الأسعار تحرم التلاميذ من الغذاء الصحى
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
وقرار الوزارة بتوفير وجبة خارج إطار التنفيذ .. خبراء تغذية: فترة النمو تحتاج كل العناصر الغذائية
مع كل عام دراسى، تبدأ رحلة الأمهات مع الحيرة اليومية مع ساندوتش المدرسة أو «اللانش بوكس» والبحث عن مكوناته الصحية والمشبعة، إذ إن الوجبة المدرسية ضرورة تساعد الطفل على التركيز والتحصيل الدراسى داخل الفصل.
ولكن مع ارتفاع أسعار السلع، باتت الأمهات فى حيرة كبيرة من حساب التكلفة والحرص على تقديم وجبة متكاملة، حيث تقف كثيرات منهن أمام معادلة شديدة الصعوبة للتوفيق بين ما هو صحى وما هو متاح، فيما تكتفى أخريات بما يمكن تدبيره، حتى وإن لم يكن الخيار الأفضل.
وفى حين يرى الخبراء أن طعام الطفل يجب أن يحتوى على العديد من العناصر الغذائية خاصة وجبة الإفطار التى يجب أن تتضمن عناصر غذائية عديدة، تجد الأمهات أنفسهن عاجزات أمام طوفان الأسعار الذى طال كل شىء بما فى ذلك الخبز الفينو الذى كان خياراً مفضلاً للأطفال، والأطعمة المختلفة التى يمكن وضعها فى الساندوتش.
على صعيد آخر تؤكد وزارة التربية والتعليم كل عام أنها تعد برنامج للتغذية المدرسية كان يتضمن من قبل البسكويت المزود بالحديد، وفى هذا العام أعلنت الوزارة أن البرنامج سيشمل تقديم وجبات ساخنة متكاملة لطلاب التعليم الأساسى، وأعلن الوزير أنه سيتم تعميم هذه التجربة فى المحافظات المختلفة بعد نجاحها فى بعض المحافظات مثل الفيوم. كما تستهدف الوزارة لتغطية ما بين 2 إلى 3 ملايين طالب من خلال هذه الوجبات كأولوية وطنية لتحسين الصحة والتحصيل التعليمى.
ورغم أهمية القرار، إلا أنه لم يطبق حتى الآن فى كل المحافظات ليبقى التحدى الأكبر أمام الأمهات فى تحقيق التوازن بين جودة الوجبات وتكلفتها، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد غانم، طبيب الأطفال، إن وجبة الطفل اليومية يجب أن تكون متكاملة وتحتوى على جميع العناصر الغذائية الأساسية، فالكربوهيدرات تمنح الطفل الطاقة التى يحتاجها للحركة والتركيز، بينما يساعد البروتين على بناء العضلات إلى جانب الفيتامينات والمعادن الموجودة فى الخضراوات والفواكه، والماء الذى لا يقل أهمية عن أى عنصر غذائى للحفاظ على نشاط الجسم وحيويته.
وأضاف أن الطفل يحتاج إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين خلال اليوم، موضحاً أن وجبة البيت تختلف عن وجبة المدرسة فى الكمية والنوعية؛ فالأولى تكون أشمل وتضم مكونات متعددة وغنية بالعناصر الغذائية، بينما وجبة المدرسة يجب أن تكون خفيفة وسهلة الهضم وتمنح طاقة سريعة، مثل السندويتشات الصحية والفواكه والزبادى.
وأشار «غانم» إلى أن الأطفال (من سن 6 إلى 12) يحتاجون لأطعمة تساعد على التركيز والتحصيل الدراسى، مثل الأسماك لاحتوائها على الأوميجا 3، والمكسرات، والبيض، والحبوب الكاملة، والخضراوات الورقية والفواكه الطازجة التى تحسن الذاكرة والانتباه.
وحدد «غانم» عدداً من القواعد الأساسية لتغذية الأطفال فى سن المدرسة، من أبرزها: الحرص على تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة، وتنويع الوجبات التى تُقدَّم لهم لتشمل جميع العناصر الغذائية (الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، الفيتامينات، المعادن، والماء)، وتناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين على مدار اليوم، بالإضافة إلى تقليل تناول السكريات والأطعمة السريعة والدهون المشبعة لتفادى السمنة ومضاعفاتها، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة ومنتجات الألبان قليلة الدسم كمصدر أساسى للكالسيوم.
وشدد أيضاً على ضرورة النوم المبكر، وتجنب استخدام الشاشات والهواتف قبل النوم، مع تناول وجبة عشاء خفيفة ومغذية قبل النوم بوقت كافى.
واختتم طبيب الاطفال الحديث مؤكداً أن وجبة المدرسة لا يمكن الاعتماد عليها وحدها كوجبة أساسية، ولكنها تكملة لوجبة البيت، لأن الطفل فى هذا العمر يحتاج إلى تنوع غذائى أكبر يضمن له النمو السليم والطاقة الكافية طوال اليوم الدراسى.
الوعى الغذائى
وفى هذا السياق قالت الدكتورة انتصار سعد، استاذة التغذية العلاجية، أن مرحلة المدرسة تعد من أهم المراحل العمرية التى يجب الاهتمام فيها بالتغذية، فالغذاء هو الوقود الأساسى للجسم ومصدر النشاط والحيوية للطفل.
وأكدت أن الأسرة والمدرسة يشتركان فى مسئولية غرس الوعى الغذائى لدى الأطفال، موضحة أن شكل الطعام وطعمه يلعبان دوراً كبيراً فى تشجيع الطفل على تناول الغذاء الصحى، لذلك من الضرورى أن تكون الوجبات المقدمة ذات مظهر جذاب وطعم محبب إلى جانب قيمتها الغذائية.
وأشارت إلى أن الوجبات المدرسية لا تناسب كل الأطفال، إذ تختلف احتياجات كل طفل عن الآخر، وقد يتسبب التدعيم العشوائى فى مشكلات صحية خطيرة، فمثلاً الطفل المصاب بمرض فى الكبد لا يجوز أن يتناول بسكويت مدعم بالحديد، لأن جسمه لن يتمكن من التعامل مع هذا العنصر، مضيفة أن الأمر ذاته ينطبق على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات فى الغدة الدرقية، حيث يُضاف أحياناً اليود إلى بعض الأطعمة دون مراعاة الحالات الفردية.
وتشدد على أن الفيتامينات أيضاً تحتاج إلى توازن وحساب دقيق، فهناك أنواع تذوب فى الماء مثل فيتامينات «ب» و«ج»، بينما أخرى تذوب فى الدهون، مثل «أ» و«د» و«هـ» و«ك»، وهذه الأخيرة قد تؤدى زيادتها إلى ما يُعرف بـ«تسمم الفيتامينات» لأنها لا تذوب فى الماء ولا يتخلص منها الجسم بسهولة بل تتراكم فى أنسجة الجسم مسببة أضراراً صحية بالغة.
وأوضحت «سعد» أن التغذية السليمة تساهم بشكل مباشر فى تحسين التحصيل الدراسى للطلاب، إذ إن “العقل السليم فى الجسم السليم”، مشيرة إلى أن سن المدرسة هى الفترة المثالية لبناء الجسم وتعزيز المناعة، لذا من المهم تعريف الطفل بأنواع الغذاء وفوائده الصحية ودوره فى النمو والتركيز والانتباه، وأن الوجبة المتوازنة سواء لطفل أو لشخص بالغ، هى التى تحتوى على جميع العناصر الغذائية الأساسية من كربوهيدرات، وبروتينات، ودهون صحية، إلى جانب الألياف والماء.
وتشير إلى أن كثيرين يغفلون أهمية الماء رغم أنه المسؤول عن تنظيم درجة حرارة الجسم والتخلص من السموم، فضلاً عن أنه الوسط الذى تتم فيه كل التفاعلات الحيوية داخل الجسم.
وتحذر أستاذ التغذية من الاعتماد على السكريات البسيطة والمكرّرة كالحلويات والمشروبات المحلّاة، لأنها ترفع سكر الدم بسرعة، ما يؤدى إلى فرط الحركة وقلة التركيز، وقد تسبب السمنة أو مقاومة الأنسولين على المدى الطويل.
أما الدهون الصحية فيفضل أن تكون من مصادر طبيعية مثل زيت الزيتون أو الزبدة غير المصنعة، مع إدخال خضروات طازجة كالفلفل الأخضر والطماطم والجرجير، لاحتوائها على مضادات أكسدة تحارب الجذور الحرة التى تضر بالخلايا وتسبب الالتهابات.
وتوضح أنه يمكن تزويد الجسم بالبروتين من مصادر حيوانية مثل البيض، الجبن القريش، اللبن، والزبادى، أو من مصادر نباتية مثل البقوليات، مؤكدة أن وجود البروتين فى الوجبة ضرورى لبناء العضلات والأنسجة ودعم النمو السليم للطفل.
وفى النهاية يظل التحدى قائما أمام الأسر لتوفير وجبات صحية بأسعار مناسبة، وتأمين طعام يومى متوازن للأطفال، إذ أن التغذية المدرسية هى خط الدفاع الأول عن صحة التلاميذ، وعن مستقبل جيل يعتمد أداؤه الدراسى على ما يتناوله كل صباح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ارتفاع أسعار السلع التحصيل الدراسي وزارة التربية والتعليم العناصر الغذائیة أن تکون یجب أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
دفاع الأطفال" تتوعد: لن نسمح بتحويل معاناة الضحايا إلى "ترند" أو مادة للتربح الإعلامي.
اعلنت هيئة الدفاع عن اطفال المدرسة الدولية الذين تعرضوا للتحرش من الجناينى انها سوف تقوم باتخاذ إجراءات قانونيه فورية ضد أي شخص أو جهة تخالف الضوابط القانونية، أيا كانت صفته، وأنها لن تسمح بتحويل معاناة الأطفال إلى مشهد عبثي أو مادة للترند أو التربح الإعلامي.
مؤكدة انها لم تسمح لتعرض التلاميذ الذين تعدي عليهم من قبل عامل «جنايني» بالمدرسة، من أي انتهاك جديد قد يتعرض له الأطفال المجني عليهم أو ذويهم.
وناشدوا ، الأجهزة المختصة، اتخاذ أقصى درجات التأمين الكامل والمباشر خلال دخول الأطفال وذويهم إلى مقر المحكمة وخروجهم منها، بما يضمن سلامتهم الجسدية والنفسية، ويحول دون تعريضهم لأي ضغط أو ترهيب أو استغلال أو انتهاك لخصوصيتهم.
وأكد أن تصوير الأطفال أو ذويهم داخل المحكمة أو في محيطها يُعد جريمة مكتملة الأركان، وانتهاكًا صارخًا وصريحًا لأحكام قانون الطفل، والدستور المصري، والاتفاقيات الدولية التي صدّقت عليها الدولة المصرية، والتي أوجبت حماية الطفل من التشهير والاستغلال والإيذاء النفسي والمعنوي.
وحمّل كافة الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، المسؤولية القانونية الكاملة عن أي تقصير قد يترتب عليه المساس بأمن الأطفال أو كرامتهم أو خصوصيتهم، وتؤكد أن أي إخلال بهذه الضمانات سيُقابل باتخاذ كافة الإجراءات القانونية دون تهاون أو تردد.
وطالبوا بالصحفيين ووسائل الإعلام الالتزام الصارم بالقانون وأخلاقيات المهنة، والامتناع الكامل عن تصوير الأطفال أو ذويهم أو نشر أي مواد مرئية أو مكتوبة من شأنها كشف هويتهم أو تعريضهم للأذى، فهؤلاء الأطفال ليست قضايا رأي عام للاستهلاك الإعلامي، بل ضحايا لهم حقوق مقدسة لا تقبل المساومة.
تنظر محكمة جنايات الاسكندرية محاكمة المتهم بالتعدى على طلاب مدرسة شهيرة بالإسكندرية جلسة 8 ديسمبر الجارى لنظر أولى جلسات محاكمة المتهم. بتهمتي الخطف وهتك العرض لعدة أطفال.
كانت قد شهدت الإسكندرية حالة من الجدل والقلق بعد الكشف عن وقائع اعتداء جنسي مزعومة تعرض لها عدد من طلاب مرحلة رياض الأطفال (KG1 و KG2) في مدرسة دولية شهيرة على يد عامل يعمل في المشتل (الجنايني) الخاص بالمدرسة.
وتفجرت القضية بعد اكتشاف أن عاملا في المدرسة، كان يستغل تواجده مع الأطفال في ساحة اللعب الصباحية – حيث غاب تمامًا أي إشراف من المعلمين أو الإدارة – لممارسة تصرفات غير لائقة ومهينة بحقهم.
ووفق التحقيقات فإن العامل كان يستدرج الأطفال عبر ألعاب بدنية، ويطالبهم بأداء حركات غير مناسبة، تصل في بعض الأحيان إلى لمس أجزاء من أجسادهم بشكل غير لائق، أو إجبارهم على خلع بعض ملابسهم. ولم يقتصر الاعتداء على طفل واحد، ما أثار موجة غضب شعبي واسعة.
وبدأت ملامح الكشف عن الجريمة حين لاحظ أولياء الأمور تغيّرات سلوكية مقلقة على أطفالهم، واعترافات الأطفال أمام جهات التحقيق، التي كشفت تفاصيل الاعتداءات أثناء تواجدهم في ساحة اللعب.
وبدأت الواقعة المقيدة برقم 16372 لسنة 2025 إداري منتزه ثان، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إخطارًا من مأمور قسم شرطة منتزه ثان، يفيد بتقدم 4 أسر ببلاغات بالقسم، ضد جنايني بإحدى المدراس الدولية الشهيرة بالتعدي على أبنائهم بحديقة المدرسة. وكشفت التحريات الأولية قيام المتهم بالتعدي على 3 فتيات وولد.