بين القصف واعتقال مادورو.. خطط واشنطن تجاه فنزويلا تدخل مرحلة الحسابات الثقيلة
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
أي تحرك مباشر لإسقاط مادورو ينطوي على مخاطر عسكرية وسياسية وقانونية كبيرة، ولا توجد ضمانات لنجاحه أو لقيام حكومة بديلة أكثر قربًا من الولايات المتحدة.
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضعت مجموعة واسعة من الخيارات للعمل العسكري في فنزويلا، تشمل هجمات مباشرة على وحدات عسكرية تحمي الرئيس نيكولاس مادورو، إضافة إلى خطوات للسيطرة على حقول النفط في البلاد، وذلك وفقًا لعدد من المسؤولين الأميركيين.
ولم يتخذ الرئيس ترامب بعد قرارًا بشأن كيفية المضي أو ما إذا كان سيمضي أصلًا في هذا المسار. وقال مسؤولون إنّ ترامب متردد في الموافقة على عمليات قد تعرض القوات الأميركية للخطر أو قد تنتهي بفشل محرج. إلا أنّ العديد من كبار مستشاريه يضغطون باتجاه خيار يعتبر من الأكثر تصعيدًا: إزاحة مادورو من السلطة.
أساس قانوني للهجماتوطلب مساعدو ترامب من وزارة العدل تقديم مزيد من الإرشادات التي يمكن أن توفر أساسًا قانونيًا لأي عمل عسكري يتجاوز الحملة الجارية التي تستهدف زوارق تقول الإدارة إنها تهرّب المخدرات، من دون تقديم أدلة.
وقد تتضمن هذه الإرشادات تبريرًا قانونيًا لاستهداف مادورو من دون الحاجة للحصول على تفويض من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية، فضلًا عن إعلان حرب.
وبينما لا يزال هذا الأساس القانوني قيد الإعداد، يتوقع بعض المسؤولين في الإدارة أن يجادل بأن مادورو وكبار مسؤولي أمنه يشكلون جزءًا محوريًا من ما يسمى بـ"كارتل دي لوس سوليس"، الذي صنفته الإدارة كـ "منظمات أو مجموعات تتهم باستخدام تجارة المخدرات لتمويل أو تنفيذ أنشطة مسلّحة أو إرهابية". ومن شأن ذلك أن يسمح قانونيًا باستهداف مادورو رغم القيود الأميركية الطويلة الأمد على اغتيال قادة الدول.
ورفضت وزارة العدل التعليق. لكن السعي لتبرير استهداف مادورو يمثل جهدًا إضافيًا من الإدارة لتوسيع سلطاتها القانونية، بعد تنفيذها عمليات قتل مستهدفة لمشتبه بهم في تهريب المخدرات، بعدما كانت هذه الحالات سابقًا تُعالج عبر توقيفات بحرية بدلًا من هجمات من طائرات مسيّرة.
ويبدو أنّ الإدارة تبرر إجراءاتها بمزيج من الأسباب، من بينها تهريب المخدرات، والحاجة إلى ضمان الوصول إلى النفط الفنزويلي، وادعاءات ترامب بأن الحكومة الفنزويلية أطلقت سراح سجناء وأرسلتهم إلى الولايات المتحدة.
Related مادورو يطلب المساعدة من بوتين: الكرملين يعترف مع استمرار التسلح الأمريكيفنزويلا تدمر معسكرين لـ"تجار مخدرات كولومبيين".. ومادورو يدعو لسحب الجنسية من مؤيدي "الغزو"ترامب ينفي خططًا عسكرية ضد فنزويلا.. ومادورو "يستنجد" بروسيا والصين وإيران روبيو وميلر يريدان لمادورو أن يرحلوفي مقابلة مع شبكة "CBS News"، قال ترامب إنه لا يعتقد أنّ الولايات المتحدة "متجهة إلى حرب" مع فنزويلا، لكنه كرر اتهاماته بأن مادورو "أرسل مجرمين" إلى الأراضي الأميركية.
