تحذيرات من خطر يهدد أولادك | هل تتحرش روبوتات الذكاء الاصطناعي بالمراهقين؟ .. كيف يحدث التلاعب النفسي الرقمي؟
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
مع الانتشار السريع لروبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في المنازل والمدارس حول العالم، أطلق خبراء حماية الأطفال والمعلمون ناقوس الخطر، حيث الإنترنت لم يعد مساحة آمنة للأطفال سواء على الشاشة أو خارجها، والأسوأ أن الوسائل لحمايتهم ليست دائما مضمونة.
عندما يصبح "المتحرش" مجرد كود برمجيفي العصر الرقمي، لم تعد الإساءة الجنسية مقتصرة على الاتصال الجسدي أو الاعتداء من شخص حي، بل يمكن أن تشمل أيضا التلاعب النفسي، أو إرسال رسائل ذات محتوى جنسي، أو الانخراط في محادثات تمثيلية تحاكي العلاقات الحميمية، أو حتى توجيه الطفل لإبقاء التواصل سريا عن أباءهم.
                
      
				
ويحذر الأخصائيون من أن الخوارزميات التي تدرب على كم هائل من بيانات الإنترنت قد تقود الأطفال إلى محتوى جنسي أو تشجعهم على الكتمان، وهو ما يسبب أذى نفسيا حقيقيا، حتى وإن لم يكن هناك إنسان على الطرف الآخر من المحادثة.
قانونيا، المسألة معقدة، إذ لم تصمم أغلب التشريعات للتعامل مع "معتدين غير بشريين"، لكن أنظمة حماية الطفل تركز الآن أكثر على الضرر الناتج لا على النية.
فإذا ساعد منتج ما في خلق بيئة تسهل استغلال الأطفال، فقد تحمل الشركة المطورة لروبوت الدردشة، المسؤولية على أساس تصميمها أو تقصيرها في تقليل المخاطر.
خلال العام الماضي، رفعت عدة دعاوى قضائية ضد منصات ذكاء اصطناعي تتهمها بـ تعريض القاصرين لمحتوى جنسي أو مسيء.
 
فقد قدمت منظمات مثل Social Media Victims Law Center وTech Justice Law Project دعاوى ضد شركة Character.AI، مدعية أن روبوتها قام بمحادثات ذات طابع جنسي مع مراهقين وسلوكيات تشبه "الاستمالة" أو التلاعب النفسي الرقمي للأطفال بهدف استغلالهم أو إيذائهم لاحقا.
وأظهرت اختبارات أجرتها منظمات حماية الشباب مثل The Heat Initiative مئات الحالات التي أدت فيها روبوتات الدردشة إلى تمثيل علاقات حميمة مع حسابات تحمل أعمارا قاصرة، مع مدح مفرط وتشجيع على الكتمان عن الأهل، وهي علامات واضحة على سلوك استغلالي.
من جانبها، قالت Character.AI إنها حسنت خوارزمياتها وسياساتها لحماية المستخدمين الصغار، إلا أن باحثين مستقلين أكدوا أن هذه الفلاتر يمكن التحايل عليها بسهولة، خصوصا في المحادثات ذات الطابع العاطفي أو الرومانسي.
ووفق بيانات من شركة Aura المتخصصة في السلامة الرقمية، فإن أكثر من ثلث المحادثات بين المراهقين وروبوتات الذكاء الاصطناعي تضمنت محتوى جنسيا أو تمثيليا رومانسيا، وهي نسبة تفوق جميع الفئات الأخرى مثل المساعدة الدراسية أو الإبداعية.
لماذا يقع المراهقون في الفخ بسهولة؟يشير الخبراء إلى أن المراهقين يبحثون بشدة عن التفاعل والقبول، ما يجعلهم فريسة سهلة لروبوتات تتسم بالدفء، والتعاطف، والاستجابة الدائمة.
فروبوت يتحدث دائما بلطف، ويظهر الاهتمام دون انقطاع، ويعكس مشاعر المراهق، قد يبدو آمنا أكثر من الأصدقاء الحقيقيين، إلى أن يتحول الحديث إلى طابع جنسي أو تحكمي، يولد هذا التحول الارتباك والغزي والرغبة في الكتمان، مما يعمق الأثر النفسي السلبي.
