في دمج للفن البصري بالتراث.. جدارية «فتاة الجنوب» تضيء أسوان وتحتفي بالهوية المصرية
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
في أحد شوارع المدينة الأثرية الهادئة، وعلى جدار شاهق يطل على أسوان التي تجذب السياح من كل أنحاء العالم، تقف جدارية ضخمة تنبض بالحياة، بألوانها الزاهية وتفاصيلها الدقيقة، فتاة سمراء ترتدي زيا أبيض نقيا، تطل بوجه هادئ وابتسامة مضيئة، تتوسط خلفية من البيوت النوبية والنخيل والسماء الصافية.
الجدارية ليست مجرد صورة، بل رسالة ورمز لفتاة حقيقية، تدعى إسراء مصطفى، ابنة الجنوب التي تحولت إلى أيقونة فنية في لوحة بعنوان «CRAFTS OF GOLD».
تقول إسراء مصطفى لـ«المصري اليوم»: فرحت جدا بالجدارية، لأنها النهاردة مبقتش بتعبر فقط عن فتاة من أسوان، لكن عن الفتاة المصرية كلها وده شرف كبير ليا».
نفذ العمل الفنانان التشكيليان مها جميل وعلي عبدالفتاح، ضمن مبادرة فنية ثقافية تهدف إلى دمج الفن البصري بالتراث المحلي، والترويج لأسوان كوجهة سياحية وثقافية من خلال جداريات حيّة تستلهم من أهلها وجمال طبيعتها، تضيف مصطفى.
الفتاة إسراء التي وُضعت صورتها على الجدار، ليست وجها عابرا اختاره الفنانين بالصدفة، بل هي واحدة من النماذج النسائية الصاعدة التي جمعت بين الطموح والهوية، بين النجاح المهني والارتباط بالجذور.
تحمل إسراء شهادة ماجستير في إدارة الأعمال تخصص تسويق، وعملت لسنوات في مجال المبيعات داخل كبرى الشركات متعددة الجنسيات، لكنها لم تكتفِ بذلك، وقررت أن تخوض تجربة إعلامية مختلفة، بدأت من خلال مشاركتها في برنامج «الدوم» على قناة DMC، لتجد في الإعلام فرصة جديدة لتوصيل رسالة أعمق.
«رحلتي لم تتوقف عند الشاشة، بل امتدت إلى السفر والمغامرات، زرت 22 دولة، وكنت دائما أعود بأفكار جديدة لعرض الجمال المصري من منظور مختلف»، توصح فتاة الجدارية.
وتؤكد مصطفى: «اللي أسعدني أكتر، إن الجدارية كمان بتساهم في الترويج للسياحة في أسوان ومصر، وده بالظبط نفس الهدف اللي أنا بشتغل عليه من خلال المحتوى اللي بقدمه، إبراز الهوية والتراث الأسواني بكل تفاصيله وجماله».
إلى جانب نشاطها الإعلامي والسياحي، شاركت مصطفى في مبادرات وطنية ودولية، من بينها برنامج «كن سفيرًا» للتنمية المستدامة التابع لوزارة التخطيط، وبرنامج «سفراء التسامح» في أبوظبي، كما حصلت على تكريم من وزير الشباب والرياضة ومحافظ أسوان تقديرًا لدورها المؤثر.
تم اختيار الفتاة، ضمن برنامج «دورنا» للقيادات الشابة، وتخرجت من «المرأة تقود للمحافظات» بالأكاديمية الوطنية للتدريب، في إطار تمكين المرأة بالمحافظات، وهي برامج تهدف إلى إعداد كوادر نسائية قادرة على صناعة التغيير من مواقعها المختلفة.
المصري اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الكشف عن جدارية تصور المسيح وهو يشفي المرضى في مصر
تمكنت البعثة الأثرية المصرية من المجلس الأعلى للآثار والعاملة بمنطقة عين الخراب بمنطقة ثار واحات الخارجة الإسلامية والقبطية بالوادي الجديد، من الكشف عن بقايا المدينة السكنية الرئيسية لواحات الخارجة والتي شهدت فترة التحول من الوثنية إلى الديانة المسيحية.
وقال شريف فتحي وزير السياحة والآثار، في بيان صحفي تلقته وكالة الأنباء الألمانية اليوم الخميس، إن هذا الكشف يعكس ثراء وتنوع الحضارة المصرية العريقة في فترات تاريخية دقيقة ومؤثرة، كما يعزز فهم فترة التحول الديني في مصر، ويبرز التسامح والتنوع الثقافي والديني الذي تميزت به الحضارة المصرية.
وأكد على مواصلة الوزارة دعمها الكامل للبعثات الأثرية العاملة بمختلف المحافظات، مشيدا بجهود الفرق المصرية وما تحققه من إنجازات تسهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية.
وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى لل ثار، أهمية الكشف حيث إنه يلقي الضوء على حقبة هامة في تاريخ منطقة واحة الخارجة، وهي بدايات العصر القبطي في مصر، مشيرا إلى أهمية واحات مصر الغربية كمركز للحياة الدينية والاجتماعية في عصور مختلفة.
وأوضح أن البعثة كشفت عن بقايا المدينة بالكامل من مبان سكنية تتكون من غرف مبنية من الطوب اللبن ومغطي بعض جدرانها بالملاط، ومناطق خدمية بها أفران للاستخدام اليومي، وعدد من الحواصل من الطوب اللبن وأواني فخارية كبيرة مثبتة في الأرض كانت تستخدم لتخزين الحبوب والطعام، بالإضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية المتنوعة ما بين مجموعة من الأوستراكات، وأواني فخارية، ومجموعة من القطع الحجرية والزجاج ومجموعة من الدفنات، فضلا عن جدارية تمثل السيد المسيح يشفي أحد المرضي.
وقالت الدكتورة سهام إسماعيل مدير عام آثار الخارجة ورئيس البعثة إنه تم الكشف أيضا عن بقايا كنيستين إحداهما على الطراز البازيليكي من الطوب اللبن بها بقايا أحجار لأساسات توضح أنها كانت تتكون من صالة كبيرة وجناحين يفصل بينهما ثلاثة أعمدة مربعة في كل جهة، أما المنطقة الجنوبية للكنيسة فبها مجموعة من المباني الخدمية.
أما الكنيسة الثانية فهي صغيرة الحجم ذات تخطيط مستطيل وحوله بقايا سبع أعمدة خارجية، زينت بعض جدرانها الداخلية بكتابات قبطية، كما عثر بالجهة الغربية منها بقايا مبان خدمية.
وأضافت أن أغلب المباني التي تم الكشف عنها بالموقع خلال مواسم أعمال الحفائر السابقة تدل على أنه تم استخدام المنطقة عبر عصور تاريخية متعددة، حيث تم الكشف عن مبان من العصر الروماني تم إعادة استخدامها في الفترة القبطية المبكرة، وكذلك في العصر الإسلامي.