أكد الدكتور نضال أبو زيد، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن التحركات الأمريكية الجارية حاليًا في المنطقة تهدف بالأساس إلى إنقاذ إسرائيل من أزماتها المتفاقمة، سواء على الصعيد العسكري في غزة أو الدبلوماسي أمام المجتمع الدولي، خاصة بعد الموقف المحرج الذي واجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته في الأمم المتحدة، عندما غادرت الوفود القاعة أثناء حديثه.

 

إعلام عبري: إسرائيل تتأهب للتصعيد ضد حزب الله رئيس وزراء لبنان: ندعو المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من أراضينا ووقف اعتداءاتها


وأوضح "أبو زيد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المٌذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن الإدارة الأمريكية، بجناحيها العسكري والسياسي، تتدخل حاليًا لتوجيه الحكومة الإسرائيلية نحو إعادة التموضع في المنطقة، بعد مرحلة من العزلة والرفض الدولي الواسع الذي واجهته إسرائيل خلال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى لإنقاذ صورة إسرائيل دوليًا بعد تراجع مكانتها السياسية والأخلاقية بسبب الحرب على غزة.

وأشار إلى أن تحليل الخطاب الإسرائيلي يكشف بوضوح حالة المأزق التي تعيشها تل أبيب، فهي لا تزال أسيرة التوجيهات الأمريكية ولا تستطيع التحرك خارج مظلتها، رغم ما تصدره من تصريحات عن الاستقلال في القرار، مضيفًا أن إسرائيل تمر بحالة تأزم داخلي متصاعد بسبب سيطرة التيار اليميني المتطرف، فضلًا عن تفاقم أزمة "الحريديم" التي تمثل تحديًا جديدًا للحكومة الإسرائيلية، مؤكدًا أن نتنياهو يحاول الهروب من هذه الأزمات الداخلية عبر تصديرها إلى الخارج، وفتح جبهات عسكرية جديدة في غزة ولبنان لصرف الأنظار عن مأزقه السياسي الداخلي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نضال أبو زيد المنطقة الأمم المتحدة إسرائيل غزة

إقرأ أيضاً:

هل الولايات المتحدة وفنزويلا على مشارف حرب؟ خبير عسكري يجيب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الحديث عن حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا غير دقيق في ضوء موازين القوى القائمة، مشيرا إلى أن الانتشار العسكري الأميركي في منطقة الكاريبي لا يرتقي إلى مستوى التحضير لعمل عسكري واسع النطاق.

وأوضح حنا أن هذا الانتشار جزء من سياسة أميركية قديمة تعود جذورها إلى ما يُعرف بـ"عقيدة مونرو" عام 1823، وهي التي أرست مفهوم الهيمنة الأميركية على نصف الكرة الغربي، لافتا إلى أن الحشد الحالي، رغم ضخامته، لا يمثل أكثر من 10% من القوة البحرية الأميركية.

ويرى أن هذا الانتشار يهدف أساسا إلى الضغط على فنزويلا عبر خلق مناخ من التهديد المستمر، أملا في زعزعة العلاقة بين النظام والجيش أو دفع الرئيس نيكولاس مادورو إلى التفاوض مع واشنطن.

وأكد أن واشنطن تسعى من وراء هذه الخطوة إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، في مقدمتها السيطرة على جزء من احتياطي النفط الفنزويلي الهائل الذي يُعد الأكبر في العالم.

وتتزامن تصريحات حنا مع تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يفكر في شن ضربات داخل فنزويلا، رغم أن مسؤولا أميركيا قال للجزيرة إن هيئة الأركان قدمت للرئيس خيارات بشأن أهداف لتهريب المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية.

ضربات محدودة

وأضاف المسؤول أن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية توجيه ضربات محدودة ضد مواقع لتهريب المخدرات، وأن حاملة الطائرات "فورد" ستصل إلى الكاريبي خلال أيام لتعزيز الانتشار العسكري هناك.

ويشير العميد حنا إلى أن السماح لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بالعمل سرا داخل فنزويلا يوحي بوجود مرحلة تحضير متقدمة تجمع بين الضغط الخارجي والعمل السري الداخلي، وهو ما يعكس إستراتيجية مزدوجة تهدف إلى إنهاك النظام من الداخل.

