روسيا تسقط عشرات المسيرات وترامب يجدد تهديدها بالعقوبات
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت خلال الليل 26 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق عدة في البلاد، في وقت جدد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديد موسكو بالعقوبات في حال عدم مضيها باتجاه السلام وإنهاء الحرب مع كييف.
وأوضحت الوزارة، وفق ما نقلت وكالة تاس الروسية، أن أكثر من نصف الطائرات المسيرة أُسقطت فوق منطقة روستوف، في حين تم اعتراض 4 مسيرات فوق أوريول و3 فوق بيلغورود، واعترضت الدفاعات الجوية مسيرتين في كل من منطقتي بريانسك وكورسك.
وذكر يوري سليوسار، القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف، أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 10 طائرات مسيرة أوكرانية فوق 3 مناطق في الإقليم الجنوبي.
وأضاف عبر تطبيق التليغرام أن حطام إحدى المسيّرات تسبب في انفجار وحريق على سطح مبنى سكني مكوّن من 4 طوابق في مدينة روستوف أون دون، بينما تعمل السلطات على التحقق من وقوع خسائر بشرية محتملة.
تحركات دبلوماسية أميركيةوفي موازاة التطورات الميدانية، صرح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، أمس الثلاثاء، بأنه سيلتقي مسؤولين أوكرانيين في نيويورك هذا الأسبوع، ضمن إطار المساعي الأميركية للمساعدة على إنهاء الحرب.
وقال ويتكوف في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: "سأجتمع بالأوكرانيين هذا الأسبوع في نيويورك، وهذه إشارة قوية على أننا نتحدث مع الروس يوميا".
كذلك جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، تهديده بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا في حال لم تُبدِ رغبة في التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا.
وخلال اجتماع للحكومة في البيت الأبيض، قال ترامب إنه يريد التوصل إلى اتفاق "في أقرب وقت ممكن"، داعيا إلى عقد لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وردا على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بوتين لن يوقع اتفاقا مع زيلينسكي لأنه يعتبره "غير شرعي"، قال ترامب: "لا يهم ما يقولونه، هذا كله هراء، الجميع يستعرض".
إعلانوأضاف "أريد إتمام هذه الاتفاقية، فهي مسألة بالغة الخطورة. لن تحدث حرب عالمية، لكنها ستكون حربا اقتصادية، وهذا سيكون سيئا جدا لروسيا، وأنا لا أريد ذلك".
كما أشار ترامب إلى أن زيلينسكي "ليس بريئا بالكامل"، موضحا أن دخوله حربا مع دولة "أكبر من أوكرانيا بـ15 مرة كان خطأ منذ البداية".
كييف تخفف قيود السفرمن جانبها، أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو أنه بات مسموحا للذكور الذين تراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما بعبور الحدود البحرية في كلا الاتجاهين بموجب الأحكام العرفية السارية.
وأوضحت في بيان عبر التليغرام أن القرار يشمل أيضا من هم خارج البلاد لأسباب مختلفة، مضيفة "نرغب في أن يحافظ الأوكرانيون على أقصى قدر من الروابط مع البلاد". وأكدت أن التغييرات ستدخل حيز التنفيذ في اليوم التالي لنشر المرسوم رسميا.
وتتبادل كل من روسيا وأوكرانيا الهجمات بالمسيرات يوميا، بينما تتواصل الجهود الدبلوماسية الأميركية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، حيث بحث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع عدد من نظرائه الأوروبيين مساعي التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد تعزيز الإجراءات العسكرية.. هل تستعد أمريكا لحرب مزدوجة مع روسيا وإيران؟
اتخذت الولايات المتحدة إجراءات عسكرية ملحوظة فى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا ما أثار تساؤلات بشأن احتمال اندلاع حرب مرتقبة، غير أن مراقبين اختلفوا بشأن وجهة هذه الحرب وهل ستكون مع روسيا، لاسيما بعد التصعيد الأخير بين موسكو ودول شرق أوروبا؟ أم مع إيران التى قامت بتعبئة عامة للجيش وتقوم بتجهيزات عسكرية تحسبا لهجمات عسكرية ضدها؟
وجاء التصعيد الأخير مع البلدين بعد استدعاء البنتاجون لجميع القادة العسكريين بجميع القواعد العسكرية الأمريكية فى العالم وهى خطوة غير مسبوقة أيضا الأمر الذى يؤكد أن الولايات المتحدة مقبلة على صراع عالمى وشيك ورأى مراقبون أن الحرب المرتقبة ستكون حرب مزدوجة مع أكثر من دولة.
وفى تصعيد من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضد روسيا كشف مسئولان أمريكيان لوسائل الإعلام أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بمعلومات استخباراتية حول أهداف البنية التحتية للطاقة في روسيا، وذلك في الوقت الذي تدرس فيه إرسال صواريخ بعيدة المدى لكييف يمكن استخدامها في مثل هذه الضربات.
وأضاف المسئولان الأمريكيان أن واشنطن تطلب أيضًا من حلفاء الناتو تقديم دعم مماثل. ويمثل هذا القرار أول تغير حقيقى في سياسة الرئيس دونالد ترامب الذى انتهجها مع روسيا منذ مجيئه للبيت الأبيض والتى سعى فيها إلى التفاوض من أجل انهاء الحرب حيث كانت المباحثات التى أجراها مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ولاية ألاسكا لصالح موسكو عندما قال سابقا إن على أوكرانيا التخلى عن أراض لإنهاء الحرب.
كما أن بوتين رفض رفضا قاطعا انضمام أي دولة بشرق أوروبا لحلف الناتو أو إقامة قواعد عسكرية للحلف بتلك الدول وهو ما أفشل المباحثات بين الرئيسين الروسى والأمريكى بعد ذلك. وشدد الأخير من لهجته تجاه موسكو وصرح منذ أيام قليلة أنه من الممكن لكييف استعادة جميع الأراضي التي استولت عليها موسكو.
تستهدف استراتيجية ترامب الجديدة بشأن أوكرانيا تصعيدا غير مسبوق لاستهداف البنية التحتية فى روسيا ومصادر الطاقة لإضعاف موسكو أكثر من الناحية الاقتصادية بحيث لا تستطيع الاستمرار فى الحرب والانفاق عليها وذلك مع استمرار العقوبات المفروضة عليها من قبل أمريكا ودول أوروبا.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن واشنطن ستمد كييف بمعلومات استخبارية بشأن مواقع مصافي النفط وخطوط الأنابيب ومحطات الطاقة، بهدف حرمان الكرملين من الإيرادات والنفط، كما يضغط ترامب على الدول الأوروبية لوقف شراء النفط الروسي في محاولة لتجفيف مصادر تمويل الحرب الروسية.
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة طلبًا أوكرانيًا لتزويدها بصواريخ توماهوك كروز، التي يبلغ مداها 2500 كيلومتر وهي قادرة على ضرب عمق الأراضى الروسية. فضلا عن امتلاك أوكرانيا صاروخ فلامنجو وهو بعيد المدى يستطيع استهداف أراضى روسية، غير أن كييف كانت تنتظر الإذن لها باستخدام هذه الصواريخ ضد روسيا وقد جاء من ترامب.
ومع تزايد الضغوط على إيران، تتزايد المخاوف من ضربات إسرائيلية جديدة بدعم أمريكى غير محدود، وفى الوقت الذى وافقت فيه الدول الأوروبية على عودة العقوبات القاسية على إيران المعروفة بـ"سناب باك" أو الضغط على الزناد كانت هناك استعدادات عسكرية أمريكية فى المنطقة، حيث أرسل البنتاجون عددا كبيرا من طائرات التزود بالوقود إلى قاعدة العديد فى قطر وهذا النوع من الطائرات ضرورى لأى هجمات على إيران.
تزامن ذلك مع إصدار ترامب أمرا تنفيذيا يعتبر أن أى هجوم على قطر يعتبر هجوما على الولايات المتحدة وذلك لردع إيران إذا انطلقت الطائرات من قاعدة العديد الجوية لضرب إيران ومنع طهران من الرد من خلال استهداف الأراضى القطرية.
وبادرت الإدارة الأمريكية بتحريك أكبر حاملة طائرات "يو إس إس فورد" للبحر المتوسط وهى تعتبر أكبر وأحدث قطعة فى أسطولها البحرى ويرى مراقبون أن وجود هذه القطعة البحرية الضخمة والحديثة فى المنطقة ليس مجرد استعراض للقوة، ولكن طبقا لسوابق تاريخية يحدث ذلك قبل اندلاع حروب كبيرة.
ووفقا لتقارير ومصادر عسكرية فى الجيش الأمريكى فقد زادت عدد منصات منظومة الدفاع الصاروخى "ثاد" فى إسرائيل إلى 11 قاذفة بعدما كان العدد قبل ذلك 6 فقط، كما زود البنتاجون الكيان المحتل برادارات حديثة لنظام الدفاع الجوى الإسرائيلى (AN/TPY-2)، بالإضافة إلى ذلك فقد أظهرت صور لأقمار صناعية انتشرت فى الصحافة الغربية توسيعات فى البنية التحتية لأنظمة الدفاع فى إسرائيل وتطويرات ضخمة فى الأنظمة اللوجستية.
فى المقابل أعلنت إيران أنها تقوم بأكبر حشد عسكرى فى تاريخها تزامنا مع نقل الصواريخ الباليستية التى تمتلكها الجمهورية الإسلامية لمواقع محصنة فى باطن الجبال استعدادا لأى هجوم عسكرى من قبل إسرائيل بدعم أمريكى أو هجوم مشترك بين واشنطن وتل أبيب ضد طهران.
وأشارت تقارير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئى قد عين بديلا له فى حال استهدافه وقتله إذا اندلعت الحرب كما تم تعيين بدائل للقادة العسكريين والسياسيين فى إيران فى حال قتل الحاليين فى هجمات عسكرية كما حدث قبل ذلك حتى لا تسقط البلاد وينهارالنظام.
ويرى مراقبون أن الحرب التى تجهز لها الولايات المتحدة من الممكن أن تكون حربا مزدوجة تستهدف الحليفين روسيا وإيران معا فى وقت واحد خاصة أن روسيا كانت تعتمد على إيران فى صناعة وتصدير المسيرات التى استهدفت دول شرق أوروبا الأيام القليلة الماضية، كما تعتمد طهران على موسكو فى أنظمة اعتراض الصواريخ وأنظمة دفاعية أخرى، حيث إن تعرض البلدين لحرب متزامنة فى وقت واحد يضعف الحليفين ويشل قدرتهما على التصدى لأى هجمات عسكرية.
اقرأ أيضاً«بوتين»: الاتفاقية الجديدة بين روسيا وإيران ستعطي دفعة إضافية لمجالات التعاون
بايدن يصدر مذكرة جديدة للأمن القومي حول التعاون بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية
الحرب في سوريا.. محاولة لاستدراج روسيا وإيران