ما سرطان العين؟ وما أبرز أنواعه؟ وما أعراضه؟ وكيف العلاج منه؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على الدكتور يعقوب عبد الله يوسف، استشاري طب وجراحة أورام العيون ورئيس وحدة أورام العيون في مركز الحسين للسرطان في الأردن، وأجاب عنها في حوار خاص للجزيرة صحة.
يعد الدكتور يوسف من أبرز خبراء أورام العيون في الشرق الأوسط والعالم العربي، إذ يقود وحدة أورام العيون منذ 2013، وقد حصل بعد تخرجه في الجامعة الأردنية على زمالات متقدمة في أورام العيون عامة، وسرطان الشبكية عند الأطفال خاصة، من جامعتي نيويورك وتورنتو.
وقام الدكتور مع فريقه الطبي بعلاج أكثر من ألف طفل يعاني سرطان شبكية العين وغيرهم الكثير، وقد أسّس فريقا بحثيا لدراسة سرطان الشبكية عند الأطفال، وأطلق برامج للفحص المبكر والتوعية، ونشر أكثر من 100 بحث علمي وشارك بأكثر من 80 محاضرة دولية. وقد حصل الدكتور يوسف على جائزة الملك الحسين لأبحاث السرطان مرتين تقديرا لإسهاماته البحثية المتميزة في أورام العيون.
ما سرطان العين؟سرطان العين هو نمو غير طبيعي وغير متحكم فيه للخلايا داخل أنسجة العين أو حولها. قد يصيب مرض السرطان أي عضو في جسم الإنسان، والعين ليست استثناء، بل هناك أكثر من 30 نوعا من الأورام التي قد تصيب العين ومحجر العين.
يمكن أن يظهر السرطان في أي جزء من أجزاء العين مثل الشبكية، والقزحية، والملتحمة، والمشيمية أو حتى الأنسجة المحيطة بالعين مثل محجر العين، حيث الغدد الدمعية والعصب البصري وغيرها.
ورغم أن سرطانات العين نادرة مقارنة بالسرطانات الأخرى، فإنها قد تكون خطيرة للغاية وقد تؤدي إلى فقدان البصر أو حتى الوفاة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.
يختلف نوع سرطان العين حسب الفئة العمرية، فعند الأطفال، يُعد الورم الأرومي الشبكي (ريتينوبلاستوما) الأكثر شيوعا، وغالبا ما يتم اكتشافه قبل سن الخامسة. ونسبة إصابة الأطفال بسرطان شبكية العين هو 1 من كل 15 ألف مولود، وفي ثلث الحالات تكون الإصابة في كلتا العينين معا ويعتبر هذا السرطان من السرطانات سريعة النمو، ورغم أن فرصة الشفاء منه تصل إلى 95% إن تم علاجه باكرا وبالطريقة الصحيحة، فإنه مرض قاتل إن تأخر تشخيصه وعلاجه.
أما لدى البالغين، فيعد الورم الميلانيني العيني (Ocular Melanoma) أكثر أنواع السرطانات شيوعا ويصيب 6 أشخاص من كل مليون شخص سنويا، ويميل لإصابة أصحاب العيون الملونة أكثر من أصحاب العيون الغامقة ويميل إلى الانتشار إلى الكبد.
كما قد تصيب العين أنواع أخرى من السرطان مثل الأورام اللمفاوية العينية، وأورام ملتحمة العين التي قد تبدو في البداية كنمو غير مؤذ، لكنها قد تتحول إلى أورام خطيرة وغيرها الكثير.
ما أسباب سرطانات العين؟تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطانات العين. بالنسبة للورم الأرومي الشبكي، يكون السبب في الغالب جينيا نتيجة طفرة في جين يُسمى "آر بي 1" (RB1)، وقد تنتقل هذه الطفرة بين أفراد العائلة في بعض الحالات، لا سيما إذا كانت الإصابة في كلتا العينين.
