السودان.. «الدعم السريع» يسيطر على مدينة استراتيجية وواشنطن تستضيف اجتماعاً لتحقيق السلام
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
استضافت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، في واشنطن اجتماعًا للجنة الرباعية المعنية بالسودان، بمشاركة ممثلين من مصر والسعودية والإمارات، بهدف تعزيز الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
وأوضح مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، في منشور على منصة “إكس”، أن الاجتماع ركز على “دفع الجهود الجماعية نحو هدنة إنسانية عاجلة، ووقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الدعم الخارجي، والانتقال إلى حكم مدني”.
وأضاف بولس أن أعضاء الرباعية جددوا التزامهم ببيان 12 سبتمبر الوزاري، واتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز التنسيق حول الأولويات العاجلة، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “ملتزم بإنهاء معاناة الشعب السوداني وتحقيق السلام”.
في المقابل، تجددت المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، شملت استخدام طائرات مسيرة ومدفعية ثقيلة، فيما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة بارا الاستراتيجية في شمال كردفان.
وتستمر الحرب، التي اندلعت في أبريل 2023، في إلحاق خسائر كبيرة بالسكان، حيث أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، وتدمير مدينة الفاشر بالكامل تقريبًا.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن الأطفال يشكلون نحو نصف المدنيين المحاصرين في المدينة، والبالغ عددهم 260 ألف شخص، الذين انقطعت عنهم جميع المساعدات تقريبًا.
Yesterday in Washington, the United States hosted Egypt, Saudi Arabia, and the United Arab Emirates for a meeting of the Quad to advance collective efforts toward peace and stability in Sudan including efforts for securing an urgent humanitarian truce, achieving a permanent… pic.twitter.com/E7AErdnZMm
— U.S. Senior Advisor for Arab and African Affairs (@US_SrAdvisorAF) October 25, 2025قوات الدعم السريع تسيطر على مدينة بارا الاستراتيجية شمال كردفان بعد معارك عنيفة
أعلنت قوات الدعم السريع، يوم السبت، سيطرتها على مدينة بارا الاستراتيجية التي تقع على بعد نحو 40 كيلومتر من الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
وقالت القوات في بيان إنها “أحكمت السيطرة الكاملة على المدينة بعد عملية نوعية خاطفة أسفرت عن دحر قوات الجيش والمجموعات المتحالفة معها، وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”.
وأشار البيان إلى أن “تحرير مدينة بارا يشكل خطوة مهمة نحو استكمال السيطرة على بقية المناطق الحيوية في كامل إقليم كردفان”. وتعد بارا مدينة استراتيجية إذ تقع على الطريق الرئيسي الرابط بين كردفان والعاصمة الخرطوم ومدن السودان الأخرى.
وشهدت المدينة ومحيطها خلال الأسابيع الماضية معارك “كر وفر” بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتكتسب هذه المناطق أهمية خاصة كونها تشكل عمقًا استراتيجيًا يسمح بالتحكم في التحركات العسكرية ومراقبة الطرق المؤدية إلى العمق الغربي والشمالي من البلاد.
وأوضحت قوات الدعم السريع أن التقدم الأخير في شمال كردفان “يأتي في إطار خطط عسكرية محكمة تهدف إلى توسيع نطاق الانفتاح العملياتي”، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، حيث تعتبر آخر معاقل الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه في الإقليم، وسط تقارير عن تقدم قوات الدعم السريع نحو بوابات قيادة الجيش في المدينة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا والسودان الجيش السودان الحرب السودانية الدعم السريع السودان قوات الدعم السریع شمال کردفان مدینة بارا على مدینة
إقرأ أيضاً:
تجدد القتال في دارفور.. الجيش السوداني يصد هجوما لـالدعم السريع على الفاشر
تجدّدت، صباح السبت، المعارك العنيفة في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، بعدما شنّت الأخيرة هجمات متزامنة على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور ومدينة بارا في ولاية شمال كردفان، في أحدث تصعيد ميداني يشهده غرب البلاد منذ أسابيع.
