المشهد اليمني:
2024-06-02@19:44:28 GMT

حرائق الوطن السعيد!

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

حرائق الوطن السعيد!

هذا شهر عصيب على مستوى العالم، فقد فتحت جهنم نوافذها لتعصف بموجة حر أنحاء الكرة الأرضية، "وأينما وَلَّيْتَ وجهكَ صار كلُّ شيء قابلٌ للانفجارِ ".

اشتعلت الحرائق في غابات بلدان عدة، من اليونان حتى أمريكا، النيران تحاصر المدن الملتهبة، والغابات اشتعلت في أكثر من بلد جراء موجة حرارة غير مسبوقة.

في فرنسا مثلا، صنفت السلطات 13 محافظة جنوبي وجنوب شرقي البلاد ضمن لائحة الإنذار البرتقالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيها، وإذا فررت من باريس وعدت نحو الشرق فحرائقنا مزدوجة، فمثل حرائق بلداننا لا يوجد، حيث لا مثيل لحريق الدم وارتفاع الهم في وطن عربي محاصر بحرائق الخلافات وعواصف الاختلاف!.

فأنا من وطن ممتد بين الفجائع، وصرنا كما قيل مجرد عابري سبيل ثقلاء الظل.

لا يمر أسبوع دون حدث يحرق عليك بهجة الحياة من اليمن حتى النيجر.

اقرأ أيضاً النشرة الجوية: الأمطار تمتد إلى 17 محافظة خلال الساعات القادمة إعلان حرب.. إيران تتوعد بقطع يد من يفكر في تقسيم اليمن بالتزامن مع الهجوم الحوثي على المحافظات الجنوبية ضاحي خلفان يستفز اليمنيين من جديد بما قاله عن ‘‘اليمن الشمالي’’ ومن غدر بعلي عبدالله صالح تغيّر كبير في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني توقعات درجات الحرارة في اليمن اليوم الإثنين صحيفة لندنية: اليمن قادم على معركة من نوع آخر .. واستنفار غير مسبوق للحكومة الشرعية ليست السعودية ولا الإمارات .. الأمم المتحدة تستعين بدولة عربية هامة لحل الأزمة اليمنية لماذا تشجع آدم نسيم وهو لا يلعب بإسم اليمن؟ أكثر من 300 اكاديمي من جميع الجامعات اليمنية يصدرون أول بيان للمطالبة بصرف مرتباتهم (الاسماء) آخرها ”استفزاز الشهداء”.. تعرف على 13 مبرر وشعار رفعه الحوثيون للتنكيل باليمنيين وقمع الأصوات الحرة تحركات إيرانية جديدة بشأن الحرب في اليمن بعد فشل الوفد العماني.. وبيان رسمي بذلك مع تصاعد الغضب الشعبي ضد الحوثيين.. إشهار نادي الأكاديميين اليمنيين للمطالبة بالرواتب ودعوات للإضراب

أما لماذا النيجر فحتى لا ننسى أن الرئيس المطاح به محمد بازوم لا غيره، هو من قبلية أولاد سليمان العربية التي يقطن فرع منها النيجر، بينما تتركز غالبيتها في جنوب ووسط ليبيا، وحتى السودان وتشاد، وتنحدر أصولها من قبائل بني سليم العربية العدنانية القيسية وسط الجزيرة العربية، كما يقول المؤرخون ويشهد عليه سوء الطالع !.

وإنقلاب النيجر ترى صداعه في باريس أكثر من إفريقيا، ولا حديث بين حرائق الغابات وسخونة الصيف غير عن حرائق إفريقيا والشرق الأوسط السياسية من القدس إلى الخرطوم،

ولكن حريق الدم في اليمن غير.

