هل نجحت ضربات ترامب في تدمير منشآت إيران النووية؟
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
توفر صور الأقمار الصناعية التي التقطت بعد عملية "مطرقة منتصف الليل" لمحة أولى عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية الثلاثة المستهدفة. اعلان
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضربات الجوية الأمريكية التي نفذتها الولايات المتحدة فجر الأحد، أسفرت عن تدمير "تام وشامل" للمنشآت النووية الإيرانية الرئيسية الثلاث في فوردو ونطنز وأصفهان.
إلا أن الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، امتنع عن إعطاء تقييم قاطع في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الأمر "سيستغرق بعض الوقت" لتحديد مدى الضرر الذي لحق بهذه المنشآت بدقة.
في المقابل، أكد المسؤولون الإيرانيون أن التأثير الفعلي للضربات على البرنامج النووي الإيراني كان محدوداً.
وقد شاركت 125 طائرة عسكرية أمريكية في العملية التي حملت اسم "مطرقة منتصف الليل"، من بينها سبع قاذفات متقدمة من طراز B-2 تحمل 14 قنبلة خارقة للتحصينات بوزن 13 ألف كيلوغرام لكل واحدة. كما أطلقت غواصة أمريكية ما يصل إلى 30 صاروخ كروز في موازاة القصف الجوي.
وتظهر في صور الأقمار الصناعية الجديدة آثار الضرر الكبير الذي لحق بالمنشآت الإيرانية، وهو ما يدعم التصريحات الأخيرة لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.
ويشير الخبراء مع ذلك إلى أنه رغم وجود أدلة واضحة على أضرار مادية، لم يتم تسجيل أي انتكاسة ملموسة بعد في تقدم البرنامج النووي الإيراني.
Relatedصور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيوم من فوردو قبل الضربة الأمريكية بساعاتبوتين يُدين الهجمات الأمريكية على إيران: لا مبرر لهااحتجاجات في طهران بعد ضربات أمريكية ضد مواقع نووية إيرانيةعلامات على وجود أضرار كبيرة في قاعات التخصيب في فوردوأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأمريكية ستة آثار لحفر في موقع فوردو النووي الإيراني، يعتقد خبراء في معهد العلوم والأمن الدولي أنّها ناتجة عن إصابة قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات للموقع.
وتقع منشأة فوردو، وهي محطة تخصيب سرية لإيران، على عمق يصل إلى 90 مترًا تحت جبل على بعد 30 كيلومترًا شمال مدينة قم. وتُعد هذه المنشأة واحدة من أكثر المواقع تحصينًا في البرنامج النووي الإيراني، وتحتوي على قاعات متعددة، تُعرف باسم "القاعات التعاقبية"، تضم أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم.
وكان يُعتقد أن القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، وخاصة نوع GBU-57 ذات الوزن الثقيل (13 ألف كجم)، هي الوحيدة القادرة على اختراق الجبل والوصول إلى تلك القاعات. ويمكن لواحدة من هذه القنابل أن تخترق ما يعادل 18 مترًا من الخرسانة أو 61 مترًا من التربة قبل أن تنفجر.
وتظهر الصور الجديدة أن الحفر الموجودة قريبة من فتحة تهوية في الموقع تحت الأرض، وهو ما قد يكون سمح بمرور القنابل عبر البنية بشكل أكثر فعالية نحو القاعات الداخلية.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان يُعتقد أن إيران تخزن في فوردو ما يصل إلى 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، أي قريبة من النسبة اللازمة لتصنيع السلاح النووي.
أشار خبراء في معهد العلوم والأمن الدولي إلى أن الأنفاق المؤدية إلى قاعات التخصيب في منشأة فوردو النووية كانت مملوءة بالتربة، فيما يبدو أنه استعداد إيراني مسبق للحد من الأضرار المحتملة جراء الهجوم الأمريكي.
واعتبر هؤلاء الخبراء أن "من المحتمل جدًا" أن تكون قاعات التخصيب قد تضررت بشدة أو حتى دُمرت بالكامل، مشيرين إلى وجود حطام ناتج عن الانفجارات على سطح الجبل.
من جانبه، أفاد مركز المصادر المفتوحة (OSC) ومقره لندن بأن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن بعض "نقاط الارتطام" للقنابل تقع مباشرة فوق القاعة الرئيسية في المجمع التعاقبي.
وقال رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الاثنين: "بالنظر إلى الحمولة المتفجرة المستخدمة والطبيعة الحساسة للغاية لأجهزة الطرد المركزي، من المتوقع أن يكون قد حدث ضرر كبير للغاية".
ولفتت الوكالة إلى أنها لم تتمكن بعد من الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية المستهدفة لفحصها عن كثب، وأضافت أن "لا أحد" قادر حاليًا على تقييم مدى الضرر بشكل كامل. وطالبت الوكالة بـ"الوصول الكامل" إلى هذه المنشآت، متهمة إيران في وقت سابق من هذا الشهر بعدم "التعاون الكامل" خلال عمليات تفتيش سابقة.
رغم المؤشرات المرئية على الدمار الكبير، أُثيرت تساؤلات حول نقل إيران مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب من داخل منشأة فوردو قبل تنفيذ الضربات.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن ما يصل إلى 16 شاحنة كانت متوقفة على طول الطريق المؤدي إلى مداخل الأنفاق في فوردو قبل أقل من 48 ساعة من الهجوم، وهو ما يشير إلى تحرك سريع لإخلاء المواد النووية إلى موقع غير معروف.
