انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نووي إيران
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
دافع تيم كونستنتاين، نائب رئيس تحرير صحيفة واشنطن تايمز، عن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرافض للتقارير التي تشكك في فعالية الضربة الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية.
وتصاعد جدل في الأوساط الأميركية بعد نشر تقييمات استخباراتية متناقضة حول نتائج الضربة الأميركية.
وذكرت شبكة "إن بي سي" أن تقييما سريا للهجمات الأميركية على إيران أُحيل للكونغرس، واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ سرا، كشف أن القصف أخّر برنامج إيران النووي لأشهر، لكنه لم يعطله نهائيا.
كذلك، قالت وكالة أسوشيتد برس إن تقريرا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية خلص إلى أن الضربة التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية "ألحقت أضرارا كبيرة بتلك المواقع، لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها".
وقدر معدو التقرير أن جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقل من المواقع قبل الضربات، ومن ثم نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار.
وبشأن منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يتراوح بين 80 و90 مترا، أشار التقرير إلى أن مدخلها انهار وتضررت بعض البنى التحتية، إلا أن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر بالكامل.
اتهامات بالخيانة
وتسبب نشر هذه التقييمات الاستخباراتية في نشوب خلافات حادة بالولايات المتحدة وصلت لدرجة أن مؤيدي الإدارة الجديدة اتهموا ناشريها بـ"الخيانة".
وفي مواجهة هذا الجدل، أكد كونستنتاين -خلال مقابلة للجزيرة- أن ما تم تسريبه مجرد تقرير أولي من وكالة واحدة فقط من أصل 17 وكالة استخباراتية أميركية، مشيرا إلى أن المعلومات تم تسريبها بطريقة سرية من جهات غير معروفة الهوية.
وفي هذا السياق، طرح الخبير الأميركي تساؤلات جوهرية حول الدوافع وراء هذه التسريبات، قائلا إن هناك سؤالا مهما حول الهدف من قيام شخص يعمل في الحكومة الأميركية بتسريب معلومات تناقض ما أفصح عنه الرئيس علنا.
إعلانوأكد أن دوافع هذا الشخص ليست جيدة بوضوح، ولن تساعد الولايات المتحدة أو الرئيس.
وقال كونستنتاين إنه لو قام أحدهم بتسريب معلومات جزئية من تقرير أولي، فلن تكون لذلك مصداقية كبيرة، مؤكدا أن التقييم الحقيقي للأضرار يتطلب فرق تفتيش وأشخاصا في الميدان على الأرض، ليحددوا مدى الأضرار الفعلية.
ورفض كونستنتاين ما يقال بأن ترامب لا يمتلك معلومات دقيقة، مؤكدا أن عدم الإفصاح عن التقارير علنا لا يعني أن المعلومات لم تصل للرئيس، الذي قال إنه ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو اطلعوا على معلومات أكثر مما اطلع عليه من سرب التقرير أو الإعلاميون.
هدف العملية العسكرية
وأوضح كونستنتاين أن الهدف الأساسي من العملية العسكرية كان إرسال رسالة واضحة للنظام الإيراني مفادها أن هذا الرئيس مختلف عن الرئيسين السابقين: جو بايدن وباراك أوباما.
ولفت إلى أن إيران "وصلتها الرسالة" بأن الإدارة الجديدة جادة في عملها، وأنها لن تتسامح مع التهديدات النووية الإيرانية كما فعلت الإدارات السابقة.
أما في ما يتعلق بالفلسفة الإستراتيجية للإدارة الجديدة، فرأى كونستنتاين أن ترامب يفضل الحل الدبلوماسي والاتفاق، لكنه مستعد للضربة العسكرية إذا اضطر لذلك، مما يعكس نهجا يمزج بين الدبلوماسية والردع العسكري.
وانطلاقا من تأكيد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت وتضررت بشكل كامل"، توقع كونستنتاين أن تتمحور المحادثات مع إيران الأسبوع المقبل حول عدم إعادة بناء البرنامج النووي.
وعلى نطاق آخر، يرى الخبير الأميركي أن هذا التطور سيكون له تأثير إيجابي على استقرار المنطقة برمتها، وأكد أن كل دول الشرق الأوسط تنفست الصعداء، وليس الولايات المتحدة فقط، لأن التهديد النووي لم يعد موجودا على الأقل على المدى القريب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات النوویة الإیرانیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران: كلمات الرئيس تفجّر أزمة وطنية
في أول خلاف علني من نوعه، وجّه نائب مساعد الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني، عزيز غضنفري، انتقادات لاذعة إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على خلفية تصريحات وصفها بأنها تحمل "أخطاء كلامية" قد تُعرض الأمن القومي والمصالح السياسية لإيران للخطر.
وقال غضنفري إن السياسة الخارجية لا تحتمل التصريحات العفوية أو غير المحسوبة، محذراً من أن الكلمات التي تصدر عن مسؤول رفيع يمكن أن تُفهم أو تُفسَّر بطرق تضر بمكانة البلاد داخلياً وخارجياً.
وأضاف أن الرئيس بزشكيان كان أكثر تحفظاً في حملته الانتخابية عام 2024 حين كان يقرأ من نصوص مكتوبة لتفادي مثل هذه الأخطاء، مؤكداً أن هذا النهج بات أكثر أهمية بعد توليه منصب الرئاسة، في ظل الرقابة الإعلامية والدبلوماسية الدقيقة على كل كلمة يدلي بها.
ودعا غضنفري إلى ضرورة إنشاء آليات داخل مؤسسة الرئاسة لتجنّب التصريحات التي قد تُستخدم ضد إيران سياسياً أو إعلامياً، مشدداً على أن الحفاظ على الانضباط الخطابي أمر بالغ الحساسية في المرحلة الراهنة.
وجاءت هذه التصريحات في سياق ردود الفعل على تصريح لبزشكيان قال فيه إن "الحوار لا يعني الهزيمة أو الاستسلام"، في إشارة إلى الاستعداد لمفاوضات نووية جديدة مع الولايات المتحدة، بعد توقفها في أعقاب الحرب التي اندلعت بين إيران والكيان الإسرائيلي في يونيو/حزيران 2025.
بالتوازي مع ذلك، غادر نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ماسيمو أبارو، طهران عقب محادثات مع مسؤولين إيرانيين تناولت سبل التعاون المشترك في ظل المستجدات الإقليمية والدولية.
وقال كاظم غريب آبادي، مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، في تصريحات لصحيفة "إيران"، إن أبارو أجرى سلسلة اجتماعات مع الوفد الإيراني الذي ضم ممثلين عن وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وأشار إلى أن المحادثات تناولت كيفية تعامل الوكالة مع الملف الإيراني في ظل ما وصفه بـ"الظروف الجديدة"، مضيفاً أن الطرفين اتفقا على مواصلة المشاورات مستقبلاً.
وانتقد الوفد الإيراني ما اعتبره "تقاعساً" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أداء مسؤولياتها خلال العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، بحسب تعبيره، وطالب بتعديل ما وصفها بسياسات الوكالة "الخاطئة" تجاه البرنامج النووي الإيراني.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن