جنوب السودان تحتضن النسخة الرابعة من ملتقى الشعر العربي
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، شهدت جمهورية جنوب السودان، النسخة الرابعة من ملتقى الشعر العربي تحت شعار «التميّز والإبداع، ريادة وارتقاء»، الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع «اتحاد علماء مسلمي جنوب السودان»، في إطار مبادرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا، التي تهدف إلى نشر اللغة العربية، وتوسيع أفق الشعر الفصيح.
ويُشكّل ملتقى جنوب السودان محطة جديدة في سلسلة ملتقيات الشعر العربي، التي تجوب عدداً من الدول الأفريقية، من بينها: تشاد، وغينيا، والسنغال، ونيجيريا، والنيجر، ومالي، وساحل العاج، وتستعد لمواصلة مسيرتها في دول أخرى خلال الفترة المقبلة، تأكيداً على رسالتها الثقافية الهادفة ورؤيتها المنفتحة على تنوع المشهد الإبداعي في القارة.
وشهد ملتقى الشعر العربي في جنوب السودان، الذي أقيم في العاصمة جوبا، حضوراً رسمياً وثقافياً لافتاً، من بينهم: محيي الدين سالم، ممثل جامعة الدول العربية في جنوب السودان، والشيخ الدكتور عبدالله برج روال، الأمين العام للمجلس الإسلامي، والشيخ حامدين شاكرين بن لوال الأويلي، مفتي عام جنوب السودان، ود. محمد قاي لوكواج، رئيس اتحاد علماء مسلمي جنوب السودان والمنسق العام للملتقى، والشيخ د. محمد كوال كوات، الأمين العام للاتحاد ذاته. ومن الوسط الأكاديمي، حضر البروفيسور بول دينق، مدير جامعة أعالي النيل سابقاً وأستاذ اللغة العربية بجامعة جوبا، إضافة إلى عددٍ من ديبلوماسيين عرب، ومهتمين باللغة العربية من شعراء ومثقفين وأكاديميين.
ورحّب المنسق العام للملتقى، محمد قاي لوكواج، بالحضور، مؤكداً في كلمته أهمية الرعاية الثقافية التي تتولاها إمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ودورها المحوري في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في القارة الأفريقية.
وأشار إلى أن هذا الملتقى يُعدُّ ثمرة من ثمار تلك الرؤية المستنيرة، التي تؤمن بأن الثقافة جسر للتواصل، وأداة فاعلة في ترسيخ السلم المجتمعي وتعزيز الهوية.
كما نوّه لوكواج بالدور المتنامي لمبادرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا، والتي باتت منصات حيوية تحتضن الإبداع وتفتح الآفاق أمام الشعراء الشباب لإيصال أصواتهم بلغة الضاد.
من جانبه، عبّر السفير محيي الدين سالم، عن تقديره الكبير لمبادرة الشارقة في احتضان اللغة العربية في قلب القارة، معتبراً أن هذا النوع من الملتقيات يسهم في بناء جسور التقارب الثقافي بين الشعوب ويعزّز من الحضور العربي في أفريقيا من بوابة الإبداع والمعرفة.
أما الشيخ د.عبدالله برج روال، الأمين العام للمجلس الإسلامي، فأكد في كلمته أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي حاملة لقيم حضارية وروحية سامية، مشيداً بالدور الذي تمثّله الشارقة في دعم الثقافة العربية، التي ترسّخ تلك القيم في المجتمعات الأفريقية ذات التنوع الديني والثقافي الواسع.
وتنوّعت القراءات الشعرية في موضوعاتها بين ما هو وجداني وإنساني، وما هو وطني وتأملي، حيث عبّر الشعراء المشاركون عن هواجس الذات والأحلام، ولامست نصوصهم عدداً من القضايا، واحتفت بجمال اللغة العربية.
وبرزت في القراءات نبرة حنينٍ للهوية، واحتفاء بالوطن، واستحضارٌ للروح الإفريقية في بعدها العربي، حيث امتزجت الصور الشعرية بنبض الواقع، وتجلّت التراكيب في أنماطها الكلاسيكية والمعاصرة على حد سواء.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جنوب السودان الشارقة سلطان القاسمي ملتقى الشعر العربي الشعر العربي دائرة الثقافة اللغة العربیة جنوب السودان الشعر العربی العربی فی
إقرأ أيضاً:
«الثّقافة والعلوم للشّعر العربيّ».. جائزة ملهمة للاحتفاء بالقصيدة
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
جاءت جائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي في دورتها الثانية تحت عنوان «دورة حمد خليفة أبو شهاب»، وهي في اختيار عناوين دوراتها تهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية الرائدة والمُلهمة التي أضافت الكثير إلى المشهد الإبداعي والثقافي المحلي، كما أنها في جوهر رسالتها تسعى إلى اكتشاف والاحتفاء بالشعر العربي والمواهب الشعرية في مختلف الدول العربية.
وحسب تأكيد بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، فإن الجائزة التي تم استحداثها قبل عامين جاءت دعماً وتحفيزاً للشعراء، وأن جوائز الشعر على المستوى العربي كثيرة، وبعضها يكرم ديوان الشعر، ولكن جائزة «الندوة» تكرم القصيدة نفسها، وتقدم الشاعر الذي يستحق أن ينال الجائزة بما يقدمه من محتوى ومضمون متميزين.
إضافة حقيقية
من جانبه قال علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، الأمين العام لجائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي، إن جائزة الشعر مهمة وملهمة في الوقت نفسه، وتعتبر إضافة حقيقية للساحة الثقافية عامة، والشعرية خاصة، لافتاً إلى أن المشاركات تضاعفت في هذه الدورة قياساً للدورة الأولى، حيث بلغ عدد المشاركين 1234 مشاركاً، توزعوا على النحو التالي: 576 مشاركاً في فئة الشعر العمودي، 304 مشاركين في فئة شعر التفعيلة، و354 مشاركاً في فئة شعر النثر.
وقد فاز في الشعر العمودي الشاعر محمد حامد عبدالله العياف، من المملكة الأردنية الهاشمية، عن قصيدته (ترنيمة أخرى لوجه الحياة).
وفي شعر التفعيلة فاز الشاعر إبراهيم عيسى محمد علي، من الجمهورية اليمنية، عن قصيدته (الأسوار). وفي شعر النثر فاز الشاعر محمد عبدالله سليمان التركي، من المملكة العربية السعودية، عن قصيدته (تعليمات الحصول على بيت شاعر).
أسس الاختيار
استندت لجنة التحكيم إلى مجموعة من الأسس في اختيارها للقصائد الفائزة، منها البنية والمعمار الشعري، حيث اختارت القصائد قالباً سردياً قائماً على الإرشاد التهكمي، وقد نجحت في استثمار هذا الشكل لبناء نص شعري يتخذ شكل «كتالوج» أو دليل مستخدم وجودي، إلى أن تمكّن الشعراء من خلق بنية شعرية تشكل محوراً بنائياً ودلالياً يحكم سير المقاطع، ويمنح النص طابعاً شعرياً موحداً رغم التعدد الظاهري.
وأما بالنسبة للصور والمفارقات، فبرزت قدرة القصائد الفائزة على توليد صور ومجازات مركبة تنزلق بين الواقعي والرمزي، وتمنح هذه الصور النص عمقاً تأويلياً وتفتح أبواباً لفهمه باعتباره تشريحاً شعرياً للبيت بوصفه كياناً نفسياً وسردياً وليس فقط مكانياً.
ومن حيث الانتقالات الزمكانية والانزيحات تنقلت النصوص الفائزة بين محطات الحياة، حيث تتحوّل الفقرات من مشاهد محسوسة إلى استعارات وجودية كبرى، وهذا التحول يظهر انسجاماً كبيراً بين النص والتجربة الإنسانية المُلهمة.
وتميّزت أساليب النصوص الفائزة بلغة شعرية مستخدمة ذات طابع مجازي، تمزج بين البساطة اليومية والمفارقة الرمزية، تجيد القصيدة اللعب على الإيقاع الداخلي للجُمل، وإدخال القارئ في حالة من التواطؤ الذهني مع ما يبدو مألوفاً، لكنه موشوم بالخطر والمجهول.
في مجمل الرؤية البانورامية للجائزة والأعمال الشعرية الفائزة، عبارة عن إضافة إبداعية وتجربة شعرية أصيلة، تتفوّق في البناء والطرح، وتقدم نموذجاً ناجحاً في استثمار البنية السردية في كتابة القصيدة التي تنبض بالقلق الوجودي، وتطرح أسئلة، والتألق الإبداعي المُلهم.