رؤساء الدول يشيدون بـ المتحف المصري الكبير: "أيقونة حضارية وفنية ليس لها مثيل"
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
شهد افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يُعد أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، تفاعلًا قويًا من العديد من رؤساء الدول الذين أشادوا بهذا الصرح الثقافي الرائع ووصفوه بـ"الأيقونة الفنية والحضارية التي لا مثيل لها"، وقد عبر هؤلاء القادة عن فخرهم واعتزازهم بمشاركة مصر في هذه اللحظة التاريخية التي تبرز عراقة وحضارة مصر القديمة أمام العالم.
من أبرز الشخصيات التي أعربت عن سعادتها بحضور حفل الافتتاح، كان رومين راديف، رئيس جمهورية بلغاريا، الذي وصف المتحف المصري الكبير بالتحفة الفنية التي تكشف عن عجائب الحضارة المصرية القديمة، وأكد راديف، أن المتحف يُعد فخرًا لكل الشعوب ويُظهر التنوع الغني للثقافة المصرية التي أبهرت العالم على مر العصور.
أقدم الحضارات في أوروباوقال رئيس بلغاريا: "مصر وبلغاريا هما موطنان لاثنتين من أقدم الحضارات في أوروبا والشرق الأوسط، وهذا يعكس أهمية تعزيز التعاون الثقافي والتاريخي بين بلدينا، خاصة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المشترك".
وأضاف راديف أن المتحف يُعتبر علامة فارقة في تاريخ الحضارات الإنسانية، مشيرًا إلى أن مصر قد أصبحت شريكًا استراتيجيًا ذا أهمية متزايدة لبلغاريا وللاتحاد الأوروبي، حيث شهدت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا على الأصعدة السياسية والاقتصادية.
كما لفت رئيس بلغاريا إلى أن حجم التجارة بين بلغاريا ومصر شهد نموًا كبيرًا، حيث بلغ 1.81 مليار دولار في عام 2024، ما جعل بلغاريا تصبح ثامن أكبر شريك تجاري لمصر بين الدول الأوروبية، وأعرب عن تطلعه لاستقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في صوفيا العام المقبل، مشيدًا بالتعاون المستمر بين البلدين في مجالات متعددة، من بينها الاستثمار والأمن الغذائي.
في نفس السياق، عبر فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، عن فخره بحضور هذا الحدث التاريخي واعتبره شرفًا كبيرًا أن يُمثل بلاده إلى جانب أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة في افتتاح المتحف المصري الكبير. أوربان نشر عبر حسابه الرسمي على"فيس بوك" مجموعة من الصور من حفل الافتتاح، مؤكدًا أن المتحف يمثل قيمة كبيرة في فهم التاريخ الإنساني والحضاري، ويعكس هذا الحضور الرفيع من شخصيات دولية بارزة كيف أن المتحف المصري الكبير أصبح أكثر من مجرد صرح ثقافي، بل أصبح حدثًا عالميًا جذب انتباه قادة العالم.
السعودية تشارك في الاحتفالية:
كما كان للمملكة العربية السعودية حضور مميز في حفل الافتتاح، حيث شارك وزير الثقافة السعودي في الحفل نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تغريدة نشرها عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أعرب الوزير السعودي عن فخره بهذا الحدث الثقافي الكبير، قائلاً: "نيابة عن مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد، تشرفت بالمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير، ونقل تحيات قيادتنا الرشيدة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وأكد الوزير السعودي على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين مصر والمملكة، معربًا عن تمنياته بأن يشهد الشعب المصري المزيد من التقدم والازدهار، موضحا أن هذا التعاون التاريخي بين مصر والسعودية يُعتبر نموذجًا يحتذى به في العمل المشترك في مختلف المجالات.
لم يعد المتحف المصري الكبير مجرد مشروع ثقافي محلي، بل أصبح رمزًا عالميًا يجسد تفوق الحضارة المصرية وعراقتها، وأكد العديد من القادة السياسيين حول العالم أن هذا المتحف لا يُمثل مصر فحسب، بل هو إرث ثقافي للإنسانية جمعاء، وصفه البعض بالأيقونة الفنية التي ستظل تبرز أمام الأجيال القادمة في كل زاوية من العالم، مُعززة مكانة مصر الثقافية في الذاكرة الجماعية.
وفي هذا السياق، يُعتبر المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد معرض لآثار ماضية؛ إنه نقطة التقاء بين الحضارة القديمة والتكنولوجيا الحديثة، كما يمثل حافزًا للتعاون الدولي، مبرزًا الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الثقافة والفن في بناء جسور التواصل بين الأمم.
