علاج «مغناطيسي» يعفي مرضى السكري من ممارسة الرياضة
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
أظهر العلاج بالمجال المغناطيسي نتائج واعدة في محاكاة فوائد التمارين الرياضية لمرضى السكري من النوع الثاني، الذين يعانون من دهون البطن الزائدة.
وكشفت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون من سنغافورة، عن إمكانية استفادة هؤلاء المرضى من استخدام المجالات الكهرمغناطيسية النبضية لتحفيز الأنسجة العضلية ومحاكاة آثار التمارين الرياضية.
ووفق دراستهم المنشورة في «مجلة الطبّ السريري»، يُنشِّط هذا العلاج غير الجراحي المسارات الأيضية ذاتها التي تُحفزها التمارين الرياضية عادةً. كما يُحاكي تمارين التحمُّل، وقد يُحسّن التحكّم في مستوى الغلوكوز من دون الإجهاد البدني الناتج عن ممارسة الرياضة.
وقال الدكتور تان هونغ تشانغ، وهو استشاري أول في قسم الغدد الصماء بمستشفى سنغافورة العام، والمؤلّف الرئيسي للدراسة: «كثيراً ما ننصح مرضى السكري بممارسة الرياضة لأنها تُساعد على التحكّم في نسبة السكر بالدم، لكننا وجدنا أنّ معظم الأشخاص (أكثر من 8 بين كلّ 10) في دراستنا، لا يمارسون الرياضة بانتظام».
وأوضح في بيان، الجمعة: «لا يستطيع عدد من مرضانا القيام بذلك بسهولة؛ بسبب العمر أو المشكلات الصحية أو غيرها من العوائق. ويمكن أن يُقدّم هذا العلاج فوائد مُماثلة لممارسة الرياضة من دون الحاجة إلى بذل جهد بدني».
أُجريت الدراسة في مستشفى سنغافورة العام، وشملت 40 بالغاً يعانون من داء السكري من النوع الثاني الذي تصعب السيطرة عليه، وذلك بين يونيو (حزيران) 2023 ويناير (كانون الثاني) 2024. وخلال كلّ زيارة، وُضعت ساق كلّ مريض في جهاز خاص يُصدر مجالاً مغناطيسياً خفيفاً لتحفيز عضلات الساق لمدّة 10 دقائق. واستمرّ هذا العلاج أسبوعياً على مدار 12 أسبوعاً، من دون أن يُعاني أيّ من المشاركين من آثار جانبية.
واكتشف الباحثون استجابةً واضحةً لدى المرضى الذين يعانون من دهون البطن الزائدة أو ما تُعرف بـ«السُّمنة المركزية»؛ إذ شهد نحو 90 في المائة منهم تحسّناً في السيطرة على نسبة الغلوكوز في الدم، وانخفض مستوى الهيموغلوبين السكري «HbA1c»، وهو مؤشّر رئيسي للتحكم في داء السكري، بشكل ملحوظ من 7.5 في المائة إلى 7.1 في المائة خلال 3 أشهر.
ويرى الباحثون أنّ المرضى الذين يعانون من «السُّمنة المركزية» قد يستجيبون بشكل أفضل لأنّ عضلاتهم عادةً ما تكون ذات وظيفة خليوية أضعف ودهون ضارّة في الدم. وبما أنّ هذا النوع من العلاج يعمل عبر «تدريب» العضلات بلطف على المستوى الخليوي، فإنّ الأشخاص الذين لديهم خلايا أقلّ لياقة يكون لديهم مجال أكبر للتحسّن.
ووفق الباحثين، يُمثّل هذا البحث خطوةً مهمّةً في رعاية مرضى السكري، خصوصاً للأعداد المتزايدة من مرضى النوع الثاني الذين يُواجهون صعوبةً في الالتزام بتوصيات التمارين الرياضية التقليدية. ومع ذلك، ثمة حاجة إلى تجارب أكبر حجماً قبل اعتماد العلاج على نطاق واسع.
وقال البروفسور ألفريدو فرانكو أوبريغون، من «معهد الابتكار والتكنولوجيا الصحية» في جامعة سنغافورة الوطنية، والمؤلّف الرئيسي المُشارك في الدراسة: «كان فريق الجامعة رائداً في الاستخدام المُبتكر للنبضات المغناطيسية لإحداث تغييرات فسيولوجية دائمة، من دون أدوية أو تعديلات جينية أو جراحة. وقد أظهرت بحوثنا المُبكرة إمكانات في مجالات مثل تحسين الصحة، وإنتاج الغذاء المستدام، والعلاج الطبي».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دهون البطن السكري مرضى السكري الرياضية التمارين الرياضية العلاج الرياضة سنغافورة السكر بالدم بسبب العمر ممارسة الرياضة التمارین الریاضیة مرضى السکری یعانون من الذین ی من دون
إقرأ أيضاً:
فيروسات "ملتهمة للبكتيريا" تساعد على علاج أخطر أنواع العدوى البكتيرية
تشير نتائج تجربة سريرية في منتصف مراحلها إلى أن فيروسات دقيقة لا تصيب سوى البكتيريا وتقتلها يمكن أن تساعد في علاج العدوى المميتة في مجرى الدم الناتجة عن المكورات العنقودية الذهبية.
واختبر الباحثون هذا النهج العلاجي على 42 مريضاً مصاباً ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية، والتي انتشرت من الدم إلى الأنسجة، ووصفوا تلك العدوى بأنها "واحدة من أخطر أنواع العدوى البكتيرية وأكثرها صعوبة في العلاج".
وتلقى ثلثا المرضى علاجاً عبر الوريد يتضمن مزيجاً من الفيروسات المعروفة باسم "ملتهمات البكتيريا"، والذي تطوره شركة "أرماتا" للأدوية، بينما تلقى الثلث الآخر علاجاً وهمياً. وحصل جميع المرضى المشاركين في التجربة أيضاً على أفضل العلاجات المتاحة من المضادات الحيوية.
وحقق المرضى الذين تلقوا مزيج الفيروسات المعروفة باسم "ملتهمات البكتيريا" إلى جانب المضادات الحيوية نجاحاً سريرياً أعلى مقارنةً بمن تلقوا المضادات الحيوية فقط، وذلك في عدة مراحل خلال فترة العلاج.
فعلى سبيل المثال، بلغت نسبة الاستجابة في اليوم الثاني عشر 88 بالمئة لدى المجموعة التي تلقت العلاج الفيروسي مقابل 58 بالمئة في مجموعة العلاج الوهمي.
وقال الباحثون في اجتماع لأطباء الأمراض المعدية في مدينة أتلانتا الأميركية إن المرضى الذين تلقوا علاجاً بـ"ملتهمات البكتيريا" سجلوا نتائج أفضل تمثلت في تراجع معدلات الانتكاس وسرعة تسجيل نتائج سلبية في فحوصات زراعة الدم وتحسن أسرع في الأعراض إلى جانب تقليص مدة البقاء في وحدات العناية المركزة والمستشفيات.
وقال الدكتور لورين ميلر رئيس الدراسة من مركز هاربور-يو.سي.إل.إيه الطبي في بيان "تقدم هذه النتائج مبررا قويا للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الدراسة، وتشير إلى احتمال حدوث تحول جذري في طريقة علاج العدوى المقاومة للمضادات الحيوية".
وأضاف "يمكن أن تصبح العلاجات عالية النقاء المعتمدة على ملتهمات البكتيريا معيارا جديدا للاعتناء بالمرضى الذين يواجهون هذه الحالة المهددة للحياة.