السودان الافتراضي … كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
قال أحدهم في (لايف) منتشر… إن السودانيين كلهم حارسين النت وهاك يا بحلقة… وهاك يا قراية وهاك يا تعليقات… بعبارة أخرى إن السودان كله تحول إلى سودان اسفيري.. أي سودان افتراضي… وهذا هو عين الواقع.. في تقديري أمر مؤسف… ليه؟ لأنه على حساب سودان الواقع… ففي سودان الواقع هناك جنود يحملون السلاح ويواجهون الموت… بينما البقية تنتظر (التصاوير) لتعلق عليها… هناك من يتعرضون للعدوان دون ذنب جنوه… هناك من شردوا وهم يحسبون بالملايين … كل هؤلاء أصبحوا مجرد قصة و(تريندات) في الأسافير… فالمشكلة أن متخذ القرار مرجعه السودان الافتراضي وليس سودان الواقع…
كل السودان الافتراضي كان متجها إلى نكبة الفاشر… وهي نكبة ليست بالهينة… ولكنها في النهاية امتداد للنكبات التي قبلها… في الخرطوم وفي الجزيرة والنيل الأبيض وولاية سنار… فالاعتداء على المواطنين العزل منهج ثابت عند الدعم السريع… وهو ذاته ما داسيه.
المهم السودان الافتراضي كله كان مع نكبة الفاشر… وللمرة الأولى يكون معه العالم الخارجي … وهو أمر مستحق.. ومن المرجح أن يكون لذلك عقابيل لم تتبلور بعد… وهذا يتوقف على قوة عضلات اللعيبة الإسفيرين… العدوان الفاشري مستمر… ولكنه تراجع من الملعب الافتراضي… على الأقل في السودان… لأن التايملاين السوداني تحول فجأة إلى موضوع الهدنة… للأسف الهدنة دخلت ذات ملعب الاستقطاب القائم… وقعت في عب ناس…. وووي غلبناكم وووغلبناكم… وفي تقديري إنها أمر يخص الجيش…. فهو الذي ينبغي أن يقيمها ويعرف من الذي يمكن أن يستفيد منها ومن المتضرر… في حالة الحرب أي حرب الهدنة ليست من نقاط القوة أو نقاط الضعف… بل فرصة أو محدد خارجي… فالشاطر هو الذي يحول المحدد إلى فرصة… أو يحرم خصمه منها إذا كانت فرصة بالنسبة… بعبارة أخرى موضوع الهدنة هو موضوع تخصصي…. فني بحت… الحرب نفسها يمكن أن يخوض في أمرها الساسة والمفكرين والعنقالة… فهي شأن عام يمكن ألا تترك للعساكر وحدهم.. ولكن بعد أن تندلع الحرب… تصبح الهدنة فيها شان فني يترك للعسكر… واقصي ما يمكن أن يفعله الآخرون… أن يزودهم بالمعلومات المحيطة بميدان القتال.. لكن في النهاية الراى للمحارب..
وقبل أن نخرج من موضوع الهدنة لابد من أن نقف قليلا على (الخطفة) التي خطفها عبد الوهاب وردي لها… إذا غناها بالعود (هدنة بتاع فنيلتك) فأصبحت تريندا..تفوقت في الانتشار على المسيرات.. وحرب الطيران… ودموع البرهان وهو يحضن نازحة بالدبة… ألم أقل لكم إن البلد أضحت افتراضية.. عبد الوهاب وردي أعرفه معرفة عامة ولكن لدي معه صديق مشترك…. وهو الكاتب الذكي (العابث) الاستاذ محمد عكاشة… حكى لنا الكثير عنه… ففي ظني أن عبد الوهاب لايقف موقفا سياسيا من الهدنة… رغم أنه أضاف لها (بتاع فنيلتك) وهي عبارة توحي بالرفض… فمن خلال عذفه للعود وطريقة ادائه واضافته لكلمة (ياخي) بدا لي أن موقفه منها موقف فني بحت… إذ قام بنقرشتها على العود فوجدها ماشة… فمشي معها وطوعها… واتكهن بأن عبد الوهاب سيكون سعيدا بالذين هاجموه والذي دافعوا عنه معا… وسوف يعتبرها دليل نجاح فني والا لما اشتغل بها احد…
كسرة…
في لقاء فني تلفزيوني قال عبد الوهاب ان صوت والده محمد وردي صوت عادي… وليس فيه اي تميز.. فذكر له المذيع عدة فنانين كبار.. فوصفهم بذات الوصف… فقال له المذيع بما يشبه الضجر طيب منو ياخي الصوته ماعادي؟ اجابه عبد الوهاب وبنهرة وكان الأمر من البديهيات… الجابري…
اها في دي انا متفق معه تماما… هات يازمن.. جيب احزانك تعال… جيب المحن…طول يا أسى وكتر ينابيع الشجن… جرعني كأس من لوعة ما المحبوب خلاص…فات وخلاني ليك انا يا زمن…..
دكتور عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: عبد الوهاب
إقرأ أيضاً:
الأزمة الإنسانية تتفاقم في دارفور وسط استمرار القتال ومخاوف من انهيار الهدنة المرتقبة
قال محمد إبراهيم، مراسل "القاهرة الإخبارية" من السودان، إن الأوضاع الإنسانية في السودان تتدهور بشكل خطير، خاصة في إقليم دارفور ومدينتي الفاشر والطويلة، في ظل استمرار القتال وغياب أي بوادر حقيقية لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن المدنيين في مدينة الفاشر يعيشون ظروفًا مأساوية، حيث أكد شهود عيان أن قوات الدعم السريع منعت السكان من مغادرة المدينة، فيما يواجه من تمكن من الخروج مخاطر كبيرة أثناء النزوح نحو المناطق المجاورة. وأوضح أن عدد النازحين الذين فروا من إقليم دارفور تجاوز 10 آلاف شخص، اتجه معظمهم إلى منطقة الدبة في شمال السودان، بينما لجأ آخرون إلى منطقة الطويلة التي تبعد نحو 50 كيلومترًا عن الفاشر.
وأشار مراسل القاهرة الإخبارية إلى أن هناك معلومات عن بقاء أعداد كبيرة من كبار السن داخل مدينة الفاشر، غير قادرين على المغادرة بسبب تدهور حالتهم الصحية وغياب الرعاية الطبية، مؤكدًا أن الوضع الإنساني هناك يوصف بالكارتثي بكل المقاييس.
وأكد إبراهيم أن الاشتباكات المسلحة ما زالت محتدمة في دارفور وكردفان، حيث استُهدفت عدة مناطق بطائرات مسيرة خلال الأيام الماضية، موضحًا أن الجيش السوداني تصدى لهجوم بمسيرتين في مدينة الأبيض، كما اعترض سربًا من المسيرات في سماء أم درمان، في مؤشر على تصاعد العمليات العسكرية رغم الدعوات الدولية للتهدئة.
وأضاف أن الحديث عن هدنة إنسانية مرتقبة لا يزال يواجه عقبات كبيرة في ظل تبادل الاتهامات بين الجيش والدعم السريع بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحذر من كارثة إنسانية وشيكة، مع استمرار انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية عن المدن المحاصرة.
المشهد الميداني في السودان يتجه نحو مزيد من التعقيدواختتم محمد إبراهيم، بالقول إن المشهد الميداني في السودان يتجه نحو مزيد من التعقيد، فبينما تتكثف المساعي الدولية لإقرار هدنة إنسانية، يبدو أن الواقع على الأرض يسير في اتجاه تصعيد جديد، مما يزيد من معاناة ملايين المدنيين العالقين وسط القتال.