المشهد اليمني:
2025-05-10@17:22:14 GMT

حرائق الوطن السعيد!

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

حرائق الوطن السعيد!

هذا شهر عصيب على مستوى العالم، فقد فتحت جهنم نوافذها لتعصف بموجة حر أنحاء الكرة الأرضية، "وأينما وَلَّيْتَ وجهكَ صار كلُّ شيء قابلٌ للانفجارِ ".

اشتعلت الحرائق في غابات بلدان عدة، من اليونان حتى أمريكا، النيران تحاصر المدن الملتهبة، والغابات اشتعلت في أكثر من بلد جراء موجة حرارة غير مسبوقة.

في فرنسا مثلا، صنفت السلطات 13 محافظة جنوبي وجنوب شرقي البلاد ضمن لائحة الإنذار البرتقالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيها، وإذا فررت من باريس وعدت نحو الشرق فحرائقنا مزدوجة، فمثل حرائق بلداننا لا يوجد، حيث لا مثيل لحريق الدم وارتفاع الهم في وطن عربي محاصر بحرائق الخلافات وعواصف الاختلاف!.

فأنا من وطن ممتد بين الفجائع، وصرنا كما قيل مجرد عابري سبيل ثقلاء الظل.

لا يمر أسبوع دون حدث يحرق عليك بهجة الحياة من اليمن حتى النيجر.

اقرأ أيضاً النشرة الجوية: الأمطار تمتد إلى 17 محافظة خلال الساعات القادمة إعلان حرب.. إيران تتوعد بقطع يد من يفكر في تقسيم اليمن بالتزامن مع الهجوم الحوثي على المحافظات الجنوبية ضاحي خلفان يستفز اليمنيين من جديد بما قاله عن ‘‘اليمن الشمالي’’ ومن غدر بعلي عبدالله صالح تغيّر كبير في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني توقعات درجات الحرارة في اليمن اليوم الإثنين صحيفة لندنية: اليمن قادم على معركة من نوع آخر .. واستنفار غير مسبوق للحكومة الشرعية ليست السعودية ولا الإمارات .. الأمم المتحدة تستعين بدولة عربية هامة لحل الأزمة اليمنية لماذا تشجع آدم نسيم وهو لا يلعب بإسم اليمن؟ أكثر من 300 اكاديمي من جميع الجامعات اليمنية يصدرون أول بيان للمطالبة بصرف مرتباتهم (الاسماء) آخرها ”استفزاز الشهداء”.. تعرف على 13 مبرر وشعار رفعه الحوثيون للتنكيل باليمنيين وقمع الأصوات الحرة تحركات إيرانية جديدة بشأن الحرب في اليمن بعد فشل الوفد العماني.. وبيان رسمي بذلك مع تصاعد الغضب الشعبي ضد الحوثيين.. إشهار نادي الأكاديميين اليمنيين للمطالبة بالرواتب ودعوات للإضراب

أما لماذا النيجر فحتى لا ننسى أن الرئيس المطاح به محمد بازوم لا غيره، هو من قبلية أولاد سليمان العربية التي يقطن فرع منها النيجر، بينما تتركز غالبيتها في جنوب ووسط ليبيا، وحتى السودان وتشاد، وتنحدر أصولها من قبائل بني سليم العربية العدنانية القيسية وسط الجزيرة العربية، كما يقول المؤرخون ويشهد عليه سوء الطالع !.

وإنقلاب النيجر ترى صداعه في باريس أكثر من إفريقيا، ولا حديث بين حرائق الغابات وسخونة الصيف غير عن حرائق إفريقيا والشرق الأوسط السياسية من القدس إلى الخرطوم،

ولكن حريق الدم في اليمن غير.

من أسابيع أعلن المعلمون بصنعاء إضرابا بسبب انقطاع المرتبات لسنوات، والشارع اليمني الواقع تحت إرهاب الحرس الثوري المتحوث، بدأ يعلن أن الاناشيد وأغاني تمجيد الحرب لا تُغني عن المرتبات، وأن صرخة الجوع أقوى من الصرخة الحوثية المفروضة على اليمنيين كل يوم من قبل الحوثي في مناطق سيطرته.

وكلما طالب الناس بحقوقهم واشتكوا فساد الميليشيات وإرهابها اخترعت مناسبة للحشد، وخرج قائدها بخطاب عن الصبر والجهاد وتحميل العالم تبعيات إجرام انصاره.

فيما أدار العالم ظهره لليمن ومشكلاته كما يبدو، ومنذ 2 أبريل 2022م أُعلنت هدنة استمرت بقوة الدفع الذاتي حتى الآن دون الحاجة لتوقيعها، لكن الكل يغض الطرف (وهو خجول) لتهديدات الميليشيات.

ويسقط الواقع ما يسميه الحوثي حججا للوضع الإنساني، وهي في الواقع مطالب إبتزاز يعرفها الناس قبل الخبراء.

بإختصار يقول الحوثي أنه يريد مرتبات الموظفين للذين هم تحت سيطرته، ولكنه يرفض أن تسلم للموظفين مباشرة عبر البنوك المعتمدة، بل يريدها أن تسلم له نقدا بالدولار ويرفض أن تكون حسب كشوفات العام ٢٠١٤ بل يريدها كميزانية إجمالية ويتصرف بها هو شهريا، وهذا ما يضغط عليه ويطالب به ، ضمن سياسة غض الطرف والكل خجول، أما بقية الأمور فتم حسمها من فتح المطار واعطاءه ميناء الحديدة بكل الصلاحيات، والقول أن العالم لا يفتح خطوط طيران مباشرة مع صنعاء أو لا يريد أن يتعامل مع جوازات السفر الصادرة في صنعاء والمشكوك فيها فتلك أمور بيد الدول الأخرى، حيث لا يقبل العالم سلطات الميليشيات.

ولكن تسقط حجج الحوثي مع الذهاب في الرضوخ لابتزازه المستمر.

ويبقى واقع مر يتجرعه اليمنيون وحدهم، من حصار الميليشيات للمدن والقرى وعلى رأسها حصار مدينة تعز منذ تسع سنوات، وإغلاق الطرق بين المدن والقرى، وكل إنجاز الميليشيات فتح السجون والمقابر لا أكثر، وحشد الناس في مناسبات يتم اختراعها كل يوم لتعزيز السلطة الدينية، وترسيخ الإنقسام المذهبي.

والحقيقة أن الناس ستعود إلى طاولة الحوار ولكن بعد فقدان الكثير من الوقت وإهدار امكانات مذهلة لبلد كان صانعاً للسعادة، لا مُشعلاً للحرائق.

و سندرك بعد وقت من التعب أنه لابد من الخروج من حفرة الحرب هذه إلى طاولة شراكة لبناء وطن يتسع للجميع لا لتقاسم مقابره، وأن كل شعارات الماضي لم تعد تناسب الواقع، وأن اناشيد الحرب لا تسد فراغ الجوع.

وأن هذا الإصرار على إحياء الماضي وعصبياته لن يُنسي الناس حاجتهم للسلام.

وأن خطابات عن مقتل الإمام الغائب لا تُنسي ألم القهر الحاضر ! .

أما الحديث عن المؤامرة الخارجية فصارت نكتة أمام حشود المطالبين بعودة الدولة.

فغير منطقي أن يحلم الناس بعودة الكهرباء في زمن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والفضاء، وأن يكتض البلد بالسلاح وأناشيد الموت، ولا يرتفع صوت بناء الدولة وتحقيق الاستقرار والعيش الكريم.

وإذا كان العالم سيعود إلى فسحة الهدوء وازدهار غاباته مع انحدار حرائق الصيف الملتهبة.

فمتى تنجلي غمة الخلافات في هذه المنطقة المشتعلة منذ عقود.

وتنهي عواصف لا تتوقف رغم أن بعض العواصف تأتي لتنظيف الطريق، وليس بالضرورة لعرقلة الحياة.

*سفير الجمهورية اليمنية في المغرب

*جريدة "الأهرام"

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

رواية ترامب الكاذبة حول وقف العدوان على اليمن والكبرياء الزائف لرجل مصاب بجنون العظمة! ..

صلاح المقداد

كذب دجال البيت الأبيض الأثيم وصفيق أمريكا المأفون العُتِل “دونالد ترامب” بمنتهى الجرأة والوقاحة حين زعم قائلاً: “أن “الحوثيين” كما يُسميهم أعلنوا استسلامهم لأمريكا ولم تعد لديهم القدرة والرغبة في الاستمرار في القتال”، وأنهُ قرر على ضوء زعمه الباطل هذا الموافقة على وقف الغارات الجوية الأمريكية على اليمن وأصدر أوامره بإيقاف العدوان الذي بدأه على الشعب اليمني في شهر مارس الماضي.

ويمكن القول إنه بمثل هكذا اكذوبة سمجة، قَدَمَ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، المثير للجدل نفسه بإعتباره أكبر كذاب دخل البيت الأبيض وأشهر أفاك عرفه العالم بكذبة مختلقة كهذه ولا يخجل مثله مما يتقوله ويتفوه به كذبًا حتى ولو كان ذلك على حساب مصداقية بلاده وسمعتها الدولية السيئة أصلاً.

واجمالاً لو كان هذا الصفيق المأفون ترامب يستحي ويخجل أساسًا ما كذب كذبة عظمى ككذبة بزعمه “استسلام الحوثيين” وهي فرية لا يمكن أن تُصدق وقد اختلقها وهو بلا وعي ليبدو بعدها أصغر ما يكون بنظر العالم حتى حلفاء أمريكا.

