوة جديدة معًا نحو تحقيقه.”
واستعرض اللواء دكتور مهندس/ أسامة منير، رئيس الإدارة المركزية لنظم المعلومات والتحول الرقمي بالهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، ملامح التحول من التجزئة إلى التكامل في بناء البنية التحتية الصحية الذكية في نظام التأمين الصحي الشامل، وركّز على دور منظومة التعاقد الرقمي في تسريع تحقيق أهداف التغطية الشاملة، مستعرضًا تجربة تطبيق هذه المنظومة عبر بوابة مقدمي الخدمة بمحافظة الإسماعيلية، كما أوضح كيف تم تصميم دورة حياة رقمية متكاملة تبدأ بالتعاقد، مرورًا بمرحلة الاعتماد، ثم تجميع البيانات، وصولًا إلى إدارة المطالبات، بما يضمن تكاملًا فعليًا بين مختلف أطراف المنظومة ويعزز من كفاءة الأداء وجودة الخدمة.
من جانبه، قدم الأستاذ/ أكرم رضا، الرئيس التنفيذي لشركة “إي هيلث”، عرضًا متكاملًا حول البنية التحتية الرقمية لمنظومة التأمين الصحي الشامل باعتبارها العمود الفقري التكنولوجي في أماكن تقديم الخدمة الصحية. وأكد أن التوافقية بين الأنظمة تمثل حجر الزاوية لتمكين المشاركة الفعلية لجميع مقدمي الخدمة، وتحسين جودة اتخاذ القرار، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي. كما استعرض عددًا من الحلول المبتكرة التي تسهم في تعزيز فعالية تقديم الخدمات، وترسيخ ممارسات الحوكمة المستقبلية ضمن نظام التأمين الصحي الشامل، بما يدعم استدامة التحول الرقمي ويوسّع من نطاق الشمول الصحي في مصر.
وتناول اللواء/ توفيق قنديل، المدير العام لشركة "كونكتا" في مصر، أهمية تبني نهج "الرقمنة أولًا" كمدخل لتحقيق التميز التشغيلي واتخاذ القرار الذكي. وأكد أن التكامل بين الرقمنة والذكاء الاصطناعي هو ما يحقق الكفاءة التشغيلية والسريرية داخل المنظومة الصحية، ولفت إلى أن التحول الرقمي ليس فقط عملية تقنية، بل هو خطوة استراتيجية تؤسس لنظام صحي أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات مقدمي الخدمة والمواطنين على حد سواء.
وتحدث الدكتور/ هيثم سيد، الرئيس التنفيذي للأعمال بشركة "ون هيلث" ومستشار الصحة في "أكسا إفريقيا"، عن دور التحليلات الفورية في تسهيل تقديم خدمات الرعاية الأولية المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المستفيدين.
وأوضح كيف تسهم تقنيات الأتمتة في دعم نموذج نظام صحي قابل للتوسع، يتمحور حول الإنسان ويُراعي الفروق الفردية، من خلال إتاحة بيانات لحظية تساعد مقدمي الخدمة على اتخاذ قرارات دقيقة وفعالة في الوقت المناسب ويفتح آفاقًا جديدة لنظام صحي أكثر قدرة على الوصول والاستجابة.
كما استعرض الأستاذ/ عمار عقلان، الرئيس التنفيذي لشركة "إي زد" (مجموعة صيدليات العزبي)، دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة إدارة المخزون الصيدلي ومعالجة المطالبات بشفافية وفعالية.
وأشار، إلى أن التحول الرقمي في قطاع الصيدليات يُعد عنصرًا حاسمًا في الحد من المخاطر، من خلال تتبع العمليات بشكل لحظي وتحليل البيانات بطريقة ذكية. وشدد على أن التمكين الرقمي يجب أن يُنظر إليه كشرط أساسي لضمان سلامة النظام المالي والإداري داخل المنظومة الصحية، وركيزة للعدالة والشفافية في تقديم الخدمات الدوائية.
وفي ختام الجلسة، أدارت الدكتورة/ أميرة حجازي – ممثلة منظمة الصحة العالمية – نقاشًا تفاعليًا مع المتحدثين حول مستقبل التغطية الصحية الشاملة في مصر وإفريقيا، طرحت خلاله تساؤلات استراتيجية تمحورت حول ماهية التدخل الرقمي الذي ينبغي توسيعه على مستوى القارة، والدعوة المفتوحة التي يوجهها كل متحدث إلى قادة الصحة وصنّاع التكنولوجيا في إفريقيا.
وقد أجمعت المداخلات على أن التمكين الرقمي يجب أن يكون أداة لتسهيل الخدمات، وجسرًا للعدالة وأن الشراكة العابرة للقطاعات، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية، والتزام القيادة السياسية، تمثل مفاتيح رئيسية لرسم ملامح مستقبل صحي أكثر شمولًا واستدامة في القارة.
وتأتي هذه الجلسة كخطوة تنفيذية ضمن رؤية الهيئة الرامية إلى تعزيز الشمول الرقمي وتحقيق التغطية الصحية الشاملة من خلال أدوات مبتكرة وتحالفات استراتيجية. وساهمت النقاشات في رسم عدد من النتائج المحورية، في مقدمتها إطلاق "أداة الاستعداد الرقمي" لمقدمي الخدمات الطبية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بما يُمكّنهم من الاندماج السلس في المنظومة الجديدة.
كما تشمل النتائج توقيع عقود جديدة مع مقدمي خدمات من القطاعين العام والخاص والقطاع الأهلي، في إطار توسعة قاعدة الشراكة. وتُعزز هذه الخطوات من مكانة مصر كقوة إقليمية رائدة في تطوير نظام التأمين الصحي الشامل الذكي والمدار رقميًا، مما يعكس نموذجًا ناجحًا وقابلًا للتطبيق على المستوى القاري.