طالبات المراكز الصيفية الحوثية في صنعاء تحت طائلة التجنيد
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
اتهمت مصادر تربوية الحوثيين باستخدام نحو 150 مدرسة ومسجداً في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لاستقطاب آلاف الفتيات من مختلف الأعمار إلى المراكز الصيفية، وإخضاعهن للتعبئة ضمن حملة تهدف لإلحاق المئات منهن بالتشكيل العسكري النسائي المعروف باسم «الزينبيات».
ومع الاستعداد الحوثي لاختتام المعسكرات الصيفية التي قوبلت منذ انطلاقها بعزوف مجتمعي واسع، كشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن وجود تحركات لعناصر تتبع ما تسمى كتائب «الزينبيات» لإطلاق عملية تجنيد جديدة بين أوساط طالبات المدارس، ممن التحقن بمراكز الجماعة الصيفية.
وبموجب تعليمات مباشرة أصدرها مكتب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ذكرت المصادر أن الجماعة شكلت فِرقاً نسائية ميدانية تحت مسمى «الدعم والإسناد» لاستهداف الفتيات، معظمهن من طالبات المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية بعموم مديريات صنعاء وضواحيها، بغية إخضاعهن لتدريبات على استعمال الأسلحة.
ويُشرف على ذلك الاستهداف -وفق المصادر- قياديات بارزات في كتائب «الزينبيات»، منهن ابتسام المحطوري، وسعاد الكحلاني، وبشرى مفضل، وأمة المجيب القحوم، وغادة أبو طالب، وسارة جحاف، وحنان الشامي، وإشراق المأخذي، وأخلاق الشامي، وهناء المحاقري.
وسبق هذا التحرك الحوثي لتجنيد دفعة جديدة من الفتيات، استهداف الجماعة لهن عبر معسكراتها الصيفية منذ انطلاقها مطلع أبريل (نيسان) الماضي، بالتلقين الطائفي، وغسل أدمغتهن بالأفكار التي تحض على دعم الجبهات بالمال، والحُلي، والمشاركة في الفعاليات.
تحذيرات تربوية
وحذر عاملون تربويون في صنعاء في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» من مساعٍ حوثية لتنفيذ حملة تجنيد واسعة في صفوف الفتيات في بغية إلحاقهن بالتشكيل العسكري النسائي.
واتهموا الجماعة بتسخير الأموال، وإطلاق حملات ترويج ووعود بجوائز وسلال غذائية ورحلات وهدايا وتحسين درجات الامتحانات والإعفاء من رسوم مدرسية، وغيرها، من أجل استدراج أكبر عدد من الطلبة (ذكوراً وإناثاً) إلى مخيماتهم الصيفية التي لطالما جوبهت، وفق التربويين، برفض واسع من قبل أولياء الأمور.
وقدرت مصادر مطلعة أن أعداد الطالبات الملتحقات هذا العام بالمدارس الحوثية الصيفية في صنعاء وحدها بلغ 16 ألف طالبة من مختلف الأعمار، حيث تلقين التعبئة في قرابة 150 مدرسة ومسجداً، في حين كانت الجماعة تطمح لاستقطاب 55 ألفاً في نحو 516 مدرسة ومسجداً في عموم المديريات.
وسبق للجماعة الانقلابية أن أعلنت في وقت سابق عن تخصيصها نحو 1500 مدرسة حكومية وأهلية ومساجد ومراكز أخرى لإلحاق أكثر من 100 ألف طالبة بعموم مدن سيطرتها لتلقي التعبئة.
تكثيف التعبئة
أوضحت «أماني» -طالبة في مدرسة حكومية بمديرية معين بصنعاء التحقت بمركز صيفي حوثي، لـ«الشرق الأوسط» أن جل الدروس التي قُدِّمت لهن منذ بدء الدورات تتركز على التعبئة، وتُرغِم المشاركات على الالتزام والتقيد بموجهات أقرتها الجماعة ضمن مناهجها المُخصصة لاستهداف الملتحقات بمراكزها الصيفية.
ومن ضمن تلك الموجهات، وفق الطالبة، إلزامهن بالاستماع إلى خطب زعيم الجماعة في موعدها المُحدد، واعتبار ما تُسمى «الصرخة الخمينية» شعاراً ثابتاً في وجدانهن، وعدم التخلي عنه بزعم أنه يغيظ الأعداء، والمشاركة ببذل المال لمصلحة الجبهات، وحضور الفعاليات.