ويقول الطبيب النفسي يان بونسون من مستشفى "يال نيوهيفن" للأطفال إنه يعالج بالفعل حالات لمراهقين أصيبوا بصدمة بعد تفاعلات جنسية مع روبوتات دردشة، مؤكدا أن الضرر النفسي لا يختلف عن صدمات الاعتداء الواقعية، خاصة لدى المراهقين المنعزلين أو ذوي التجارب السابقة من الصدمات.
القانون يحاول اللحاق بالواقعبدأت الجهات التنظيمية بالتحرك لكن ببطء وتفاوت،
في الولايات المتحدة، جرى رفع دعاوى ضد شركات الذكاء الاصطناعي بتهم الإهمال والتصميم الخادع، بينما أشارت هيئة التجارة الفيدرالية FTC، إلى أن الممارسات “غير العادلة” في الذكاء الاصطناعي التي تضر بالأطفال قد تنتهك قوانين حماية المستهلك.
وفي المملكة المتحدة، يلزم قانون الأمان على الإنترنت Online Safety Act، الشركات بتقييم المخاطر التي تواجه الأطفال واتخاذ تدابير فعالة للحد منها، بما في ذلك فرض فلاتر صارمة وأنظمة تحقق من العمر.
أما الاتحاد الأوروبي، فتتجه تشريعاته الجديدة مثل قانون الخدمات الرقمية DSA، وقوانين الذكاء الاصطناعي القادمة إلى إلزام المنصات بتقليل المخاطر النظامية التي تهدد القاصرين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی روبوتات الدردشة
إقرأ أيضاً:
رحلة الوعي الرقمي.. دروس مهمة للآباء والأبناء احرصوا عليها
في عصر تتسارع فيه وتيرة التحول التكنولوجي أصبحت الأجهزة الإلكترونية ووسائط الميديا الرقمية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكل من الآباء والأطفال.
وأوجد هذا التوغل الرقمي تحديات جديدة ومعقدة داخل الأسرة تتعلق بكيفية تنظيم وقت استعمال الشاشات وحماية الخصوصية والحفاظ على التواصل الأسري.
وكثيرا ما يسبب استعمال الأطفال للأجهزة الإلكترونية خلافا داخل الأسرة؛ حيث دائما ما يطلب الأطفال “مشاهدة حلقة أخرى”، بينما يرد الآباء “كفى الآن! وإلا سأضطر إلى سحب الهاتف الذكي منك”.
واقرأ أيضًا:
وحول هذا الموضوع أجرت وكالة الأنباء الألمانية حوارا مع “أندريا جاتسكه”، المذيع التليفزيوني في برنامج “زيندونج مت دير ماوس” على قناة “إيه أر دي”، و”ماريا جوتز” الخبيرة الإعلامية والمتخصصة في التربية الإعلامية، وكلاهما ليسا مجرد خبيرين في الميديا فحسب، بل هما آباء قبل كل شيء.
لماذا يشتكي الآباء كثيرا عندما يستعمل أطفالهم الحواسيب اللوحية أو يشاهدون التلفاز أو يستخدمون أجهزة الألعاب؟أوضح “أندريا جاتسكه” قائلا: “غالبا ما يشتكي الآباء بدافع القلق؛ فهم يريدون أن ينشأ الأطفال بصحة جيدة ويمارسون الرياضة وينعمون بقسط وافٍ من النوم، وأن يتجنبوا مشاهدة التلفاز كثيرا، وخاصة الموضوعات، التي لا يستوعبونها حاليا”.
وأضاف المذيع بشبكة “إيه آر دي”، قائلا: “قد يكون الآباء على حق في بعض الأحيان، ولكنهم غالبا ما ينسون أنهم هم أنفسهم ملتصقون بالشاشة باستمرار”.
وأضافت “ماريا جوتز”، من المعهد المركزي الدولي لتليفزيون الشباب والتعليم، قائلة: “ينسى الكثيرون أن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى أخذ قسط من الراحة أحيانا، كما نفعل نحن الكبار، وكما كنا نفعل في طفولتنا، علاوة على أن الأطفال لهم الحق في الاسترخاء فحسب”.
