الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة طبية: فحص شبكية العين عبر الهاتف بدقة 99%
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
أعلن باحثون أميركيون عن تطوير تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لفحص شبكية العين والكشف عن أمراض العيون المرتبطة بمرض السكري، مثل اعتلال الشبكية السكري، بدقة تتجاوز 99 في المائة.
وأوضح الباحثون من جامعة تكساس للعلوم الصحية أن التقنية عبارة عن تطبيق هاتفي قادر على كشف أمراض شبكية العين في أقل من ثانية واحدة، وعُرضت النتائج، الاثنين، أمام المؤتمر السنوي لجمعية الغدد الصماء الأميركية (ENDO 2025) في سان فرانسيسكو.
وتُعد أمراض العيون الناتجة عن السكري، وعلى رأسها اعتلال الشبكية السكري، من أبرز المضاعفات التي تُهدد نظر مرضى السكري حول العالم. ويحدث اعتلال الشبكية عندما تتضرَّر الأوعية الدموية الدقيقة المغذية لشبكية العين نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة، ما يؤدي إلى تسرب السوائل أو النزيف داخل العين.
وقد تبدأ الأعراض بشكل خفي دون ألم أو تأثير ملحوظ على الرؤية، لكن مع تقدُّم الحالة يمكن أن تتسبب في تشوش الرؤية أو فقدان جزءٍ من مجال النظر، وفي الحالات المتقدمة قد تؤدي إلى العمى الكامل إذا لم تُكتشف مبكراً.
ويعتمد التطبيق الجديد، الذي يحمل اسم (Simple Mobile AI Retina Tracker)، على خوارزميات بالطب العميق لتحليل صور قاع العين بسرعة وكفاءة عبر أجهزة متصلة بالإنترنت، بما في ذلك الهواتف الذكية العادية.
قواعد بيانات
واستخدم الباحثون آلاف الصور لعيون الأشخاص من قواعد بيانات متنوعة تمثل سكاناً من 6 قارات مختلفة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على اكتشاف مراحل اعتلال الشبكية السكري بدقة عالية.
ونجحت التقنية في تشخيص اعتلال الشبكية السكري بدقة تفوق 99 في المائة، كما أثبتت قدرتها على تمييز اعتلال الشبكية السكري عن أمراض أخرى مشابهة في العين. ويُحلّل التطبيق صورة شبكية العين في أقل من ثانية واحدة، وهو ما يجعله الأسرع من نوعه في مجال التشخيص الطبي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وقد تم اختبار موثوقية واستخدام التطبيق من قبل أطباء ومراكز صحية في مؤسسات دولية متعددة، مما يعزز إمكانية تطبيقه على نطاق عالمي وفقاً للباحثين.
وأشار الفريق إلى أن هذا التطبيق يُمكِّن الأطباء من فحص المرضى بشكل أسرع وأكثر بساطة، كما يمكن لمقدمي الرعاية الصحية الأولية استخدامه ضمن زياراتهم الروتينية، مما يوسّع نطاق الحصول على فحوصات شبكية عالية الجودة حتى في المناطق التي تفتقر لخدمات طب العيون المتخصصة.
وأضافوا أن توفير هذه التقنية عبر الهواتف المحمولة يفتح المجال لفحص مليارات الأشخاص حول العالم، مما يسهم في تقليل فقدان البصر الناتج عن السكري، ويُحدث تحولاً كبيراً في أنظمة الرعاية الصحية.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: اعتلال الشبکیة السکری الذکاء الاصطناعی شبکیة العین
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي قد يُعلّم الجيل القادم من الجراحين
في ظلّ نقصٍ حادٍّ ومتزايدٍ في أعداد الجراحين، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في سدّ هذه الفجوة، من خلال تدريب طلاب الطب على ممارستهم للتقنيات الجراحية.
تُقدّم أداةٌ جديدة للذكاء الاصطناعي، مُدرّبةٌ على مقاطع فيديو لجراحين خبراء أثناء عملهم، نصائحَ شخصيةً فوريةً للطلاب أثناء ممارستهم للخياطة. تُشير التجارب الأولية إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يكون مُعلّمًا بديلًا فعّالًا للطلاب الأكثر خبرة.
يقول المؤلف الرئيسي ماتياس أونبيراث، الخبير في الطب المُساعد بالذكاء الاصطناعي "علينا إيجاد طرقٍ جديدةٍ لتوفير فرصٍ أكبر وأفضل للممارسة. في الوقت الحالي، يحتاج الجراح المُعالج الذي يعاني أصلًا من ضيق الوقت إلى الحضور ومشاهدة الطلاب أثناء ممارستهم، وتقييمهم، وتقديم ملاحظاتٍ مُفصّلةٍ لهم. فهذا ببساطة لا يُمكن تطبيقه على نطاقٍ واسعٍ".
ويضيف "قد يكون أفضل ما يُمكن فعله بعد ذلك هو الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير الذي يُظهر للطلاب كيف يختلف عملهم عن عمل الجراحين الخبراء".
طُوِّرت هذه التقنية الرائدة في جامعة جونز هوبكنز، وعُرضت ونالت تكريمًا في المؤتمر الدولي لحوسبة الصور الطبية والتدخل بمساعدة الحاسوب.
يشاهد العديد من طلاب الطب حاليًا مقاطع فيديو لخبراء يُجرون عمليات جراحية ويحاولون تقليد ما يشاهدونه. حتى أن هناك نماذج ذكاء اصطناعي قائمة تُقيّم الطلاب، ولكن وفقًا لأونبراث، فإنها لا تُلبّي احتياجاتهم لأنها لا تُخبرهم إن كان ما يفعلونه صوابًا أو خطأً.
وقال "يمكن لهذه النماذج أن تُخبرك ما إذا كانت مهاراتك عالية أو منخفضة، لكنها تُواجه صعوبة في إخبارك بالسبب". ويؤكد "إذا أردنا تمكين التدريب الذاتي الهادف، فعلينا مساعدة المتعلمين على فهم ما يحتاجون إلى التركيز عليه وسببه".
يدمج نموذج الفريق ما يُعرف بـ "الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير"، وهو نهج للذكاء الاصطناعي يُقيّم، في هذا المثال، مدى جودة إغلاق الطالب للجرح، ثم يُخبره بدقة بكيفية التحسين.
درّب الفريق نموذجهم من خلال تتبُّع حركات أيدي الجراحين الخبراء أثناء إغلاقهم للشقوق الجراحية. عندما يُجرّب الطلاب نفس المهمة، يُرسل لهم الذكاء الاصطناعي رسالة نصية فورًا ليُخبرهم بنتائجهم مقارنةً بالخبير وكيفية تحسين أسلوبهم.
أخبار ذات صلةقالت كاتالينا غوميز، الباحثة الرئيسية في الدراسة، وطالبة الدكتوراه في علوم الحاسوب بجامعة جونز هوبكنز الأميركية "يريد المتعلمون أن يُخبرهم أحد بموضوعية عن أدائهم"، وأضافت: "يمكننا حساب أدائهم قبل وبعد التدخل ومعرفة ما إذا كانوا يقتربون من ممارسة الخبراء".
أجرى الفريق دراسة هي الأولى من نوعها لمعرفة ما إذا كان الطلاب يتعلمون بشكل أفضل من خلال الذكاء الاصطناعي أم من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو. عيّنوا عشوائيًا 12 طالبًا في الطب لديهم خبرة في الخياطة للتدرب على إحدى الطريقتين.
تدرب جميع المشاركين على إغلاق شق جراحي بالغرز. حصل بعضهم على تغذية راجعة فورية من الذكاء الاصطناعي، بينما حاول آخرون مقارنة ما فعلوه بجراح في مقطع فيديو. ثم حاول الجميع الخياطة مرة أخرى.
بالمقارنة مع الطلاب الذين شاهدوا مقاطع الفيديو، تعلّم بعض الطلاب الذين دربهم الذكاء الاصطناعي، وهم أكثر خبرة، بشكل أسرع بكثير.
قال أونبيراث "لدى بعض الأفراد، يكون لتغذية راجعة من الذكاء الاصطناعي تأثير كبير".
لا يزال الطلاب المبتدئون يواجهون صعوبة في أداء المهمة، لكن الطلاب ذوي الأساس المتين في الجراحة، والذين وصلوا إلى مرحلة يمكنهم فيها تطبيق النصائح، كان لها تأثير كبير.
يخطط الفريق لاحقًا لتحسين النموذج لتسهيل استخدامه. ويأملون في نهاية المطاف في إنشاء نسخة يمكن للطلاب استخدامها في المنزل.
يؤكد أونبيراث "نرغب في توفير تقنية الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي التي تتيح للشخص التدرب براحة في منزله باستخدام طقم خياطة وهاتف ذكي. سيساعدنا هذا على توسيع نطاق التدريب في المجالات الطبية. يتعلق الأمر في الواقع بكيفية استخدام هذه التقنية لحل المشكلات".
مصطفى أوفى (أبوظبي)