وأبدت «أماني» استياءها البالغ من خلو الأنشطة الصيفية الحوثية المخصصة للفتيات من أي حديث عن حجم المعاناة، والحرمان، والأوجاع التي لا تزال تعصف بملايين النساء اليمنيات من جراء ما خلفه الانقلاب، والحرب المستمرة من أوضاع متدهورة.
كما اشتكت طالبة أخرى في صنعاء، طلبت إخفاء هويتها، من تركيز الانقلابيين على الجانب الطائفي، والحض على الانخراط بالتشكيلات الأمنية للجماعة بزعم مجابهة التحديات.
وعبرت الطالبة عن ندمها لمشاركتها بمخيم صيفي حوثي، مرجعة ذلك إلى عدم اهتمام الجماعة بتنفيذ برامج وأنشطة توعوية وتدريبية على صلة بكافة المجالات الصحية، والنفسية، والبيئية، والرياضية، والتعليمية التي تهم المجتمع.
وقالت: كان من المفترض العمل على تمكين المشاركات اقتصادياً عبر تعليمهن مختلف أنواع الأشغال والحرف اليدوية، حتى يتمكن من مساعدة ذويهن بتأمين العيش في ظل الأوضاع العصيبة التي يعيشونها.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
إطلاق دليل دوّي التدريبي بطريقة برايل لتمكين الفتيات ذوات الإعاقة البصرية
راجع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة واعتمد الدليل التدريبي للمبادرة الوطنية "دوي" بطريقة برايل لتمكين الأشخاص والفتيات ذوات الإعاقة البصرية من المشاركة الفعالة بالمبادرة.
ثمنت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، حرص الدكتورة سحر السنباطي الشديد منذ توليها منصب رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، على تفعيل شراكة هادفة إلى دمج وتمكين الأطفال ذوي الإعاقة والأمهات ذوات الإعاقة من خلال توقيع بروتوكول تعاون مشترك مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق رؤية شاملة ومتكاملة لتعزيز وحماية حقوقهم والا يتخلف أحد عن الركب.
أضافت "كريم" في بيان صحفي، أنه إيماناً من اهتمام ودعم القيادة السياسية لدور المرأة ومشاركتها في كافة المجالات كفاعل أساسي، وبدعم ورعاية السيدة الأولى انتصار السيسي لهذه المبادرة الوطنية الرائدة " مبادرة "دوي" الخاصة بتمكين الفتيات" تعكس اهتمام سيادتها بقضايا تمكين المرأة، ولا سيما المرأة والفتاة ذات الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة، وتفعيل النهج التشاركي للدولة المصرية لتنمية الأسرة المصرية وصولاً لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030 .
تسريع وتيرة الجهود الوطنيةأكدت أننا نشهد إطلاق الدليل التدريبي لمبادرة "دوى" بطريقة برايل كمخرج تنفيذي للجهود المشتركة، والعمل الدؤوب لتعزيز المشاركة الكاملة والفعالة للأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية لتسريع وتيرة الجهود الوطنية لدمجهم وتضمينهم في كافة المشروعات والمبادرات من منظور حقوقي تنموي لتحقيق التنمية الشاملة والعادلة.
أشارت أن إتاحة الدليل بطريقة برايل يسهم في تيسير وصول الفتيات ذوات الإعاقة البصرية، وإتاحة الفرص لمشاركتهن في فعاليات وأنشطة مبادرة "دوي" والاستماع إلى آرائهن وطموحاتهن، وإتاحة حصولهن ووصولهن للخدمات والمعلومات، وأدوات التعلم المختلفة لتنمية مهارتهن، وللحد من الممارسات الضارة تجاهن وأي شكل من أشكال التمييز أو العنف أو الاستغلال، بما يمكنهن من المشاركة الفعالة في مجتمعاتهن المحلية وفي عمليات صنع القرار، موضحة أن الدليل التدريبي شارك فى إعداده منظمة اليونيسيف ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والأزهر الشريف ومنظمات المجتمع المدني.
فيما أعربت الدكتورة سحر السنباطي رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، عن خالص الشكر والتقدير إلى الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، على ما قدمته من دعم وتعاون صادق في مراجعة هذا الدليل، كما توجهت بالشكر إلى منظمة يونيسف لدعمها المتواصل لجهود المجلس القومي للطفولة والأمومة في إعداد هذا الدليل.