ولكن الخبيرة الألمانية أوضحت قائلة: “من الأمور الصحيحة والمهمة أن يستغل الطفل وقت فراغه لكي يصفي ذهنه؛ حيث يمكنه ببساطة الجلوس باسترخاء أمام الشاشة لكي يستمتع أو يضحك أو يلعب شيئا ما”.
وأوضحت الخبيرة الإعلامية “ماريا جوتز” قائلة: “في كل مرة يظهر فيها وسيط إعلامي جديد، كان الافتراض السائد هو أن الأطفال سيتعرضون للضرر منه، ولكن، مثلما أن الكتب لا تجعل المرء غبيا في حد ذاتها، ينطبق الأمر نفسه على التليفزيون”، وفي دي بي إيه.
وثمة دراسات متنوعة حول هذا الموضوع، والتي تناولت العلاقة بين مشاهدة التليفزيون ومستوى التخرج الدراسي، وأظهرت تلك الدراسات أن الأطفال، الذين يشاهدون التلفزيون بكثرة، أي أكثر من خمس ساعات يوميا في سن المدرسة الابتدائية، قد أكملوا دراستهم الثانوية لاحقا، ويتضح من ذلك أن الساعات الخمس ليست هي، التي تُحدث الفرق، بل نوعية البرامج، التي شاهدوها، فعندما شاهدوا برنامج “شارع سمسم” في وقت سابق، كان أداؤهم أفضل من المتوسط، وهذا يعني أن المهم هو ما يشاهدونه.
ولكن كيف نعثر على محتويات “جيدة”، وخاصة عندما يفضل الأطفال محتويات معينة، بينما يفضل الآباء محتويات أخرى؟هذا السؤال يطرحه الكثير من الآباء على أنفسهم، عندما يشاهدون المحتويات، التي تعجب أطفالهم على الشاشات. وأوضحت “ماريا جوتز” أن المحتويات الجيدة هي، التي تعكس حياة الأطفال اليومية، “بما في ذلك المشكلات، التي يعانون منها”.
وفي الأحوال العادية يمكن للمرء أن يعتمد على محتوى برامج وأفلام الأطفال المناسبة، التي تغرس قيما جيدة ولا تشكل تجربة صادمة.
وفي المرحلة اللاحقة يمكن الوصول إلى حلول وسط. وأضاف “أندريا جاتسكه” قائلا: “على غرار تناول البيتزا مع الأطفال، يمكن اختيار محتويات تعجب الآباء والأطفال معا، مع ضرورة التحدث سويا وعرض المقترحات وتناوب الأدوار وتجريب أشياء جديدة، علاوة على أنه يجب التدريب على تقديم التنازلات والبحث عن فرصة إيجاد محتويات أخرى مناسبة تثير اهتمام الجميع”.
يعد الوعي الإعلامي كلمة بالغة الأهمية. ولكن ما الذي تعنيه بالتحديد؟ تعني بشكل أساسي: تقوية وحماية الأطفال والمراهقين.
1. تعلم التوقف عن استعمال وسائط الميديا: وأضاف الخبير الألماني قائلا: “في اللحظة، التي يكتشف فيها الطفل وسيطا إعلاميا ما، سواء كان التلفزيون أو كل ما يمكن فعله بالهاتف الذكي، فإن الشيء الأكثر أهمية هو أن يتعلم كيف يتوقف عن استعمال هذا الوسيط”.
وهذا الإجراء مؤلم للغاية؛ “لأن المرء كان غارقا في عالم الخيال ويشعر بالرضا، والآن يُطلب منه التوقف عن ذلك”. ولكن يجب تعلم هذه اللحظة، ويزداد الأمر صعوبة خاصة مع مسلسلات البث المصممة بحيث تشاهد الحلقة التالية فورا، ويسري ذلك بشكل خاص مع منصات التواصل الاجتماعي ومنصة تيك توك؛ “لأنه لا توجد نقطة نهاية، بل يستمر المحتوى إلى الأبد”، ولتحديد نقطة نهاية، يمكن الاعتماد على ساعة توقيت يدوية.
2. تعلم الاختيار: أوضحت “ماريا جوتز” قائلة: “ترتبط الخطوة الثانية بالمحتوى، بحيث يمكن للأطفال تعلم الاختيار، بمعنى آخر، أن يدرك الطفل ما هي المحتويات المناسبة له، وما هي المحتويات غير المناسبة؟”.
