هل تكاليف علاج الزوجة يدخل ضمن النفقة الواجبة على الزوج؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: هل تدخل قيمة العلاج وأجرة الطبيب ضمن النفقة الزوجية الواجبة على الزوج لزوجته؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: تكاليف علاج الزوجة من دواءٍ وأجرة طبيبٍ داخلةٌ ضمن النفقة الواجبة شرعًا على الزوج تجاه زوجته تبعًا لقدرة الزوج المالية يُسْرًا أو عُسْرًا، وتُنَزَّلُ هذه النفقة منزلة الأصل من طعامٍ وشرابٍ وكساءٍ إن لم تكن أَوْلَى من ذلك جميعًا؛ فقد يصبر الإنسان على الجوع والعطش، لكنه لا يصبر في الغالب على المرض، وهذا ما عليه العمل في الديار المصرية قضاءً، وهو الموافق لمقاصد الشرع الشريف، وفيه عرفانٌ لفضل الزوجة التي لا تألو جهدًا في خدمة زوجها والعكوف على تربية الأولاد.
نصيحة في المحافظة على حسن العشرة بين الزوجين
وأوضحت أن الأحكام الشرعية المتعلقة بالحياة بين الزوجين لا تؤخذ بطريقةٍ يبحث فيها كلٌّ من الزوجين عن النصوص الشرعية التي تبيِّن حدود حقوقه وواجباته أو تجعله دائمًا على صوابٍ والطرفَ الآخر على خطأٍ؛ بحيث يجعل الدين وسيلةً للضغط على الطرف الآخر وجَعْلِهِ مُذعِنًا لرغباته من غير أداء الواجبات التي عليه هو؛ فالحياة الزوجية مبناها على السكن والرحمة والمودة ومراعاة مشاعر كلٍّ من الطرفين للآخر أكثر من بنائها على طلب الحقوق، وفِقه الحياة والخلق الكريم الذي علمنا إياه رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقتضي أن تتقي الزوجةُ اللهَ تعالى في زوجها وأن تَعْلَمَ أن حُسنَ عشرتها له وصَبْرَها عليه بابٌ من أبواب دخولها الجنة، وعلى الزوج أيضًا أن يراعي ضَعفَ زوجته ومشقة خدمتها طوال اليوم للبيت والأولاد، وأن يكون بها رحيمًا، وأن لا يُحَمِّلَهَا ما لا تطيق، فبهذه المشاعر الصادقة المتبادَلَةِ يستطيع الزوجان أداءَ واجبهما والقيامَ بمراد الله تعالى منهما، وسَحْبُ ما هو عند القضاء إلى الحياة غير سديدٍ؛ قال تعالى في كتابه الحكيم: ﴿يُؤْتِي الحِكمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269].
الأدلة على وجوب نفقة الزوجة على زوجها
واشارت الى ان الشرع الشريف قرر وجوب النفقة للزوجة على زوجها في الجملة، وثبت هذا بالكتاب والسنة والإجماع والقياس:
فمن الكتاب: قول الله تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 7]. ووجه الدلالة: صيغة الأمر في قوله تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ﴾؛ فهو فعلٌ مضارعٌ مسبوقٌ بلام الأمر، والأمر للوجوب ما لم يَرِدْ قرينةٌ تصرفه من الوجوب إلى الندب أو الإباحة، وإذْ لم يرد ما يصرفه عن الوجوب فإنه يفيد أن النفقة للزوجة واجبةٌ على زوجها.
ومن السنة: ما رواه حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: «أَنْ يُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمَ، وَيَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَى، وَلَا يَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا يُقَبِّحْ، وَلَا يَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ» أخرجه الحاكم في "المستدرك" وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. ووجه الدلالة: التعبير بكلمة "حق"، والحق موضوعٌ حقيقةً للواجب؛ لغةً واصطلاحًا.
وأما الاجماع: فلقد انعقد إجماع المسلمين على وجوب النفقة للزوجة على زوجها إجمالًا من لدُن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم الناس هذا، ولم يخالف في ذلك أحد؛ كما نقله الإمام أبو الحسن ابن القطان الفاسي في كتابه "الإقناع في مسائل الإجماع" (2/ 55، ط. دار الفاروق الحديثة) وغيرُه.