من أسابيع أعلن المعلمون بصنعاء إضرابا بسبب انقطاع المرتبات لسنوات، والشارع اليمني الواقع تحت إرهاب الحرس الثوري المتحوث، بدأ يعلن أن الاناشيد وأغاني تمجيد الحرب لا تُغني عن المرتبات، وأن صرخة الجوع أقوى من الصرخة الحوثية المفروضة على اليمنيين كل يوم من قبل الحوثي في مناطق سيطرته.

وكلما طالب الناس بحقوقهم واشتكوا فساد الميليشيات وإرهابها اخترعت مناسبة للحشد، وخرج قائدها بخطاب عن الصبر والجهاد وتحميل العالم تبعيات إجرام انصاره.

فيما أدار العالم ظهره لليمن ومشكلاته كما يبدو، ومنذ 2 أبريل 2022م أُعلنت هدنة استمرت بقوة الدفع الذاتي حتى الآن دون الحاجة لتوقيعها، لكن الكل يغض الطرف (وهو خجول) لتهديدات الميليشيات.

ويسقط الواقع ما يسميه الحوثي حججا للوضع الإنساني، وهي في الواقع مطالب إبتزاز يعرفها الناس قبل الخبراء.

بإختصار يقول الحوثي أنه يريد مرتبات الموظفين للذين هم تحت سيطرته، ولكنه يرفض أن تسلم للموظفين مباشرة عبر البنوك المعتمدة، بل يريدها أن تسلم له نقدا بالدولار ويرفض أن تكون حسب كشوفات العام ٢٠١٤ بل يريدها كميزانية إجمالية ويتصرف بها هو شهريا، وهذا ما يضغط عليه ويطالب به ، ضمن سياسة غض الطرف والكل خجول، أما بقية الأمور فتم حسمها من فتح المطار واعطاءه ميناء الحديدة بكل الصلاحيات، والقول أن العالم لا يفتح خطوط طيران مباشرة مع صنعاء أو لا يريد أن يتعامل مع جوازات السفر الصادرة في صنعاء والمشكوك فيها فتلك أمور بيد الدول الأخرى، حيث لا يقبل العالم سلطات الميليشيات.

ولكن تسقط حجج الحوثي مع الذهاب في الرضوخ لابتزازه المستمر.

ويبقى واقع مر يتجرعه اليمنيون وحدهم، من حصار الميليشيات للمدن والقرى وعلى رأسها حصار مدينة تعز منذ تسع سنوات، وإغلاق الطرق بين المدن والقرى، وكل إنجاز الميليشيات فتح السجون والمقابر لا أكثر، وحشد الناس في مناسبات يتم اختراعها كل يوم لتعزيز السلطة الدينية، وترسيخ الإنقسام المذهبي.

والحقيقة أن الناس ستعود إلى طاولة الحوار ولكن بعد فقدان الكثير من الوقت وإهدار امكانات مذهلة لبلد كان صانعاً للسعادة، لا مُشعلاً للحرائق.

و سندرك بعد وقت من التعب أنه لابد من الخروج من حفرة الحرب هذه إلى طاولة شراكة لبناء وطن يتسع للجميع لا لتقاسم مقابره، وأن كل شعارات الماضي لم تعد تناسب الواقع، وأن اناشيد الحرب لا تسد فراغ الجوع.

وأن هذا الإصرار على إحياء الماضي وعصبياته لن يُنسي الناس حاجتهم للسلام.

وأن خطابات عن مقتل الإمام الغائب لا تُنسي ألم القهر الحاضر ! .

أما الحديث عن المؤامرة الخارجية فصارت نكتة أمام حشود المطالبين بعودة الدولة.

فغير منطقي أن يحلم الناس بعودة الكهرباء في زمن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والفضاء، وأن يكتض البلد بالسلاح وأناشيد الموت، ولا يرتفع صوت بناء الدولة وتحقيق الاستقرار والعيش الكريم.

وإذا كان العالم سيعود إلى فسحة الهدوء وازدهار غاباته مع انحدار حرائق الصيف الملتهبة.

فمتى تنجلي غمة الخلافات في هذه المنطقة المشتعلة منذ عقود.

