"أمان" ينتقد إعلان عباس الدستوري: تجاوز للقانون الأساسي ومساس بمبدأ سيادة القانون
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
رام الله - صفا
عقّب الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان)، على إصدار الرئيس محمود عباس أمس إعلان دستوري، يقضي بموجبه تولي نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب رئيس دولة فلسطين، مهام رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، في ظل عدم وجود المجلس التشريعي.
وأوضح الائتلاف اليوم الإثنين، أن لجوء الرئيس إلى استخدام "الإعلان الدستوري" ليس الحل، بل يُشكل تعارضاً ومخالفة مباشرة لمبادئ وقواعد وثيقة إعلان الاستقلال ولأحكام القانون الأساسي الفلسطيني، الذي يعتبر وثيقة دستورية في النظام القانوني للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وأشار إلى أن أحكام الوثيقتين ملزمة لكافة السلطات والمؤسسات، ولا يجوز لأي إعلان دستوري أو قرار بقانون أن يتجاوز نصوصهما أو يخالفهما دون تعديل دستوري مشروع.
وأكد الائتلاف أن الإعلان المذكور يخالف النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ما يعدّ تفرّدا في اتخاذ قرار تعيين المناصب العليا، واستسهالاً في خرق مبدأ سيادة القانون.
وأضاف "الإعلان الدستوري يُستخدم عادة في الدول خلال المراحل الانتقالية، مثل فترة ما بعد الثورات أو التغييرات السياسية الكبرى لسد الفراغ الدستوري في حكم البلاد، حتى يتم وضع دستور دائم، إذ يُعد حينها وثيقة مؤقتة تضع المبادئ الأساسية لتنظيم السلطات وتوزيع الصلاحيات في ظل غياب دستور دائم".
وتابع الائتلاف "يمكن القول أن إعلان الرئيس لتولي منصب رئيس السلطة من قبل نائب الرئيس حال شغوره يأتي من قبيل "توريث السلطة"، وهو ما يعرف بعملية نقل السلطة السياسية من الشخص الحاكم إلى ورثته بشكل خاص، والتي يحددها شخصه، وليس التشريع الناظم للانتقال السلمي للسلطة".
ولفت إلى أنه هذا النوع يكون فيه من النقل والمبدأ المعمول به في أنظمة الحكم التي لا تقوم على التجربة الديمقراطية لشغل المناصب العليا، إن كان بالانتخاب أو التعيين، وهو شائع في الأنظمة الملكية، حيث يتم توريث الحكم بشكل طبيعي بين أفراد الأسرة الحاكمة.
وقال إن الإعلان الدستوري الذي تم الإعلان عنه يتعارض بشكل مباشر مع نزاهة الحكم، حيث أن هذه البيئة لإدارة الحكم تتيح الفرص لتعزيز الفساد السياسي بسبب انتفاء أحد أهم الركائز الأساسية للحكم الرشيد والديمقراطي، والذي يحرم الشعب من حقه في اختيار من يمثله، كما ويخلق الإعلان الصادر بيئة لتحقيق مصالح شخصية بدلًا من خدمة المصلحة العامة.
ورأى ائتلاف أمان بأنه ومنذ الانقسام السياسي في العام 2007 وتوقف الآليات الديمقراطية للانتقال السلمي للسلطة، وآليات الوصول إلى الحكم تشهد خرقاً لمبادئ الديمقراطية وقيم النزاهة في إدارة الحكم، وبشكل خاص في مجال الوصول للسلطة، إن كان بالانتخاب أو التعيين، ما أدى إلى مركزة السلطة، وإضعاف نزاهة الحكم.
وتابع "كما أتاح ذلك استمرار سياسة الانحراف في الالتزام بأحكام سيادة القانون في كل من مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومبدأ الفصل بين السلطات على الوجه المبين في القانون الأساسي ووثيقة إعلان الاستقلال".
وطالب ائتلاف أمان بإلغاء الإعلان الدستوري وإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية في كل من الضفة وغزة في أقرب وقت ممكن، إذ أن الأولوية الدستورية في حال شغور مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لا تكمن في إصدار إعلان دستوري يتجاوز أحكام القانون الأساسي، بل في إعادة بناء الشرعية عبر إجراء انتخابات عاجلة.