ويضيف أن واشنطن تستخدم أدواتها في المنطقة ضمن ما يشبه "التطويق الكامل" لفنزويلا، يمتد من كوبا إلى بورتوريكو مرورا بترينيداد وبنما، في إطار محاولة عزلها سياسيا واقتصاديا.

إعلان

وفي موازاة هذه التطورات، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن وثائق أميركية أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده، بما في ذلك ترميم طائرات "سوخوي" الروسية التي اشترتها كراكاس في وقت سابق.

كما كشفت الصحيفة أن مادورو تواصل مع كلٍّ من الصين وإيران طلبا لدعم عسكري ومعدات دفاعية، في محاولة لتحصين بلاده أمام أي هجوم محتمل أو ضغط أميركي متزايد.

شبكة تحالفات

ويعتبر حنا أن هذه التحركات الفنزويلية تأتي ضمن سياق طبيعي لمحاولة موازنة التهديد الأميركي، مؤكدا أن مادورو يسعى إلى خلق شبكة تحالفات تردع أي مغامرة عسكرية أميركية محتملة في المنطقة.

في المقابل، يرى كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي آدم سميث أن بلاده قد تشن في نهاية المطاف هجمات برية داخل فنزويلا بعد سلسلة ضربات جوية تستهدف عصابات المخدرات، داعيا إلى مزيد من الشفافية بشأن الأهداف العسكرية المعلنة.

ويرى حنا أن مثل هذه التصريحات قد تندرج ضمن الحرب النفسية الرامية إلى إبقاء النظام الفنزويلي تحت الضغط، مشيرا إلى أن أي تدخل بري أميركي سيكون مكلفا سياسيا وعسكريا، وقد يعيد للأذهان تجارب واشنطن الفاشلة في أميركا اللاتينية خلال العقود الماضية.

ويخلص الخبير العسكري إلى أن ما يجري في الكاريبي ليس سوى فصل جديد من سياسة "العصا القصيرة"، إذ تعتمد واشنطن على الإشارات العسكرية والضغوط الاستخباراتية لفرض وقائع سياسية جديدة بدون الانزلاق إلى حرب شاملة، لأن الحرب -وفق تقديره- ليست خيارا واقعيا في الوقت الراهن.

ويشير إلى أن الرئيس ترامب، الذي يسعى إلى إظهار حزم في ملفات السياسة الخارجية، يستخدم الملف الفنزويلي لتعزيز صورته الداخلية، معتمدا على خطاب القوة دون تحمل كلفة المواجهة المباشرة.

ويؤكد العميد إلياس حنا أن المشهد الحالي يعكس توازنا دقيقا بين استعراض القوة والردع المتبادل، إذ تحاول واشنطن فرض إرادتها عبر الضغط المركب، بينما تسعى كراكاس لتثبيت صمودها بالتحالف مع قوى دولية كروسيا والصين، في مشهد يعيد أجواء الحرب الباردة إلى سواحل الكاريبي.

مقالات مشابهة

  • تسجيلات مسربة لرابين: من دون المساعدة الأمريكية لا تستطيع إسرائيل الحفاظ على قوتها
  • خبير عسكري: التحركات الأمريكية بالمنطقة تهدف لإنقاذ إسرائيل من أزماتها المتفاقمة
  • تراجع اليمين المتطرف في هولندا.. ماذا تعني نتائج الانتخابات للمهاجرين واللاجئين؟
  • صحيفة عبرية: أزمة تجنيد الحريديم تعمق الانقسام الوجودي في إسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: لا حل عسكري للصراع في السودان
  • هل الولايات المتحدة وفنزويلا على مشارف حرب؟ خبير عسكري يجيب
  • حزب وسطي يفوز على اليمين المتطرف في انتخابات هولندا
  • إسرائيل تستلم جثماني محتجزين من غزة.. أكبر تظاهرة لـ«الحريديم» تهدد حكومة نتنياهو
  • رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية يزور إسرائيل خلال أيام