واشنطن تضغط.. مطلوب من بيروت تحويل وعد نزع سلاح حزب الله إلى واقع ميداني
تاريخ النشر: 26th, August 2025 GMT
تترقب الساحة اللبنانية بحذر ما ستسفر عنه زيارة وفد أميركي رفيع إلى بيروت، بعدما شددت نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس على أن واشنطن "تنتظر الأفعال لا الأقوال" من الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بقرارها التاريخي بنزع سلاح حزب الله، في وقت يقترب فيه موعد انتهاء المهلة الممنوحة للجيش لوضع خطة تنفيذية، وسط رفض صريح من الحزب وضغوط أميركية وإسرائيلية متزايدة لترجمة التعهدات على الأرض.
وقالت أورتاغوس خلال مؤتمر صحافي عقب لقائها الرئيس اللبناني جوزاف عون إنها ووفدها المرافق "شجعوا كثيراً بالقرار التاريخي" الذي اتخذته الحكومة في الخامس من آب/أغسطس، لكنها شددت على أن "المرحلة الآن ليست لمجرد أقوال، بل للأفعال". وأضافت: "نحن هنا لمساعدة الحكومة اللبنانية على المضي قدماً في هذا القرار التاريخي، وللعمل مع شركائنا في إسرائيل خطوة بخطوة".
ويزور بيروت أيضاً الموفد الأمريكي توم باراك، الذي أوضح أن الحكومة اللبنانية ستعرض خطتها مع انتهاء المهلة الممنوحة للجيش، وأن الجانب الإسرائيلي سيقدّم في المقابل مقترحاً مضاداً يتضمن انسحابات وضمانات أمنية على الحدود الجنوبية.
وأصدرت رئاسة الجمهورية في لبنان بياناً بعد لقاء الرئيس العماد جوزاف عون مع الوفد الأمريكي الذي ضم أعضاء في الكونغرس بينهم جين شاهين وليندسي غراهام وجون ويلسون، إلى جانب باراك وأورتاغوس والسفيرة الأمريكية ليزا جونسون. وأوضح البيان أن اللقاء تناول الأوضاع في لبنان والمنطقة ونتائج جولة الوفد، بما في ذلك المحادثات التي أجراها في إسرائيل وسوريا.
وجدد الرئيس عون أمام الوفد شكره للإدارة الأمريكية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان ودعمهم للجيش اللبناني، مشيراً إلى أن بلاده ملتزمة بإعلان وقف الأعمال العدائية الموقع في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي برعاية أمريكية ـ فرنسية، كما أكد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأمريكية ـ اللبنانية "بكامل بنودها من دون اجتزاء".
ولفت البيان إلى أن الوفد أطلع عون على نتائج زيارته لدمشق، حيث نقل "استعداداً سورياً لإقامة أفضل العلاقات مع لبنان"، وقد أعرب الرئيس عن ارتياحه لذلك وجدّد "استعداد لبنان الفوري لمعالجة الملفات الثنائية بروح الأخوة والتعاون".
كما شدد عون على أن رؤية الإدارة الأمريكية لإنقاذ لبنان ترتكز على ثلاث قواعد أساسية: حصر السلاح بيد الدولة، تعزيز الازدهار الاقتصادي عبر القطاع الخاص، وصون الديمقراطية التوافقية بما يحمي جميع المكونات اللبنانية.
مواقف الوفد الأمريكي تزامنت مع تصريحات لافتة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف فيها قرار الحكومة اللبنانية بأنه "بالغ الأهمية"، متعهداً بأن إسرائيل ستبادر إلى اتخاذ خطوات موازية، بينها خفض تدريجي لوجود جيش الاحتلال جنوب لبنان، إذا لمس التزاماً فعلياً بنزع سلاح الحزب.
لكن حزب الله، الذي يواجه منذ أشهر ضربات إسرائيلية استهدفت قادته ومستودعات أسلحته، جدد رفضه المطلق لقرار الحكومة. وقال أمينه العام نعيم قاسم عشية زيارة الوفد الأمريكي: "السلاح الذي أعزّنا لن نتخلى عنه… من أراد أن ينزع هذا السلاح يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا".
وجاء قرار الحكومة اللبنانية تحت ضغط أمريكي مباشر، وبعد تغيّر في موازين القوى الداخلية والإقليمية، حيث خرج الحزب ضعيفاً من المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، التي تمكنت من قتل قادة بارزين فيه وتدمير أجزاء واسعة من ترسانته.
ويأتي ذلك في إطار تفاهمات أوسع لوقف إطلاق النار، نصت على ابتعاد مقاتلي الحزب عن الحدود وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مقابل انسحاب تدريجي لإسرائيل من بعض النقاط التي سيطرت عليها جنوباً. غير أن تل أبيب ما زالت تحتفظ بخمس مرتفعات استراتيجية وتواصل غارات شبه يومية تقول إنها تستهدف مواقع الحزب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية اللبنانية زيارة العلاقات لبنان امريكا علاقات زيارة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة اللبنانیة
إقرأ أيضاً:
ما الذي حدث عند الساعة 2:43؟.. طيّار إسرائيلي يكشف كواليس اغتيال رئيس أركان حزب الله
قدّم أحد الطيارين الإسرائيليين سرديته عن الضربة التي أدّت إلى مقتل رئيس أركان حزب الله هيثم الطبطبائي في بيروت.
في مقابلة مع موقع "والا" العبري، كشف الرائد "أ" (27 عاماً)، طيار مقاتل ورئيس فريق الضربات الموجهة في سلاح الجو الإسرائيلي، تفاصيل العملية قائلاً إنها استندت إلى تحضيرات استمرت "لفترة طويلة"، تخللتها "دورات كثيرة ومسارًا مطوّلًا من المصادقات"، وطلب توقيع قائد سلاح الجو "عشرات المرات".
ووفق روايته، شكّل الطبطبائي الهدف الرئيسي للعملية، باعتباره، وفق المزاعم الإسرائيلية، الرجل الذي أعاد بناء الجناح العسكري لحزب الله وقاد خطاً متشدداً ضد إسرائيل.
كواليس الضربة الإسرائيليةيصف الرائد يوم العملية بأنه بدأ "كيوم عادي"، قبل أن تصله مكالمة من ضابط استخباراته جعلته "يركض نحو الأسفل" لتفعيل منظومة التنفيذ. ويشير إلى أن سلسلة الموافقات تحركت "بسرعة غير معتادة"، مضيفًا: "كانت واحدة من أسرع ما رأيت. الجميع يعرف الاسم، والجميع يعرف الهدف".
وعند الساعة 2:43 بعد الظهر، نُفّذت الضربة التي استهدفت طابقين داخل مبنى مؤلف من عشرة طوابق. ويوضح الطيار أن "المعضلة الأساسية" كانت وضع الذخائر بدقة على الطابقين الرابع والخامس "من دون إصابة الطوابق الأخرى"، مشيراً إلى أن عمليات الاغتيال غالباً ما تجمع بين المعلومات الاستخباراتية والخداع والحيل.
وبحسب الطيار، سعى المخططون إلى تحقيق "أقصى دقة ممكنة" في الضربة وتقليل الضرر على المدنيين، مع الاعتماد على "الخداع والسرية" في كل خطوة. ويقول إن توقيت التنفيذ حُدّد قبل ساعات من العملية استنادًا إلى "معلومة استخباراتية دقيقة" و"خطأ" ارتكبه الطبطبائي عندما وصل إلى منزل آمن.
في الوقت الذي تشدد فيه الرواية العسكرية على "الدقة" و"التحكم" في تنفيذ الضربة، وعلى الحرص المعلن على عدم الإضرار بالمدنيين، كان المشهد في الضاحية الجنوبية لبيروت يسير باتجاه آخر تماماً. فوزارة الصحة اللبنانية أعلنت "5 قتلى و28 جريحاً" في الغارة، إلى جانب الأضرار الواسعة التي أصابت المبنى والمحيط السكني. ومع حصيلة كهذه، يصبح الحديث عن "ضرر أدنى" أقرب إلى توصيف لا ينسجم مع عمليات تُنفَّذ داخل مناطق مكتظة بالسكان.
Related عامٌ على وقف إطلاق النار في لبنان والخروقات الإسرائيلية مستمرّة.. هل اقترب انهيار الاتفاق؟تقرير يُنذر بـ"مرحلة سوداء" في لبنان: ضربات إسرائيلية قد تقع "في أي وقت وأي مكان"البابا والملفّ اللبناني.. هل تشكّل زيارته حاجزًا أمام التصعيد الإسرائيلي؟ قنبلة لم تنفجر.. وطلب أمريكيفي سياق متصل بالعملية ذاتها، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الولايات المتحدة طلبت من لبنان إعادة قنبلة GBU-39 التي أطلقها سلاح الجو الإسرائيلي نحو بيروت خلال الضربة نفسها ولم تنفجر. وبحسب التقارير، تخشى واشنطن وقوع القنبلة في يد روسيا أو الصين.
قنبلة GBU-39، المنتَجة من شركة بوينغ، تُعد سلاحًا انزلاقيًا يفتح أجنحته بعد الإطلاق لينزلق لمسافة تصل إلى 110 كيلومترات رغم غياب أي محرك، ما يسمح للطائرة التي أطلقتها بالبقاء خارج نطاق الدفاعات. وهي أيضاً منخفضة الكلفة نسبياً (حوالي 50 ألف دولار)، واستُخدمت للمرة الأولى عام 2006، وتم تطويرها للاستفادة من حواضن الأسلحة الداخلية لطائرة F-35 التي تستطيع حمل ثماني قنابل منها مع المحافظة على صعوبة رصدها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة