جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-18@21:04:11 GMT

اعترافات الرئيس

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

اعترافات الرئيس

حاتم الطائي 

 

ترامب مريض بجنون العظمة والنرجسية والاضطراب الحدّي

الرئيس الأمريكي يعترف بتواطؤه في حرب الإبادة الإسرائيلية بغزة

لا يمكن أن يكون ترامب صانع سلام.. بل مُفجِّر للحروب والصراعات

 

انهيار الولايات المُتحدة الأمريكية لن يكون بحرب مُدمِّرة ولا بأزمة اقتصادية عنيفة، لكنه سيتحقق بغباء المسؤولين عنها، وتصرفاتهم الحمقاء، والانهيار سيكون في البداية أخلاقيًا وليس عسكريًا أو اقتصاديًا، وهو ما نراه الآن؛ سلسلة من الإخفاقات الأخلاقية التي تعكس نفاق أكبر دولة في العالم تُدافع عن حقوق الإنسان والحُريات والديمقراطية المزعومة، والفضل في ذلك كله لرئيس يُعاني من جنون العظمة ووهم الغطرسة، رئيس يُكرِّس الاستبداد ويُمجِّد السُلطوية ويُرسِّخ الإقصاء ورفض الآخر.

الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، نجح فعليًا في أن يكون أسوأ رئيس للولايات المُتحدة، وجمع في فترة رئاسته الحالية أقبح الصفات وأرذلها، وهي عديدة، لكن يهُمنا في هذا السياق أن نتحدث عن الرئيس المُذنب، بسبب الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني؛ كونه متواطئًا في حرب الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية وجميع أراضي دولة فلسطين المُحتلة. ولقد اعترف ترامب- خلال كلمته أمام الكنسيت الإسرائيلي- بأنَّه قدَّم للاحتلال الإسرائيلي كميات كبيرة من الأسلحة وأن الإسرائيليين "قد أحسنوا استخدامها"، في نبرة ساخرة تعكس تبلُّد المشاعر ووقاحة التَّصرف، فبينما يستشهد عشرات الآلاف في غزة، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، يتفاخر ترامب بأنَّه منح مجرم الحرب بنيامين نتنياهو أسلحة وذخائر "رائعة" وقد نجحت دولة الإجرام والاحتلال الإسرائيلي في استخدامها على النحو الأمثل!! يا لها من وقاحة وجُرأة على الدماء الزكية الطاهرة، في جريمة يندى لها جبين البشرية.

اعترف ترامب بتواطؤه رسميًا في حرب الإبادة؛ بل والأسوأ من ذلك أنَّه أقر بتلقي رشوة سياسية من اليهودية الأمريكية المتطرفة مريام أديلسون، عندما قدَّمت له ملايين الدولارات في حملتيه الانتخابيتين الأولى والثانية، من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وكذلك اعترافه بسيادة الاحتلال على مرتفعات الجولان السورية، وما خُفي أعظم!

كم كان مُقززًا هذا الغزل المُفتعل والمُبتذل الذي مارسه ترامب، لهذه الحرباء الصهيونية، عندما أهال عليها وابلًا من النفاق الرخيص، وإشاراته لثروتها التي تتجاوز 60 مليار دولار، لكنه في الوقت نفسه تعمَّد إحراجها عندما سألها عن البلد الذي تُحبه أكثر، أمريكا أم إسرائيل، فرفضت التعليق! ما يُؤكد أن صهيونيتها تفوق كل شيء!

لم يكتفِ ترامب بذلك، بل طلب من رئيس دولة الاحتلال منح مجرم الحرب نتنياهو "عفوًا رئاسيًا"، من جرائم الرشوة والفساد السياسي التي يُحاكم بسببها في إسرائيل، وما كان من ذلك الرئيس إلّا أن أومأ برأسه، فيما يبدو أنَّها موافقة أو في أضعف الأحوال عدم اعتراض على مطلب ترامب.

