تصاعد الهجمات بين إسرائيل وإيران وعشرات القـــتــلى والجرحى بين الجانبين وسط دعوات للتسوية
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
طهران. تل أبيب«وكالات»: واصلت وإسرائيل وإيران تبادل الضربات ما أدى لمقتل العشرات وتدمير عدد من المنشآت في البلدين، وأثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة. فيما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران وإسرائيل إلى «إبرام تسوية»، مع تلميحه إلى انخراط «ممكن» لواشنطن في النزاع .
وأطلقت إيران بعد ظهر اليوم دفعة جديدة من الصواريخ نحو إسرائيل؛ حسبما أفاد الإعلام الرسمي في طهران، بينما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات للسكان بالنزول إلى الملاجئ، قبل أن يخفض مستوى الإنذار في وقت لاحق.
في غضون ذلك استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية ومستودعات وقود في إيران؛ حيث أفادت وسائل إعلام بأنّ حصيلة الضربات الإسرائيلية الجمعة والسبت بلغت 128 شخصا بينهم نساء وأطفال، فيما أُصيب المئات بجروح.
ونقلت صحيفة اعتماد عن وزارة الصحة قولها: «إن 128 شخصا استشهدوا في هذه الاعتداءات العسكرية، وأدخل نحو 900 جريح إلى المستشفيات». وأفاد التقرير بأن حصيلة القتلى تتضمن 40 امرأة، مشيرا إلى أن «عدد الأطفال الشهداء كبير».
وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طهران بدفع «ثمن باهظ جدا» بعد مقتل مدنيين إسرائيليين في ضربات صاروخية.
ومشطت فرق إنقاذ إسرائيلية أنقاض مبان سكنية دمرتها الصواريخ الإيرانية بالاستعانة بكلاب مدربة وحفارات؛ بحثا عن ناجين في أعقاب مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم أطفال ما يرفع إجمالي القتلى في يومين في إسرائيل إلى 13.
ودوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل في الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي اليوم في أول مرة تنطلق فيها خلال النهار، وسمع دوي انفجارات جديدة في تل أبيب.
وفي إيران أظهرت لقطات من العاصمة طهران حريقا ضخما خلال الليل في مستودع وقود بعد أن بدأت إسرائيل في تنفيذ ضربات على قطاع النفط والغاز الإيراني، ما زاد المخاطر من تبعات ذلك على الاقتصاد العالمي، وعلى قدرة مؤسسات الدولة الإيرانية على العمل.
ولم تنشر إيران إجمالي عدد القتلى، لكنها قالت: إن 78 لقوا حتفهم يوم الجمعة، وعشرات قتلوا منذ ذلك الحين، بما في ذلك هجوم واحد أودى بحياة 60 نصفهم من الأطفال أمس السبت عندما سوى الهجوم مبنى سكنيا من 14 طابقا بالأرض.
وقالت إسرائيل: إن الحملة ستستمر في التصاعد في الأيام المقبلة. ومن جانبها توعدت إيران «بفتح أبوب الجحيم» على إسرائيل ردا على ذلك. وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا للإيرانيين الذين يعيشون قرب منشآت الأسلحة بالإخلاء. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شرفة تطل على شقق مدمرة في بلدة بات يام حيث قتل ستة: «ستدفع إيران ثمنا باهظا لقتل المدنيين والنساء والأطفال».
وأكد مسؤول إسرائيلي أن قائمة الأهداف في إيران لا تزال طويلة، وأحجم عن تحديد إلى متى ستستمر الضربات. وذكر أن الأهداف التي تم قصفها مساء أمس السبت شملت موقعين إيرانيين للوقود «مزدوج الاستخدام» كانا يدعمان العمليات العسكرية والنووية. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: إن رد بلاده سيزداد «حسما وشدة» إذا استمر العدوان الإسرائيلي.
وأعلنت الحكومة الإيرانية أنّه سيتم تجهيز المساجد ومحطات المترو والمدارس؛ لاستخدامها كملاجئ اعتبارا من مساء اليوم.
وأتى ذلك مع دوي أصوات انفجارات جديدة في طهران مع مواصلة سلاح الجو الإسرائيلي شنّ ضربات في مناطق عدة.
