قوش في بورتسودان..لماذا الآن
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
حيدر المكاشفي
في الانباء أن الفريق أول صلاح عبدالله محمد صالح الشهير ب(قوش) هبط بطائرة خاصة مطار بورتسودان العاصمة البديلة لحكومة الانقلاب والحرب النازحة، منذ حوالي الاسبوعين وسط تكتم شديد حول أسباب وصوله إلي بورتسودان في زيارة تعد الأولى له منذ سقوط عهد الإنقاذ الذي كان هو مدير جهاز أمنه حتى لحظة السقوط، وعضو المجلس العسكري السابق بعد السقوط، ولم تتوفر بعد معلومات حقيقية عن أسباب ودواعي عودته فيما عدا بعض الاجتهادات والتحليلات، والسؤال ليس لماذا عاد قوش بل لماذا عاد الآن في هذا التوقيت تحديدا، حيث كان بمقدور قوش بعد انقلاب اكتوبر 2021 ان يعود للبلاد وقت ما يشاء ولكنه لم يفعل، وكانت وقتها قد جرت استعدادات في مناطق مروي ونوري والبلل مسقط رأسه قيل أنها تجري لاستقباله ولكنه لم يعد ولم يكشف عن اسباب الغاء الاحتفال بمقدمه الذي لم يتم، فمن المعلوم ان انقلاب اكتوبر الشؤم قد شرع أبوابه على اتساعها لعودة رموز وعناصر النظام البائد واعادة املاكهم التي نهبوها، ولم يعد بعد انقلاب 25 أكتوبر والردة الكبيرة التي أحدثها الانقلاب في مسار ثورة ديسمبر، ما يجعل محمد طاهر ايلا أو غيره يختفي عن الانظار، بل لم يعد هناك ما يحول دون عودة كل رموز النظام البائد الهاربين الى تركيا أو غيرها الى البلاد والاقامة فيها وممارسة نشاطهم كالمعتاد، بل أنه بعد جملة القرارات الارتدادية التي صدرت وقتها لن يكون مفاجئا لو وجد الناس المخلوع البشير نفسه حرا طليقا، طالما أن نائبيه السابقين عثمان يوسف كبر وحسبو محمد عبد الرحمن، أطلق سراحهما، ووالي سنار و جنوب دارفور السابقين خلال العهد البائد، أطلقا أيضا، وعدد آخر من رموز النظام المخلوع، واعادة منسوبي النظام المخلوع الى وظائفهم التي نالوها من غير استحقاق، وسيطرتهم مجددا على مفاصل الخدمة المدنية والأمنية، هذا غير اعادة عدة أملاك وممتلكات لأصحابها كانت لجنة ازالة التمكين صادرتها لصالح الدولة لما شابها من فساد واستغلال للسلطة، وبسبب تلك التدابير الانقلابية قرر محمد طاهر ايلا آخر رئيس وزراء النظام المخلوع العودة للبلاد بعد ان شعر بالامان والاطمئنان بأن لا أحد سيمسه بسؤ، وكانت وقتها سلطات الانقلاب قد أفرجت عن كل الحسابات البنكية الخاصة بشركات وأشخاص من منسوبي النظام البائد، بينها حسابات أبناء وأقارب محمد طاهر ايلا، وكان ايلا يواجه عددا من البلاغات المفتوحة ضده بتهم الفساد واستغلال النفوذ في نيابة المال العام، من هذه التهم أن إيلا إبان فترة حكمه لولاية البحر الأحمر حاز على عشرات القطع الاستثمارية وانشأ عليها شقق فندقية، إضافة إلى مزارع للدواجن ومواقع تجارية وهي مشاريع تحوم حولها شبهات فساد.
والمستشفيات. ورغم كل هذه التهم والبلاغات في الرجل الا ان احدا لم يجرؤ على سؤاله، ومثلما عاد ايلا بعد الانقلاب كان يمكن لقوش ان يعود وليس هناك ما يدهش أو يدعو للاستغراب..