تمادى ترامب في مُمارسة أبشع أنواع الظلم بحق الشعب الفلسطيني، عندما تحدَّث في قمة شرم الشيخ، وأسهب في الحديث عن إنجازاته المزعومة التي لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، وعندما تحدَّث عنها لم يذكر الفلسطينيين ولم يُشر إلى الدولة الفلسطينية، وأغفل تمامًا "حل الدولتين" وتناسى الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في أسوأ ظروف اعتقال بسجون إسرائيل.

الحقيقة التي لا يُريد ترامب الاعتراف بها هي أنه لا يُمكن أن يكون صانع سلام كما يزعم مرارًا وتكرارًا، ولا يستحق أن يحصل على أي جائزة تتعلق بالسلام؛ إذ إن صانع السلام يجب أن يتحلى بالتفاهم والتسامح ويحرص على بناء الجسور، ويحافظ على سلامة الأرواح ويحقن الدماء، بينما ترامب رئيس نرجسي مريض بجنون العظمة ويحض على الكراهية والعنف ويقصف الأبرياء ويقتلهم، وينتهك سيادة الدول ويبتزها من أجل الحصول على الأموال. وما المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة في أنحاء الولايات المُتحدة أمس والتي شهدت مشاركة واسعة من الشباب والنقابات، والتي رفعت شعار "لا للملوك"، أكبر دليل على حجم الرفض الشعبي لهذا الرئيس المُستبد.

ترامب يستحق أن يكون مجرم حرب وليس صانع سلام، وعلى الشرفاء في العالم أن يُقاضوه أمام المحاكم الدولية بتهمة التواطؤ في إبادة الشعب الفلسطيني، والسماح لكيان بربري دموي بالعربدة في المنطقة دون عقاب.

ويبقى القول.. إنَّ الشرق الأوسط لن ينعم بالاستقرار ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائمًا في قلب العروبة، ولن يتحقق السلام دون قيام الدولة الفلسطينية المُستقلة، ومحاسبة الاحتلال على كل جرائمه، وإلّا فإنَّ جذوة المقاومة الحُرة المكفولة بالقانون الدولي ستظل مشتعلة لردع أي مُعتدٍ وباغٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

ناصري يُثمن العناية الفائقة التي يوليها الرئيس تبون للجالية الجزائرية

استحضر رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، تضحيات مهاجرينا الأبرار واسهاماتهم في دعم ثورة التحرير المجيدة، بمناسبة إحياء الذكرى 64 ليوم الهجرة.

وكتب ناصري، عبر حسابه الخاص على منصة x: “نستحضر تضحيات مهاجرينا الأبرار واسهاماتهم في دعم ثورة التحرير المجيدة. ونتذكر مجازر المستعمر ضدهم يوم 17 أكتوبر 1961”.

وأضاف رئيس مجلس الأمة: “ونثمن العناية الفائقة التي يوليها السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية لجاليتنا في الخارج. حرصًا على إبقاء وصالهم بالوطن الأم واعتزازهم بانتمائهم للجزائر المنتصرة”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • حركة الفصائل الفلسطينية توجه طلبا عاجلا إلى ترامب بعد “ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة” في حي الزيتون بمدينة غزة
  • ناصري يُثمن العناية الفائقة التي يوليها الرئيس تبون للجالية الجزائرية
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: ملتزمون بخطة ترامب لكن حماس تنتهك الاتفاق
  • كيف علّقت إيران على الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت لبنان يوم أمس؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة كفر عقب شمال القدس
  • ​شاهدوا بالصور حجم الأضرار التي تسبّبت بها الغارات الإسرائيليّة على بلدة بنعفول
  • كاتبة أميركية: فجر ترامب الجديد قد يكون سرابا
  • رئيس الوزراء : إعادة إعمار غزة يجب أن يكون تحت قيادة فلسطينية
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: مُستعدون للعودة للقتال في غزة