ويأتي الدعم لخيارات أكثر تشددًا من وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يشغل أيضًا منصب مستشار الأمن القومي بالوكالة، ومن ستيفن ميلر، نائب رئيس الموظفين ومستشار الأمن الداخلي. وبحسب مسؤولين أميركيين، فقد عبّر الاثنان في اجتماعات خاصة عن اعتقادهما بأنّ مادورو "يجب أن يُجبر على الرحيل".
ومع ذلك، أبدى ترامب مرارًا مخاوف من فشل أي عملية محتملة. كما سأل مرارًا عما يمكن أن تحصل عليه الولايات المتحدة مقابل القيام بها، خاصة فيما يتعلق بالنفط الفنزويلي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: "لقد كان الرئيس واضحًا في رسالته إلى مادورو: توقف عن إرسال المخدرات والمجرمين إلى بلادنا".
وأضافت: "أي شيء آخر هو مجرد تكهنات ويجب التعامل معه على هذا الأساس".
ومن المتوقع ألا يُحسم أي قرار قبل وصول حاملة الطائرات "جيرالد آر. فورد" إلى البحر الكاريبي في منتصف الشهر. وتحمل الحاملة نحو 5 آلاف عنصر و75 طائرة، بما في ذلك مقاتلات F/A-18 وطائرات مراقبة ودعم.
كما جرى تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة منذ أواخر أغسطس، حيث ينتشر حوالي 10 آلاف عنصر بين السفن والقواعد في بورتوريكو.
ونفذت قاذفات B-52 وB-1 طلعات قرب السواحل الفنزويلية "كاستعراض للقوة". وأجرت وحدة العمليات الخاصة الجوية 160، التي نفذت عمليات واسعة في أفغانستان والعراق وسوريا، تدريبات بالقرب من الساحل الفنزويلي. ويُنظر إلى هذه التحركات العلنية على أنها جزء من حملة ضغط نفسي على مادورو.
الخيارات المطروحةوقد تحدّث ترامب بشكل علني عن إعطاء وكالة الاستخبارات المركزية "تفويضًا" للقيام بعمليات سرية داخل فنزويلا. ومع ذلك، فإن أي تحرك مباشر لإسقاط مادورو ينطوي على مخاطر عسكرية وسياسية وقانونية كبيرة، ولا توجد ضمانات لنجاحه أو لقيام حكومة بديلة أكثر قربًا من الولايات المتحدة.
وتشمل الخيارات المطروحة:
- ضربات جوية على منشآت عسكرية بهدف تقويض دعم الجيش لمادورو.
- عملية لقوات خاصة لاعتقال أو قتل مادورو.
- السيطرة على حقول النفط والبنية التحتية المرتبطة بها، وهو خيار معقد وعالي المخاطر.
كما تركز الإدارة على الاحتياطيات النفطية الكبيرة لفنزويلا. وكان مادورو قد عرض في الأشهر الأخيرة منح شركات أميركية، بينها "شيفرون"، امتيازات واسعة في قطاع النفط والمعادن، لكن ترامب رفض ذلك، لتتسارع بعدها عملية الحشد العسكري.
وفي سياق موازٍ، يعمل محامو وزارة العدل على وضع أساس قانوني يوازي الأساس الذي تم الاستناد إليه عند استهداف قاسم سليماني، القائد العسكري الإيراني البارز، عام 2020، حيث اعتُبر حينها "هدفًا مشروعًا" لكونه "يخطط لهجمات".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة فنزويلا دونالد ترامب حروب نيكولاس مادورو النفط
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب الصحة حركة حماس عمدة الأمم المتحدة فرنسا دونالد ترامب الصحة حركة حماس عمدة الأمم المتحدة فرنسا فنزويلا دونالد ترامب حروب نيكولاس مادورو النفط دونالد ترامب الصحة حركة حماس عمدة الأمم المتحدة فرنسا نيويورك غزة فولوديمير زيلينسكي جمهورية السودان سوريا قوات الدعم السريع السودان الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الشيباني: الشرع يزور واشنطن لبحث مكافحة الإرهاب ونرفض سياسة الاستقطاب في علاقاتنا الخارجية
وشدّد الوزير السوري على أن "لا نسعى لأن تشكل سوريا تهديداً لأي بلد"، مضيفاً: "لا نريد حربًا جديدة، ولا نقبل بفرض وقائع أمنية من طرف واحد".
أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الأحد، أن رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع سيزور واشنطن خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في خطوة وصفها بـ"التاريخية"، إذ ستكون أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ استقلال البلاد عام 1946.
وأفاد الشيباني خلال مشاركته في منتدى "حوار المنامة" بالبحرين بأن الزيارة ستركّز على ثلاث أولويات رئيسية: رفع ما تبقى من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، دعم جهود إعادة الإعمار، وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة تنظيم (داعش).
وقال: "لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار العقوبات"، مشدداً على أن بلاده "بحاجة للدعم الدولي" في مواجهة التهديدات الإرهابية التي لا تزال قائمة.
Related نيويورك: لقاء بين الشرع وترامب.. واتفاقية ثلاثية بين قطر والسعودية والأمم المتحدة لدعم سورياأحمد الشرع.. من مطارد بجائزة 10 ملايين دولار إلى منصة الأمم المتحدةالشرع يلتقي بوتين في موسكو: نحاول أن نعرف بسوريا الجديدة في مختلف أنحاء العالم ركائز المرحلة الجديدةوأشار الشيباني في كلمته إلى أن سوريا مرت بمرحلة "لم تكن مليئة بالورود"، لكنها التزمت بـ"تعزيز السلم الأهلي" و"تأسيس العدالة". وأضاف أن الحكومة الانتقالية أنشأت "لجنة وطنية للمفقودين" لمعالجة ملف يطال أكثر من 250 ألف شخص اختفوا خلال حكم النظام السابق، كما وضعت "مساراً للعدالة الانتقالية" يهدف إلى "تحقيق الحقيقة دون انتقام أو انزلاق إلى فوضى ما بعد الأنظمة".
وأكد الوزير السوري أن الرؤية الدبلوماسية للمرحلة الانتقالية تقوم على "التوازن والحياد"، رافضاً سياسة الاستقطاب التي سادت في العهد السابق. وقال: "نسعى لأن تكون سوريا على مسافة واحدة من الجميع، ونبني علاقاتنا على التعاون والتبادل التجاري والانفتاح".
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، قد أعلن السبت أن الشرع سيوقّع "على الأرجح" اتفاق انضمام بلاده إلى التحالف الدولي ضد داعش خلال تواجده في واشنطن.
وتأتي الزيارة بعد مشاركة الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي، وهي الثانية له إلى الولايات المتحدة. كما سبق أن التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض في أيار/مايو، في لقاء تعهّد خلاله ترامب برفع العقوبات عن سوريا.
سوريا ترفض الوقائع الجديدة في الجنوبفي غضون ذلك، أوضح الشيباني أن الحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل "غير مطروح"، رغم إشارات سابقة من مسؤولين سوريين حول توقّع اتفاقات أمنية مع الدولة العبرية بحلول عام 2025. ونوه بأن دمشق ملتزمة باتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، وتعمل على "بناء اتفاق أمني لا يُقرّ واقعاً جديداً" في الجنوب السوري، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بعد تقدّم قواتها إلى مناطق منزوعة السلاح عقب إطاحة نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وشدّد الوزير السوري على أن "لا نسعى لأن تشكل سوريا تهديداً لأي بلد"، مضيفاً: "لا نريد حربًا جديدة، ولا نقبل بفرض وقائع أمنية من طرف واحد".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة سوريا داعش دونالد ترامب عقوبات المنامة أحمد الشرع
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم