القاهرة تدخل الصومال عسكرياً.. رسالة مباشرة إلى أديس أبابا
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
في خطوة استراتيجية تعكس تصاعد التوترات في القرن الأفريقي، أعلنت مصر عن خطط لإرسال قواتها إلى الصومال ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام AUSSOM، لتحل محل البعثة السابقة ATMIS، في أول مشاركة عسكرية مصرية مباشرة في هذا البلد.
وأكد تقرير إسرائيلي نشره موقع “ناتسيف نت” أن وفدًا عسكريًا مصريًا زار العاصمة الصومالية مقديشو مطلع الأسبوع الجاري، في إطار تحضيرات القاهرة للانضمام رسميًا إلى الدول المساهمة بالقوات في البعثة.
ويشير التقرير إلى أن مصر ستساهم بنحو 1,100 جندي، في حين تُعد إثيوبيا من أكبر المساهمين، حيث توفر نحو 2,500 جندي، ما يضع الطرفين المتنافسين على نفس المسرح الأمني.
ويأتي هذا التحرك بعد الافتتاح الرسمي لسد النهضة الإثيوبي الشهر الماضي، الذي تعتبره مصر تهديدًا وجوديًا لأمنها المائي، فيما يرى بعض المراقبين أن مشاركة القاهرة في البعثة تمثل رسالة عسكرية مباشرة لإثيوبيا عبر الأراضي الصومالية.
ويعكس القرار أيضًا تعميق العلاقات بين مصر والصومال، في ظل خلاف سابق حول اتفاق بحري جدلي أبرمته إثيوبيا مع إقليم صوماليلاند الانفصالي قبل أن ينهار تحت ضغط دولي. ورغم موقف إثيوبيا الرسمي بأن الوجود المصري “لا يشكل تهديدًا”، إلا أن سفيرها لدى الصومال أقر بعدم الارتياح من هذا التحرك.
وكانت مصر قد قدمت مساعدات عسكرية للصومال في أغسطس 2024، مما أثار مخاوف من احتمال تحول الخلاف المصري-الإثيوبي إلى صراع أوسع، وهو ما يعيده إعلان المشاركة في AUSSOM إلى دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي.
وتواجه البعثة تحديات مالية كبيرة، إذ كشف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، أن الاتحاد سيضاعف مساهمته لتصل إلى 20 مليون دولار فقط، وهو جزء يسير من التمويل المطلوب لاستمرار العمليات حتى 2026. ودعا يوسف المجتمع الدولي إلى سد فجوة التمويل لضمان استقرار الصومال وتحقيق الأمن في المنطقة.
ويرى محللون أن مشاركة مصر في البعثة تمثل تحولًا استراتيجيًا في سياستها الخارجية، حيث تهدف إلى:
تعزيز نفوذها في القرن الأفريقي. دعم حليف إقليمي (الصومال) في مواجهة خصم (إثيوبيا). لعب دور أمني أوسع في القارة بما يتوافق مع رؤيتها كقوة إقليمية.المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إثيوبيا ازمة سد النهضة الصومال سد النهضة مصر مصر وإثيوبيا
إقرأ أيضاً:
احتفالية مصر وطن السلام | رسائل عميقة من قلب القاهرة إلى العالم.. رمزية الرفال وسلام وحراس الرمال
في أمسية مهيبة جمعت بين الفن والرمز والسياسة والوجدان، جاءت احتفالية "مصر وطن السلام" لتؤكد أن مصر تعرف قيمتها جيدًا، وتُعلِم بها من يجهلها أو يتجاهلها عمدًا.
لم تكن مجرد احتفالية فنية عابرة، بل كانت لوحة وطنية متكاملة حملت في طياتها رسائل عميقة، ووجهت خطابًا واضحًا للأصدقاء قبل الأعداء، بلغة القوة، والعزة، والكرامة.
من أول نغمة.. بليغ حمدي ونصر أكتوبرمنذ اللحظات الأولى، استُقبل الحضور بألحان بليغ حمدي لأغنية "بسم الله"، التي ارتبطت في ذاكرة المصريين بنصر أكتوبر المجيد، لتعيد أجواء الانتصار والعزة والفخر الوطني. تلك البداية لم تكن مصادفة، بل كانت تذكيرًا بأن مصر التي صنعت النصر بالأمس، قادرة على حماية سلامها وأمنها اليوم.
افتتاح بآية القوة والإعدادافتُتحت الاحتفالية بآية من سورة الأنفال: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ...” في اختيار الآية تأكيد صريح على أن السلام في المفهوم المصري لا يُفهم إلا من موقع القوة، وأن مصر لا تفرط في أمنها ولا تقبل المساس بسيادتها، فالقوة هي الطريق لحفظ السلام، لا الاستسلام.
جاءت رسالة الفنانة إسعاد يونس عبر مشهد "البيجامة الكاستور" ذكية وعميقة، تعرف طريقها جيدًا إلى من وُجهت إليهم، تحمل روح الدعابة المصرية الممزوجة بالكرامة.
ثم جاء فيلم "الجيش المصري دايمًا على الموعد" ليكمل الرسالة ذاتها، مؤكّدًا أن الجيش الذي حمل راية النصر في أكتوبر، ما زال على الموعد في كل تحدٍّ، صامتًا حينًا، وحاضرًا بقوة حين يُستدعى.
مصر.. وطن العرب جميعًاأما أغنية "الغريب فيها عاش مطمن"، فكانت رسالة صادقة من القلب إلى الأشقاء السوريين واليمنيين والسودانيين والعراقيين والليبيين، وفي القلب منهم الفلسطينيون.
رسالة تقول إن مصر لم ولن تكون يومًا غريبة على أي عربي، فهي الملجأ، والملاذ، والوطن الكبير الذي لا يُغلق بابه في وجه أحد.
عندما ظهر الفنان محمد سلام، علت أصوات الحاضرين بشكل فاق أي صوت آخر، وكأن الجمهور قرر أن يُكمل الرسالة بنفسه، فهتف من القلب ليقول إن الصوت المصري ما زال قويًا، حاضرًا، ومسموعًا من المحيط إلى الخليج.
شهدت احتفالية "مصر وطن السلام" ظهورًا لافتًا للفنانة آمال ماهر بعد غياب طويل عن الساحة الفنية، في لحظة انتظرها جمهورها ومحبوها بشوق كبير.
فقد جاء حضورها في الاحتفالية بمثابة عودة فنية ورسالة رمزية في آنٍ واحد، حملت في طياتها معنى الاستمرارية والتجدد، وأن الصوت المصري الأصيل لا يغيب مهما طال الغياب.
وبأدائها المميز وإطلالتها الراقية، أضافت آمال ماهر بريقًا خاصًا إلى الأمسية، لتؤكد أن الفن المصري ما زال قادرًا على استعادة مكانته وقلوب جمهوره في كل زمان.
سيناء.. أرض محروسة بأهلهافي فيلم "حراس الرمال"، جاءت الرسالة واضحة: سيناء ليست فقط أرضًا مصرية، بل روح الوطن وحصنه. العالم كله تلقّى الرسالة بأن هذه الأرض لن تكون إلا لأهلها، وأنها محروسة بإيمانهم ودمائهم، لا بالجيوش وحدها.
وحدة حقيقية.. لا شعاراتحضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس لم يكن بروتوكولًا أو مجاملة دينية، بل تجسيدًا حيًّا لوحدة المصريين، بعيدًا عن الكلاشيهات القديمة، ليقدما معًا مشهدًا من التماسك الوطني الحقيقي.
استقبال الطفلة الفلسطينية ريتاج، سواء كانت بملابسها البسيطة أو دون تحضير مسبق، حمل في ملامحها براءة القضية وصدقها، فكان المشهد مؤثرًا، صادقًا، يعبّر عن وجدان كل مصري يرى في فلسطين جزءًا من روحه.
ثم جاء فيلم "مصر طريق العودة" ليؤكد أن مصر ليست فقط شريكة غزة، بل هي خط المواجهة الأول ضد محاولات التهجير، وأن طريق العودة إلى الأرض لا يمر إلا من بوابة القاهرة.
حتى فيلم "بيجيبوا الرافال ليه؟" كان بمثابة مراجعة صادقة لوعي البعض، فبعد مرور السنوات، أثبت الزمن أن السؤال لم يكن يحتاج إلى إجابة، لأن من يبني جيشًا قويًا لا يستعد لحرب، بل يحافظ على سلام.
رسالة الختام.. لا للتهجير، نعم للسلام العادلاختُتمت الاحتفالية بتأكيد واضح وصريح على رفض التهجير، لتغلق مصر الباب في وجه كل من يحاول العبث بثوابتها أو اختبار صبرها.
وفي النهاية، لم تكن "مصر وطن السلام" مجرد احتفال فني، بل بيان وطني مصاغ بلغة الفن، محمّل برسائل الدولة المصرية للعالم.
شكرًا لمن فكر، ولمن نفذ، ولمن عرف كيف يجعل من الفن رسالةً تصل ببلاغة لا تحتاج إلى ترجمة.