صراحة نيوز:
2025-07-26@22:54:03 GMT

سلطان النوم .. يسرق .. ثلث العُمر

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

سلطان النوم .. يسرق .. ثلث العُمر

صراحة نيوز- بقلم / عوض ضيف الله الملاحمة

كلما ( تتفكر ) ، ( تتحير ) أكثر في كيف تسير هذه الحياة . تداخلاتها ، وتعقيداتها ، وتقلبها بين البساطة والتعقيد ، وبين اليسر والعسر ، وبين الثراء والفقر ، وبين الأخذ والعطاء ، وبين الشدة والرخاء ، والتآلف والتنافر ، وبين المحبة والكره ، وبين المودة والبُغض ، وبين الإيثار والإنكار ، وبين الأُلفة والنفور ، وبين السِتر والفجور ، وبين القُرب والبعد ، وبين التفاني والحجود ، وبين طلاقة الوجه والصدود ، وبين الموت والحياة .

سلطان النوم يسرق العمر ، ولا نعرف كيف ينقضي العمر ، ويمر . النوم يسرق ثلث العمر ، ثلث العمر يطير ، تكون فيه مع الأموات ، وانت مجبر عليه ، وتسعى اليه ، ولولا تضحيتك بثلث العمر ، فانك لن تقوى على ان تعيش وتتمتع بالثلثين الباقيين .

وعليه أنا أرى ان يُحسب عمر الإنسان بعد بإسقاط ثلثه . فمثلاً من عمره ( ٣٠ ) عاماً ، فعمره الذي عاشه فعلياً ( ٢٠ ) عاماً ، لأنه فقد ( ١٠ ) سنوات من عمره قضاها نائماً . ومن عمره ( ٦٠ ) عاماً فعمره الذي عاشه فعلياً ( ٤٠ ) عاماً . ومن عمره ( ٩٠ ) عاماً فعمره المُعاش ( ٦٠ ) عاماً .

في النوم يكمن سر كبير ، وحوله جدلٌ خطير ، تكون فيه ميتاً مع انك حيّ ، ومحسوب على الأحياء . فمصانع الجسد كلها تعمل بروية ، وانضباطية ، وهدوء ، لتُبقيك مع الأحياء . وهناك حياة تحياها في الخفاء . حياة عالم الأحلام ، تتطوف في الخفاء ، وتختصر المسافات ، وتقابل وتتعامل مع الأحياء والأموات . وظلمة النوم تتحول الى ضياء ، والبعيد يصبح قريباً ، وتنطق الأموات ، وتتعدد الأحداث ، ففي ثوانٍ ربما تحصل احداث تحتاج الى سنوات لتحدث في الواقع الحياتي المعاش . وتتعدد المشاعر ، وتتقلب ، وتكثر الآهات ، والافراح والأتراح ، وتتنبأ بالمستقبل ، وتشهد الاحداث الكثير من التقلبات ، ويمتزج المنطق مع اللامنطق . وربما تكتمل بعض الأحداث ، وتتشظى وتُبتر أحداث ، دون تفسير ، وتحذير ، ولا يتضح المصير .

أحياناً تتحقق بعض الأحلام ، ويحدث ما رأيته في المنام ، ويصبح حقيقة واقعية ، وكأنه رؤيا ، واحياناً تكون ليس أكثر من أضغاث أحلام . ولا يجد العلم والمنطق لذلك تفسيراً . وبين سهولة حدوث بعض الاحداث ، يشهد بعضها تعسيراً . وأحياناً ترى أُناساً لم تقابلهم في الحياة ، واحياناً تحلّق في عالم مجهول ، وتتخيل ان تحليقك يطول ، وتسيطر عليك الظنون ، والهواجس ، مع انك في الواقع ، قابع ، وتنام في بيتك ، وعلى سريرك ، وما تعيشه في حلمك ليس له علاقة بسريرتك ، وتقدم ثلث عمرك قرباناً او وقوداً ، او تعرِفة ، او ثمناً ، او ضريبة ، لتعيش الثلثين .

سبحان مقلب الأحوال ، والأزمان . سبحان من وهب الحياة للكائنات ومنها الإنسان ، ورحمه ربه وخفف عنه بالنسيان ، وقهر عباده بالموت . سبحان من خصّ مكنون الروح بنفسه ، سبحان من أوجد الحياة وجعل ثلث العمر يكون فيه الانسان مع الأموات ، تهيئة لما هو آت .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام من عمره

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: من علامات غضب الله على الإنسان ضياع عمره فيما لا يفيد

ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول "إدارة الوقت وأثرها في بناء الإنسان".

قال الدكتور ربيع الغفير، إن الإسلام أولى قضية الوقت عناية فائقة، حيث شغل الحديث عن الزمان مساحة واسعة من  القرآن الكريم، كما جاء الحديث عن الوقت في القرآن الكريم بصيغة القسم، وفي القسم بالزمان دليل على أهميته، كما جاء في سور العصر، الفجر، الليل، والضحى، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل الزمان دليلا على خلقه وقدرته وعظمته، ومظهرا من مظاهر جبروته وسلطانه على هذا الكون، بل وأمرنا بالتدبر في ذلك، يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾. 

خطيب الجامع الأزهر: خلق الله للزمان وتقسيمه إلى ليل ونهار مظهر من مظاهر قدرته وعظمته

نتيجة الثانوية الأزهرية برقم الجلوس.. رابط مباشر لبوابة الأزهر الإلكترونيةربيع الغفير: موقف الأزهر ومصر تجاه فلسطين غير قابل للمزايدةخطيب الجامع الأزهر: العبد سيسأل يوم القيامة عن عمره عامة وشبابه خاصة.. فيديوخطيب الجامع الأزهر: الإسلام أولى الوقت والزمان عناية فائقة.. فيديو

وتابع "خلق الله للزمان وتقسيمه إلى ليل ونهار مظهر من مظاهر قدرته وعظمته، لذا يجب على الإنسان أن يولي الاهتمام بنعمة الوقت أهمية كبرى لأن الله سوف يحاسبه حسابًا دقيقًا شاملاً، يقول ﷺ: (لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه؛ فيمَ أبلاه؟).

وبيّن فضيلته الدكتور ربيع الغفير، أن القرآن الكريم أخبرنا أن الإنسان سيندم ندمًا شديداً على تفريطه في عمره، وتضييع شبابه ووقته في غير طائل، فما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: "يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة"، وفي الحديث النبوي الشريف ما يؤكد على عظمة الوقت: (نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفراغُ)،  وكان لقمان الحكيم يقول لولده: "يا بني إنك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى، فَدَارٌ أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها تُبَاعِد". 

وأشار خطيب الجامع الأزهر إلى أن الإنسان يبدي ندمه على تفريطه في وقته في موقفين، الأول وهو على فراش موته، تنكشف له الحقائق فيندم فيقول: ﴿رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾، ولكن يكون الجواب الإلهي: ﴿وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾، والموقف الثاني حينما يتمنى أهل جهنم أن يعودوا إلى الدنيا، يقول تعالى في وصف الذين كفروا: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾. 

وأضاف الدكتور ربيع الغفير أن المتأمل في حديث القرآن الكريم والسنة النبوية عن الوقت وقضية الزمن يصاب بالحزن حين يظهر مصطلح في هذه الأيام بين الشباب، وعامة الناس وهو "قتل الوقت"، قتل الوقت الذي هو الإنسان عينه، وهو رأس ماله الذي سوف يُسأل عنه يوم القيامة. 

واستطرد "نحن أمة عمل وجد واجتهاد، ومن علامات غضب الله على الإنسان أن يشغله بغيره عن نفسه فيضيع وقته فيما لا يفيد، لكن يجب على الإنسان أن يقسم وقته إلى ساعات عمل وطاعة وعبادة، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يخلو فيها لنفسه لأجل التأمل والتفكر، وألا ينشغل بغيره عن نفسه. فإن علامة المقت إضاعة الوقت".

ولفت خطيب الجامع الأزهر إلى أن كل المجتمع صار في ظل الأحداث الأخيرة منشغلا بما يجري في العالم أجمع، متأثراً بها غافلاً عن نفسه ووقته، فعليه ألا ينشغل بتلك الأحداث وينسى نفسه، يجب عليه ألا ينشغل بأشياء أعفاه الله من مسئوليتها، وعليه أن ينشغل بما هو مسئول عنه أمام الله يوم القيامة.

طباعة شارك خطبة الجمعة الجامع الأزهر الأزهر الدكتور ربيع الغفير إدارة الوقت وأثرها في بناء الإنسان الوقت الإسلام خطيب الجامع الأزهر

مقالات مشابهة

  • زياد الرحباني فارق الحياة عن عمر 69 عاما.. ألم جديد في قلب فيروز المتعب
  • دراسة تحل لغزاً عمره 5 آلاف عام
  • أستاذ فسيولوجيا: النوم ليلاً والغذاء الصحي يطيلان العمر .. فيديو
  • خطيب الجامع الأزهر: من علامات غضب الله على الإنسان ضياع عمره فيما لا يفيد
  • «اللهم اجعل لنا من كل ضيق مخرجا ».. دعاء الصباح اليوم الجمعة 25 يوليو 2025
  • تعلن الهيئة العامة للأراضي فرع ذمار بأن الأخ سلطان حزام تقدم بطلب تسجيل بصيرة
  • فيديو الكارثة.. سقوط طائرة على طريق سريع مزدحم في إيطاليا
  • تعلن الهيئة العامة للأراضي بأن الأخ/ سلطان حزام تقدم إليها بطلب تسجيل بصيرة
  • اللهم إني أسألك قلباً سليما.. خير ما تبدأ به يومك | ردده الآن
  • في ثاني أيام العمل.. موظف يسرق 2.4 مليون جنيه بمصر