لمواجهة التحديات الأمنية.. دمشق تطلب دعماً رسمياً من أنقرة
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
كشفت تقارير صحافية بأن الحكومة السورية الجديدة طلبت دعماً رسمياً من تركيا لتدريب قواتها المسلحة، في خطوة تعكس تحوّلاً لافتاً في طبيعة العلاقات بين دمشق وأنقرة، وتفتح الباب أمام تحالفات غير مسبوقة في منطقة تتسم بالتقلّبات. اعلان
وقد أكدت وزارة الدفاع التركية أن التعاون جاء "استجابةً لطلب رسمي من الحكومة السورية"، موضحةً أنها بدأت فعلياً بتقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية السورية، خاصة في مواجهة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش".
هذا التوجه يندرج في إطار تعاون أوسع يربط بين البلدين منذ الإطاحة بالنظام السابق في دمشق أواخر 2024، وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع، الذي زار أنقرة مطلع العام الحالي والتقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الحكومة السورية الجديدة طلبت دعماً رسمياً من أنقرة لتدريب قواتها المسلحة،وبحسب تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، فإن عدداً من قادة الجيش الجديد في سوريا كانوا سابقاً ضمن فصائل مدعومة تركياً، ما يسهل عمليات الدمج والتدريب. كما تشير التقارير إلى أن أفراداً من وزارة الدفاع السورية يزورون أنقرة بشكل متكرر، كان آخرها في إطار معرض "IDEF 2025" المقام حالياً في تركيا، بمشاركة أكثر من 400 شركة دفاعية من 44 دولة.
ولا يُفهم التحرك التركي فقط من زاوية الدعم العسكري، بل يُنظر إليه كجزء من استراتيجية إقليمية تهدف إلى موازنة النفوذ الإيراني والروسي، وربما أيضاً الحد من الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، خاصة بعد تصريحات إسرائيلية تطالب بـ"نزع سلاح الجنوب السوري".
وعبر التاريخ لم تكن العلاقة بين دمشق وأنقرة يوماً سهلة. فمن استضافة سوريا لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في الثمانينات، إلى دعم تركيا لفصائل المعارضة خلال سنوات الحرب، كانت العلاقة مرشحة للانفجار أكثر من مرة. إلا أن المتغيّرات الأخيرة تشير إلى إعادة رسم المشهد الإقليمي.
Related بوتين وإردوغان يعلنان التوصل إلى إتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في إدلب اردوغان يهدد مجددًا بعرقلة انضمام السويد وفنلندا إلى الناتوالاتحاد الأوروبي "يرفض" إعلان اردوغان انضمام "جمهورية شمال قبرص" إلى منظمة تركية كعضو مراقبفتركيا، العضو في حلف الناتو، تمتلك واحدة من أكثر الجيوش احترافاً في المنطقة، وهي الجهة الأقرب جغرافياً والأكثر قدرة على تزويد دمشق بالخبرات والمعدّات الدفاعية في ظل فتور الدعم الخليجي وتردد واشنطن.
ورغم الزخم السياسي، يواجه الجيش السوري الجديد تحديات جسيمة في ضبط الأمن الداخلي، خاصة بعد الاشتباكات الدامية في السويداء. كما أن اندماج عناصر من هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري ضمن صفوف الجيش يثير قلقاً محلياً ودولياً، لا سيما في ظل تقارير عن انتهاكات سابقة لهؤلاء القادة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل غزة حركة حماس بنيامين نتنياهو دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل غزة حركة حماس سوريا حماية دبلوماسية علاقات دولية سباق التسلح اسطنبول تركيا أمن بنيامين نتنياهو دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل غزة حركة حماس روسيا تركيا النزاع الإيراني الإسرائيلي حيوانات المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
صفقة تسليح ضخمة تثير القلق في تل أبيب.. تركيا تتجه لاقتناء 40 طائرة
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية عن قلق متزايد يسود الأوساط الإسرائيلية عقب اقتراب تركيا من توقيع صفقة عسكرية ضخمة بقيمة 5.6 مليار دولار، تشمل شراء 40 طائرة مقاتلة متطورة من طراز "يوروفايتر تايفون" من ألمانيا وبريطانيا.
ووصفت الصحيفة الصفقة بأنها لا تمثل تهديداً مباشراً للتفوق الجوي الإسرائيلي، لكنها تشكل مصدر إزعاج متصاعد، يعكس توجه أنقرة المتسارع نحو تحديث قدراتها العسكرية، لا سيما في سلاح الجو. وأفاد مسؤول إسرائيلي لصحيفة "واشنطن بوست" بأن هذه الخطوة تعزز مشروع الرئيس رجب طيب أردوغان لتطوير الجيش التركي.
وتأتي هذه الصفقة بالتوازي مع مفاوضات جارية بين أنقرة وواشنطن لشراء طائرات "إف-16" من طراز بلوك 70 وتحديث أسطولها الحالي من نفس الطراز، وذلك بعد استبعادها من برنامج "إف-35" بسبب اقتنائها منظومات "إس-400" الروسية.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن تركيا تقترب من إبرام اتفاق مبدئي مع دول أوروبية لشراء طائرات تايفون، وهي من الجيل 4.5 وتتميز بقدرات قتالية عالية، تشمل تنفيذ مهام متعددة والتعامل مع أهداف جوية وبرية، ما سيمنح أنقرة مرونة عملياتية أكبر وقدرة على تعزيز الردع في المنطقة.
ورغم أن طائرات تايفون لا تضاهي الشبحية في "إف-35"، إلا أن انضمامها إلى سلاح الجو التركي يثير مخاوف إسرائيلية من تغيّر موازين القوى على المدى البعيد.
وصرّح مسؤول إسرائيلي بأن هذه الخطوة "مؤشر مقلق على سعي تركيا لتحدي التفوق العسكري الإسرائيلي مستقبلاً".
في السياق ذاته، وجّه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد انتقادات حادة لحكومة نتنياهو، معتبراً أن تقاعسها الدبلوماسي سمح بتمرير الصفقة دون تحرك، وقال: "لو كنا نملك حكومة فاعلة أو وزارة خارجية حقيقية، لتم منع هذه الصفقة منذ وقت طويل".
تجدر الإشارة إلى أن تركيا تُعد حالياً صاحبة أقوى وأكبر قوة بحرية في الشرق الأوسط، وتسعى جاهدة للوصول إلى توازن استراتيجي مع إسرائيل في المجالين الجوي والتقني، خاصة في ظل استثماراتها المتزايدة في الطائرات المسيرة والقدرات البحرية.