الجزيرة:
2025-08-04@23:01:55 GMT

السياحة في هولندا بعيدا عن أمستردام

تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT

السياحة في هولندا بعيدا عن أمستردام

حين تطأ قدم الزائر أرض هولندا، كثيرا ما تتجه الأنظار إلى أمستردام العاصمة، المدينة المتوهجة والشهيرة بالقنوات المائية.

إلا أن خلف هذا البريق المألوف، تنسج مدن هولندا الصغيرة خيوط تجربة أكثر صفاءً وعمقًا.

مدن تنبض بالحياة الهادئة، وتفوح منها رائحة الطبيعة والزهور، وتناسب أولئك الذين ينشدون السكينة.

هارلم توأم أمستردام

تُعد هارلم واحدة من أكثر المدن تميزا في طابعها، فهي تُشبه أمستردام في ملامحها المعمارية وقنواتها المائية، لكنها تختلف عنها اختلافًا جوهريا في الإيقاع والجو العام.

بينما تضج أمستردام بالزحام والصخب السياحي، تنعم هارلم بهدوء أنيق يجعلها مثالية لمن ينشدون تجربة أكثر رصانة ودفئا.

إنها مدينة لا تستعرض جمالها، بل تهمس به في الأزقة، وترويه ببطء في المقاهي القديمة وأسواق الزهور العطرة.

من أبرز معالم المدينة متحف "فرانز هالس" (Frans Hals Museum)، المكرس لأعمال الفنان الهولندي البارز، ويجمع بين الفن الكلاسيكي والمعاصر داخل قصر تاريخي (سعر التذكرة قرابة 16 يورو).

متحف فرانس هالس التاريخي في قلب هارلم يعد من أبرز معالم المدينة (شترستوك)

ويمكن لمحبي العمارة زيارة كاتدرائية "سانت بافو" (Grote Kerk)، التي تزين ساحة السوق الكبرى، وتضم أحد أعظم أجهزة الأرغن في أوروبا، وقد عزف عليه الموسيقار النمساوي الشهير فولفغانغ أماديوس موزارت.

تجربة العائلة في هارلم لا تكتمل دون جولة نهرية هادئة عبر قنواتها، بتكلفة تتراوح بين 12 و15 يورو للفرد، مرورا بحديقة النباتات الهادئة (Hortus Botanicus) التي تفتح أبوابها مقابل 8 يورو، وتأخذ الزائر في رحلة بين زهور نادرة وأشجار عجوز تهمس بحكاياتها.

أما التسوق، فهارلم تعتبر واحدة من أفضل وجهات التسوق في هولندا، بفضل الشوارع الذهبية (Gouden Straatjes)، والتي تزخر بمحلات الأزياء الراقية والبوتيكات المحلية.

إعلان

تبعد هارلم عن أمستردام نحو 25 كلم، زمن الرحلة 25 دقيقة، وتتوفر خدمات الفنادق، ومواقف متعددة الطوابق وسط المدينة (تسعيرتها بين 18 و22 يورو لليوم).

أوتريخت أقدم المدن

وسط هولندا تتربع مدينة أوتريخت كمدينة تجمع بين عمق التاريخ وإيقاع الحياة الحديثة، وهي من أقدم مدن البلاد وأكثرها روحًا.

برج "دوم تاور" الشهير بارتفاعه في المدينة يمكن تسلقه لمشاهدة مشهد بانورامي خلاب يمتد حتى الأفق (غيتي)

ما يميز أوتريخت عن غيرها هو تخطيط قنواتها الفريد، حيث تنخفض الأرصفة إلى مستوى الماء، فتتحول إلى شرفات للمقاهي والمطاعم، مما يمنحها طابعًا حميميًا لا مثيل له في أي مدينة هولندية أخرى.

يعلو المدينة برج "دوم تاور" الشهير بارتفاعه البالغ 112 مترًا، وهو أعلى برج كنيسة في البلاد، ويمكن تسلقه لقاء 15 يورو لمشاهدة مشهد بانورامي خلاب يمتد حتى الأفق.

