سفينة الغاز المسال “HELLAS DIANA” تتراكى بنجاح في أول عملية بميناء دمياط
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
في إطار جهود هيئة ميناء دمياط لتعزيز دور الميناء كمحور إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي والطاقة ، استقبل الميناء سفينة الغاز الطبيعي المسال ( HELLAS DIANA ) ، والتي تراكت بنجاح بجوار وحدة التغويز العائمة ( ENERGOS WINTER ) ، في أول عملية تراكي من نوعها يشهدها ميناء دمياط بين سفينة غاز مسال ووحدة تغويز عائمة .
هذا وتحمل السفينة علم مالطا ، ويبلغ طولها 299 متراً ، وعرضها 46 متراً ، وغاطسها 11.30 متراً ، فيما تصل حمولتها إلى نحو 70,708 طن ، بما يعادل 164,816 متراً مكعباً من الغاز المسال .
وقد تم تنفيذ عملية التراكي بدقة عالية وفق المعايير الدولية لسفن الغاز المسال ، حيث تم ربط السفينة بوحدة التغويز ( ENERGOS WINTER ) لبدء عملية نقل وتفريغ الشحنة بغرض إعادة تحويلها إلى الحالة الغازية (التغويز) ، ثم ضخ الغاز في الشبكة القومية للغاز الطبيعي عبر أرصفة الشركة المتحدة لمشتقات الغاز (UGDC) .
ويؤكد هذا الإنجاز القدرات التشغيلية المتقدمة والبنية التحتية المتطورة التي تتمتع بها محطة الغاز والبتروكيماويات بميناء دمياط ، والتي تؤهله ليكون منصة رئيسية في منظومة الطاقة الوطنية والإقليمية ، فضلاً عن موقعه الاستراتيجي المتميز على البحر المتوسط ، وتجهيزاته الفنية الحديثة التي تُمكّنه من استقبال السفن العملاقة ومناولة شحناتها بأعلى درجات الكفاءة والأمان .
وفي هذا السياق صرّح اللواء بحري طارق عدلي عبدالله رئيس مجلس إدارة هيئة ميناء دمياط أن نجاح عملية تراكي سفينة الغاز المسال ( HELLAS DIANA ) على وحدة التغويز العائمة
( ENERGOS WINTER ) يمثل إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل ميناء دمياط الحافل بالنجاحات، ويعكس ما يتمتع به الميناء من جاهزية عالية وإمكانات فنية وتشغيلية متطورة تؤهله للقيام بدور محوري في دعم منظومة الطاقة المصرية .
وأضاف أن هذا الحدث يؤكد الثقة الكبيرة التي يحظى بها ميناء دمياط ، كما يُبرز الكفاءة والمهنية العالية لرجال الخدمات البحرية وإدارة الحركة و المرشدين وقباطين القاطرات وأطقم وحدات الإرشاد والرباط بالميناء الذين نفذوا العملية بأعلى درجات الاحتراف والدقة ، مؤكداً على أن هيئة ميناء دمياط تضع السلامة التشغيلية على رأس أولوياتها في جميع أنشطتها.
كما أكد رئيس الهيئة أن ميناء دمياط يواصل دوره الريادي في دعم الاقتصاد الوطني من خلال توافر بنية تحتية وخدمات لوجستية متكاملة تُسهم في تعزيز التنافسية وجذب مزيد من الاستثمارات في قطاع الطاقة ، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية نحو جعل مصر مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة في المنطقة.
ويُعد هذا الحدث خطوة استراتيجية جديدة تؤكد مكانة ميناء دمياط كأحد أهم الموانئ الذكية والمتكاملة في شرق البحر المتوسط ، ومركزاً رئيسياً لتداول الغاز، ودعم خطط الدولة وتعزيز الأمن القومي للطاقة .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دمياط ميناء دمياط السفن الغاز المسال میناء دمیاط
إقرأ أيضاً:
من إدكو إلى العالم .. مصر تصدر الغاز شرقاً وغرباً والإنتاج المحلى يقفز لـ4.2 مليار قدم مكعب يومياً
شهد قطاع الغاز الطبيعى فى مصر خلال السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً فى معدلات الإنتاج، نتيجة لعدة عوامل، من بينها تراجع الاستثمارات، وتأخر تنمية بعض الحقول، وارتفاع الاستهلاك المحلى. هذا التراجع أدى إلى تقليص صادرات الغاز، واضطرت الحكومة إلى التركيز على تغطية الطلب المحلى، خاصة خلال فترات الذروة فى الصيف.
