اليمن يُصدر نحو 57 ألف طن من الرمان إلى الأسواق الخارجية
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
ففي قلب المزارع اليمنية، لا سيما في محافظة صعدة، تتجسد قصة كفاح ومثابرة، حيث تُنتج الأرض بسخاء هذا المحصول الذي يتربع على عرش الفاكهة في البلاد، متغلباً على التحديات الجسام التي فرضتها سنوات الصراع والحصار.
إلى الأسواق
تُعد محافظة صعدة، الواقعة شمال اليمن، بحق، معقل الرمان اليمني. حيث تعد هذه المنطقة الزراعية هي المنبع الذي يُغذي الأسواق المحلية والخارجية بأجود أنواع الرمان، وعلى رأسها الخازمي ذو السمعة العالمية، إلى جانب الأصناف الأخرى كـ الليسي والطائفي، وتشكل صعدة وحدها ما يقارب 80% من إجمالي الإنتاج اليمني من الرمان، حيث تُقدر إنتاجيتها السنوية بنحو 40 ألفاً و700 طن، من مساحة مزروعة تبلغ 1980 هكتاراً، وفقاً لبيانات الإحصاء الزراعي.
موسم حصاد
لقد تحولت حقول الرمان في مديريات سحار ومجز والصفراء، وبكميات أقل في باقم وآل سالم وكتاف والبقع، إلى لوحات فنية خضراء تزهو بثمارها الحمراء المتدلية، لتُعلن عن موسم حصاد يمتد من يوليو وحتى نهاية نوفمبر. خلال هذه الفترة، تتدفق الثمار الغنية إلى أسواق الفاكهة والخضروات، لتُصبح جزءاً لا يتجزأ من المائدة اليمنية، شاهداً على جودة التربة اليمنية وخصوبتها.
تحديات التصدير
على الرغم من الإنتاج الوفير الذي يتجاوز 70 ألف طن سنوياً من مساحة مزروعة تُقدر بـ 3210 هكتارات على مستوى اليمن، إلا أن قصة الرمان اليمني لا تخلو من التحديات. فعمليات التصدير، التي تُشكل رافعة اقتصادية محتملة، تواجه عقبات كؤوداً. تُشير التقديرات إلى أن اليمن يُصدر نحو 57 ألف طن من الرمان إلى الأسواق الخارجية، بما في ذلك الأسواق الخليجية، لكن هذه الكميات تظل محدودة مقارنة بالوفرة الهائلة للمحصول.
النقل
تبرز معوقات النقل والتبريد كأحد أبرز هذه التحديات، فغياب البنية التحتية المتطورة للحفظ والتبريد يُعيق وصول الثمار الطازجة إلى الأسواق العالمية بكفاءة. يضاف إلى ذلك، التأثيرات الكبيرة للعدوان والحصار على اليمن، التي فاقمت من هذه الصعوبات، وعطّلت سلاسل الإمداد والتصدير.
لقد انعكس هذا الواقع المرير على الأسواق المحلية، حيث شهدت صادرات اليمن من المنتجات الزراعية تراجعاً واضحاً في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى إغراق الأسواق المحلية بالرمان بأسعار زهيدة. أصبح الكيلوجرام الواحد من أجود الأصناف يُباع بما يعادل دولاراً واحداً تقريباً (500 ريال يمني)، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للمزارعين الذين يواجهون صعوبات في تحقيق هوامش ربح مجدية، خاصة مع إهمال العمليات الزراعية الأساسية، وتفشي الآفات الحشرية، ونقص التسويق الجيد.
جهود حكومية
في مواجهة هذه التحديات، لا تزال هناك جهود حثيثة تُبذل لتنمية هذا القطاع الحيوي. تعمل وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، من خلال الإدارة العامة للإرشاد والتدريب الزراعي، على تنفيذ تدخلات حاسمة للإدارة المتكاملة لمحصول الرمان.. وبحسب المهندس سعد محمد خليل، منسق الإرشاد الزراعي الحكومي والمجتمعي، فقد تم إصدار دليل إرشادي بدعم من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي كخطوة محورية في هذا الاتجاه، حيث يتضمن إرشادات عملية لمزارعي الرمان، تُركز على معاملات الحصاد وما بعده لضمان وصول الثمار بأفضل حال إلى المستهلكين. مؤكدا أن الإرشادات تُشكل خارطة طريق لضمان أعلى مستويات الجودة والعائد الاقتصادي.
وأشار إلى أن هذا الدليل يهدف إلى بناء قدرات المرشدين المحليين والمزارعين في مناطق زراعة الرمان، وتنمية مهاراتهم حول المشاكل والقضايا الخاصة التي تؤثر على إنتاج المحصول. لا يقتصر دور الدليل على تحسين الممارسات الزراعية فحسب، بل يمتد ليشمل بناء قدرات المسوقين والمصدرين للرمان، وتوعية المزارعين بالأساليب الصحيحة لزيادة وتحسين الإنتاج. كون قاعدة المعلومات التي يتضمنها الدليل شاملة عن زراعة وإنتاج وتسويق الرمان وأن الدليل والإرشادات العملية، يُعد خطوة إيجابية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز القدرة التنافسية للرمان اليمني في الأسواق العالمية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: إلى الأسواق
إقرأ أيضاً:
استجابة للشكاوي.. وزير الزراعة يوجه بحزمة إجراءات فورية وعاجلة لدعم مزارعي الرمان بالبداري
وجه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة ممثلا في الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، بالتنسيق العاجل لتوفير الدعم الفني والمادي اللازم لمزارعي الرمان بمركز البداري بمحافظة اسيوط، المتضررين من إصابات آفات الرمان.
تاني تلك الخطوة بالتنسيق مع اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط، في استجابة سريعة لشكاوى مزارعي الرمان بمركز البداري، حيث أصدر وزير الزراعة، توجيهات فورية للدكتور أحمد رزق رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بالوزارة، للمتابعة والفحص الفني واتخاذ الإجراءات العاجلة لعلاج أية أضرار تهدد المحصول، وتعيق عمليات التصدير، مما قد يسبب خسائر للمزارعين.
وشملت الإجراءات الفورية التي اتخذتها الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بالتنسيق مع الدكتور عبد الرحيم احمد عبدالرحيم مدير مديرية الزراعة بأسيوط : توفير 100 مصيدة لذبابة الفاكهة، و100 مصيدة أخرى لذبابة الخوخ، بالإضافة إلى 5 جراكن من الجاذب الجنسي و12 لترًا من المبيدات المتخصصة، حيث سيتم توزيع هذه المواد على مزارعي الرمان بمركز البداري كخطوة أولى، تمهيدًا لتعميمها على باقي مراكز زراعة الرمان بالمحافظة.
وبين الإجراءات السريعة والعاجلة أيضا: تم تشكيل لجنة فنية رفيعة المستوى ضمت مدير إدارة التفتيش الفني، و رئيس قسم آفات البساتين والخضر، حيث نفذت اللجنة، بحضور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط ومهندسي الإدارة العامة للمكافحة، يوم حقلي عملي في أحد مزارع الرمان بمركز البداري، بحضور عدد كبير من المزارعين الذين تلقوا تدريبًا عمليًا على كيفية تركيب المصائد واستخدام الجاذب الغذائي، بالإضافة إلى طريقة الرش الجزئي للمبيدات، كما من المقرر أن تواصل الإدارة المركزية لمكافحة تنفيذ تلك الإجراءات بباقي المحافظات.