مقال بغارديان: حرب غزة لن تنتهي ما لم تتحقق العدالة
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
أكد الكاتب سايمون تيسدال في مقال نشرته صحيفة غارديان البريطانية أن حرب غزة لن تنتهي ما لم تتكشف الحقيقة وتتحقق العدالة، مشددا على أن "الإبادة الجماعية جريمة لا يجوز أن تمرّ بلا حساب".
ويأتي تشديد تيسدال -المتخصص في السياسة الخارجية- على أن الحرب لا تزال قائمة، في سياق استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع، مما أدى إلى استشهاد العشرات وجرح المئات منذ بداية وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الكاتب إنه حتى لو "افترضنا نجاح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، فإنها لا تقدم أي مسار "نحو أي نوع من عمليات التحقيق العلنية الرسمية في الجرائم التي ارتُكبت أثناء الحرب".
ولفت إلى أن غياب أي اعتراض من كبار السياسيين الأوروبيين والعرب والبريطانيين يعود إلى "رغبتهم في طيّ صفحة تواطئهم المخزي مع الحرب خلال العامين الماضيين، وسعيهم لإخفاء تورطهم السياسي أو الأخلاقي في مجرياتها".
العدالة الدوليةوبالتالي، دعا الكاتب إلى محاسبة جميع المسؤولين عن جرائم الحرب، مطالبا أن يسلّم "الهاربان من العدالة" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت نفسيهما للمحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرات اعتقال بحقهما بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وحاولت إسرائيل بعد أيام من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار إلغاء مذكرتي التوقيف بجانب تجميد التحقيق في تورط نتنياهو وغالانت في ارتكاب إبادة جماعية في القطاع.
العدالة الانتقالية، كما أثبتت تجارب رواندا وجنوب أفريقيا، "هي السبيل الوحيد للسلم الدائم"
ويعكس ذلك محاولة تل أبيب استثمار توقف القتال للإفلات من تبعات الإبادة التي ارتكبتها قواتها في غزة.
بيد أن الكاتب أشار إلى أنه بغض النظر عن المحاسبة القانونية، فإن "محكمة الرأي العام الدولي" أدلت برأيها بالفعل وقالت إن "الجيش الإسرائيلي انتهك القانون الإنساني الدولي عن علم وبشكل ممنهج، وارتكب جرائم حرب بشكل روتيني باستهدافه المتعمد للمدنيين".
إعلانوبالتالي، لا يمكن للجيش الإسرائيلي التنصل من جرائمه، بما في ذلك استهداف المدنيين والصحفيين والعاملين الطبيين -وفق ما ورد في المقال- وهي انتهاكات ألحقت ضررا بسمعة إسرائيل على الساحة الدولية.
ووثق المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام (إيبال) أكثر من 45 ألف مظاهرة وفعالية في نحو 800 مدينة في 25 دولة أوروبية، مما يشير إلى انقلاب الرأي الأوروبي.
ويمثل الجمهور الأوروبي -يتابع المقال- النسبة الكبرى من المشاركين في هذه الفعاليات، ثم تأتي الجاليات العربية والإسلامية الموجودة في أوروبا.
طريق السلام واحدولفت تيسدال إلى أن العدالة الانتقالية، كما أثبتت تجارب رواندا وجنوب أفريقيا، "هي السبيل الوحيد للسلم الدائم"، مؤكدا أن "التحقيق المستقل وحده يمكن أن يبرّئ من تُنسب إليهم التهم ظلما أو يدين من ارتكبها فعلا".
وخلص الكاتب إلى أن استمرار سياسة الإفلات من العقاب "لن يجلب سوى دورة جديدة من العنف"، فإما العدالة والحقيقة وإما العودة إلى الحرب.
وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة على مدى سنتين نحو 67 ألفا و967 شهيدا، وجرحت 170 ألفا و179، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت في مجاعة أزهقت أرواح 463 بينهم 157 طفلا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات إلى أن
إقرأ أيضاً:
61 مليون طن.. غزة تواجه شهورًا من إزالة ركام خلفه العدوان الإسرائيلي
بعد عامين من الحرب المدمرة، تغرق غزة تحت أكثر من 61 مليون طن من الأنقاض، فيما تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلاثة أرباع مباني القطاع قد دمرت كليًا أو جزئيًا نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.
ووفقًا لتحليل أجرته وكالة الأنباء الفرنسية استنادًا إلى بيانات برنامج الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي دمر أو ألحق أضرارًا بنحو 193 ألف مبنى حتى الثامن من يوليو 2025، أي ما يعادل 78% من إجمالي المباني القائمة قبل الحرب.
وفي تقييم حديث لصور التقطت بين 22 و23 سبتمبر في مدينة غزة، أوضح البرنامج الأممي أن نسبة الدمار هناك ارتفعت إلى 83%، ما يجعل المدينة الأكثر تضررًا في القطاع.
حجم الدمار يعادل 170 ضعف وزن "إمباير ستيت"قدرت الأمم المتحدة كمية الركام الناتجة عن القصف الإسرائيلي بنحو 61.5 مليون طن، أي ما يعادل 170 مرة وزن مبنى إمباير ستيت الشهير في نيويورك، أو 169 كيلوجرامًا من الأنقاض لكل متر مربع من مساحة غزة الصغيرة.
ويعد هذا الرقم غير مسبوق في تاريخ النزاعات الحديثة، إذ يشكل تحديًا بيئيًا وإنسانيًا هائلًا، ويتطلب جهودًا تمتد لعدة سنوات لإزالة الركام فقط قبل بدء أي عملية لإعادة الإعمار.
النصف الأول من الحرب أنتج معظم الدمارتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن ما يقرب من ثلثي الأنقاض تراكمت خلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب، في ظل القصف المكثف الذي استهدف البنية التحتية والمناطق السكنية على نطاق واسع.
كما تسارع تدمير المباني مجددًا خلال الأشهر السابقة للهدنة الحالية، حيث أنتج نحو ثمانية ملايين طن إضافية من الركام بين أبريل ويوليو 2025، معظمها في جنوب القطاع بين رفح وخان يونس، وهما المنطقتان اللتان شهدتا أعنف الهجمات وأوسع عمليات النزوح خلال العام الثاني من الحرب.
ويواجه سكان غزة اليوم كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة، إذ تتداخل الأنقاض مع بقايا مواد سامة من الذخائر والقصف، ما يجعل عملية الإزالة معقدة وخطيرة. كما أن غياب المعدات الثقيلة، بسبب الحصار ومنع دخول الآليات، يعيق جهود السلطات المحلية والمنظمات الدولية.
وتحذر الأمم المتحدة من أن إعادة إعمار القطاع لن تكون ممكنة ما لم ترفع القيود المفروضة على دخول مواد البناء والمساعدات، مؤكدة أن “إزالة الركام وحدها قد تستغرق ما بين 10 إلى 14 عامًا في ظل الوضع الحالي”.