ونوه الائتلاف إلى أن الحل الدستوري السليم، يكمن في التداول السلمي للسلطة وفقًا لأحكام القانون، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، واستعادة الثقة الشعبية في مؤسسات الحكم.
وينصّ الإعلان الدستوري على أن تستمر ولاية القائم بأعمال الرئيس لمدة تسعين يوماً، تُجرى خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد، وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني. وفي حال تعذر إجراؤها خلال تلك المدة لقوة قاهرة، تُمدد بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني لمرة واحدة فقط.
كما نصّ الإعلان الدستوري الجديد على إلغاء الإعلان الدستوري رقم (1) لسنة 2024، والذي نصّ على تولي رئيس المجلس الوطني الفلسطيني مهام رئيس السلطة الوطنية في حال شغور المنصب.
لقد وضح القانون الأساسي المعدل لسنة 2003، شكل النظام السياسي الفلسطيني، مبيناً دور رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وكيفية اختياره، ومهامه المحددة على سبيل الحصر، وكيفية ملء شاغره حال غيابه أو وفاته ومن ينوب عنه، كما أوردتها الفقرة الثانية من المادة 37، التي نصّت: "إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية في أي من الحالات السابقة يتولى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتاً لمـدة لا تزيد عن ستين يوماً تجرى خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: ائتلاف امان عباس اعلان دستوري سيادة القانون السلطة الوطنیة الفلسطینیة رئیس السلطة الوطنیة الإعلان الدستوری القانون الأساسی سیادة القانون
إقرأ أيضاً:
الرئيس عباس يصدر إعلانا دستوريا بتولي نائب رئيس اللجنة التنفيذية مهام رئيس السلطة
أصدر رئيس دولة فلسطين محمود عباس ، إعلاناً دستورياً، يقضي بموجبه، بأنه إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، في حالة عدم وجود المجلس التشريعي، يتولى نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب رئيس دولة فلسطين، مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتاً، لمدة لا تزيد على تسعين يوماً، تجري خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد، وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني، وفي حال تعذر إجراؤها خلال تلك المدة لقوة قاهرة تمدد بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني لفترة أخرى، ولمرة واحدة فقط.
وبموجب الإعلان الدستوري الجديد، يلغى الإعلان الدستوري رقم (1) لسنة 2024، حفاظاً على المصلحة الوطنية لشعبنا الفلسطيني.
وقال الرئيس عباس في الإعلان الدستوري الجديد " إيماناً ووعياً منا بهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن والقضية الفلسطينية، ووفاءً بمسؤوليتنا التاريخية والدستورية في حماية النظام السياسي الفلسطيني وحماية الوطن، والحفاظ على سلامة أراضيه وكفالة أمنه، وحرصاً على صون مؤسساته الدستورية وضمان استمرارية عملها في حالة شغور منصب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
وإيماناً منا بأن كرامة الوطن ما هي إلا انعكاس لكرامة كل فرد من أفراده، الذي هو أساس بنائه، وبأن حرية الإنسان وسيادة القانون وتدعيم قيم المساواة والديمقراطية التعددية والعدالة الاجتماعية هي أساس الشرعية لأي نظام حكم يقود البلاد للفترة المقبلة من تاريخ شعبنا.
وأضاف الرئيس عباس: "وبناء على ما سبق، وانطلاقاً من مقتضيات المصلحة الوطنية العليا في الحفاظ على الاستقرار، أصدرنا الإعلان الدستوري تأكيداً على مبدأ الفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والنزيهة".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين قيادي فلسطيني يدعو حماس للالتحاق بالمنظومة الوطنية الفلسطينية لجان المقاومة تعقب على اختراق الاحتلال لبنود وقف إطلاق النار الدفاع المدني يحذر: المباني المدمرة تهدد حياة آلاف في غزة الأكثر قراءة صحيفة تكشف سبب استمرار نتنياهو في منع فتح معبر رفح صحة غزة تعلن استلام 15 جثماناً أفرج عنهم الاحتلال نتنياهو يغيّر اسم الحرب على غزة رسمياً صحة غزة تنشر إحصائية جديدة لعدد شهداء العدوان عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025