هل يشهد موقف ألمانيا من إسرائيل تحولا تدريجيا بسبب غزة؟
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
أكد السفير الإسرائيلي السابق إيلان مور -في مقال له بصحيفة هآرتس- أن على الإسرائيليين فهم أن ألمانيا لا تفكر في التراجع عن التزامها تجاه إسرائيل، بل تسعى للوفاء به، لكن بمسؤولية وتروّ، على حد تعبيره.
وتابع مور -وهو سفير سابق لإسرائيل في كل من كرواتيا والمجر، ونائب للسفير في ألمانيا- أن الالتزام التاريخي لألمانيا مع إسرائيل يفرض عليها أن تعبر عن موقفها الأخلاقي بوضوح حتى مع شريك مقرب مثل تل أبيب.
وأضاف أن العلاقات بين الطرفين ليست على وشك الانكسار، لكنها تدخل مرحلة جديدة من الحذر المتبادل، فـ"الشراكة العميقة -خاصة المتجذرة في ذكريات أليمة- لا تقاس فقط بلحظات التضامن، بل أيضا بقدرتها على استيعاب الخلافات".
وزاد أن الاعتراف المحتمل بدولة فلسطينية يعد اختبارا لعلاقة البلدين، معبرا عن أمله في أن تكون أسسها قوية بما يكفي لتحمل الخلافات الحالية.
وخلافا لفرنسا وبريطانيا وكندا، لا تعتزم ألمانيا الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل، معتبرة أن الخطوة يمكن أن تُتخذ بعد مفاوضات إسرائيلية فلسطينية.
قرار تاريخيوأكد أن على إسرائيل وشعبها أن يصغوا إلى ألمانيا وحججها المبدئية، وأن يدركوا أن أي خلاف ليس بالضرورة خيانة، غير أنه أشار إلى أن على ألمانيا -في المقابل- التصرف "بحساسية وحكمة بما يليق بعلاقة نشأت من ألسنة حريق التاريخ، فألمانيا تتحدث لا لأنها نسيت، بل لأنها تتذكر تماما"، على حد تعبيره.
وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أعلن بداية الشهر الجاري أن ألمانيا ستوقف صادراتها إلى إسرائيل من المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في قطاع غزة، وذلك ردا على خطة الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة.
وفي دفاعه عن القرار، قال ميرتس في تصريح لقناة تلفزيونية ألمانية رسمية حينها: "تقف جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى جانب إسرائيل منذ 80 عاما. ولن يتغير شيء من ذلك، وسنواصل مساعدتها في الدفاع عن نفسها".
إعلانوشدد على أن تضامن ألمانيا مع إسرائيل لا يعني "أنه يتعين علينا اعتبار أن كل قرار تتوصّل إليه الحكومة هو قرار جيد وندعمه إلى حد تقديم المساعدة العسكرية بما في ذلك الأسلحة".
ووُجّهت انتقادات علنية في صفوف "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" -الذي يتزعّمه ميرتس- لحظر الأسلحة الجزئي الذي فرضه المستشار، بما في ذلك في المنظمة الشبابية للحزب التي اعتبرت أن الخطوة تتعارض مع المبادئ الأساسية الحزبية والألمانية.
العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل ليست على وشك الانكسار، لكنها تدخل مرحلة جديدة من الحذر المتبادل، والشراكة العميقة -خاصة المتجذرة في ذكريات أليمة- لا تقاس فقط بلحظات التضامن، بل أيضا بقدرتها على استيعاب الخلافات
بواسطة السفير الإسرائيلي السابق إيلان مور
كفى شعورا بالذنبويرى المتتبعون أن نبرة ميرتس حيال إسرائيل تشهد تشددا منذ أشهر مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.
ويشرح السفير السابق إيلان مور أن من الواجب على تل أبيب متابعة رسائل برلين بقلق، لكنه أكد أن على برلين -من جهتها- أن تتجنب خطوات أحادية قد تزعزع استقرار المنطقة أو "تبعث برسائل خطأ إلى أعداء إسرائيل".
وذكر أنه مع استمرار الحرب على غزة، و"سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، والدمار الواسع، والتقارير عن انهيار إنساني، تصاعد الضغط في ألمانيا ضد إسرائيل"، واتهم من سماهم بـ"اليسار الراديكالي، وممثلين عن المهاجرين المسلمين، وشباب تقدميين" بالدفع باتجاه سياسة جديدة مضمونها "كفى شعورا بالذنب، نعم للمسؤولية العالمية".
زلزال سياسي وعسكريغير أنه أوضح أن الجيل الأكبر وتيار الوسط في السياسة الألمانية يعتقدون أن المحرقة تفرض التزاما ألمانيا خاصا تجاه إسرائيل وأمنها.
يُذكر أن الكاتبة الإسرائيلية أنطونيا يمين كانت قد أكدت -في مقال نشرته صحيفة "نيوز 12" الإسرائيلية قبل أيام- أن ألمانيا بقرارها حظر إرسال أسلحة لإسرائيل تبعث برسالة واضحة وصادمة مفادها أنه بعد 80 عاما على انتهاء المحرقة، لم تعد ذكرى الهولوكوست تمنح الحصانة التلقائية لإسرائيل.