أما في السرطانات الأخرى، فتوجد عوامل أخرى إضافة إلى العوامل الوراثية، مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة، وضعف جهاز المناعة، والتعرض لبعض المواد الكيميائية الضارة. ويساعد التشخيص المبكر في اكتشاف هذه الأورام في مراحلها الأولى، ومن ثم تحسين فرص الشفاء.
ما أعراض سرطانات العين؟تختلف الأعراض حسب نوع الورم وموقعه. ففي حالة الورم الأرومي الشبكي عند الأطفال، قد يلاحظ الأهل انعكاسا أبيض في بؤبؤ العين (بدل الأحمر) يظهر في الصور وهو ما يسمى بعين القطط، أو حدوث انحراف (حول) في إحدى العينين، أو ضعف مفاجئ في النظر. وفي المراحل المتقدمة جدا تظهر على شكل كتلة بارزة خارج مقلة العين. أما في الأورام الميلانينية عند البالغين فقد يشكو المريض من رؤية بقع سوداء أو ظلال في مجال الرؤية، أو ضعف تدريجي في البصر، أو تغير في حجم أو شكل البؤبؤ، أو حتى ألم وتورم في العين.
لذلك فإن أي تغير غير طبيعي في العين أو الرؤية يجب أن يدفع المريض لمراجعة طبيب العيون فورا.
يعتمد علاج سرطان العين على نوع الورم وحجمه ومدى انتشاره. في حالات ريتينوبلاستوما، يمكن استخدام العلاج الكيميائي سواء عبر الوريد أو عن طريق القسطرة الشريانية، إلى جانب العلاجات الموضعية مثل الليزر أو التبريد. وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يلجأ الأطباء إلى استئصال مقلة العين لحماية حياة الطفل ومنع انتشار الورم إلى أعضاء مهمة مثل الدماغ. أما في حالات الورم الميلانيني لدى البالغين، فقد يشمل العلاج الجراحة الجزئية أو الكاملة، أو العلاج الإشعاعي عبر زراعة صفائح اليود المشع (Plaque Brachytherapy)، التي تتيح فرصة الحفاظ على العين وجزء من الإبصار في 90% من الحالات.
إعلان كيف تمكن الوقاية من سرطانات العين؟الوقاية تبدأ بالوعي والكشف المبكر. في العائلات التي لديها تاريخ مع مرض ريتينوبلاستوما، يُنصح بإجراء فحص عيون شامل للأطفال منذ الولادة وعلى فترات منتظمة في مراكز متخصصة.
كما يُنصح باستخدام النظارات الشمسية الجيدة لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية، خصوصا للأشخاص الذين يقضون وقتا طويلا في الهواء الطلق.
كذلك، فإن الفحص الدوري للعينين للبالغين، خاصة من لديهم عوامل خطورة مثل التاريخ العائلي أو ضعف المناعة، يسهم في اكتشاف الأورام في مراحل مبكرة حيث تكون فرص العلاج والشفاء أفضل بكثير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات سرطان العین عند الأطفال أکثر من
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل بمعهد جنوب مصر للأورام بجامعة أسيوط حول جراحات أورام الثدي التجميلية
نظّم معهد جنوب مصر للأورام بجامعة أسيوط اليوم الثلاثاء الموافق 7 أكتوبر، ورشة عمل بعنوان "جراحات أورام الثدي التجميلية"، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة، وبالتعاون مع الجمعية المصرية لجراحة الأورام (EGSSO)، في إطار فعاليات المؤتمر الدولي السنوي الثاني عشر للمعهد، المقرر انطلاقه غدًا الأربعاء 8 أكتوبر بالقاعة الثامنة بالمبنى الإداري.
أقيمت الورشة تحت إشراف الدكتور جمال بدر نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد أبو المجد عميد معهد جنوب مصر للأورام، وبمشاركة الدكتور حمدي المراكبي أستاذ جراحة الأورام بجامعة القاهرة ورئيس جراحات الثدي بالمعهد القومي للأورام.