يستوعب الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الكثير من التجارب عن طريق لعب الأدوار، وأضافت الخبيرة الألمانية قائلة: “ثم يبدأون بتمثيل ما يشاهدونه بواسطة دمى الدببة أو مكعبات الليجو”، وبعد ذلك يمكن دعمهم ومساعدتهم لكي “يتمكنوا من التحدث عن مشاعرهم وأحاسيسهم، وما الذي يمكن فعله في المستقبل”.
وفي مرحلة لاحقة يشمل الاختيار أن يتفاوض الأطفال قليلا من الآباء، وهي أيضا مهارة حياتية ووسيلة ضرورية للتعلم. وأضاف “أندريا جاتسكه” أن فكرة حماية الآباء لأطفالهم من التعرض لمحتوى معين “لا تُجدي نفعا تماما، ولكن يمكن تعليمهم كيفية التعامل مع المحتويات غير المناسبة أو غير المخصصة لهم، أو معرفة من يمكنهم اللجوء إليه للمساعدة عند الضرورة، الحماية تغني أيضا تقوية الطفل وليس مجرد المنع”.
3. إدراك الخلفيات أو النوايا: ترى “ماريا جوتز” أنه حتى مع بعض برامج الأطفال من المفيد “التفكير سويا في الهدف الحقيقي؟ ومن يقف وراء ذلك؟ هل الهدف هو إبقاء مشاهدة الأطفال لأطول فترة ممكنة، أم أن الأمر يتعلق ببيع منتجات مرخصة؟” وبالطبع ينطبق ذلك أيضا على الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي.
كثير من الآباء يضعون حدودا زمنية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو يأخذون الأجهزة بعيدا في بعض الأحيان، هذا أمر سخيف، أليس كذلك؟يعتمد الأمر هنا أيضا على معرفة السبب، وما هي البدائل المتاحة. وأوضحت “ماريا جوتز” قائلة: “عندما نقوم بشيء ما بشغف وحماس كبير، فقد يكون لذلك عواقب، ويمكن أن يسبب ضررا بالغا، فقد تصاب بآلام في الركبة بسبب كثرة التمارين الرياضية”، ولذلك من المهم ألا يقتصر الأمر على القيام بالشيء فقط، ولكن يجب أن يكون هناك توازن”.
هل يمكن للقواعد أن تجدي نفعا؟أجابت “ماريا جوتز” على هذا السؤال بقولها: “في السابق كانت هناك دائما قاعدة تنص على أنه ممنوع استخدام وسائل الميديا للأطفال الأقل من ثلاث سنوات، وقد ينجح ذلك مع الطفل الأول، أما مع الطفل الثاني فليس هناك فرصة لتطبيق هذه القاعدة؛ لأنه لا يمكن حبسهم”.
وأضافت الخبيرة الألمانية قائلة: “حوالي عشر دقائق إضافية لكل سنة من العمر، أي 30 دقيقة كحد أقصى للأطفال في عمر ثلاث سنوات، وساعة واحدة للأطفال بعمر ست سنوات، ويمكن الاسترشاد بهذه القاعدة، إلا أن الأمر يخضع للتفاوض في مرحلة لاحقة.
وأوضحت “ماريا جوتز” قائلة: “ومن الأمور الجيدة أن يتم تقديم بدائل جذابة”، ونصحت قائلة: “يجب التوضيح مجددا أن هناك الكثير من الأشياء الجيدة الأخرى، التي يمكن القيام بها دون استخدام وسائل الميديا، التي يجب أن تثري الحياة اليومية دون أن تهيمن عليها”.
وأشار “أندريا جاتسكه” إلى أن مجرد إبعاد الأجهزة عن الأطفال ربما يجدي نفعا على المدى القصير فقط، وأضاف قائلا: “ولكن على المدى الطويل من الأفضل الاتفاق على أوقات محددة وبناء الثقة، كما أن إبعاد الأجهزة بالقوة لا يغني عن وجود علاقة جيدة أو قواعد واضحة، بل إن ذلك غالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية”.
