يبدو أن نوفمبر هو شهر الأحداث العظيمة فى تاريخ الحضارة المصرية القديمة ففى 15 نوفمبر 1902 افتتح الخديوى عباس حلمى الثانى المتحف المصرى بالتحرير بعدما فاز المعمارى الفرنسى مارسيل دورنيو بجائزة المسابقة العالمية وقدرها 1000 جنيه وبعد ما يزيد على قرن ستفتح مصر فى الأول من نوفمبر متحفها الكبير أيقونة القرن الحادى والعشرين وأعظم إنجازاتها الثقافية على الاطلاق، أخيرًا تحول حلم فاروق حسنى إلى حقيقة بعد مخاض عسير فقد طرح فكرته النبيلة على مبارك فقال له عاوزين نعمل أكبر متحف فى العالم فكان رد مبارك ببساطته المعهودة منين يا فاروق؟! ليجيبه الفنان الواعى قائلًا لأعمال العظيمة بتجيب التمويل، والفكرة نفسها عظيمة، والجميل فيها أنك مش بتتعب علشان توصل تلك الأفكار، وبالفعل نجح فى الحصول على قرض ميسر أشبه بمنحة من مؤسسة الجايكا اليابانية 300 مليون دولار ووصلت معدلات الإنجاز قبل أن يغادر الوزارة حوالى 70% ونظرًا لاختيار الموقع العبقرى أمام الأهرامات فتم تصميم واجهة المتحف على شكل مثلثات تنقسم إلى مثلثات أصغر فى إطار رمزى للأهرام، وذلك طبقًا لنظرية رياضية لعالم بولندى تتحدث عن التقسيم اللا نهائى لشكل المثلث ولكى تصبح زيارة المتحف تجربة ثقافية متكاملة سيحتوى على قاعات عرض ضخمة تضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية فريدة بما فى ذلك كنوز توت عنخ أمون الكاملة لأول مرة وهو ما يعتبر نقطة تحول فى سرد التاريخ المصرى بطريقة تجمع بين الدهشة والمعرفة كما يضم أيضًا متحفًا للأطفال ومركزًا تعليميًا وقاعة مؤتمرات وسينما وحدائق ومطاعم
هذا المتحف ليس مجرد قيمة ثقافية استثنائية، بل هو هدية مصر للعالم، وبالتأكيد سيعيد تقديمها كأحد أهم مراكز الإشعاع الثقافى والسياحى على مستوى العالم، بالإضافة انه بمثابة قاطرة للتنمية المستدامة فتأثيره الواضح كان السبب وراء إنشاء مطار سفنكس وتطوير هضبة الاهرامات وإخراجها من مستنقع الإهمال والقبح والعشوائية إلى رحاب التحضر والرقى والحداثة بتقديم خدمة متميزة تجعل السائح يستمتع بخوض تجربة رائعة فى أهم أثر إنسانى وامتدت لمسة الجمال والتحضر إلى كل المحاور والميادين المحيطة ما أسهم بجذب استثمارات هائلة لبناء فنادق عالمية تطل مباشرة على هذا المنظر المبهر فمن المتوقع أن يزور المتحف اكثر من خمسة ملايين زائر سنويًا ما سيجعله الدجاجة التى تبيض ذهبًا للاقتصاد المصرى من خلال زيادة عوائد النقد الأجنبى التى سيكون لها مفعول السحر على دخل المواطن العادى هذا المشروع العملاق هو نقلة نوعية جبارة يضيق المقام لعد مكاسبه
لطالما كانت الدولة المصرية مضرب المثل فى الوفاء لكل من قدم إسهامات جليلة لشعبها، لذا تجد محاورها ومؤسساتها قد زينت بأسماء رموز بارزة من رجال دولة وقادة عسكريين ومثقفين وفنانين ورياضيين ولم يقتصر الأمر على مواطنيها، بل كرّمت أيضًا رموز عالمية مدّت لها يد العون، فأطلقت على أحد المحاور الرئيسية اسم رئيس الوزراء اليابانى الراحل شينزو آبى الذى لعب دورًا كبيرًا فى ظهور هذا الصرح إلى النور ولما لا ومصر كرمت من قبل اسم عالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو واطلقت اسمه على مبنى الإذاعة والتلفزيون، لذا أعتقد أن من الإنصاف أن تكرم فاروق حسنى الأب الروحى لهذا المشروع الكبير وأن تضع اسمه على إحدى بوابات المتحف أو مبنى الترميم أو الحديقة التراثية
أظن أن فاروق حسنى يشعر بالفخر والاعتزاز لما قدمه لوطنه والبشرية، ويقينًا سيتم تقديره والاحتفاء برؤيته وجهده وصبره من الأجيال القادمة والتى بالقطع ستستفيد أيما استفادة من هذا المشروع العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تاريخ الحضارة المصرية القديمة المتحف المصري فاروق حسنى
إقرأ أيضاً:
تأجيل محاكمة «طفل الدارك ويب» إلى 23 نوفمبر لفض الأحراز وعرض الفيديوهات
قررت محكمة جنايات الإرهاب والإتجار بالبشر المنعقدة بمجمع محاكم وادي النطرون، برئاسة المستشار سامح عبد الحكم وعضوية المستشارين ياسر عكاشة المتناوي ووائل مكرم، وأمانة سر أشرف حسن، تأجيل محاكمة المتهم المعروف إعلاميًا بـ«فتى الدارك ويب» إلى جلسة 22 نوفمبر 2025، وذلك لفض الأحراز وعرض مقاطع الفيديو محل التحقيقات.
وخلال الجلسة الأولى، طلب دفاع المتهم الأول ضم القضايا الثلاث الخاصة بالمتهم إلى دعوى واحدة، نظرًا لوجود ارتباط ووحدة في المشروع الإجرامي، فيما طلب الدفاع عن باقي المتهمين أجلاً للاطلاع والاستعداد للمرافعة.
واستجابت المحكمة لطلبات الدفاع، حيث قررت ضم الجنايتين رقم 20794 لسنة 2024 و20801 لسنة 2024 جنايات أول شبرا الخيمة إلى الجناية رقم 20793 لسنة 2024، وذلك لوحدة المشروع الإجرامي والارتباط بين الوقائع ووجود مصاحبة زمنية تحت تأثير صورة إجرامية واحدة، على أن تُنظر القضايا الثلاث معًا في الجلسة المقبلة.
كما كلفت المحكمة النيابة العامة بتجهيز المساعدات الفنية اللازمة لعرض مقاطع الفيديو الخاصة بالأحراز، واستدعاء الخبير الاجتماعي لبحث حالة المتهم الأول ومناقشته وإعداد تقرير حول حالته النفسية والاجتماعية لتقديمه للمحكمة، مع استمرار حبس جميع المتهمين حتى موعد الجلسة المحددة.
وكانت النيابة العامة قد نسخت عدة قضايا بتهم الاتجار بالبشر وهتك العرض للمجني عليهم، إضافة لتهم أخرى وأحالت المتهم ذاته علي الدين محمد الزيات الطالب بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة مودرن أكاديمي بالكويت لمحكمة جنايات الإتجار.
اقرأ أيضاًضبط منتحل صفة طبيب وغلق 3 مراكز علاج طبيعي وتجميل بدون ترخيص في الفيوم
كشف ملابسات اعتداء شاب على والدته وطردها من مسكنها بالقاهرة