معلوم أن السلطات السودانية كانت تلاحق قوش عبر البوليس الدولي (الإنتربول)، تحت طائلة جملة من التهم مرفوعة ضده، منها اتهامه بلعب دور رئيس في قمع الاحتجاجات الشعبية أثناء الحراك الثوري ضد النظام البائد، ومنها كذلك اتهامه بتنفيذ مخطط تخريبي في البلاد، والوقوف وراء تمرد عناصر هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وتبادل إطلاق النار بينها وبين القوات المسلحة والدعم السريع، اضافة الى تهم أخرى متعلقة بالثراء الحرام والمشبوه، هذا علاوة على أن السلطات الامريكية حظرت دخوله وأفراد اسرته الى اراضيها لاتهامه بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان، وكان المجلس العسكري برئاسة البرهان الذي آلت اليه الأمور بعد استقالة ابن عوف تحت ضغط الثوار، أعلن عن قبول الاستقالة التي تقدم بها قوش عن منصبه مديرا لجهاز الأمن، ومن يومها اختفى قوش عن المشهد وقيل أنه تحت الحجر المنزلي، قبل أن يقال لاحقا أنه تمكن من الهروب، وصارت الأنباء تتضارب عن مكان وجوده، الى أن تكشف أنه اتخذ من القاهرة مقرا دائما له، ولكن رغم تحديد موقعه بدقة ورغم اصدار الانتربول لنشرة حمراء منذ عام 2020، ورغم طلبه من مدير ادارة الشرطة الجنائية العربية والدولية بالقاهرة، القاء القبض على قوش وتسليمه للعدالة في السودان، الا انه ظل حرا طليقا لم تطاله يد الشرطة الى أن قرر الظهور العلني بدايات عام 2022 الذي بدأه بزيارة بعثة فريق المريخ بمعسكرها بالقاهرة، حيث سجل زيارة لبعثة فريق المريخ بمقر إقامتها بفندق راديسون بلو في العاصمة المصرية القاهرة، والتقى برئيس النادي حازم ونائبه الأول الجكومي، والبعثة الإدارية والفنية، بصفته عضو مجلس الشرف المريخي السابق، وأعلن قوش عن مؤازرته ودعمه للمريخ في البطولة الأفريقية والمحلية، وطالب الفريق ببذل كل الجهد حتى ينال إحدى بطاقتي التأهل في البطولة الأفريقية، وتمنى لهم التوفيق في مسيرتهم الأفريقية والمحلية، وتلا هذا الظهور ظهور آخر بمناسبة عقد قران نجله، حيث شهدت العاصمة المصرية القاهرة اواخر عام 2022 حفل زواج اسطوري لنجله من كريمة رئيس الاركان الاسبق الفريق اول كمال عبد المعروف، وذلك بفندق “تريامف لاكشري” بحي التجمع الخامس أحد أكبر وافخم الفنادق بالقاهرة، وجمع حفل الزفاف طيف واسع من مكونات المجتمع السوداني من مسؤولين سابقين تقدمهم رئيس المجلس العسكري السابق الفريق أول عوض بن عوف الذي ظهر بعد طول غياب إلى جانب رئيس الأركان الأسبق الفريق أول عماد عدوي ووزيرا الداخلية الاسبق الفريق أول عصمت عبد الرحمن والمعادن الاسبق الفريق شرطة أحمد علي بجانب ضباط من جهاز المخابرات وعدد مقدر من رجال الاعمال وقادة الطرق الصوفية والاهلية وتمثيل لافت لحزب الأمة بقيادة نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق محمد اسماعيل واوفد مساعد رئيس الجمهورية السابق عبد الرحمن الصادق الذي شارك في المناسبة بالخرطوم اوفد مدير مكتبه لتقديم التهنئة لقوش. كما شهد الزواج الوزير الاسبق المشرف السياسي بجماعة انصار السنة محمد أبوزيد ومحمد وداعة القيادي بحزب البعث السوداني والكتلة الديمقراطية (جماعة اعتصام الموز) والمقرب جدا لقوش، وشهد الحفل الضخم ترتيب عالي المستوى واهتمام فائق من إدارة الفندق التي اعدت مفاجآت للعروسين من خلال زخ العطور ورشها واضاءة العاب الليزر حديثة التقنية، واحيا الحفل الفنانين محمد النصري ومحمد بشير الدولي اللذان حضرا خصيصا من الخرطوم الى جانب الضيوف القادمين من السودان الذين قاسموا قوش وعبد المعروف الفرحة وزفت فرقة شعبية مصرية العروسين وقدمت عرضا مبهرا تجاوب معها المدعوين بشكل كبير بينما تفاعل قوش بشكل كبير وهو يقوم يؤدي رقصة ”العرضة” مع اغنيات محمد النصري. وكان آخر ظهور لقوش بمصر قبل وصوله بورتسودان مشاركته في مراسم مواراة جثمان الفقيد القطب الاتحادي الحاج سليمان دقق بالقاهرة..الشاهد في وصول قوش الى بورتسودان متزامناً مع حدثين مهمين، اعلان د. كامل ادريس رئيسا للوزراء، واتجاه الادارة الامريكية لاعلان عقوبات ضد السودان بتهمة استخدام الجيش لاسلحة كيميائية، يستبعد ان تكون زيارة قوش عادية عائلية واجتماعية أو حزبية مثل عودة ايلا وابراهيم محمود، وهو الذي كان متاحاً له ان يعود طوال الفترة الممتدة من 25 اكتوبر 2021، وهذا ما يرجح ان عودته لها علاقة بحكومة بورتسودان، أما ما هي هذه العلاقة على وجه التحديد فذلك ما يجتهد فيه الآن المحللون أصابوا أو أخطأوا، ولكن الايام وحدها هي ما ستكشف كل المخبؤ..والى ذلك الحين يظل السؤال قائما لماذا عاد قوش الآن وليس في أي وقت سابق بعد الانقلاب..
الوسومحيدر المكاشفيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: النظام البائد الفریق أول بعد ان
إقرأ أيضاً:
العظماء الخمسة.. محمد صلاح يكشف عن فريق الأحلام في كرة القدم
كشف النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، عن اختياراته لفريق الأحلام المكون من 5 لاعبين، متحدثًا في إعلان ترويجي عن أبرز لحظاته هذا الموسم وطموحاته المستقبلية.
محمد صلاح يكشف عن فريق أحلامهوقال صلاح: "اختيار خمسة لاعبين فقط أمر صعب للغاية، لكن سأختار كريستيانو رونالدو، ليونيل ميسي، فرانشيسكو توتي، ستيفن جيرارد، وسأنضم إليهم كلاعب خامس".
وعن أفضل أهدافه هذا الموسم، أوضح صلاح: "أهدافي المفضلة جاءت أمام توتنهام في مباراة التتويج، بالإضافة إلى هدفي ضد برايتون وآخر أمام مانشستر سيتي".
وأكد النجم المصري أن أحد أبرز تحدياته في الموسم الحالي كان إثبات قدرته على قيادة الفريق رغم رحيل المدرب وبعض اللاعبين، قائلاً: "كنت مصممًا على إثبات نفسي، سواء في الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا".
وعن حياته اليومية خارج الملاعب، قال صلاح: "في الأيام التي لا تتضمن مباريات أو تدريبات، أمارس بعض الأنشطة مثل مشاهدة التلفاز، القراءة، ولعب الشطرنج".
وتحدث عن بعض المواقف الطريفة، موضحًا: "بحثت عن اسمي على جوجل مرة واحدة بعد مباراة معينة، لكن ذلك كان عندما كنت صغيرًا، ولم أعد أفعل ذلك الآن".
وعن علاقته ببناته، قال مبتسمًا: "بناتي يعتقدن أنني أب ممل لأنني أحاول دائمًا توجيههن لفعل الأشياء بشكل صحيح".
وختم صلاح حديثه بالتعبير عن حلمه الأكبر الذي لا يزال يراوده: "أطمح لتحقيق كأس الأمم الإفريقية مع منتخب مصر، فهو اللقب الذي لم أتمكن من الفوز به حتى الآن".