ذكرت شبكة "سي إن إن" أن بنك "جي بي مورغان تشيس" أبلغ السلطات الأمريكية، بعد شهر من وفاة رجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين داخل زنزانته أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس، عن معاملات مالية تتجاوز قيمتها مليار دولار اعتبرها البنك "مشبوهة"، وفقا لسجلات محكمة كشف عنها مؤخرا.

جاء الإخطار بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر 2019 ضمن تقرير للأنشطة المشبوهة، وهو تقرير سري تلزم البنوك والمؤسسات المالية برفعه إلى وزارة الخزانة الأمريكية عند الاشتباه بوجود معاملات مالية غير طبيعية أو تحمل مؤشرات على نشاط غير مشروع.



وأشار التقرير إلى أن بنك "جي بي مورغان" تتبع معاملات مالية تجاوزت قيمتها المليار دولار نفذها جيفري إبستين خلال الفترة من تشرين الأول/أكتوبر 2003 حتى تموز/يوليو 2019، وتضمنت تعاملات مع شركات مختلفة وشخصيات بارزة في "وول ستريت" إلى جانب محاميه السابق وعدة أطراف أخرى، كما كشف عن صلة حسابين واردين في التقرير بكل من "ألفا بنك" و"سبيربنك" الروسيين.

وبين البنك في تقريره أن الدافع وراء الإخطار هو "التغطية الإعلامية السلبية" التي أحاطت بادعاءات تورط جيفري إبستين في قضايا الاتجار الجنسي بالقاصرات، إلى جانب تقارير تحدثت عن اختلاسه أموالا أثناء عمله مستشارا استثماريا، واستخدامه عدة حسابات مصرفية مرتبطة ببنوك روسية، فضلا عن علاقاته بشخصيتين تولّتا سابقا منصب الرئاسة في الولايات المتحدة.

واعتقل جيفري إبستين في تموز/يوليو 2019 بتهم تتعلق بالاتجار الجنسي بالفتيات القاصرات، لكنه توفي بعد أسابيع داخل مركز "متروبوليتان الإصلاحي" منتحرا بينما كان بانتظار محاكمته.



وبخصوص السجلات، أمر القاضي جيد راكوف بإتاحتها للعلن، بعد أن كانت ضمن ملف دعوى قضائية بين جزر فيرجن الأمريكية وبنك "جي بي مورغان تشيس"، وذلك تلبية لطلبات تقدمت بها صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" للكشف عنها.

وفي عام 2023، وافق بنك "جي بي مورغان تشيس" على دفع 290 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية جماعية رفعها ضحايا إبستين، إضافة إلى 75 مليون دولار لتسوية منفصلة مع جزر فيرجن الأمريكية، حيث كان إبستين يمتلك جزيرة خاصة، من دون أن يتضمن الاتفاق أي اعتراف بارتكاب مخالفات.

وأوضحت الشبكة أن الوثائق التي كُشف عنها مؤخراً تُعد الأحدث ضمن سلسلة من السجلات المسربة المتعلقة بإبستين، وسط مطالبات عامة متزايدة بالمحاسبة والشفافية بشأن قضيته على مستوى العالم.

وأوضحت الشبكة أن العاهل البريطاني الملك تشارلز اتخذ يوم الخميس قراراً استثنائياً بسحب لقب "أمير" من شقيقه الأمير أندرو، في وقت تتصاعد فيه الضغوط على وزارة العدل الأمريكية للكشف عن مزيد من المعلومات المتعلقة بتحقيقها في قضية جيفري إبستين، بينما يواصل أعضاء مجلس النواب الاستماع إلى إفادات ضمن مجريات التحقيق المستمر.

كما كشفت الوثائق غير المنشورة عن مئات الصفحات من رسائل البريد الإلكتروني بين إبستين وجيس ستالي، المسؤول التنفيذي السابق في بنك "جي بي مورغان"، الذي استقال عام 2021 من منصبه كرئيس لبنك "باركليز" بعد تدقيق بشأن علاقته الطويلة بإبستين.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال ستالي إنه لم يكن على علم بتورط إبستين في قضايا استغلال قاصرات، لكنه أقر أمام المحكمة بممارسة الجنس مع إحدى مساعداته.

وأظهرت الرسائل الإلكترونية بين إبستين وستالي أن الأول عرض ترتيب اجتماعات للأخير مع شخصيات بارزة، من بينهم مؤسسا شركة "غوغل" وعدد من رؤساء الدول، من دون توجيه أي اتهامات إلى هؤلاء الأفراد.



وأشار التقرير إلى أن بنك "جي بي مورغان" كان قد قدم تقارير سابقة عن أنشطة مشبوهة تتعلق بحسابات إبستين قبل وفاته، وأظهرت الوثائق أن مسؤولين في البنك تداولوا مقالات إخبارية بشأن أنشطة إبستين المزعومة.

وأغلق البنك حسابات إبستين في عام 2013، بعد خمس سنوات من إقراره بالذنب في تهم تتعلق بالدعارة وتوصله إلى اتفاق بعدم المقاضاة مع مكتب المدعي العام الأمريكي.

وتشمل السجلات المفرج عنها حديثاً تقارير متعددة عن الأنشطة المشبوهة، من بينها تقرير يعود إلى عام 2002 وآخر تم تقديمه في أيلول/سبتمبر 2019.

وذكرت "سي إن إن" أن من أبرز الأسماء التي وردت في قائمة المعاملات في تقرير عام 2019 هو ليون بلاك، أحد شركاء إبستين القدامى، الذي أكد أن علاقته به اقتصرت على تلقي استشارات مالية.

وقالت سوزان إستريش، محامية بلاك، في بيان، إن "تحقيقاً شاملاً أجراه مكتب ديشيرت للمحاماة قبل أكثر من أربع سنوات خلص إلى أن موكلها دفع لإبستين فقط مقابل استشارات ضريبية وتخطيط للعقارات وفّرت له ولعائلته مليارات الدولارات"، مضيفة أن "القول بأن إبستين كان له تأثير على بلاك هو ادعاء زائف وسخيف، إذ إن بلاك هو من أنهى علاقته بإبستين بعدما اعتبر أن أتعابه مبالغ فيها".

كما أظهرت الوثائق رسائل بريد إلكتروني بين ستالي وإبستين حول اجتماعهما عام 2010 مع الأمير أندرو، الذي أرسل حينها رسالة إلى ستالي قال فيها: "أتمنى لك عيد ميلاد ورأس سنة سعيدين".



وطلب السيناتور الديمقراطي رون وايدن من بنك "جي بي مورغان" تزويده بسجلاته المصرفية، متهما مسؤوليه بالتغاضي عن تصرفات إبستين مقابل أرباح بملايين الدولارات من حساباته.

وفي بيان حديث، نفى بنك "جي بي مورغان" معرفته المسبقة بأنشطة إبستين الإجرامية، موضحاً أن "باستثناء المدير التنفيذي السابق جيس ستالي، فإن جميع المسؤولين الحاليين والسابقين في البنك تصرفوا بنزاهة، ولم يكونوا ليُبقوا إبستين عميلاً لديهم لو كانوا على علم بممارساته الإجرامية المستمرة".

ونوه البنك في بيانه أنه "يأسف بشدة للعلاقة السابقة مع جيفري إبستين"، مؤكداً أنه "لو كانت لديه أي معرفة بتورطه في أنشطة غير قانونية، لما استمر في التعامل معه أو الإبقاء على حساباته".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الولايات المتحدة العالم الولايات المتحدة العالم أخبار ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیفری إبستین جی بی مورغان إبستین فی

إقرأ أيضاً:

جبريل يصدر بيانا ساخنا ويدعو لمراجعة سياسات الإغاثة وإيقاف مسارات الإمدادات المشبوهة

متابعات تاق برس- قال جبريل إبراهيم، وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة، إن سقوط الفاشر وما أفرزه من مآسٍ لن يدفع السودان إلى القبول بخارطة طريق «عرجاء» أو التخلّي عن حقوقه، مؤكّدًا أن تجربة الشعوب في محطات سابقة علّمته معنى الصمود والعودة بقوة.

 

وأضاف جبريل في خطاب أمس أن الشعب سيواجه المحن بعزيمة أقوى، وأن أي قوة تسعى لفرض عصابات إرهابية لن تملك أن تفرض وجودًا دائمًا داخل مستقبل السودان.

 

واتهم جبريل دولًا بالتزام «صمت مخزٍ» تجاه جرائم الإبادة المرتكبة من قبل الدعم السريع، وذكر أن بعض الدول «ساهمت» — بحسب تعبيره — في تسليح الجماعات عبر قنوات لوجستية تمرّ عبر أبوظبي، ما أثار لديه خشية من إعادة تشكيل خريطة الأمن الإقليمي. وقال: «التاريخ لا ينسى؛ شهدنا مواقف مماثلة في الجنينة وود النورة ورواندا، وحيث كان الصمت محفزًا للتمادي في الجرائم».

 

وتطرّق إلى إخفاقات منظمات دولية في إيصال المساعدات إلى مناطق محاصرة، معتبراً أن «المأساة تجاوزت حدود الإغاثة»، مشدداً على أن المعيار المزدوج في التعامل مع ضحايا النزاع غير مقبول، وأن قرارات وزارة الخارجية الأخيرة تُعدّ بداية لمعالجة هذا النقص.

 

ودعا جبريل جميع الجهات إلى تحمل مسؤولياتها ومراجعة الأداء في المرحلة السابقة «لتقويم أي اعوجاج شابّ التخطيط أو التنفيذ»، مؤكداً أن «الوحدة الوطنية هي الحصن المنيع في مواجهة محاولات الاختراق وإسقاط مشاريع التآمر والارتزاق، أياً كانت عناوينها أو أدواتها».

 

واختتم تصريحه بالقول إن الشعب السوداني «أقوى من أن تُفرض عليه مشاريع إقصاء أو تفكيك»، وأن تعزيز اللُحمة الوطنية وتحصين الجبهة الداخلية هما أقصر طرق النصر بإذن الله.

الفاشرجبريل إبراهيمسقوط الفاشر

مقالات مشابهة

  • ذكاء اصطناعي من سيرف شارك يرصد الروابط المشبوهة في Gmail
  • عُمان تكشف تفاصيل جديدة عن قضية موظفي الأمم المتحدة المتورطين في التجسس بصنعاء
  • قضية إبستين.. مراسلات جديدة تضع الأمير أندرو تحت الضوء
  • تجاوزت مليار دولار.. الكشف عن معاملات مالية مشبوهة لجيفري إبستين مع شخصيات بارزة في وول ستريت
  • فضيحة إبستين.. الملك تشارلز يجرد شقيقه من جميع ألقابه الملكية
  • أسرار مدوية.. رونالدو يستعد لأجرأ مقابلة في مسيرته مع بيرس مورغان
  • جبريل يصدر بيانا ساخنا ويدعو لمراجعة سياسات الإغاثة وإيقاف مسارات الإمدادات المشبوهة
  • “حماس” تدعو لمقاطعة حسابات مشبوهة على المنصات تهدف لتشويه الحركة وقياداتها
  • “الشعبية”: التصويت الأممي لإنهاء الحصار على كوبا إدانة جديدة للسياسات الأمريكية العدوانية