"تدمير" منشآت نطنز، حسب تقديرات الخبراءأفاد خبراء في معهد العلوم والأمن الدولي (ISS) بأن منشأة نطنز النووية، التي تُعتبر الأكبر في إيران من حيث التخصيب النووي، تعرضت لإصابة مباشرة بقذيفة من طراز GBU-57، وذلك بناءً على تحليل صور الأقمار الصناعية.
وأوضح الخبراء أن "هناك فتحة اختراق واضحة ناتجة عن انفجار قنبلة من طراز GBU-57 (MOP) فوق قاعات التخصيب المدفونة مباشرة"، مشيرين إلى احتمال كبير بأن هذا الانفجار قد أدى إلى تدمير المنشأة بالكامل.
يذكر أن موقع نطنز كان قد تعرض سابقًا لغارات جوية نسبت إلى إسرائيل في مناسبتين منذ اندلاع النزاع في 13 يونيو الماضي.
أضرار واضحة لحقت بالمنشآت فوق الأرض في أصفهانوكان مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية آخر المواقع المستهدفة في العملية الأمريكية، وهو يُعتقد أنه يضم مئات العلماء النوويين ويعد مركز أبحاث رئيسيًا للبرنامج النووي الإيراني.
وبحسب التقارير، فإن صواريخ كروز التي أُطلقت من غواصة أمريكية شاركت في الهجوم المنسق، أصابت مباني ومداخل أنفاق داخل المنشأة.
وتظهر في صور الأقمار الصناعية المتداولة آثار أضرار واضحة في المنشآت الواقعة فوق الأرض. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع كان قد تعرض سابقًا لضربات نسبت إلى إسرائيل منذ اندلاع النزاع.
ويؤكد خبراء في معهد العلوم والأمن الدولي أن منشأة تحويل اليورانيوم ومداخل الأنفاق المؤدية إلى المجمع تحت الأرض في أصفهان قد تكون دُمرت جراء الضربات الأمريكية.
ويرى هؤلاء الخبراء أن الإيرانيين قاموا، كما في حالة فوردو، بردم الأنفاق في محاولة لتقليل انتشار المواد المشعة أو الخطر الناتج عن الهجوم.
إلا أن الدكتور جيفري لويس، الخبير في منع الانتشار النووي وأستاذ في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية، أعرب عن اعتقاده بأن الضربات لم تنجح في تدمير الأنفاق الرئيسية التي يُعتقد أنها كانت تحتوي على اليورانيوم عالي التخصيب.
وأضاف الدكتور لويس أن من المرجح أن تكون هذه المواد قد نُقلت من موقع أصفهان قبل تنفيذ الهجوم، مشيرًا إلى تكرار ما حدث في فوردو.
وتابع: "يجب أن نحكم على هذه الضربة من خلال هدفها الحقيقي، وليس من خلال الخطاب القانوني المتعلق بالدفاع عن النفس. إذا تركت الضربة النظام الحالي، أو شكلًا قريبًا منه، في السلطة مع خيار نووي متاح، فإن هذه الضربة ستكون قد فشلت من الناحية الاستراتيجية".
ساهم كاموران سمر في الصور المستخدمة في هذا التقرير.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إصفهان إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوريا روسيا غزة مضيق هرمز أسعار النفط فلسطين صور الأقمار الصناعیة النووی الإیرانی ی عتقد أن فی فوردو یصل إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
صور الأقمار الصناعية لمنشأة “فوردو” النووية قبل الضربات الأمريكية تكشف عن مفاجأة
#سواليف
أصدرت “ماكسار تكنولوجيز”، وهي شركة مقاولات دفاعية أمريكية، صورا ملتقطة بالأقمار الصناعية تُظهر نشاطا في #منشأة_فوردو النووية الإيرانية قبل #الغارات_الجوية_الأمريكية عليها فجر الأحد.
وتُظهر صور المنشأة السرية التي التُقطت يومي الخميس والجمعة “نشاطا للشاحنات والمركبات بالقرب من مدخل المجمع العسكري تحت الأرض”، وفق ما ذكرت شبكة “cnbc”.
وحسب الشبكة نفسها، تقع منشأة فوردو الإيرانية الشبيهة بالحصن، على عمق 300 قدم تحت جبل، ومُدعّمة بطبقات من الخرسانة، جنوب العاصمة الإيرانية طهران. وهي الموقع النووي الأكثر تحصينا وتطويرا في البلاد.
مقالات ذات صلةوإلى جانب المنشآت النووية في نطنز وأصفهان، كانت “فوردو” هدفا لغارات جوية أمريكية فجر الأحد. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم بأنه “نجاح عسكري باهر” أدى إلى “تدمير” منشآت التخصيب الرئيسية في إيران بالكامل.
ولم يتسن التأكد من ادعاء الرئيس الأمريكي بشأن نتيجة العملية من خلال مصدر مستقل، فيما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومركز السلامة النووية الإيراني بعدم وجود إشعاعات أو تلوث في المراكز النووية عقب الهجمات.
هذا وصرح مسؤول أمريكي رفيع لصحيفة نيويورك تايمز، اليوم، بأن القصف الذي استهدف منشأة فوردو النووية الإيرانية ألحق “أضرارا” بالموقع، لكنه لم يدمره بالكامل.
وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية فجر اليوم، أنه تم إخلاء المنشآت النووية الثلاث في نطنز وفوردو وأصفهان منذ فترة.
كما كان عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، قد أكد سابقا أن اليورانيوم المخصب الذي تحوزه بلاده “تم نقله وهو في أماكن آمنة”.