عودة لمسار الدبلوماسية المشروطة.. تسوية الصراع في أوكرانيا رهينة توقيع بوتين
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
البلاد – واشنطن
في تطور لافت على الساحة الدولية، أعاد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، التأكيد على معادلة جوهرية في المشهد الأوكراني: “لا حل دون توقيع بوتين”. هذا التصريح ليس مجرد تأكيد لدور روسيا في الصراع، بل يعكس تحوّلاً في النغمة الغربية نحو الاعتراف بواقع سياسي وميداني مفروض من الكرملين، بعد أكثر من عامين من الحرب.
في خلفية هذه التصريحات، تبرز دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع كييف دون شروط مسبقة، مشيراً إلى استعداد بلاده لبدء المحادثات في إسطنبول في 15 مايو، وملوّحاً بتكرار ما يعتبره خروقات كييفية لهدنات أعلنتها موسكو سابقًا. هذا الطرح يبدو أنه وجد صدى دوليًا، بعد أن باتت كلفة استمرار الحرب مرهقة لجميع الأطراف، وخصوصًا أوروبا التي تئن تحت وطأة التداعيات الاقتصادية والاستراتيجية.
ويتكوف، الذي تحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولي حكومته، كما تواصل مع مستشاري الأمن القومي في دول أوروبية رئيسية، خرج بخلاصة واحدة: السلام في أوكرانيا لا يمكن أن يتحقق دون شراكة روسية مباشرة. وأضاف أن البدائل عن التسوية السلمية لا تخدم مصالح أي طرف، في إشارة إلى أن الإصرار على الحسم العسكري وصل إلى طريق مسدود، وأن موسكو لا تزال تُمسك بمفاتيح الحل، رغم الضغوط والعقوبات.
اللافت أن ويتكوف لم يطرح مبادرة أمريكية واضحة، بل اكتفى بالدعوة إلى إحياء المسار الدبلوماسي من خلال حوار مباشر بين الطرفين، معتبرًا أن “الدبلوماسية هي الطريقة المسؤولة لتسوية هذه المشكلة”، في ما قد يكون تمهيدًا لانخراط أمريكي فعّال، خصوصًا مع تلميح الرئيس دونالد ترامب إلى احتمال انضمامه لمحادثات السلام المقترحة.
وتزداد احتمالات التحرك الدبلوماسي مع تأكيد كييف أن زيلينسكي مستعد للاجتماع مع بوتين في إسطنبول، شرط أن يكون اللقاء ثنائيًا فقط، ما يعكس رغبة في تجاوز مفاوضات الوفود الموسعة التي فشلت سابقًا، كما يشي بوجود ضغوط داخلية وخارجية على القيادة الأوكرانية للبحث عن مخرج مشرف من الحرب.
لكن بالمقابل، تبقى النية الروسية غير محسومة بالكامل. ففي حين يدعو بوتين إلى مفاوضات، لم تؤكد موسكو حتى الآن مستوى تمثيلها في محادثات إسطنبول، ولا ما إذا كانت ستشارك أصلًا، ما يفتح باب الشك حول مدى جدية الطرح الروسي أو إذا كان مجرد مناورة سياسية لتحميل كييف مسؤولية تعثر المفاوضات.
وتشير التصريحات الأخيرة إلى عودة الحراك الدبلوماسي، لكن بشروط جديدة؛ فمرحلة “العزل الكامل لروسيا” تبدو في نهايتها، وملف أوكرانيا يتجه نحو تسوية سياسية لا مفر فيها من إشراك بوتين بشكل مباشر. ما ستشهده إسطنبول – إن تم – لن يكون مجرد مفاوضات سلام، بل لحظة مفصلية لرسم خريطة أوروبية جديدة تُبنى على معادلة الردع المتبادل، لا الانتصار الكامل.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بين المناورات السياسية والقيود القانونية.. هل تنجح مفاوضات إسطنبول في إنهاء نزاع أوكرانيا
تركيا – صرح المحلل السياسي التركي إنجين أوزير إن المفاوضات المحتملة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول قد تتم على مستوى الوفود، وأن كييف لم تلغ بعد قانون حظر المفاوضات مع موسكو.
وأشار أوزير في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية إلى أن فلاديمير زيلينسكي لم يلغي بعد القانون الذي يحظر المفاوضات السلمية مع موسكو، مما يجعل دعوته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إسطنبول بمثابة “مناورة دبلوماسية”.
وأوضح أن التقليد الدبلوماسي يقضي باجتماع قادة الدول لتوقيع الاتفاقيات بعد التوصل إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار، بينما يتم إجراء المفاوضات بين الخبراء، مضيفا أنه رغم هذه التفاصيل، فإن المفاوضات “بين الوفود” ستبدأ حتما.
ولفت إلى أن تركيا قد تلعب دورا محوريا في هذه المفاوضات، مبرزا أن “الخبرة الكبيرة لتركيا في هذا المجال وثقة الأطراف بها تشكل عوامل حاسمة في نجاح العملية.”
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح على أوكرانيا استئناف المفاوضات المباشرة في إسطنبول بدون شروط مسبقة، مع إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، أبدى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، تأكيد روسيا على سعيها لتحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد.
في المقابل، أصر الرئيس الأوكراني على شروط جديدة، بما في ذلك وقف إطلاق النار الكامل من قبل موسكو اعتبارا من 12 مايو، هذا وقد دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا إلى قبول العرض الروسي بسرعة، معتبرا أن المفاوضات ستحدد ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق.
المصدر: نوفوستي