وقد جاء تصريح ترامب الكاذب هذا حول الاستسلام المزعوم لأنصار الله عجيباً هجينًا وأثار استغراب العالم بأسره، حتى أن وزير خارجيته الذي سأله عن طلب الحوثيين وقف الحرب كما زعم ابدى استغرابه واندهاشه منه ولم يصدق ما سمعه للتو من ترامب واضطر أن يتماهى معه في كذبه ويجاريه بديبلوماسية نفعية براغماتية هي جزء من سياسة أمريكا التي تنتهجها دائمًا وتبرع فيها.

بيد أنه بدا جليًا أن غرور ترامب المُفرط وكبريائه الزائف كرئيس لأكبر دولة في العالم وتعتبر نفسها دولة عظمى، قد منعاه من أن يقول الحقيقة ويقر بأن إدارته هي من طلبت توسط سلطنة عمان لإنهاء المواجهات مع أنصار الله في اليمن.

وكان حري بهذا الكذاب الأشِر أن يدلي بالتصريح الصادق عن حقيقة صيغة الاتفاق الحقيقية لإنهاء حربه وعدوانه على اليمن مع حكومة صنعاء بعد أسابيع من الفشل الذريع لحملته العسكرية على اليمن في ظل استمرار تمكن قوات صنعاء من إلحاق خسائر كبيرة بقواته في مواجهات مباشرة في البحر الأحمر والنيل من حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” واسقاط عدد من الطائرات الأمريكية المسيرة الحديثة باهظة الثمن، فضلاً عن اسقاط طائرة “إف 18” قبل أيام بصاروخ اطلقته القوات اليمنية.

والأهم واللافت في الموضوع برمته، أي موضوع رواية ترامب الكاذبة حول اعلان واشنطن وقف العدوان على اليمن الذي صدر يوم الأربعاء السابع من مايو الجاري، أن بيان الخارجية العمانية الذي تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة بعدها بساعات دحض زعم ترامب السالف ذكره وأتى تعرية لمنسوج كذبته حول طلب صنعاء انهاء القتال والاتفاق على وقف الحرب والمواجهة المحتدمة والمباشرة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية في البحر الأحمر وعدم التعرض للسفن الأمريكية.

ولا يختلف اثنان أن ما تضمنه تصريح ترامب بذات الشأن والخصوص يُعبر في جميع الأحوال عن مهووس البيت الأبيض ترامب الذي يبدو أنه يعاني من داء جنون العظمة أو جنون البقر الذي عُرف الأمريكان برعيها حتى أُطلق عليهم اسم “رُعاة البقر”.

حيث تضمن البيان العماني الإشارة الصريحة والواضحة إلى أن سلطنة عمان أجرت اتصالاتها بحكومة صنعاء والإدارة الأمريكية وأن الأخيرة طلبت منها التوسط لدى حكومة أنصار الله في صنعاء للقبول باتفاق ثنائي بين الجانبين بوساطة عمانية لإنهاء الاشتباك والحرب الناشبة بينهما منذ أقحم ترامب بلاده في حرب عبثية وعدوانية ضد اليمن، لا صنعاء التي طلبت ذلك كما ادعى ترامب.

والأدهى والأنكى أن تجد الكذاب هنا رجل له شأنه وصفته الاعتبارية على مستوى العالم كرئيس دولة عظمى، وليس رجلاً عاديًا ومن أغمار الناس، والأهم أنه لا عجب أن يكذب الرجل ويعلن كذبته هذه عبر تصريح ادلى به لوسائل الإعلام، طالما وأمريكا قامت على أكبر وأعظم كذبة عرفتها الدنيا، وهي الزعم أنها دولة القيم والمُثل والمبادئ وواحة الديمقراطية في العالم، وهي غير كذلك بالمطلق، وفي الواقع والحقيقة تبدو أمريكا خلاف ما تزعمه وتدعيه لنفسها من تحضر ومدنية وتتجلى لكل عين أم للإرهاب وكل الكبائر!.

مقالات مشابهة

  • خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • خطاب القائد وفشل العدوان الامريكي على اليمن
  • هلا السعيد تسحر القلوب بإطلالة جذابة على البحر
  • النيجر تصعد ضد الشركات الأجنبية بمصادرة المعدات وإغلاق المكاتب
  • رواية ترامب الكاذبة حول وقف العدوان على اليمن والكبرياء الزائف لرجل مصاب بجنون العظمة! ..
  • جهاد سعد: اليمن يعمّق الشرخ الأمريكي الإسرائيلي ويفضح عجز الأنظمة العربية
  • الفاف تعزي في وفاة الوزير الأسبق سيدي السعيد
  • السياسي الأعلى: اليمن يتموضع بقوة في المنطقة ويواصل دعم غزة
  • محمد علي الحوثي: انتصار اليمن هو انتصار لفلسطين وتحذير من محاولات أمريكية للالتفاف
  • اليمن يسقط كيان العدو الإسرائيلي بضربة صاروخية غير مسبوقة [ الحقيقة لا غير]