وأوضحت الكاتبة أن القرار بتعليق جزئي لصادرات السلاح والعتاد العسكري إلى إسرائيل يشكل تحولا حاسما، يرسل رسالة مفادها أن ألمانيا لم تعد تمنح الدعم التلقائي لإسرائيل.
وأشارت إلى أن هذا القرار يشكل زلزالا سياسيا وعسكريا، نظرا لأن ألمانيا تُعد المورد الثاني لأجهزة الجيش الإسرائيلي بعد الولايات المتحدة، وتلعب دورا محوريا في الدعم الأمني والسياسي لإسرائيل داخل أوروبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات أن ألمانیا أن على
إقرأ أيضاً:
غزة تسجل 4 وفيات جديدة بسبب الجوع و100 منظمة دولية تتهم إسرائيل بعرقلة طلبات إدخال المساعدات
اتهمت 100 منظمة دولية غير حكومية، منها أوكسفام وأطباء بلا حدود، الدولة العبرية بعرقلة طلبات إدخال المساعدات إلى غزة، قائلة إن الحكومة رفضت خلال شهر تموز/يوليو ما لا يقل عن 60 طلبًا، بدعوى أن هذه المنظمات "غير مؤهلة لتسليم المساعدات". اعلان
قُتل 50 فلسطينياً على الأقل في قطاع غزة، بينهم 22 من منتظري المساعدات، خلال الـ24 ساعة الماضية، في قصف إسرائيلي طال مناطق متفرقة، حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأوضحت الوزارة أنها سجلت منذ فجر الخميس 4 حالات وفاة جديدة نتيجة سوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة إلى 239 قتيلاً، من بينهم 106 أطفال على الأقل.
بدورها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على مجموعة من المواطنين قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل 5 وإصابة العشرات.
وقد تداولت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد زعمت فيها أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت وحدات سكنية في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
مشاهد يزعم أنها لاستهداف وحدات سكنية في غزة الأونروا تحذر من خطر الجفافوتزيد موجة الحر القاسية التي تضرب أوروبا وعدة بلدان في الشرق الأوسط من معاناة سكان القطاع، الذين يواجهون نقصًا في الماء والغذاء، حيث تخطت الحرارة في دير البلح مثلًا 36 درجة مئوية.
وقد حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تزايد مخاطر الجفاف، وشددت على أن عدم وجود وسيلة للتخفيف من الحر يعود إلى نقص الوقود وانقطاع الكهرباء بفعل القيود الإسرائيلية.
Related رغم وجود خلافات حول خطة احتلال غزة.. زامير يصادق على الفكرة المركزية للهجومقصف لا يهدأ وجوع مستفحل.. مقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال في غارات إسرائيلية على غزةبارقة أمل للعائلات المكتظة بالخيام.. شاحنة مياه تصل غزة وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانيةنتنياهو ينكر مجددًا وجود مجاعة في غزة.. وحماس تدعو إلى "مسيرات غضب" 100 منظمة تتهم إسرائيل بعرقلة طلبات إدخال المساعداتفي غضون ذلك، اتهمت 100 منظمة دولية غير حكومية، منها أوكسفام وأطباء بلا حدود، الاجراءات الجديدة التي تتبعها الدولة العبرية بعرقلة طلبات إدخال المساعدات إلى غزة، قائلة إن الحكومة رفضت خلال شهر تموز/يوليو فقط ما لا يقل عن 60 طلبًا، بدعوى أن هذه المنظمات "غير مؤهلة لتسليم المساعدات".
ووصفت المنظمات مؤسسة "غزة الإنسانية" الأمريكية، المسؤولة عن توزيع المساعدات في القطاع، بأنها "مصيدة للموت"، كما عبّر الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود.
أوكسفام عبر "إكس": منذ مارس، تم منع وصول ملايين الأطنان من المواد الغذائية والأدوية المنقذة للحياة إلى غزة. قد تؤدي القواعد الجديدة للمنظمات غير الحكومية الدولية إلى حظر المنظمات غير الحكومية الموثوقة، وإسكات الأصوات المدافعة عن حقوق الإنسان، وفرض الرقابة على التقارير الصحفية — في تحدٍ للقانون الدولي.وفي منشور على منصة "إكس"، قالت أوكسفام إن إسرائيل رفضت طلبًا كانت قد تقدمت به لإدخال مساعدات بقيمة 2.5 مليار دولار إلى القطاع، تشمل المنظفات والمعقمات والطعام.
إجراءات جديدةوفي مارس/آذار الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية مجموعة جديدة من القواعد التي تنظم عمل المنظمات الأجنبية المتعاونة مع الفلسطينيين، وتتطلب هذه القواعد من المؤسسات تحديث شروط التسجيل للحفاظ على وضعها القانوني داخل إسرائيل، مع أحكام تسمح للسلطات برفض طلبات التسجيل أو إلغاء تسجيل المنظمات القائمة.
إلى جانب ذلك، تتيح القواعد للسلطات الإسرائيلية رفض تسجيل أي منظمة إذا رأت أنها "تنكر الطابع الديمقراطي لإسرائيل" أو "تروج لحملات نزع الشرعية" عنها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة