الصحة العالمية تحذر: تزايد احتياجات الصحة النفسية للسكان في غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
حذر الدكتور خالد سعيد المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للصحة النفسية، من أن احتياجات الصحة النفسية في قطاع غزة في ازدياد نظرا للوضع الراهن وفي ظل تدمير البنية التحتية، فضلا عن تراجع القدرة على تقديم الدعم النفسي والنقص في أخصائيي الصحة النفسية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال سعيد، إن احتياجات الصحة النفسية لن تختفي فجأة بعد وقف إطلاق النار، بل ستبقى لفترة طويلة، إنها رحلة طويلة وعلينا ضمان استمرارنا في تلك الفترة في مساعدة المجتمعات.
وأشار إلى أن القضايا المتعلقة بالصحة النفسية تمتد لما قبل الحرب الأخيرة، حيث تشير التقارير إلى أن ثلثي السكان البالغين في غزة كانوا يعانون من كرب شديد، فيما كان أكثر من نصف الأطفال يعانون بالفعل من مشاكل نفسية.
وكانت منظمة اليونيسف مطلع هذا العام، أفادت بأن أكثر من مليون طفل في غزة بحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي لعلاج الاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية.
ومن جانبها .. قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن حوالي 660 ألف طفل في قطاع غزة حُرموا من التعليم للسنة الثالثة على التوالي بسبب الحرب المستمرة، محذرة من أن أطفال غزة معرضون لخطر أن يصبحوا "جيلا ضائعا".
وأوضح مستشار منظمة الصحة العالمية، أن ما يجب العمل عليه في الفترة الحالية هو دمج مكونات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في عمل جميع القطاعات، سواء كان التعليم، أو الحماية، أو المياه والصرف الصحي، أو الأمن الغذائي، بدلا من إنشاء مستشفيات معزولة للصحة النفسية.
وشدد على أن الصحة النفسية مسؤولية الجميع"، وأنها لا تتعلق بعلاج الأمراض، بل بتمكين الناس حتى يستطيعوا تحقيق كامل إمكاناتهم، وأن يكونوا قادرين على التعامل مع المواقف العصيبة والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم.
من هذا المنطلق يرى الدكتور سعيد، أن الأمر لا يقتصر على قطاع الصحة أو جهة واحدة بعينها، سواء كانت منظمة الصحة العالمية أو أي جهة أخرى.
وأضاف: "يجب أن نضمن دمج اعتبارات الصحة النفسية في جميع جوانب العمل الذي نأمل أن يتم عندما يتعلق الأمر بإعادة الإعمار وإعادة بناء البنية التحتية، وكذلك المجتمعات والخدمات".
وشدد الدكتور سعيد على أهمية تمكين المجتمعات المحلية لتكون قادرة على تقديم الدعم اللازم لفئاتها الضعيفة، مضيفا: "هنا تكمن أهمية التدخلات مثل الإسعافات الأولية النفسية والدعم النفسي والاجتماعي الأساسي والمهارات والتدريبات، وهي بعض الأمور التي تروج لها منظمة الصحة العالمية منذ فترة طويلة جدا".
في ظل تضاعف احتياجات الصحة النفسية لمختلف الفئات والأعمار في غزة، أوضح الدكتور سعيد أن هناك مشاكل مختلفة تتعلق بالصحة النفسية لدى الرجال والنساء وفي مختلف الفئات العمرية.
وقال إنه لهذا السبب "يجب أن يكون هناك نهج يركز على الشخص. لا يمكنك اتباع نهج شامل لإدارة الصحة النفسية المجتمعية والتعامل مع الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية".
وأشار كذلك إلى تحد آخر في التعامل مع هذه القضية وهي "الوصمة"، التي لا تقتصر على عامة الناس فحسب، وإنما هي موجودة أيضا بين الفئات المهنية والأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية وأفراد أسرهم.
وفي مواجهة تلك الوصمة .. قال الدكتور سعيد، إن الاستجابة يجب أن تكون متعددة المستويات بدءا من مستوى السياسات ووصولا إلى مستوى الأفراد، وهو ما يشمل قطاعات مثل الإعلام والتعليم، وقبل هذا ما يجري على مستوى قطاع الصحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الصحة العالمية الصحة العالمية للصحة الصحة العالمية للصحة النفسية الدعم النفسي احتیاجات الصحة النفسیة منظمة الصحة العالمیة الدکتور سعید فی غزة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة فاهم تشارك في جلسة حوارية بمؤتمر الاتحاد العالمي للصحة النفسية 2025
شاركت مؤسسة فاهم لدعم الصحة النفسية في جلسة حوارية ضمن فعاليات مؤتمر الاتحاد العالمي للصحة النفسية WFMH Congress 2025، الذي يُعقد في مدينة بارسيلوس بالبرتغال، تحت عنوان “الصحة النفسية والاستدامة الاجتماعية – مقاربة قائمة على المجتمع بأكمله”.
وأوضحت السفيرة نبيلة مكرم رئيس مجلس الأمناء ان مشاركة المؤسسة تمثلت في تجربتها في دعم الصحة النفسية للأسر والشباب في أوقات الأزمات، وتسليط الضوء على أهمية التدخل المبكر، وبناء مجتمعات أكثر تماسكًا وقدرة على مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية.
وأكدت زينة الريس أخصائي علم نفس و أعصاب ،منسق التدخلات الاجتماعية خلال عرضها الذي قُدِّم تحت شعار “Awareness Saves Lives – الوعي ينقذ الأرواح” على أهمية الوعي كمدخل رئيسي للوقاية، مشيرة إلى دور البرامج الميدانية والتعاون مع المدارس والمنظمات المجتمعية في تعزيز الدعم النفسي المستدام.
كما أكدت ممثلة مؤسسة فاهم أن المشاركة في هذا المؤتمر العالمي تعكس التزام المؤسسة برؤيتها نحو بناء مستقبل أكثر تعاطفًا للصحة النفسية، وتعزيز الحوار الدولي حول سياسات الرعاية النفسية، وخاصة في أوقات الأزمات والاضطرابات.
ويُعدّ هذا المؤتمر أحد أكبر الفعاليات العالمية المعنية بالصحة النفسية، بمشاركة نخبة من الخبراء والممارسين من أكثر من 100 دولة، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز العمل المشترك لدعم الصحة النفسية المجتمعية عالميًا