جسر إنساني يخترق الزنازين.. حسن عبادي صوت أسرى فلسطين إلى العالم
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
تُعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، من أكثر الملفات الإنسانية حساسية، وتحمل في طياتها قصصا مأساوية لا تنتهي. وفي خضم هذا الواقع الصعب، برز اسم المحامي حسن عبادي، الذي يسخّر وقته وجهده منذ سنوات في سبيل نقل حكايا الأسرى إلى العالم الخارجي، وإيصال رسائل ذويهم لهم.
في صفحته عبر "فيسبوك"، ينشر عبادي بشكل شبه يومي، قصصا عن الأسرى الذين يزورهم، وجلّهم في سجن الدامون.
يجول عبادي في تفاصيل دقيقة ينقلها من الأهالي إلى الأسرى، والعكس أيضا، يتجاوز فيها الأحاديث القانونية حول قضايا الأسرى، والتصريحات المهنية التقليدية التي تهمه كمحامي، ويغوص في حكايا اجتماعية يخطر فيها الأسرى والأسييرات بمستجدات أحبائهم في الخارج (زواج، تخرّج، وفاة، وغيرها).
وقام عبادي بتأليف كتاب "زهرات في قلب الجحيم"، حيث يركّز المحامي الفلسطيني بشكل كبير على الأسيرات في سجون الاحتلال، وينقل نبضهن إلى العالم الخارجي.
"الجميع مقصّر"
في حديث لـ"عرببي21"، قال حسن عبادي إن ما يقوم به ليس بالأمر الصعب على غيره من المحامين، قائلا إن آلاف المحامين في الداخل الفلسطيني المحتل مقصرّون تجاه الأسرى، ونقل معاناتهم، ويطلبون أموالا طائلة لقاء مثل هذه الزيارات التي يقوم بها هو بشكل تطوعي.
وقال عبادي إن الصليب الأحمر، وغيرها من المنظمات الحقوقية تجاهلت زيارة سجون الاحتلال، للوقوف على أوضاع الأسرى بعد السابع من أكتوبر 2023.
عبادي الذي مُنع سابقا من زيارة السجون، لكنه عاد بقرار من المحكمة، أوضح أنه تأثر بالتضييقات على الأسرى بعد الحرب على قطاع غزة، إذ انخفض معدل الزيارات المسموح له القيام بها، لكنه لا يزال يقوم بدوره الإنساني بشكل غير منقطع.
بسيطة وعميقة
تُظهر النصوص التي ينشرها عبادي، اشتياق الأسيرات للحياة البسيطة التي كن يعشنها، إضافة إلى عمق المعاناة اليومية في سجن الدامون.
يوثق عبادي على سبيل المثال، رسائل سلام رزق الله سلمان 20 عاما، (طالبة التسويق الرقمي) التي عبرت عن اشتياقها لوالدها، ومدمنة النسكافيه التي حُرمت منها منذ اعتقالها قبل شهور، وعبارتها الحزينة والمُحملة بالمسؤولية لذويها: "آسفه إنّي انحبست، بس هاي تربايتكم"، علما أنها.
كما ينقل رسائل فاطمة حسن سلمان الجسراوي (المحامية) التي تذرف دموع الفرح لسفر إخوتها وتوظف أختها بعد طول انتظار، قبل أن يعود ليعكر صفوها بخبر إغلاق شركة ابنها.
أحوال مأساوية
ويوثق عبادي ظروفاً "مبكية ومضحكة" كالتعامل مع مصادرة ساعة يد، أو "قمعة وعزل الأظافر"، والعيش في غرف "مخنوقة" حيث "العدد الصباحي والفورة الأولى ع الخمسة والحمّام بميّة باردة".
وتُبرز شهادات الأسيرات مثل ميسون محمود مشارقة (أم لسبعة أولاد) معاناتهن من الحساسية والحبوب، ونقص المستلزمات الأساسية، وحيلة "صناعة الدامون الوطنيّة" بـ "تنّورة اليانس-شرشف للبنات السابقات"، كدليل على الإبداع في مواجهة الحرمان.
وعلى الرغم من كل شيء، تُجمع الشهادات على أن "المعنويات عالية". يوثق عبادي إصرارهم على النضال المعنوي، حتى عندما يهمس السجان لهم بأنهم "منسيّات ومش سائلين عنّا".
لقاء مع القيادات
بالتوازي، يعمل عبادي أيضا على نقل رسائل كبار القيادات في سجون الاحتلال، فقد زار الأسير عباس السيد في سجن مجدّو قبل أيام، وهو المحكوم بعدة مؤبدات، والمسجون منذ عام 2002.