أكد الدكتور أحمد المنشاوي، أن تنظيم ورشة العمل بمعهد جنوب مصر للأورام حول جراحات أورام الثدي التجميلية يأتي في إطار اهتمام الجامعة بتحديث أساليب التشخيص والعلاج وتطوير مهارات الأطباء في التخصصات الدقيقة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الورش يمثل أهمية خاصة لما يتضمنه من تطبيقات عملية تسهم في الارتقاء بجودة الرعاية المقدمة لمريضات أورام الثدي.
وأوضح رئيس الجامعة أن الورشة تأتي ضمن جهود معهد جنوب مصر للأورام لتبادل الخبرات العلمية والعملية، وتدريب الكوادر على أحدث التقنيات المستخدمة في جراحات أورام الثدي التجميلية، بما يدعم رسالة الجامعة في تقديم خدمة طبية متكاملة، وتسهم في تطوير مهارات الجراحين والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة في صعيد مصر.
وأشاد الدكتور جمال بدر بالدور الريادي الذي يقوم به معهد جنوب مصر للأورام في خدمة البحث العلمي والمجتمع، مؤكدًا أنه يمثل منارة طبية وبحثية متميزة في صعيد مصر، تسهم في تطوير أساليب التشخيص والعلاج والوقاية من الأورام، مشيرًا إلى أن دور المعهد لا يقتصر على الخدمات العلاجية فقط، بل يمتد إلى البحث العلمي والتدريب الطبي المتخصص لشباب الأطباء، فضلًا عن ما يقدمه من خدمة مجتمعية وإنسانية متميزة لآلاف المرضى من مختلف محافظات الصعيد.
وأوضح الدكتور محمد أبو المجد أن الورشة تأتي ضمن جهود المعهد لمواكبة التطورات الحديثة في مجال جراحة أورام الثدي، موضحًا أن السنوات الأخيرة شهدت تقدمًا كبيرًا في هذا التخصص، إذ لم يعد الاستئصال الكامل هو الخيار الوحيد، بل أصبح بالإمكان بفضل التكامل بين جراحة الأورام وجراحة التجميل، تطبيق تقنيات حديثة تُتيح الحفاظ على الثدي وتجنب استئصاله في أغلب الحالات، بما يمثل نقلة نوعية في رعاية المريضات وتحسين جودة حياتهن بعد العلاج.
ومن جانبه، أعرب الدكتور حمدي المراكبي عن سعادته بالمشاركة في فعاليات الورشة، موجّهًا شكره لجامعة أسيوط ومعهد جنوب مصر للأورام على تنظيم هذه الفعالية المتميزة التي تعكس اهتمام الجامعة بدعم التعليم الطبي المستمر وتبادل الخبرات بين المتخصصين، مؤكدًا أن هذا التعاون العلمي يسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الأورام في صعيد مصر.
وشهدت الفعاليات حضور كل من الدكتور حسني بدراوي وكيل المعهد لشئون الدراسات العليا، والدكتور إبراهيم أبو العيون مدير مستشفى الأورام، إلى جانب نخبة من أساتذة وأطباء جراحة الأورام من معهد جنوب مصر للأورام، والمعهد القومي للأورام بالقاهرة، وجامعات المنصورة وجنوب الوادي وسوهاج.
وتضمن برنامج الورشة العلمي عددًا من المحاضرات والمناقشات العلمية والعروض التطبيقية التي تناولت أحدث التقنيات المستخدمة في إعادة بناء الثدي بعد استئصال الأورام، وجراحة تجميل الثدي في الماضي والمستقبل، إلى جانب استعراض تقنيات إعادة بناء الثدي باستخدام TRAM Flap، وشرح تطبيقي لتقنية الكتلة المستديرة (Round Block Technique). كما شملت الورشة عرض حالات إكلينيكية حية داخل غرفة العمليات، أتاحت للمشاركين تدريبًا عمليًا على أحدث أساليب الجراحة التجميلية الحديثة في مجال أورام الثدي.