معالم المدينة

وللأطفال والعائلات، يحتضن المدينة متحف السكك الحديدية، أحد أكثر المتاحف تفاعلية في أوروبا، حيث يُعاد بناء محطات وقطارات قديمة داخل قاعات العرض.

تُعرف أوتريخت أيضًا بجامعتها العريقة "جامعة أوتريخت"، التي تضفي على المدينة طابعًا شبابيًا نابضًا بالحياة.

يمكن زيارة متحف سبي أوكلو (Speelklok)، المخصص لآلات الموسيقى الميكانيكية من صناديق الموسيقى إلى الأرغن الضخم (تذكرة الدخول 14 يورو).

متحف السكة حديد يعرض هنا التاريخ الكامل لشبكة السكك الحديدية في هولندا (شترستوك)

ولا تفوت تجربة التجول في حي المتاحف (Museumkwartier)، حيث تتقاطع الشوارع القديمة مع المعارض الفنية المستقلة والمكتبات الثقافية، بينما تقدم المقاهي الأدبية مشروبات دافئة وسط أجواء هادئة.

تبعد أوترخيت مسافة 45 كلم عن العاصمة أمستردام، ويمكن الوصول إليها بسيارة مستأجرة،  أو عن طريق المطار، كما تتوفر مواقف تحت الأرض للسيارات وسط المدنية برسوم تتراوح بين 15 و20 يورو لليوم.

ليسه قرية الزهور

على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب غرب أمستردام، تقع قرية ليسه، وهي واحدة من أروع الوجهات الريفية في هولندا، والتي تتحول كل ربيع إلى لوحة من الزهور لا مثيل لها في العالم.

تُعرف ليسه بأنها موطن حديقة كيوكينهوف أكبر حديقة زهور في أوروبا (شترستوك)

تُعرف ليسه بأنها موطن حديقة كيوكينهوف (Keukenhof)، أكبر حديقة زهور في أوروبا، حيث تتفتح أكثر من 7 ملايين زهرة على امتداد 32 هكتارًا من الألوان المبهرة.

لكن ما يميز ليسه لا يقتصر على الحديقة فحسب، بل يمتد إلى الحقول المفتوحة المحيطة، التي تتماوج بالأحمر والأرجواني والأصفر في مشهد يخطف الأنفاس، ويمكن استكشافه بالدراجة الهوائية أو حتى بالمروحيات الصغيرة لمن يبحث عن تجربة استثنائية.

الطابع الهولندي

رغم صغرها، تحتفظ القرية بطابع هولندي دافئ: منازل خشبية، مقاهي محلية، ومزارع عائلية تفتح أبوابها للزوار في موسم التوليب (منتصف مارس/آذار حتى منتصف مايو/آيار).

سعر تذكرة الدخول إلى كيوكينهوف يبلغ نحو 19 يورو للبالغين، ويمكن استئجار دراجة من خارج الحديقة بحوالي 12 يورو في اليوم لاكتشاف الحقول المجاورة.

تنتشر المطاعم والمقاهي المحلية في المدن والقرى والتي تحمل الطابع الهولندي (شترستوك)

ما يجعل ليسه فريدة هو التناغم بين الهدوء الريفي والانفجار البصري الذي يُحيي كل ركن من أركانها. إنها الوجهة المثالية للمصورين، والعائلات، وكل من يبحث عن هولندا في أجمل تجلياتها.

إعلان

ويمكن الوصول إليها عن طريق السيارة، وتتوفر المطاعم الريفية وسط الحقول وتناول وجبة تقليدية تتراوح بين 18 إلى 25 يورو، وتوجد بيوت ضيافة ريفية أو فندق صغير. بجانب توفر مواقف سيارات مجانية قرب كيوكينهوف خلال موسم الزهور.

النقل الهولندي دقة وسلاسة

تشتهر هولندا بشبكة قطارات منظمة وموثوقة، ما يجعل التنقل بين مدنها سهلًا حتى دون الحاجة لسيارة. ويمكن الوصول من أمستردام إلى هارلم في نحو 15 دقيقة فقط، بتكلفة تقارب 5 يورو.