ووفقاً لمصادر ميدانية وشهود عيان نقلت عنهم وكالة الأناضول، فقد هاجمت قوات الدعم السريع مواقع للجيش السوداني في الفاشر باستخدام طائرات مسيّرة ومدفعية ثقيلة ومركبات قتالية، في محاولة لاختراق خطوط الدفاع داخل المدينة التي تخضع لحصار خانق منذ عدة أشهر.
وبثّ جنود من القوات المسلحة السودانية مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أكدوا فيها تصديهم للهجوم وإجبار المهاجمين على التراجع، دون الكشف عن تفاصيل بشأن حجم الخسائر البشرية أو المادية.
كما شنت "الدعم السريع" هجوماً آخر على مدينة بارا بولاية شمال كردفان، مستخدمة أسلحة ثقيلة ومدافع ميدانية، وفق شهود عيان، وسط انقطاع الاتصالات وصعوبة الحصول على معلومات دقيقة من الميدان. وحتى الساعة التاسعة صباحاً (ت.غ)، لم يصدر أي تعليق رسمي من الطرفين بشأن التطورات الجديدة.
ويأتي الهجوم بعد يومين فقط من إعلان الجيش السوداني إفشال محاولة اقتحام واسعة للفاشر عبر خمسة محاور، قال إنها نُفذت بمشاركة "مرتزقة أجانب" قدموا من عدة دول مجاورة، في حين تتهم قوات "الدعم السريع" الجيش باستخدام الطيران الحربي لاستهداف مناطق مدنية داخل دارفور.
وتُعدّ الفاشر آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، وتتمتع بأهمية استراتيجية كونها مركزاً رئيسياً لعمليات الإغاثة والبعثات الإنسانية في الإقليم. ومنذ العاشر من مايو/أيار الماضي، تفرض قوات "الدعم السريع" حصاراً مشدداً على المدينة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية ونقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية من أن الوضع في الفاشر بات "كارثياً"، مع تصاعد الهجمات وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار النزوح الجماعي من القرى المحيطة بالمدينة.
وفي سياق متصل، تتواصل التحركات الدبلوماسية السودانية في الخارج لبحث سبل إنهاء الحرب، حيث تجري في العاصمة الأمريكية واشنطن جولة جديدة من المشاورات السياسية بين حكومة السودان والإدارة الأمريكية، يقودها وزير الخارجية محي الدين سالم.
وفي هذا السياق، كتب الكاتب والإعلامي السوداني الهندي عزالدين على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، قائلاً: "مفاوضات حكومة السودان الجارية حالياً في واشنطن بقيادة وزير الخارجية محي الدين سالم مع كفيلة الكفلاء (الإدارة الأمريكية) هي المسار السياسي الصحيح لإنهاء الحرب في السودان. المسار الثنائي (السودان ـ الولايات المتحدة) يلغي الرباعية، ويختصر الوسطاء ويصل للنهايات الحاسمة سريعاً".
وأضاف عزالدين أن المسار الموازي للحوار مع الإمارات، بوصفها "كفيل التمرد" حسب تعبيره، يمثل "جزءاً مكملاً" للمسار الأمريكي، مؤكداً أن الوزير سالم "أفضل من يحاور الإمارات، فقد خدم السودان سفيراً لديهم لسنوات".
وختم بالقول إن "ما يجري في واشنطن إيجابي واستراتيجي، أما العودة إلى جدة فتعني الانتكاسة وعودة شرعية التمرد".
ويأتي هذا الحراك السياسي بالتوازي مع استمرار المعارك الميدانية، في وقت يرى فيه مراقبون أن التحول نحو مفاوضات مباشرة بين الخرطوم وواشنطن قد يشير إلى محاولة لتجاوز المبادرات الإقليمية السابقة، وعلى رأسها مسار جدة الذي رعته السعودية والولايات المتحدة، لكنه تعثّر في تحقيق أي اختراق ملموس منذ منتصف العام الماضي.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، إذ قُتل نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليوناً بين نازح ولاجئ، بحسب تقديرات أممية، بينما تشير دراسات مستقلة إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يتجاوز 130 ألفاً.