يفتح المتحف المصري الكبير فصلاً جديدًا في تاريخ التعاون الثقافي العالمي، ويجسد نجاح مصر في دمج تراثها العريق مع روح العصر الحديث، ومع تفاعل قادة العالم ورؤساء الدول مع هذا الحدث المهيب، يصبح المتحف رمزًا عالميًا للوحدة الثقافية والإبداع البشري، ولعل الفخر الذي عبر عنه رؤساء الدول والشخصيات السياسية العالمية يعكس مدى أهمية هذا الصرح الثقافي في تعزيز الفهم المشترك والتعاون بين الأمم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير المتحف الحضارة المصرية القديمة افتتاح المتحف المصری الکبیر أن المتحف
إقرأ أيضاً:
عالمة المصريات الألمانية فريدريكه زايفريد : المتحف المصري الكبير لا مثيل له في العالم
بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، أجرت قناة النيل الثقافية حواراً حصرياً مع عالمة المصريات بجامعة برلين البروفيسورة فريدريكه زايفريد، مديرة المتحف المصري في برلين، الذي يعدّ من أكبر المتاحف المخصصة للآثار المصرية في العالم.
الحوار الذي أجرته الإعلامية هايدي عبد الرحمن، ويذاع الرابعة عصر اليوم السبت، الأول من نوفمبر2025، أكدت خلاله مديرة المتحف المصري في برلين على أن المتحف المصري الكبير لا يضاهى، وقالت لا يوجد مكان آخر في العالم به كل هذا الكم من الآثار لحضارة واحدة. وأضافت أن جميع محبي المصريات والمتخصصين فيها حول العالم متحمسون لافتتاح المتحف الكبير وللاستفادة مما يضمه من آثار فريدة من نوعها.
وتطرقت البروفيسورة الألمانية إلى تفاصيل إنشاء المتحف المصري الكبير وقالت: "لقد مر المتحف المصري الكبير بمراحل كثيرة، وقد حضرت مرحلة التخطيط وكانت مذهلة، وأعرف الجهد الكبير الذي بُذل على مدى السنوات الماضية في التخطيط والتصميم واختيار القطع وتقنيات العرض المتحفي، ليخرج بهذه الصورة الاستثنائية والمحتوى الذي لا مثيل له في العالم، فلن يكون هناك متحفٌ آخر في العالم يُمثل الثقافة والحضارة المصرية بقدر المتحف المصري الكبير".
وأكدت عالمة المصريات بجامعة برلين أن المتحف المصري الكبير لا يقتصر دوره على العرض المتحفي بل هو أيضا مركز أبحاث، وأضافت: "أنا على يقين تام بأنه من خلال التعاون العلمي، سنحظى كمجتمع دولي - ليس فقط في برلين، بل المجتمع الدولي - بفرصٍ عديدة للعمل مع المتحف المصري الكبير".
وأشارت زايفريد إلى العديد من التفاصيل في سياق العرض المتحفي التي تمت العناية بها في مشروع المتحف الكبير، موضحة أن "التفاصيل البسيطة ليخرج العرض المتحفي على أعلى مستوى تفرق كثيرا، وهو ما تم إنجازه بشكل احترافي في المتحف المصري الكبير، فكل قطعة معروضة لها قصة وحكاية يجب أن تروى".
وثمنت البروفيسورة الألمانية التعاون الكبير بين مصر وألمانيا في مجال الآثار، سواء من خلال بعثات التنقيب العلمية المشتركة أو من خلال الأبحاث والدراسات والتبادل الثقافي والعلمي، مبينة أن من أهم البعثات الآثارية التابعة للمعهد الألماني للآثار (DAI) تلك الموجودة في ألفنتين بأسوان وأبيدوس بسوهاج وفي الدلتا، وهي ثمرة التعاون بين مصر وألمانيا في هذا المجال.
ولفتت مديرة متحف برلين إلى أهمية المتاحف المتخصصة في الحضارة المصرية حول العالم، مؤكدة أن "هذه المتاحف تقوم بدور مهم في تحفيز زائريها على التوجه للمكان الأصلي الذي يضم آثار تلك الحضارة وزيارة مصر ومتاحفها، ومن المؤكد أن المتحف الكبير بعد افتتاحه سيكون الوجهة الرئيسية للسائحين وزائري مصر، وسيعمل على الجذب السياحي بشكل كبير".
مضيفة: "وإن كنت أعتبر القاهرة كلها تشبه متحفا كبيراً مفتوحاً، فمن خلال زياراتي المتكررة لها بحكم تخصصي وعملي ومشروعاتي البحثية، أرى أن المقومات الموجودة في القاهرة تجعلها من أهم مدن العالم التي تستحق الزيارة".
وأشارت إلى وجود متاحف متعددة في القاهرة، مثل "المتحف المصري بالتحرير" و"متحف الحضارة المصرية" و"المتحف القبطي" و"متحف الفن الإسلامي"، وعدّتها وجهات سياحية مهمة، وأماكن بحثية وعلمية لها دور كبير في حفظ وتوثيق الحضارة المصرية في مختلف العصور.
وفي حوارها الذي يعاد بثه في الواحدة صباح الأحد 2 نوفمبر 2025 والثانية ظهر الأحد الثاني من نوفمبر، على قناة النيل الثقافية، أشارت البروفيسورة الألمانية، فريدريكه زايفريد، إلى الاهتمام الكبير الذي توليه ألمانيا بالحضارة المصرية وآثارها، لافتة إلى تدريس علم المصريات في المدارس الألمانية، معتبرة المتحف الكبير سيكون له دور مهم في المجال البحثي والتعليمي، وفي مجال الترميم أيضا لما يضمه من تقنيات حديثة.
مصر على موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير:بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.