من حلم إلى حقيقة.. المتحف المصري الكبير شاهد على عبقرية المصريين
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
في حدثٍ عالمي طال انتظاره، تشهد مصر غدًا الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، أضخم صرح حضاري وثقافي في التاريخ الحديث، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من رؤساء وملوك العالم.
يقع المتحف على أعتاب هضبة الأهرامات، ليجسد رحلة حضارة تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، ويؤكد على مكانة مصر كعاصمة للثقافة والتراث الإنساني، وكرمزٍ يجمع بين عبقرية الماضي وإنجازات الحاضر.
يمثل المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في المشهد الأثري والسياحي المصري، إذ ينتقل مركز الثقل من متحف التحرير الذي افتتح عام 1902، إلى موقعه الجديد المطل على الأهرامات، ليمنح الزائر تجربة فريدة تربط بين جمال الحضارة القديمة وروعة المعمار الحديث.
يمتد المتحف على مساحة نصف مليون متر مربع، أي ما يعادل 50 ضعف مساحة المتحف القديم بالتحرير، ويضم أكثر من 100 قاعة عرض تضم مئات الآلاف من القطع الأثرية، في حين استخدم تصميمه المعماري أحدث تقنيات الإضاءة والعرض التفاعلي لتقديم تجربة ثقافية غامرة للزائرين.
من أبرز معالم المتحف عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، التي تضم أكثر من 5000 قطعة أثرية تُعرض مجتمعة للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، في مشهد يعيد للأذهان لحظة اكتشافها ويكشف عن روعة الفن المصري القديم.
وجهة عالمية للسياحة والثقافة
تتوقع الجهات الرسمية استقبال أكثر من 15 ألف زائر يوميًا، أي ما يقارب 5 ملايين زائر سنويًا، ليصبح المتحف مركزًا عالميًا للثقافة والسياحة والتعليم، يعكس رؤية مصر لتقديم حضارتها للعالم في أبهى صورها.
صرح يليق بعظمة مصر
لا يُعد المتحف مجرد متحف أثري، بل مشروعًا قوميًا شاملاً يوثق عبقرية المصريين في الحفاظ على تراثهم وتقديمه برؤية عصرية. ومع افتتاحه، تكتب مصر فصلًا جديدًا من تاريخها الممتد منذ آلاف السنين، لتؤكد أن حضارتها الخالدة ما زالت تنبض بالحياة وتلهم العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي المتحف الأهرامات المتحف المصري الكبير المتحف المصري متحف التحرير الحضارة القديمة
إقرأ أيضاً:
من عظمة الفراعنة إلى ذكاء المستقبل.. المتحف المصري الكبير يعكس عبقرية مصر الحديثة
على مر العصور، كانت مصر تعرف العالم بنفسها عبر رموزها الخالدة: الأهرامات، المعابد، الملوك، واللغة المنقوشة على جدران الزمن. واليوم، وعلى مرمى حجر من أهرامات الجيزة يقف المتحف المصري الكبير ليجمع بين رمزية الماضي وذكاء المستقبل، بين رمسيس الثاني الذي حكم نصف العالم القديم، والذكاء الاصطناعي الذي يعيد تعريف العالم الحديث.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري ضخم، بل هو رسالة مصر الحديثة إلى العالم مفادها أن الحضارة لا تتوقف عند حدود التاريخ، بل تمتد لتتفاعل مع التكنولوجيا والعلم، وتعيد تقديم ذاتها بلغة يفهمها الجيل الرقمي الجديد.
وفي قلب الردهة الكبرى للمتحف، يقف تمثال رمسيس الثاني شامخا، كما لو أنه يراقب بعينيه عصرا جديدا يولد أمامه. كان الملك العظيم يلقب بـ"الفرعون القوي" واليوم يواصل صنع المعجزات، إذ أصبح وجها لنهضة ثقافية وتقنية معاصرة..
قصة نقل التمثال من ميدان رمسيس إلى المتحف كانت حدثا عالميا، ليس فقط لضخامته، بل لما حملته من رمزية عميقة: انتقال الحضارة المصرية من الفضاء المفتوح إلى صرح حديث يجمع بين العلم والفن والتكنولوجيا.
لكن ما يدهش الزائر أكثر من ضخامة التمثال، هو كيفية عرض التاريخ من حوله؛ فالمتحف لا يكتفي بوضع القطع الأثرية في قاعات، بل يوظف تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي ليمنحك تجربة حسية كاملة؛ ترى وتسمع وتشعر وكأنك عشت في عصور الفراعنة.
وفي المتحف المصري الكبير، لا يقف الذكاء الاصطناعي على الهامش، بل أصبح أداة سردية جديدة للتاريخ. فبدلا من اللوحات الجامدة، يتفاعل الزائر مع شاشات ذكية تجيب عن الأسئلة وتروي القصص بلغات متعددة، وتحلل الملامح والنقوش لتعيد بناء المشاهد القديمة في لحظات.
ويستطيع الزائر أن يقف أمام تمثال لحتشبسوت، ليسألها عبر شاشة تفاعلية "كيف حكمتِ مصر كرجل؟"، فيجيبه صوت أنثوي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مستندًا إلى نصوص تاريخية ونقوش أصلية، في تجسيد لكيفية استخدام التكنولوجيا في خدمة الذاكرة، حيث يصبح التاريخ حيا ومتنفسا، لا مجرد ماضي صامت.
كما يستخدم المتحف خوارزميات متقدمة لتحليل آلاف الصور ثلاثية الأبعاد، ما يساعد الباحثين على ترميم الآثار رقميا قبل التعامل مع الأصل المادي، لتقليل مخاطر التلف، أي أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد وسيلة عرض، بل بات شريكا فعليا في صون التراث.
ومنذ لحظة دخول الزائر إلى المتحف، يرافقه الذكاء الاصطناعي في كل خطوة: من حجز التذاكر إلكترونيا بتقنية التعرف على الوجه، إلى نظام توجيه ذكي يقترح له مسارا شخصيا وفق اهتماماته، فإذا كان يهتم بالطب في مصر القديمة سيقوده التطبيق إلى قاعة المومياوات الطبية، وإذا كان يفضل الفن والنقوش سيأخذه إلى قاعات الرسوم الجدارية المبهرة.
وفي نهاية الجولة، يمكن للزائر إنشاء بطاقة رقمية تذكارية بصورته إلى جوار أحد الملوك أو داخل قاعة العجائب، ليخرج لا بذكرى فقط، بل بتجربة تفاعلية محفورة في ذاكرته.
بهذا المزج الفريد بين الحضارة الفرعونية والذكاء الاصطناعي، تقول مصر للعالم إنها لا تكتفي بأن تكون مهد الحضارة، بل أيضا مختبر المستقبل الثقافي، فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد مزار سياحي، بل مركز أبحاث وتطوير متكامل، يجمع العلماء والمهندسين وخبراء التراث في مشروع واحد هدفه جعل الماضي بوابة إلى المستقبل.
في هذا المكان، لا يتقابل القديم والجديد في صراع، بل في حوار حضاري راق، فالمتحف المصري الكبير يعيد تعريف علاقة الإنسان بالماضي، ويجعل من التكنولوجيا وسيلة للتقريب لا للتجريد، كما يعكس صورة مصر الحديثة كدولة تجمع بين الأصالة والتجديد، وبين جلال الحضارة القديمة ونبض المستقبل الرقمي، ليصبح المتحف دليلا على ميلاد مصر الجديدة.. مصر التي تعرف كيف تحاور ماضيها بعقل المستقبل.