كلمة واحدة قد تهدم تاريخك.. هل ستعتذرين؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
رساله عتاب أكتبها بكل حزن وشفقة على أي شخص مهما كان منصبه أو وضعه الاجتماعي واندفع في حديث يشينه ويقلل منه، وجعله يشعر أنه من أسياد القوم.
فها هو قلبي الآن، مثقل بالأسى بعد أن سمعت كلمات خرجت من فم من يفترض أنهم قدوة أو على الأقل يعرفون قيمة الكلمة أمام الناس، كلمات حملت غرورًا، واستعلاءً، وتناست أن الكبرياء الحقيقي للوطن لا للألقاب، وأن السيادة لا تأتي من منصب أو شهرة، بل تأتي من خدمة الناس وحب الأرض وصون الكرامة والكلمة.
أتعجب… كيف يجرؤ أي شخص، أيا كان، أن يرفع نفسه فوق الناس، وكأن بقية أبناء الوطن أقل شأنًا؟! أين ذهبت القاعدة التي تربينا عليها: «خادم القوم سيدهم؟»، أين الاحترام الذي كان يُكسِب صاحبه المحبة قبل أي إنجاز؟، أين الرقي حتي في العتاب؟.
أقولها بكل وضوح… السيادة الحقيقية لأطباء ينقذون الأرواح، لقضاة يرفعون المظلومين، لضباط يحرسون حدودنا، لمهندسين يشيدون مستقبلنا، لعمال نظافة يحمون صحتنا في صمت، وللعلماء الذين يضيئون الطريق للبشرية، والخ من المهن العظيمه.. هؤلاء هم أسياد الوطن… لكنهم لم يقولوها يومًا، لأن أفعالهم تتحدث عنهم بصوت أعمق من أي تصريح.
أنظر إلى قامات عظيمة مثل الجراح المصري العالمي مجدي يعقوب، الذي أنقذ قلوب آلاف الأطفال، واخترع، وابتكر، وكتب اسمه بحروف من ذهب في الطب العالمي. ومع ذلك، تواضعه هو تاجه، وابتسامته هي رسالته، وخدمته للبشرية هي فخره. هذا هو النموذج الذي ينبغي أن نقتدي به.
أيها الأحبة… الكلمة أمانة، ومن يخرج أمام الجمهور يتحمل مسؤولية مضاعفة. فليت كل مؤثر أو فنان أو صاحب صوت مسموع يضع يده على قلبه قبل أن يتكلم، ويسأل نفسه: هل ما سأقوله يرفع صورة بلدي أمام العالم؟ أم يشوهها؟ هل يزيد من محبة الناس لي؟ أم ينزعها من قلوبهم؟
اعلموا… أن الإنسان الناجح حقًا، والغني فعلاً، ليس من يتباهى ببيته أو ماله أو مظهره او وظيفته او وضعه الاجتماعي أو حسبة او نسبة… بل من يكسب احترام ومحبة الناس حتى في غيابه، ومن يترك أثرًا طيبًا يبقى بعد رحيله.
فلنحفظ ألسنتنا، ولنتذكر أن المجد للوطن، والرفعة لكل من يخدمه بصدق والبقاء للأسماء التي تعيش في القلوب، وللفنانين الذين جمعوا بين موهبة صادقه وبصمه راقيه تبقي بعد رحيلهم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مجدي يعقوب
إقرأ أيضاً:
من يزرع الفتن يحصد العروش "١"
في عالم السياسة.. الخبث ليس مجرد صفة عادية، بل هو أحيانًا لغة العملة المتداولة بين قاعات الاجتماعات المغلقة وممراتها، السياسة بلا أخلاق تتحول إلى مافيا مقننة، والسياسيون بلا ضمير يتحولون إلى تجار دماء البسطاء وأحلام الفقراء، فمن أراد أن يحكم بشرف عليه أن يدرك أن الدهاء ضرورة، لكن القذارة خيانة، وغالبا الشعوب التي لا تميز بين الاثنين تدفع الثمن مضاعفا من حريتها، ومن كرامتها، ومن مستقبل أبنائها وأجيالها أيضا.
فهناك سياسيون يتقنون لعبة الأقنعة، يبتسمون في وجوه خصومهم بينما يطعنونهم في ظهورهم، يتحدثون عن المصلحة الوطنية بينما يخططون لصفقات شخصية، والخبث هنا ليس دهاءً نبيلاً، بل فن إخفاء الخيانة داخل غلاف من الكلمات الجميلة المنمقة، قد يتحول أحيانا إلى"القذارة "السياسية وذلك عندما يبدع في فن التلاعب بالآخرين، وهو المستنقع الذي يبتلع المبادئ، والقذارة السياسية هي الوجه الآخر، الأكثر عتمة حيث تختفي الأخلاق نهائيًا، ويصبح كل شيء مباحًا مثل شراء الذمم، تزوير الحقائق، شيطنة الخصوم، التحالف مع الشيطان نفسه إن لزم الأمر، وهنا لا مكان للشرف أو النزاهة، بل لمعادلة بسيطة ومن أجل الحصول على كرسي أو سلطة والحصول عليها بأي ثمن، من يقف في هذا المستنقع يتعلم كيف يلطخ يديه بالطين ثم يطل على الجماهير بثوب أبيض ناصع، وقد يكون منمقا وكأن شيئًا لم يكن، فكم من سياسي رفع شعار النزاهة والإخلاص، ثم باع ضميره عند أول صفقة.. أخلاق السياسيين في كثير من الأحيان تتحول إلى مجرد ديكور انتخابي، تُعرض أمام الجماهير وقت الحاجة، ثم تُركن في المخازن ويتم تشوينها أيضا، بمجرد الوصول إلى السلطة أو المنصب أو الكرسي. والسياسي الأخلاقي الحقيقي نادر، وغالبًا ما يُحاصر أو يُقصى لأنه لا يجيد الرقص في حلبة القذارة السياسية، أو يفضل البعد عندما يجد نفسه قد يسبح في بحار السياسة عديمة الضمير والأخلاق أيضا "ويحترم نفسه" بالرغم من أنه يواجه انتقادات بالضعف والهوان من خبثاء السياسة الذين غالباً ما يسعدون ببعد هذه النوعية من رجال السياسة.
السياسي الماكر والمخادع والوصولي هم فيروسات السلطة، لا يعيشون إلا على حساب دماء الشعوب وأحلامهم، هم يتلونون كالحرباء، ويتحركون كالأفاعي، ويتكاثرون في الظل، لكن التاريخ لا ينسى، والشعوب حين تصحو، لا ترحم أبدا وبالتأكيد مصيرهم مزبلة التاريخ.
فهناك خط رفيع بين الخبث السياسي الذي يحمي الدولة ومصالحها العليا والصغيرة أيضا والقذارة السياسية التي تدمرها، الأول يستخدم المكر لمواجهة الأعداء وحماية المصالح العليا، أما الثاني فيستخدمه لتصفية الحسابات وتكريس النفوذ الشخصي. والمشكلة أن هذا الخط كثيرًا ما يختفي وسط الضباب الكثيف للمصالح والصفقات، والسياسي الماكر الثعلب الذي يرتدي بدلة رسمية، والسياسي الماكر لا يعرف الصدفة كل ابتسامة محسوبة، وكل كلمة موزونة بميزان السم، هو لا يتحرك إلا بخطة، ولا يخطط إلا ليصطاد، لا يترك أثرًا لجريمته لكنه يترك دائمًا بصمة لنفسه على أي إنجاز ، حتى لو لم يشارك فيه أصلًا ، يمد يده لمصافحتك بينما يجهز الأخرى لانتزاع الكرسي من تحتك... السياسي المخادع ليس مجرد كاذب، بل هو مهندس أكاذيب يبني قصورًا من الوعود ثم يتركها تنهار على رؤوس من صدّقوه، يتقن فن قلب الحقائق والفشل عنده يُباع على أنه إنجاز، والفضيحة تتحول إلى “مؤامرة خارجية”، هو لا يعيش على الحقيقة، بل يتنفس الكذب كما يتنفس الهواء، وهناك السياسي الوصولي المتسلق بلا مبدأ، يبدأ حياته بموائد النفاق وينهيها فوق عروش ليست له، يتقن ركوب "الموجة" ويغير مواقفه أسرع من تبديل ربطة "الكارفتة" ويقسم بالأمس على الولاء لخصم، ثم ينام اليوم في حضنه، لا يسعى إلى خدمة وطن أو شعب، بل إلى خدمة مرآته حين يرى نفسه في مقعد السلطة أو الكرسي أو المنصب الذي يحرق الآخرين من أجله، الخصم الفاجر لا يخجل، بل يتباهى بقذارته السياسية وكأنها وسام شرف ويمشي فوق جثث المبادئ، ويأكل من موائد الفساد، ويتاجر بالشرف الوطني في أسواق الصفقات، هو ذلك النوع من البشر الذي يبيع نفسه أولًا، ثم يبيع حلفاءه، ثم يبيع وطنه ونفسه بثمن بخس، وربما مجانًا إذا كان المقابل كرسيأ و نفوذا، وحين يلتقي الماكر بالمخادع والوصولي، عندما يجتمع الثلاثة في شخص واحد، تصبح السياسة ورشة إنتاج متكاملة للخراب، هو يعرف كيف يخطط، وكيف يضلل، وكيف يتسلق، والنتيجة مصالح تدار تحت الطاولة، وبعض رجال سياسة منافقون.... وللحديث بقية.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية. [email protected]