وكتب عبادي كيف شرح لعباس السيد تفاصيل دقيقة عن حفل زفاف نجله، وهو العرس الذي كان السيد يمنّي النفس بحضوره، قبل إصرار الاحتلال على عدم شمله في صفقة التبادل.
وأوصل عبادي للسيد أخبار البناء والتجديد للمنزل، في مقابل خبر حزين عن قطع راتبه وإغلاق شركة ابنه، ليعقب السيّد قائلاً: "الحقيقة المرّة خير ألف مرّة من الوهم المُريح".
ووصف عباس السيد بحسب عبادي وضعه ومن معه بأنه أشبه بـ "أهل الكهف"، حيث التنكيل والتجويع والعزل التام، ومع ذلك، تبقى المعنويات "تناطح السحاب"، وهو أمل في ترويحة قريبة.
إصدارات أدبية
إضافة إلى كتابه "زهرات في قلب الجحيم"، عمل حسن عبادي على تحويل زياراته إلى سجون الاحتلال لـ"أدب سجون" سيبقى محفوظا في الثقافة الفلسطينية.
وأصدر أيضا كتاب "احتمالات بيضاء-قراءات في أدب الحرية الفلسطيني". وهو الكتاب الذي قال عنه الناقد الأردني محمد الصمادي في تصريحات سابقة إن قوته تكمن في قدرته على "الانتقال من الوثيقة إلى النظرية، وتحويل معاناة الأسرى إلى رؤية فلسفية عن الحرية والمقاومة والخلود".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الأسرى الفلسطينيين الدامون غزة فلسطين غزة الأسرى الدامون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سجون الاحتلال حسن عبادی
إقرأ أيضاً:
إضراب جماعي مرتقب عن الطعام في سجون بريطانيا تضامنًا مع فلسطين
لندن - صفا
يستعد عشرات المناضلين السياسيين المعتقلين في سجون بريطانيا لبدء إضراب جماعي عن الطعام في 2 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، احتجاجًا على ما وصفوه بـ "الاضطهاد السياسي" بسبب دعمهم لفلسطين.
وأعلنت مجموعة "Prisoners for Palestine" أن هذا الإضراب سيكون الأكبر من نوعه في بريطانيا منذ إضراب الأسرى الإيرلنديين عام 1981، حيث يشارك فيه معتقلون من مجموعتي Filton 24 وBrize Norton 5 المحتجزين بموجب "قانون الإرهاب" دون توجيه تهم رسمية منذ أكثر من عام.
ووجّهت الناشطتان أودري كورنو وفرانشيسكا نادين رسالة إلى وزيرة الداخلية البريطانية باسم 33 معتقلًا، تتضمن خمسة مطالب أساسية.
وشملت المطالب رفع الرقابة على المراسلات والاتصالات، الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، ضمان الحق في محاكمة عادلة، إزالة حركة Pal Action من قائمة "الإرهاب" وإغلاق جميع منشآت شركة الأسلحة الإسرائيلية Elbit Systems في بريطانيا.
وقال أسِم قريشي، مدير الأبحاث في منظمة CAGE International، إن الإضراب يأتي "ردًا على العنف البنيوي لنظام السجون البريطاني وعلى تواطؤ الحكومة في الإبادة المستمرة في غزة"، مضيفًا أن هذه الخطوة "تجسد امتدادًا للنضال من داخل الزنازين".
بدورها، دعت شارلوت كيتس، المنسقة الدولية لشبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين، إلى أوسع حراك جماهيري وسياسي تضامني دعماً للإضراب ومطالب "أسرى من أجل فلسطين" مؤكدة أنهم يتعرضون للقمع والاعتقال بسبب نضالهم من أجل وقف الإبادة في قطاع غزة ودورهم البارز في كشف جرائم الاحتلال والحكومة البريطانية.
ومن المقرر أن يبدأ الإضراب في ذكرى وعد بلفور، في إشارة رمزية إلى الدور البريطاني التاريخي في إقامة المشروع الصهيوني في فلسطين، فيما منحت المنظمات الداعمة للإضراب مهلة حتى 24 تشرين الأول/أكتوبر للاستجابة لمطالبهم.
يُذكر أن الأسيرة السابقة تيوتا هوكشا كانت قد خاضت في وقت سابق إضرابًا استمر 28 يومًا، أجبرت خلاله إدارة السجن على تلبية معظم مطالبها، ما ألهم المعتقلين الآخرين لتوسيع نطاق المقاومة من داخل السجون البريطانية.