خبير إسرائيلي: إيران لم تضعف كليا وعلى تل أبيب الاستعداد لجولة مواجهة جديدة
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
قال الباحث الإسرائيلي راز زيميت، رئيس برنامج إيران والمحور الشيعي في معهد دراسات الأمن القومي، وباحث في مركز التحالف للدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب، إن "التهديد الإيراني ما زال قائما ولن يختفي في أي مكان"، مشيرا إلى أنه يجب الافتراض أن "إضعاف إيران ليس بالضرورة عملية لا رجعة فيها"، وأن على إسرائيل أن تستعد لاحتمال اندلاع جولة جديدة من القتال ضد إيران، خاصة إذا استعادت قدراتها النووية، مع مواصلة الإجراءات التنفيذية لمنع إعادة بناء المحور الموالي لطهران بقيادة حزب الله.
وأشرا الباحث في مقال لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أن تقارير عديدة وردت خلال الأيام الأخيرة تؤكد أن إيران لا تنوي التخلي عن سياستها الإقليمية رغم الضربات التي تلقتها هي ووكلاؤها خلال العامين الماضيين، وخصوصا بعد حرب الأيام الإثني عشر في حزيران/يونيو 2025.
وأوضح زيميت أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، كشف في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" أن مفتشي الوكالة، الذين مُنعوا من دخول إيران منذ اندلاع الحرب، رصدوا من خلال صور الأقمار الصناعية "تحركات" في مواقع تخزين مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، والذي لا يزال موجودا رغم الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف أنه رغم عدم وجود دليل في الوقت الراهن على سعي طهران لاستعادة قدرات التخصيب التي تضررت خلال الحرب، فإن من غير المستبعد أن تحاول استخدام اليورانيوم المتبقي لديها للتقدم سرا نحو إنتاج أسلحة نووية.
وأشار زيميت، نقلا عن تقرير لشبكة "سي إن إن" استند إلى معلومات من أجهزة استخبارات أوروبية، إلى أن إيران زادت من شحناتها البحرية القادمة من الصين لمادة "بيركلورات الصوديوم" المستخدمة في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ الباليستية. وبيّن أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعٍ أوسع تبذلها طهران لإعادة بناء قدراتها العسكرية،
وترى طهران في منظومات الصواريخ بعيدة المدى ركيزة استراتيجية تمكّنها من استنزاف إسرائيل، وتحدّ من قدرتها على خوض حرب طويلة نتيجة محدودية أنظمتها الدفاعية.
وعلى المستوى الإقليمي، كشف المقال عن معطيات جديدة تشير إلى سعي إيران لإعادة ترميم قدرات حلفائها، وعلى رأسهم حزب الله، موضحاً أن التنظيم اللبناني يعمل على تعزيز ترسانته العسكرية وتكديس مزيد من الصواريخ والمدفعية والمعدات القتالية التي تُهرَّب عبر الأراضي السورية، رغم محاولات القوات السورية والإسرائيلية المتكررة لوقف تلك العمليات.
وفي العراق، تواصل طهران، بحسب المقال، دعم الميليشيات الشيعية بالسلاح، بما في ذلك الأسلحة التي قد تُستخدم في هجمات مستقبلية ضد إسرائيل.
كما أشار إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي وجيش الاحتلال أحبطا مؤخرا عملية تهريب واسعة لأسلحة متطورة مصدرها إيران كانت موجهة إلى عناصر في الضفة الغربية، بينما استولت القوات الموالية للحكومة اليمنية على سفينة إيرانية محملة بصواريخ "كورنيت" وأسلحة أخرى كانت متجهة إلى مناطق يسيطر عليها الحوثيون قرب مضيق باب المندب.
وتطرق زيميت إلى الجدل السياسي المحتدم داخل إيران منذ انتهاء الحرب، موضحا أن التيار المعتدل يدفع باتجاه مراجعة عميقة للسياسات القائمة، تركز على معالجة الأزمات الداخلية وتنفيذ إصلاحات سياسية، إلى جانب استئناف الحوار مع الولايات المتحدة وتخفيف حدة التوتر مع العالم العربي وأوروبا.
بالمقابل، يرى التيار المحافظ والراديكالي، الذي يحتفظ بزمام النفوذ داخل مؤسسات الحكم، أن البلاد ليست بحاجة إلى تغيير جذري في توجهاتها، وإنما إلى تعديلات محدودة تضمن استمرار النهج الاستراتيجي القائم.
وأكد أن القيادة الإيرانية، برئاسة علي خامنئي البالغ من العمر 86 عاما، لا تنوي تغيير مسارها في هذه المرحلة، معتبرة أن الحفاظ على الخيار النووي وإعادة بناء القدرات العسكرية ودعم "جبهة المقاومة" باتت أولويات أكبر من أي وقت مضى، لتعزيز الردع في مواجهة إسرائيل.
ولفت زيميت إلى أن التطورات الأخيرة أضعفت إيران بشكل واضح، لكنها لم تفقد قدرتها على الصمود، إذ ما تزال تواجه سلسلة من الأزمات الداخلية، أبرزها التدهور الاقتصادي الحاد، ونقص المياه والطاقة، وارتفاع معدلات التضخم، فضلا عن الأضرار التي لحقت ببرامجها النووية والصاروخية، والضغوط الدولية المتزايدة عليها، إضافة إلى خسارتها أبرز حلفائها الإقليميين عقب هزيمة حزب الله، وسقوط نظام الأسد، وتراجع حركة حماس.