كما يمكن السفر من هارلم إلى أوتريخت في حوالي 50 دقيقة، مع تبديل قطار واحد، بتكلفة تقارب 10–12 يورو. أما الوصول إلى قرية ليسه، فيتطلب ركوب القطار حتى محطة ساسنهايم Sassenheim القريبة، ثم استخدام الحافلة أو الدراجة لاستكمال الرحلة.

تشتهر هولندا بشبكة قطارات منظمة وموثوقة تربط أنحاء المدن (شترستوك)

كما يُنصح بشراء بطاقة النقل الذكية OV-chipkaart، التي تتيح استخدامًا مرنًا ومخفضًا للتنقل عبر القطارات، الترام والحافلات في جميع أنحاء البلاد، مع إمكانية تعبئتها بسهولة عبر ماكينات في المحطات أو التطبيقات.

أفضل وقت للزيارة

تتزين هولندا بأزهار التوليب من أبريل حتى أوائل مايو/آيار، معلنة انطلاق موسم الربيع المبهج بألوانه الزاهية ونسائمه العطرة، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 10 و17 درجة مئوية، مع أوقات مشمسة متقطعة وأمطار خفيفة متوقعة.

من أبريل حتى أوائل مايو تتزين هولندا بأزهار التوليب ذات الألوان الزاهية والنسائم العطرة (شترستوك)

أما فصل الصيف، من يونيو/حزيران حتى أغسطس/آب، فيُعد الذروة السياحية؛ تقدم فيه البلاد طقسًا معتدلًا لطيفًا بمتوسط حرارة بين 18 و25 درجة مئوية، مع سطوع للشمس يصل إلى 6–8 ساعات يوميًا وغيوم متناثرة في الغالب، مما يجعل الأجواء مثالية للتجول بين المدن والقنوات والمهرجانات المفتوحة.

ثم يأتي سبتمبر بطقس خريفي مائل للدفء، بدرجات حرارة تتراوح بين 15 و20 درجة، مع هدوء نسبي في حركة السياح وألوان خريفية ساحرة تكسو الأشجار والشوارع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات تتراوح بین فی أوروبا فی هولندا

إقرأ أيضاً:

التعليم تبحث التعاون مع هولندا لتحويل المدارس الفنية إلى دولية متخصصة

التقى محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، السفير بيتر موليما، سفير مملكة هولندا بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في قطاع التعليم، خاصة التعليم الفني، واستعراض آفاق تنفيذ مشروعات تعليمية جديدة تدعم جهود الدولة في تطوير منظومة التعليم قبل الجامعي.

جاء اللقاء على هامش مشاركة الوزير في فعاليات النسخة السادسة من مؤتمر المصريين في الخارج، الذي يُعقد تحت شعار: “من كل مكان.. مصر العنوان”.

وفي مستهل اللقاء، أعرب الوزير عن تقديره للعلاقات الممتدة بين مصر وهولندا، مشيدًا بمستوى التعاون المثمر القائم بين الجانبين في العديد من المجالات، وعلى رأسها التعليم، ومؤكدًا حرص الوزارة على الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، وتعزيز الشراكات الدولية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للقطاع، خاصة في مجالات التعليم الفني والتدريب المهني.

وأكد الوزير أن التعليم الفني يُمثل أولوية محورية في خطة الوزارة، نظرًا لدوره الحيوي في بناء قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل، مشيرًا إلى ما تم إنجازه من خطوات ملموسة خلال الفترة الماضية، منها التوسع في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وتحديث المناهج الدراسية بالشراكة مع المؤسسات الصناعية، فضلًا عن دعم برامج تدريب وتأهيل المعلمين، وتطوير منظومة التقييم وربط مخرجات التعليم الفني باحتياجات سوق العمل المحلي والدولي.

كما أشار وزير التربية والتعليم إلى أن الوزارة تتعاون حاليًا مع عدد من الشركاء الدوليين، من بينهم الجانب الإيطالي والألماني والياباني، لتطوير التعليم الفني، بالإضافة إلى تنفيذ خطة شاملة تهدف إلى تحويل نحو 1270 مدرسة تعليم فني إلى مدارس تكنولوجية تطبيقية ومدارس تعليم مزدوج، وذلك في إطار التحول التدريجي إلى نماذج تعليمية قائمة على الجودة والمواءمة مع المعايير الدولية.

وفي هذا السياق، أعرب الوزير عن تطلع الوزارة إلى تعزيز التعاون مع الجانب الهولندي في تحويل عدد من المدارس الفنية الزراعية إلى مدارس دولية متخصصة في التعليم الفني الزراعي، مع الاستفادة من الخبرات الهولندية في تطوير البرامج والمناهج وتخطيط البنية المدرسية، لاسيما فيما يتعلق بتصميم المساحات الخضراء والبيئة التعليمية الزراعية المتكاملة.

وأوضح الوزير محمد عبد اللطيف أهمية دعم برامج التدريب والاعتماد ومنح الشهادات الدولية، بما يُتيح لخريجي هذه المدارس فرصًا مباشرة للالتحاق بسوق العمل، خاصة في الدول التي تشهد طلبًا مرتفعًا على الكفاءات الزراعية مثل هولندا، ومؤكدًا أن إعداد كوادر فنية مدربة وفقًا لأحدث المعايير العالمية من شأنه أن يسهم في توفير عمالة فنية ماهرة تدعم مناخ الاستثمار في مصر، وتفتح آفاقًا أوسع أمام الشركات الهولندية العاملة في السوق المصري.

ومن جانبه، أكد السفير بيتر موليما أهمية دعم التعليم الفني باعتباره أحد الركائز الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية وتمكين الشباب، مشيرًا إلى حرص بلاده على تعزيز أوجه التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في هذا المجال الحيوي، مثمّنًا التعاون الجاري في مشروعات التعليم الزراعي، ومعربًا عن تطلع هولندا إلى دعم مزيد من المبادرات المشتركة التي تسهم في تطوير القدرات الفنية والمهارات المهنية للشباب المصري.

كما أشار سفير هولندا بالقاهرة إلى أن هولندا تمتلك خبرات واسعة في مجالات الزراعة والمدارس الزراعية، مؤكدًا استعداد بلاده لتوسيع التعاون وتبادل الخبرات مع الجانب المصري بما يسهم في تعزيز جودة التعليم الفني وتحقيق المنفعة المتبادلة.

وتناول اللقاء مناقشة آليات دعم التعاون في تحويل مدارس التعليم الفني إلى مدارس دولية متخصصة، وربط خريجي هذه المدارس بفرص التدريب والعمل في السوق الهولندي، إلى جانب تطوير المناهج الزراعية، وتبادل الخبرات المؤسسية والفنية في مختلف مجالات التعليم الفني.

وحضر اللقاء من سفارة مملكة هولندا بالقاهرة،  نيللي دراج، مسؤول سياسات الثقافة والرياضة والتنمية، ومن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتورة هانم أحمد، مستشار الوزير للتعاون الدولي والاتفاقيات، و أميرة عواد، منسق الوزارة لمنظمات الأمم المتحدة.

طباعة شارك وزير التربية والتعليم التربية والتعليم التعليم الفني التعليم

مقالات مشابهة

  • تجديد مذكرة التفاهم بين مصر وهولندا الخاصة باللجنة العليا للمياه
  • مانشستر يونايتد يرصد 70 مليون يورو لضم لاعب برشلونة
  • مظاهرات متواصلة في هولندا تطالب بإجراءات أقوى ضد إسرائيل
  • التعليم تبحث التعاون مع هولندا لتحويل المدارس الفنية إلى دولية متخصصة
  • الشيخ ليث البلعوس: أبناء السويداء متمسكون بوحدة سوريا بعيداً عن أي أجندات خارجية
  • الدوري الإسباني يخسر 166 مليون يورو!
  • الدفاع المدني يسيطر على حريق مركبتين في المدينة المنورة
  • جاشاري يرفض عرضًا ضخمًا من نادي نيوم بقيمة 45 مليون يورو
  • غيديس يقترب من الانتقال إلى غريميو مقابل 12 مليون يورو