وأما القياس: فإن من القواعد المقررة في الفقه أن "مَن حُبِس لِحَقِّ غيره فنفقته واجبةٌ عليه"؛ وهذا منطبقٌ على الزوجة؛ فإنها محبوسةٌ على زوجها، فَحُقَّ لها النفقةُ جزاء الاحتباس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النفقة الزوجية الزوج حسن العشرة بين الزوجين على الزوج على زوجها
إقرأ أيضاً:
كيف تخفف اللحظات المشتركة السعيدة توتر الحياة الزوجية؟ دراسة علمية تجيب
هل لاحظت يوما أن لحظة ضحك صافية أو حديثا دافئا مع شريكك يمكن أن يبدّد التوتر فورا؟ العلم الآن يثبت أن تلك اللحظات ليست مجرد مشاعر عابرة، بل "علاج طبيعي" يترك أثرا حقيقيا داخل أجسامنا.
فقد كشفت دراسة حديثة أن الأزواج الذين يعيشون مشاعر إيجابية مشتركة -مثل الفرح والامتنان والاهتمام- يسجّلون انخفاضا واضحا في مستوى هرمون التوتر "الكورتيزول"، وهو الهرمون المسؤول عن حالات القلق والإجهاد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما هو أفضل وقت لشجار الأزواج؟ خبراء العلاقات يجيبونlist 2 of 2عناق الوداع.. زوجة الشهيد عمر تروي حكاية العمر من غزةend of listالدراسة، التي قادتها عالمة النفس توميكو يونيدا من جامعة كاليفورنيا في دافيس، ونُشرت في دورية "جورنال أوف بيرسوناليتي أند سوشيال سايكولوجي"، وجدت أن الانسجام العاطفي اللحظي بين الشريكين ينعكس مباشرة على صحتهما الجسدية، حتى وإن لم تكن علاقتهما مثالية.
المشاعر الإيجابية دواء مزدوجتقول يونيدا في بيانها، "نعرف منذ زمن أن المشاعر الإيجابية مثل الفرح والحب مفيدة لصحتنا، لكنها تكون أقوى عندما نشاركها مع شخص آخر. فالسعادة المشتركة لا ترفع المعنويات فقط، بل تُهدئ الجسم أيضا".
وللتأكد من ذلك، حلّل فريقها البحثي بيانات 642 شخصا من كبار السن (321 زوجا) في كندا وألمانيا تتراوح أعمارهم بين 56 و89 عاما.
على مدى أسبوع كامل، سجّل المشاركون مستويات مشاعرهم 5 إلى 7 مرات يوميا -مثل السعادة أو الهدوء أو الحماس – وقدموا عينات من اللعاب لقياس الكورتيزول، فجمعت الدراسة ما يقرب من 24 ألف قياس.
النتيجة كانت واضحة، فعندما أبلغ كلا الزوجين في الوقت نفسه عن مشاعر إيجابية، انخفضت مستويات الكورتيزول لدى كليهما، وأن هذا الأثر استمر حتى المساء، بعد ساعات من انتهاء اللحظة السعيدة نفسها.
تشرح يونيدا، "حين يشعر الأزواج بالراحة معا، يظل جسمهما في حالة هدوء لفترة طويلة. التجارب الإيجابية المشتركة تساعدنا على البقاء أكثر توازنا وطمأنينة".
المفاجأة أن هذا التأثير لم يتوقف على الأزواج الذين وصفوا علاقتهم بأنها مثالية. فحتى أولئك الذين عبّروا عن رضا متوسط أو متواضع عن علاقتهم استفادوا جسديا من لحظات السعادة العابرة، وهو ما يشير إلى أن الأثر البيولوجي للبهجة المشتركة أقوى من التقييم الذاتي للعلاقة نفسها.
إعلانتقول عالمة النفس، "ليس ضروريا أن تكون العلاقة خالية من الخلافات كي تحصد فوائدها. أحيانا تكفي بضع لحظات من التفاهم أو الضحك لتذكير الجسد بأنه في أمان".
انعكاس النتائج على حياتنا الزوجية؟تؤكد الدراسة أن "الكيمياء العاطفية" بين الشريكين لا تقتصر على المشاعر، بل تمتد إلى وظائف الجسم نفسها.
فعندما نعيش الفرح أو الطمأنينة مع من نحب، يفرز الدماغ إشارات تهدّئ الجهاز العصبي وتخفض هرمونات التوتر، مما ينعكس على ضغط الدم والمناعة وحتى جودة النوم.
لذلك، تنصح يونيدا بأن يمنح الأزواج وقتا واعيا لمشاركة اللحظات الإيجابية البسيطة: "تناولا فطورا معا، شاهدا فيلما مضحكا، تحدّثا بلا هواتف أو شاشات، فهذه التفاصيل الصغيرة تترك أثرا عميقا في القلب والجسد معا".
وتختم بقولها، "وفقا للنظرية، هذا التأثير يمكن أن يحدث بين أي شخصين يتقاسمان لحظة إنسانية حقيقية، صديقين، أو والدين، أو شريكين. لكن بين الأزواج، يبدو السحر أكبر".