وأفادت وزارة النفط الإيرانية بأن ضربات إسرائيلية استهدفت خزانين للوقود في طهران، أحدهما في شهران (شمال غرب طهران)، واندلع حريق فيه.
لكن حركة المرور عادت إلى طبيعتها، وأعادت المقاهي والمتاجر فتح أبوابها كالمعتاد. وتشكلت طوابير طويلة أمام محطات الوقود. وطلبت السلطات في طهران من موظفيها العمل عن بُعد في الأيام المقبلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه ضرب «أكثر من 80 هدفا» في طهران الليلة الماضية، مشيرا إلى أنّ من بينها «مقر وزارة الدفاع الإيرانية، ومقر المشروع النووي، وأهدافا إضافية كان النظام الإيراني يُخفي فيها الأرشيف النووي». وأكدت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن وزارة الدفاع استُهدفت، وتعرض أحد مبانيها لـ«أضرار طفيفة».
وأنذر الجيش الإسرائيلي الإيرانيين بإخلاء كافة منشآت الأسلحة، مشيرا إلى أن ذلك يشمل «جميع مصانع الأسلحة والمنشآت الداعمة لها في إيران». وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش سيستهدف مثل هذه المواقع غداة إعلان نتنياهو عزمه على ضرب «كل مواقع النظام» في إيران.
وأضاءت السماء فوق إسرائيل بوابل من الصواريخ الإيرانية، والصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية. وتقول السلطات الإسرائيلية: إن نحو 22 من أصل 270 صاروخا باليستيا أطلقتها إيران على مدى الليلتين السابقتين اخترقت الدرع المضادة للصواريخ. ومع تزايد المخاوف من نشوب صراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط وارتفاع أسعار النفط بشدة؛ أشاد ترامب بالهجوم الإسرائيلي نافيا في الوقت نفسه الاتهامات الإيرانية لواشنطن بالمشاركة فيه. وحذر طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل أهدافا أمريكية.
وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال): «إذا هاجمتنا إيران بأي شكل من الأشكال فإنها ستواجه القوة والقدرة الكاملة للقوات المسلحة الأمريكية بمستويات لم تشهدها من قبل».
واستطرد قائلا: «لكن بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی طهران فی إیران
إقرأ أيضاً:
اجتماع ثلاثي بين إيران والصين والسعودية في طهران اليوم
أفادت وكالة تسنيم، بأن طهران ستستضيف اليوم، اجتماعا ثلاثيا بين إيران والصين والسعودية.
قطار سريع بين السعودية وقطر بطول 785 كيلو متر.. تفاصيلوكان قد نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، وجود أي قناة اتصال خاصة أو مباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
وقال بقائي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، حسبما أفادت وكالة أنباء مهر الإيرانية، يوم الأحد "قناة اتصالنا الرسمية مع الولايات المتحدة هي قسم رعاية المصالح الأمريكية في طهران، والذي تتولى السفارة السويسرية رعايته في المقابل، يُعتبر قسم رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن قناتنا الرسمية في الولايات المتحدة".
وأضاف: "من الطبيعي أن تقوم دول أو مسؤولون آخرون، سواء داخل المنطقة أو خارجها، بنقل رسائل. ومع ذلك، فإن الإدعاء بوجود قناة خاصة أو مباشرة بين إيران والولايات المتحدة غير صحيح، ولا وجود لمثل هذه القناة".
واعتبر المسؤول الإيراني أن حديث واشنطن عن التفاوض المنطقي ليس إلا فرض إملاءات، داعيا في الوقت نفسه الولايات المتحدة إلى تغيير نهجها وسياستها تجاه طهران.
وحول التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية :"إن المنشآت النووية والمناطق المحيطة التي استهدفت في يونيو الماضي بهجمات أمريكية وإسرائيلية قد تكون ملوثة بمواد مشعة، مما يعيق استئناف عمليات التفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي تتجه فيه المنطقة إلى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد تحت وطأة التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، في ظل تحركات عسكرية وسياسية متسارعة تفتح الباب أمام سيناريوهات قد تقود إلى مواجهة واسعة، أو إلى ضربة استباقية محدودة، أو إلى استمرار التصعيد بين الجانبين.
وتسببت الحرب مع إسرائيل في توقف المفاوضات بين طهران وواشنطن، إذ انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على إيران.