وتنهي عواصف لا تتوقف رغم أن بعض العواصف تأتي لتنظيف الطريق، وليس بالضرورة لعرقلة الحياة.

*سفير الجمهورية اليمنية في المغرب

*جريدة "الأهرام"

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية لـ«الوطن»: نشعر بالقلق من ارتفاع نسبة الاكتئاب في العالم

كشفت الدكتورة مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، أنّ نحو 3.8% من سكان العالم يعانون من الاكتئاب، بما في ذلك 5% من البالغين «4% بين الرجال و6% بين النساء»، و5.7% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا.

الاكتئاب أكثر شيوعًا بنسبة 50% بين النساء 

وقالت «هاريس» في تصريحات لـ«الوطن» إنّ نحو 280 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب، ويعد أكثر شيوعًا بنسبة 50% بين النساء منه بين الرجال، وفي جميع أنحاء العالم، تعاني أكثر من 10% من النساء الحوامل اللاتي أنجبن حديثًا من الاكتئاب.

نسب علاج الأمراض النفسية

وعلي الرغم من وجود علاجات معروفة وفعالة للاضطرابات النفسية، فإن أكثر من 75% من الأشخاص في البلاد المنخفضة والمتوسطة الدخل لا يتلقون أي علاج للأمراض النفسية، وتشمل العوائق التي تحول دون الرعاية الفعالة نقص الاستثمار في رعاية الصحة العقلية، ونقص مقدمي الرعاية الصحية المدربين، والوصم الاجتماعي المرتبط بالاضطرابات النفسية، حسب «هاريس».

معدلات الاكتئاب والقلق في العالم

وأكدت متحدثة «الصحة العالمية»، أنّ المنظمة تشعر بالقلق إزاء ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، وأيضًا بسبب نقص العلاج والرعاية للأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب، وتحاول المنظمة تسليط الضوء علي خطة عمل للصحة النفسية «2013- 2030»، وعلى الخطوات المطلوبة لتوفير التدخلات والتحركات المناسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، بما فيها الاكتئاب والقلق.

واختتمت بالإشارة إلى أنّ الاكتئاب والانتحار من بين الحالات ذات الأولوية التي يغطيها برنامج العمل، الخاص بسد فجوة الصحة العقلية «mhGAP» التابع للمنظمة، ويهدف إلى مساعدة البلاد على زيادة الخدمات المقدمة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية، واضطرابات ناتجة عن تعاطي المخدرات.

مقالات مشابهة

  • معركة البنوك.. كيف هُزمت ذراع إيران في أول مواجهة بلا غطاء من الغرب؟
  • الاتحاد السياحي اليمني يطالب بالضغط على مليشيات الحوثي للإفراج عن ملاك وكالات السفر المختطفين
  • عمرو أديب عن انضمام صلاح لمنتخب مصر: "صوموا عن الهبد والهري"
  • هجمات الحوثي تبقي "آيزنهاور" في البحر الأحمر "شهرا على الأقل"
  • من قتل “الحمدي” و“سالمين”؟ وما سر سقوط “الفرضة”؟ وما الذي قدمه التحالف للجيش؟.. قريبًا في الحلقة الثانية من “بودكاست برّان” مع الجنرال “مفرح بحيبح”
  • رواد الوطن يهدد بيئة صنعاء
  • تحليل: التحالف مع الحوثي وضرب الجنوب.. استراتيجية العولقي لقيادة القاعدة في اليمن
  • قصف عنيف على مليشيا الحوثي في جبهة حساسة جنوبي اليمن
  • متحدثة «الصحة العالمية» في حوار لـ«الوطن»: نتتبع الأمراض في غزة بسبب الحرب.. وكورونا ما زال مستمرا (حوار)
  • الصحة العالمية لـ«الوطن»: نشعر بالقلق من ارتفاع نسبة الاكتئاب في العالم