في المقابل، يرى زيميت أن طهران ما زالت تملك فرصاً لاستثمار الوضع القائم، منها استمرار وجود حركة حماس في قطاع غزة، والتعقيدات التي تواجه عملية نزع سلاح حزب الله، وعدم الاستقرار في سوريا، إضافة إلى استفادتها من التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا والصين الذي يسمح لها بالحفاظ على علاقات مع الأطراف الثلاثة، فضلاً عن تراجع صورة إسرائيل الدولية وتنامي النظرة إليها كتهديد للاستقرار الإقليمي.
واعتبر الباحث أن هذا الواقع يفرض على إسرائيل الاستعداد لجولة جديدة من الصراع مع إيران، وخصوصاً في حال استعادة الأخيرة لقدراتها النووية، والاستمرار في اتخاذ خطوات وقائية لمنع إعادة بناء المحور الموالي لطهران بقيادة حزب الله.
وشدد زيميت على أن "النجاحات العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق الأمن"، داعياً إلى التوصل لاتفاق دولي يقيّد قدرات إيران في مجال تخصيب اليورانيوم، ويمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية صلاحيات أوسع للتفتيش ومعالجة المواد المتبقية من الحرب.
كما حث على دعم الحكومات العربية المركزية وتوفير بدائل تقلّص نفوذ طهران، إلى جانب تعزيز مسارات الاستقرار والتسوية السياسية في المنطقة للحد من تمددها الإقليمي.
وختم زيميت مقاله بالتأكيد على أن "نجاح إسرائيل في حملتها ضد إيران يعتمد بدرجة كبيرة على قدرتها على استثمار الفرصة الحالية لترجمة إنجازاتها العسكرية إلى واقع إقليمي جديد يساهم في احتواء إيران، وإضعافها أكثر، وتقليص قدرتها على استعادة قوتها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي إيران إيران إسرائيل نتنياهو أخبار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قدرتها على حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
عراقجي: إيران مستعدة للتفاوض لتبديد القلق حول برنامجها النووي
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنهم مستعدون للتفاوض لتبديد القلق حول برنامج إيران النووي الذي أكد على سلميته، كما أن طهران مستعدة "لأي سلوك عدواني من إسرائيل".
وأوضح عراقجي -في لقاء مع الجزيرة- أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق عادل لكن الولايات المتحدة وضعت شروطا تعجيزية غير مقبولة، على حد قوله.
وأكد على أنهم مستعدون لمفاوضات عادلة ومنصفة تضمن مصالح الجميع، ملمحا إلى أنه لا رغبة لطهران في المفاوضات المباشرة مع واشنطن، ويمكنها الوصول لاتفاق عبر مفاوضات غير مباشرة.
وأشار إلى أن طهران لن تتفاوض حول برنامجها الصاروخي ولا يمكن لأي عاقل القبول بتجريدها من السلاح، كما يقول.
وشدد على أن بلاده لن توقف تخصيب اليورانيوم و"ما لم يؤخذ بالحرب لا يمكن منحه بالسياسة"، حسب تصريحات الوزير الإيراني.
وكشف عراقجي أن المواد النووية لا تزال تحت أنقاض المنشآت النووية التي استهدفت ولم تنقل لمكان آخر، وقال "تلقينا خسائر كبيرة في منشآتنا النووية على مستوى المكان والأجهزة لكن التقنية لا تزال قائمة".
وأكد الوزير الإيراني أن تفعيل الأوروبيين آلية الزناد غير قانوني ولا إجماع دوليا بشأن العقوبات على طهران.
وفي 18 من الشهر الماضي، أعلنت طهران انتهاء مدة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الصادر في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2015 لدعم الاتفاق النووي، ما يجعلها غير ملزمة بالقيود الأممية المفروضة على برنامجها النووي.
وقرار 2231 مدته 10 سنوات، وتضمن إقرار مجلس الأمن للاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا)، وأتاح تقييد نشاطات طهران النووية مقابل رفع عقوبات اقتصادية صارمة كان مجلس الأمن قد فرضها عليها.
وفي 28 أغسطس/آب الماضي، أعلنت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا تفعيل "آلية الزناد" التي تعيد فرض العقوبات على إيران، والمنصوص عليها في الاتفاق النووي 2015 (المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة)، متهمةً طهران بخرق التزاماتها، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي.
إعلانوتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة ودول أوروبية إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
مستعدة لكل الاحتمالاتمن جهة ثانية، قال عراقجي إن طهران مستعدة لكل الاحتمالات وتتوقع أي سلوك عدواني من إسرائيل، التي ستتلقى هزيمة أخرى في أي حرب مقبلة.
وأضاف أن إيران اكتسبت تجربة كبيرة من حربها الأخيرة واختبرت صواريخها في معركة حقيقية، مؤكدا أن إسرائيل لم تكن لتشن حربا على إيران دون ضوء أخضر أميركي.
وبعد حرب استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 25 يونيو/حزيران الماضي التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار، في حين أكدت واشنطن تدمير قدرة إيران على صنع أسلحة نووية، بعد استهدافها منشآت نووية في البلاد.