شارع سمسم يعود بقوة عبر يوتيوب ونتفليكس
تاريخ النشر: 12th, September 2025 GMT
يبدو أن برنامج الأطفال الأشهر في العالم "شارع سمسم" يستعد لمرحلة جديدة من التألق والانتشار، بعد إعلان ورشة سمسم – الجهة المبدعة وراء العمل – ويوتيوب عن شراكة موسعة تفتح آفاقًا أوسع أمام ملايين الأطفال حول العالم. هذه الشراكة لا تقتصر فقط على إتاحة حلقات البرنامج الكاملة على المنصة، بل تمتد لتشمل ورش عمل تدريبية للمبدعين الشباب حول كيفية صناعة محتوى ترفيهي يجمع بين المتعة والتعليم.
الاتفاقية الجديدة مع يوتيوب تأتي لتكمل اتفاقًا آخر قائم مع منصة نتفليكس، التي ستبدأ في نوفمبر المقبل عرض حلقات جديدة من "شارع سمسم". هذا يعني أن الجمهور سيحصل على جرعة مضاعفة من المحتوى الغني الذي يجمع بين المرح والتعلم، في خطوة تعزز حضور البرنامج على الساحة الرقمية وتضمن وصوله إلى أكبر شريحة ممكنة من الأطفال.
ووفقًا ليوتيوب، ستُتاح مئات الحلقات الكاملة على المنصة، إلى جانب محتوى جديد مُصمم خصيصًا ليناسب جمهور يوتيوب ويستثمر في شعبية شخصيات "شارع سمسم" المحبوبة مثل بيغ بيرد، كوكي مونستر، وإلمو. الجديد أيضًا أن ورشة سمسم ستلعب دورًا تدريبيًا، حيث ستساعد في تأهيل جيل جديد من الفنانين والمبدعين الذين يسعون لتقديم محتوى طفولي مميز، وهي إشارة واضحة إلى أن مكانة "شارع سمسم" التعليمية لا تقل أهمية عن مكانته الترفيهية.
هذا التوسع يعكس فهمًا عميقًا للتغيرات التي طرأت على سلوكيات الأطفال في العصر الرقمي. فقد أصبح يوتيوب الوجهة الأولى للأطفال الباحثين عن الترفيه، بل إن بعضهم يعرف صناع محتوى مستقلين مثل "السيدة رايتشل" أكثر من معرفته بشخصيات البرنامج الكلاسيكية. وهنا يأتي دور ورشة سمسم لتعزيز مكانة البرنامج التاريخية عبر المنصات التي يفضلها الجيل الجديد، دون أن يتخلى عن رسالته التربوية الأساسية.
من الناحية الاستراتيجية، تضع هذه الشراكة البرنامج في موقع أكثر أمانًا بعد مرحلة غموض أثارت قلق جمهوره. ففي عام 2024 أنهت شركة وارنر براذرز ديسكفري شراكتها مع ورشة سمسم، وهو ما فتح باب التساؤلات حول مستقبل البرنامج واستمرارية عرضه على القنوات العامة. كما أن تقليص التمويل الحكومي للإعلام العام خلال فترة إدارة ترامب ساهم في إضعاف بعض البرامج التعليمية، وكان "شارع سمسم" من أبرز المتأثرين بتلك السياسات.
اليوم، ومع وجود اتفاقيات مع عملاقين مثل نتفليكس ويوتيوب، يبدو أن البرنامج قد استعاد عافيته وضَمِن استمراريته لجيل جديد من المشاهدين. الأهم من ذلك أن هذه الشراكات تعزز وصول البرنامج إلى منصات مجانية ومفتوحة، ما يسمح لفئات أوسع من الأطفال حول العالم بالاستفادة منه، بما في ذلك من لم تتوفر لهم فرصة مشاهدته عبر القنوات التقليدية.
"شارع سمسم" ليس مجرد برنامج للأطفال، بل مؤسسة تعليمية وثقافية عابرة للأجيال. فمنذ انطلاقه في أواخر الستينيات، كان هدفه الأساسي تقديم محتوى يجمع بين التعليم والمرح بطريقة مبتكرة، وساهم في تعريف الأطفال حول العالم بقيم مثل التعاون، الاحترام، والفضول العلمي. واليوم، في عصر الرقمنة والتنافس الشديد على انتباه الأطفال، تثبت ورشة سمسم أنها قادرة على التكيف والابتكار، مع الحفاظ على جوهر رسالتها.
باختصار، فإن الشراكة بين ورشة سمسم ويوتيوب تمثل نقلة نوعية في مسيرة البرنامج، وتضمن له البقاء لاعبًا أساسيًا في مجال المحتوى التعليمي للأطفال، فيما يفتح التعاون مع نتفليكس الباب أمام مغامرات جديدة تعكس حداثة ورؤية متجددة. ومع هذه الخطوات، يبدو أن "شارع سمسم" لن يتوقف عن مفاجأة جمهوره، وسيظل رمزًا حيًا للتعلم الممتع في عالم سريع التغير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شارع سمسم
إقرأ أيضاً:
مؤسستامحمد بن زايد للأثر الإنساني وجيتس تدعوان لتحرك عاجل لتسريع جهود حماية أرواح الأطفال
أطلق قادة يمثلون الحكومات وقطاعات العمل الخيري والأعمال والمجتمع المدني، خلال فعالية(Goalkeepers) في أبوظبي، دعوة موحدة لتسريع وتيرة التقدم في جهود حماية أرواح الأطفال والحد من وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، واستئصال الأمراض المعدية. وجاءت هذه الدعوة مدعومةً بإعلان 1.9 مليار دولار من الالتزامات الجديدة لدعم جهود القضاء على شلل الأطفال، وذلك خلال فعالية للتعهدات نُظّمت في وقت سابق اليوم ضمن أسبوع أبوظبي المالي بقيادة مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني.
وقدّمت المؤسسة 140 مليون دولار من إجمالي التعهدات الجديدة، تأكيداً لالتزامها بإنهاء الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتعزيز مستقبل أكثر صحة وصلابة للمجتمعات حول العالم.
جمعت فعالية (Goalkeepers)، التي تُعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشراكة بين مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني ومؤسسة غيتس، أكثر من 500 قادة العالم وصناع التغيير.
وشدد القادة على ضرورة تحرك العالم الآن لعكس الاتجاه التصاعدي لوفيات الأطفال، ووقف الوفيات التي يمكن الوقاية منها بين الأمهات، واستكمال مهمة القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها - وفي مقدمتها شلل الأطفال.
وتُشير بيانات حديثة صادرة عن تقرير (Goalkeepers) لعام 2025 الصادر عن مؤسسة غيتس، إلى توقعات بارتفاع عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة لأول مرة في هذا القرن. وشدد القادة على أن هذه المرحلة المفصلية تتطلب اتخاذ قرارات جريئة، وتجديد التمويل، والالتزام بتوسيع نطاق الابتكارات القادرة على إنقاذ ملايين الأرواح بحلول عام 2045.
شهدت فعالية التعهّدات التي نظمتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني اجتماع دول ومؤسسات خيرية وشركاء تنمية في تجديد التزامهم بالقضاء على شلل الأطفال. ومن إجمالي الـ1.9 مليار دولار المُعلَن عنها، سيُخصص نحو 1.2 مليار دولار لدعم المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، بما يسرّع الجهود الحيوية للوصول إلى 370 مليون طفل سنوياً بلقاحات شلل الأطفال، إلى جانب تعزيز الأنظمة الصحية في الدول المتأثرة لحماية الأطفال من الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها.
وستُسهم هذه التمويلات في تسريع الجهود الحيوية للوصول إلى 370 مليون طفل سنوياً بلقاحات شلل الأطفال، وتعزيز الأنظمة الصحية في الدول الأكثر تضرراً لحماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وأكد القادة، مع بلوغ نسبة خلو العالم من شلل الأطفال 99%، أن سد الفجوة الأخيرة يمثل واجباً أخلاقياً ودليلاً على قدرة العمل العالمي المنسق على هزيمة أكثر الأمراض استعصاءً.
وقالت الدكتورة شما خليفة المزروعي، المدير العام بالإنابة لمؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني:"إن القضاء على شلل الأطفال بات في متناول اليد، والتعهدات السخية المعلنة اليوم تقرّبنا أكثر من تحقيق هذا الهدف. ويؤكد كل من Goalkeepers أبوظبي ولحظة التعهدات اليوم ما يمكن إنجازه عندما تتكاتف الدول والجهات المانحة: مستقبل خالٍ من شلل الأطفال وعالم أكثر صحة وصلابة".
ويعكس التمويل الجديد إدراكاً متزايداً بأن الاستثمار في صحة الإنسان، حتى وسط التحديات الاقتصادية العالمية، يُعد من أعظم الاستثمارات عائداً. وسيُخصص جزء كبير من التمويل لدعم جهود حماية حياة الأطفال، بما في ذلك توسيع نطاق الحصول على اللقاحات، وحماية المواليد الجدد، وضمان استدامة برامج التحصين في المناطق الهشة والمتضررة بالنزاعات.
وفي هذه المناسبة، قال بيل غيتس، رئيس "مؤسسة غيتس": "لا يزال عدد كبير جداً من الأطفال يفقدون حياتهم بسبب أمراض نمتلك سبل الوقاية منها. الأدوات موجودة بالفعل، من لقاحات وعلاجات واستراتيجيات توصيل مُثبتة الفعالية، وتعمل الدول بجد لإيصالها إلى الفئات الأكثر احتياجاً. وسيسهم الدعم المُعلن عنه اليوم في تعزيز تلك الجهود، وحماية الأطفال الأكثر ضعفاً، ومساعدة العالم على البقاء في المسار الصحيح للقضاء على شلل الأطفال نهائياً".
أخبار ذات صلة
وقد قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله"، منذ عام 2011 مبلغ 525 مليون دولار لدعم جهود استئصال شلل الأطفال، ما ساعد في إيصال اللقاحات لأكثر من 400 مليون طفل سنوياً.
تخيّل العالم الممكن
جاءت فعالية (Goalkeepers) في أبوظبي لهذا العام تحت شعار "تخيّل العالم الممكن"، مسلّطةً الضوء على ما يمكن للعالم تحقيقه من إنجازات عبر الشجاعة وبناء الشراكات وتبنّي الابتكار. وقد تضمنت الفعالية لحظات رئيسية بارزة شملت:
• تكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، "أم الإمارات"، بجائزة Goalkeepers للإنجاز مدى الحياة تقديراً لدعمها المستمر للنساء والأطفال. وأعقب ذلك كلمة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أشاد فيها بسموها مُعرباً عن تقديره لإرثها الإنساني العريق.
• إدارة الممثل والناشط العالمي ديفيد أويلو لأمسية الفعالية بأسلوب جمع بين وضوح الهدف واستشعار المسؤولية.
• جلسة حوارية أدارتها بيكي أندرسون، مديرة التحرير في قناة سي إن إن الدولية (CNN)، جمعت على المسرح كلاً من بيل غيتس ومعالي ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي .
• دعوة قوية وجهها راميش فيريس، الناجي من شلل الأطفال والمناضل العالمي، لتحقيق القضاء التام على المرض.
• عروض قصصية قدمها صناع تغيير عالميون شاركوا تجاربهم الحية حول حماية أرواح الأطفال والعدالة الصحية.
• أداء غنائي مميز للفنان أدي كونلي غولد ألهم الجمهور برسالة مفعمة بالصمود والأمل.
وأكدت هذه الأصوات مجتمعة أن التقدم ممكن عندما يلتزم العالم بتحقيقه.