لكن فى عام 2025، بدأت مؤشرات التحول فى الظهور، مع تسجيل زيادة فى الإنتاج المحلى، وعودة التصدير من محطات الإسالة، وفى مقدمتها مجمع إدكو، عودة التصدير لم تأت كنتيجة مباشرة لتغير ظرف واحد، بل نتيجة سلسلة من الإجراءات الحكومية، وتحفيزات للمستثمرين، وخطط لتطوير البنية التحتية، بالتزامن مع تحسن الوضع الإقليمى فى سوق الطاقة.
عودة مصر إلى تصدير الغاز المسال لا تعنى الوصول إلى نقطة الاستقرار، لكنها تشير إلى بداية مسار جديد، تحاول فيه الدولة استعادة موقعها كمصدر موثوق للطاقة، والتحول إلى مركز إقليمى لتداول الغاز فى شرق المتوسط، وسط منافسة إقليمية متزايدة وتحديات مستمرة فى سوق الطاقة العالمى.
انطلقت أول شحنة غاز مسال مصرية فى أبريل الماضى من محطة إدكو، متجهة إلى قارة آسيا وتحديداً تايوان، على متن ناقلة الغاز المسال «سانتاندر نتسون»، وتقدر بـ48 ألف طن نحو 136 ألف متر مكعب.
هذه الخطوة جاءت لتعلن رسمياً استعادة مصر نشاطها التصديرى بعد فترة من التباطؤ فى الإنتاج، حيث شهد القطاع فى السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً فى معدلات الضخ، فضلاً عن ارتفاع الطلب المحلى خلال فصول الصيف.
وفى تطور سريع، صدرت مصر شحنة ثانية من الغاز المسال إلى أوروبا، وتحديداً إلى إيطاليا، وذلك عبر مجمع إدكو للإسالة، وعلى متن السفينة «New Nature» التابعة لشركة شل العالمية، بحمولة تصل إلى 155 ألف متر مكعب، ما يعزز من ثقة الشركاء الدوليين فى قدرة مصر على تأمين إمدادات منتظمة وموثوقة من الغاز.
وأعلنت الوزارة يوم الأربعاء الماضى، تصدير ثالث شحنة غاز إلى تركيا، عبر سفينة الشحن «LNG ENDURANCE» التابعة لشركة توتال إنيرجيز، وتبلغ كمية الشحنة نحو 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال.
بدوره، أكد المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، أن إنتاج مصر من الغاز ارتفع ليصل حالياً إلى 4.2 مليار قدم مكعب يومياً، بعد أن سجل تراجعاً خلال السنوات الماضية. وأشار إلى أن هذه الزيادة تدعم خطط التصدير وتلبى الاحتياجات المحلية، خاصة فى قطاع الكهرباء.
وأوضح بدوى أن هذه الطفرة فى الإنتاج جاءت مدفوعة باستثمارات جديدة من شركات كبرى، أبرزها شركة «إينى» الإيطالية التى تعتزم ضخ 8 مليارات دولار خلال السنوات المقبلة، وشركة «بى بى» البريطانية التى أعلنت عن استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار، مما يعكس استعادة ثقة الشركات العالمية فى مناخ الاستثمار المصرى.
وأشار بدوى إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز إنتاج البترول والغاز من الطبقات غير التقليدية، بالتوازى مع خطط التوسع فى طاقات التكرير لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وأضاف أن مصر تمكنت من تجاوز ذروة الاستهلاك فى فصل الصيف دون حدوث انقطاعات فى الكهرباء، بفضل البنية التحتية المتطورة التى تشمل ثلاث سفن تغييز محلية وسفينة إضافية فى الأردن، توفر مجتمعة نحو 2.7 مليار قدم مكعب يومياً، ما ساهم فى تأمين احتياجات السوق المحلى.
وأكد أن مصر تمضى قدماً نحو تفعيل دورها كمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز، من خلال مشروعات تكاملية تشمل استقبال الغاز القبرصى لإسالته وإعادة تصديره عبر منشآت الإسالة المصرية، فى إطار شراكات إقليمية ودولية.
وتشير النتائج إلى أن عودة مصر إلى تصدير الغاز الطبيعى المسال بعد فترة من التراجع تمثل بداية مرحلة جديدة فى إدارة قطاع الطاقة، قائمة على مزيج من إعادة تأهيل البنية التحتية، وتحفيز الاستثمارات، وتوسيع أنشطة التنقيب والإنتاج. ومع استمرار هذه الخطوات، يبقى التحدى الأساسى هو الحفاظ على استدامة الإنتاج وتوازن السوق.