وأوضح “أندريا جاتسكه” قائلا: “أعتقد أنني أقضي وقتا طويلا جدا مع الوسائط الرقمية، على الرغم من أن الجزء الأكبر من ذلك يعود لأسباب مهنية، ولهذا السبب أعتقد أن القواعد المشتركة مهمة جدا مثلا ممنوع استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام أو أثناء المحادثة”.
ونصح الخبير الألماني قائلا: “عندما يقول الآباء: أنا استخدم هاتفي الآن؛ لأنني أقوم بشيء مهم، وبعد ذلك سأضعه جانبا”، فإن ذلك يعتبر مثالا جيدا، ويتعلق الأمر بالسلوك الواعي تجاه وسائل الميديا وليس بـالتخلي الدائم عنها”.
ما مدى سوء الأمر إذا سمحت للأطفال بمشاهدة التليفزيون أو اللعب لفترة أطول، وليس فقط لأن الحجج أقنعتني...؟أوضحت “ماريا جوتز” قائلة: “من الجميل أن تكون لدينا أفكار مثالية لرغباتنا، لكن الحياة اليومية مختلفة تماما، فالآباء لديهم الكثير من التحديات، ولا بأس أن يقولوا في وقت ما “لم أعد أستطيع فعل ذلك، وسأسلك هذا الطريق”، ولكن يتعين عليهم إدراك عواقب ذلك وكيف يؤثر على الأطفال.
ما مدى الحاجة إلى معرفة ما يشاهده طفلي؟ أو أن أشاهد معه؟أضافت “ماريا جوتز” قائلة: “مشاهدة كل شيء ليس ضروريا، ولكن من المهم أن تكون على دراية بالمحتوى في البداية، حتى تتمكن من التحدث عن الأمر وربما الاعتراض أو تدارك شيء ما”.
وأضافت خبيرة الميديا قائلة: “بدءا من سن الثامنة يصعب على الآباء مواكبة كل شيء، ففي مرحلة ما يبدأ الأطفال في العثور على طريقهم الخاص، ولكن عند الحفاظ على العلاقة بالطفل بحيث يمكنه أن يسألني ويخبرني بما يفعله ويطلعني على ما يشاهده، فإن ذلك يعتبر من الأمور الجيدة بكل تأكيد”.
وبدلا من المراقبة نصح “أندريا جاتسكه” قائلا: “شاهدوا المحتويات معا والعبوا وتحدثوا معا، إذا قام الآباء باستعمال الميديا مع أطفالهم، ففي هذه الحالة يمكنهم فهم ما يحبونه بشكل أفضل وبدء محادثة معهم بشأنها؛ نظرا لأن العمل معا يعتبر أكثر فائدة من التعارض”.
ونصحت “ماريا جوتز” بمشاهدة المحتويات مع الأطفال وتحديد ما إذا كانت هذه المحتويات تتوافق مع قيمي ومبادئي.
أجابت “ماريا جوتز” على هذا السؤال بقولها: “في مستقبل ستهيمن عليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ حيث لن يكون هناك تقريبا أي مهنة لا يلعب فيها الذكاء الاصطناعي دورا ما، فإن التعامل الهادف مع وسائط الميديا واكتساب المهارات، والأهم من ذلك الشعور بالكفاءة الذاتية تعتبر من الأمور بالغة الأهمية، وينشأ الأطفال اليوم في عالم رقمي إلى حد كبير، وسيظل كذلك دائما، ولذلك من المفيد أن يتم المرء البرمجة من البداية”.
وبالنسبة للآباء لا يعني ذلك أن يكونوا خبراء في تكنولوجيا المعلومات، ولكن يجب أن يتحلوا بالفضول والاهتمام، وإلا فسوف يتجاوزهم الزمن بسرعة أكبر، وفي النهاية فإن الأمر لا يتعلق بالسيطرة أو التحكم بقدر ما يرتبط بالمرافقة أو التوجيه.
 وزارة الكهرباء ترفع درجة الاستعداد لتأمين الشبكة القومية والحفاظ على استقرار واستدامة التيار الكهربائي
وزارة الكهرباء ترفع درجة الاستعداد لتأمين الشبكة القومية والحفاظ على استقرار واستدامة التيار الكهربائي