وزيرة التضامن تشارك في جلسة حوارية إقليمية لجامعة الدول العربية بشأن غزة
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
شاركت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في جلسة حوارية إقليمية نظمتها جامعة الدول العربية تحت عنوان" التجويع كسلاح حرب – الحصار والعدوان الإسرائيلي وتداعياته على النساء في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي: "نقف اليوم في أعقاب ما يناهز العامين من المعاناة الإنسانية في غزة ، بقلوبٍ مثقلة، وضمائر حية، أمام كارثة إنسانية تفوق الوصف، وتمثل جرحاً غائراً في ضمير الإنسانية جمعاء، موضحة أن قلوبنا مرتبطة ارتباطاً وجدانياً ومصيرياً بكل أم فلسطينية تحتضن طفلها خوفاً، وبكل طفل سُرقت براءته بفعل أصوات الحرب، وبكل عائلة تتمسك ببقايا حياة دمرها الاحتلال وصراع ممتد يورث الألم جيلاً بعد جيل".
وأضافت مرسي، أن واجبنا يحتم علينا ألا نرى في الإحصاءات مجرد أرقام، بل أن نرى الوجوه خلفها، وأن نرى الأسماء، والأحلام التي بُعثرت، هذه هي الحقائق ، والشهادات الموثقة لكارثة صُنعت، وهي تمس أرواحنا وأرواح أطفالنا في الصميم، مشيرة إلى أن منظومة الحماية الاجتماعية، في أي مجتمع، تُبنى على أساس مؤسسي متين، لكن ما نشهده في غزة ليس انهياراً عارضاً، بل هو الفصل الأخير من عملية تفكيكٍ ممنهج ومُتعمّد لهذا الأساس.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن المجاعة التي أُعلنت رسمياً في الأشهر الماضية لم تكن أثراً جانبياً مأساوياً للحرب؛ بل كانت، وبكل وضوح، سياسة تجويع مُتعمّدة، فنحن نتحدث عن سوء تغذية حاد يفتك بالأطفال، عن جيلٍ كاملٍ تتعرض عقوله وأجساده لأضرارٍ لا رجعة فيها، نحن نتحدث عن منظومةٍ صحيةٍ تهاوت بالكامل، وعما يتجاوز تسعين بالمائة من السكان الذين تعرضوا لموجات النزوح الداخلي وتهديدات التهجير القسري خارج أرضهم، ليجدوا أنفسهم مشتتين في العراء، في ظروفٍ تفتقر لأبسط المقومات الاجتماعية "لا ماء، لا دواء، ولا لحظة أمان"، كما تم استهداف المستشفيات والمدارس ومرافق الأمم المتحدة،
هذا هو ما دفع اللجنة الأممية لتقصي الحقائق إلى توثيق فرض "تدميرٍ منهجيٍ للرعاية الصحية"، ومنعٍ للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة يفضي إلى المجاعة.
وأوضحت الدكتورة مايا مرسي أن الحماية الاجتماعية أصبحت عبارة جوفاء، إذا غابت الحماية المادية والجسدية، إنها وعدٌ يصعب تحقيقه إذا لم يأمن الناس في منازلهم، أو في المدارس والمستشفيات والملاجئ التي فروا إليها هرباً من الموت.
وتابعت قائلة : " أؤكد بوضوحٍ لا يقبل الشك، الموقف المصري الثابت ، المبدئي والتاريخي، الذي يرتكز على "خطوطٍ حمراء" لا يمكن تجاوزها أولها الرفض القاطع والحاسم لأي محاولة، مباشرة أو غير مباشرة، لتهجير الفلسطينيين قسراً من وطنهم وأرضهم، ثانيها الرفض المطلق لأي محاولاتٍ تهدف إلى "تصفية القضية الفلسطينية" على حساب أمن المنطقة أو حقوق الشعب الفلسطيني، وثالثها التأكيد الحتمي على ضرورة تثبيت واستدامة الوقف الشامل لإطلاق النار في غزة والأرض الفلسطينية المحتلة، وضمان النفاذ الآمن، والكامل، والمستدام للمساعدات الإنسانية دون أي عوائق.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي أن مصر، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت ولا تزال في مقدمة الداعمين للشعب الفلسطيني في نضاله وصموده، وقد حرصت مصر منذ بداية العدوان على فتح ممرات الإغاثة وتيسير نقل المساعدات الإنسانية عبر المعابر المصرية رغم التعقيدات الميدانية، كما قام الهلال الأحمر المصري، بوصفه الآلية الوطنية لتنسيق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، بالتعاون مع نظيره الفلسطيني والمنظمات الدولية والأممية وكذلك مع جامعة الدول العربية، بدور محوري في إدخال المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية إلى غزة، التى وصلت حتى الآن إلى ما يزيد على 650 ألف طن، والذي يعد أكبر عملية إغاثة إنسانية ومساعدات في آخر 30 عاما ، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والأطفال الذين فقدوا ذويهم أو منازلهم وأتوا لتلقى العلاج فى مصر، كما حرصت مصر على إدخال مساعدات تتضمن احتياجات المرأة، وذلك بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمجلس القومي للمرأة.
وأكدت أننا في وزارة التضامن الاجتماعي، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي نعمل على تعبئة الموارد وتوحيد الجهود الإغاثية، ونواصل إطلاق القوافل الإنسانية للتعامل مع الأزمات الممتدة، ونسعى فى الهلال الأحمر المصري لتعزيز التعاون العربي المشترك في المجال الإنساني، وتبادل الخبرات بين الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في مجال الاستجابة للأزمات ودعم الفئات الأكثر ضعفًا بوصف الهلال كجهاز مساند للسلطات العامة فى أوقات الازمات ، وبجهودٍ أكثر من 35 ألف متطوع ومتطوعة للهلال الأحمر المصري لم تنقطع لـ 800 يوم متواصلة، عملت مصر كشريان حياة، وأنشأنا مراكز لوجستية ومطابخ إنسانية، ولم يكن هذا دعماً لوجستياً فحسب، بل كان احتضاناً إنسانياً شاملاً، قدم الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي للجرحى وعائلاتهم.
وأوضحت أن قمة شرم الشيخ للسلام الأخيرة التي شهدت توقيع اتفاق إنهاء الحرب في غزة والوساطة لكل من مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا، خطوةٌ ضرورية لإنهاء هذه الحرب المدمرة، والأهم، لخلق "الأفق السياسي" الذي لا بديل عنه لإعادة إعمار غزة وتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية، فهي اللحظة الفاصلة للانتقال من الإغاثة المؤقتة إلى التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مشددة على أن الأمر لا يتعلق فقط بإعادة بناء الحجر، بل الاستقرار، والتمكين، ويتعلق ببناء أسس السلام.
ودعت وزيرة التضامن الاجتماعي المجتمع الدولي للانضمام إلى جمهورية مصر العربية في مؤتمر إعادة الإعمار، لوضع الأساس لمستقبلٍ تُبنى فيه الأعمدة الاجتماعية للحياة في غزة من جديد،خاصة أن هذا المستقبل يرتكز على أسسٍ واضحة أولها، الاستقرار الإنساني الفوري عبر مساعدات إنسانية غير مشروطة، واستعادة الخدمات الأساسية، وتوفير المأوى الكريم للنازحين، وثانيها، الحماية الاجتماعية المباشرة عبر التحويلات النقدية التي تحفظ الكرامة، وبرامج "النقد مقابل العمل" لإعادة دوران عجلة الاقتصاد، وتأسيس صندوق وطني فلسطيني للحماية الاجتماعية، وثالثها، وهو الأهم، الاستثمار في رأس المال البشري عبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المكثف لمعالجة الصدمات العميقة، وإعادة فتح أبواب التعلم الآمن لأطفال غزة.
واختتمت وزيرة التضامن الاجتماعي كلمتها قائلة:" لنتذكر أن كل أسرة في فلسطين تستحق الحق في الإغاثة، والحق في الحياة، والحق في الشفاء، والحق في العودة إلى منزلها، والأهم من ذلك كله، الحق الأصيل في تقرير المصير... والحق في السلام العادل وإعادة الإعمار".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتورة مايا مرسى غزة الأراضى الفلسطينية أعقاب أصوات الحرب ضمائر حية وزیرة التضامن الاجتماعی والحق فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
«من التمثيل إلى التأليف».. جلسة حوارية في «الشارقة للكتاب»
الشارقة (الاتحاد)
اصطحب ثلاثة من نجوم الفن العربي، خالد الصاوي وأحمد الجسمي وظافر عابدين جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 في رحلة فنية وثقافية، خلال جلسة حملت عنوان «من التمثيل إلى التأليف»، قدّموا خلالها حواراً ثرياً امتزجت فيه التجربة بالمعرفة، وتحدثوا عن مسار الفنان حين ينتقل من الأداء أمام الكاميرا إلى صناعة الحكاية نفسها، وكيف يتحول التمثيل إلى بوابة نحو التأليف، حيث تُعاد صياغة الحياة بمنظور مختلف.
حيوات متعددة في مستهل الجلسة شارك الممثل المصري الشهير خالد الصاوي رؤيته للكتابة بوصفها امتداداً طبيعياً لتجربته الفنية والإنسانية، قائلاً: «كتبت الشعر بالفصحى والعامية، وكتبت للمسرح والرواية، وألّفت الأغاني… أنا صاحب تجارب متعددة والكتابة امتداد لي، هي وسيلتي الكبرى للحرية والاكتشاف، أنا لا أكتفي بخالد واحد، أريد أن أعيش في شخصيات متعددة، أختبر أفكاراً ومشاعر مختلفة، فالكتابة تمنحني هذا الاتساع».
ويرى الصاوي أن الكاتب الحقيقي هو من يكتب عن نفسه بصدق، لكنه في الوقت ذاته يُبقي القارئ حاضراً في ذهنه. وفي سياقٍ آخر، شدّد الصاوي على أن الفنان والكاتب يحملان مسؤولية تحريك الوعي الجمعي، ورغم دفاعه عن حرية الإبداع، يرى الصاوي أن غياب الرقابة بالكامل قد يؤدي إلى فوضى. من جانبه، استعاد الفنان الإماراتي أحمد الجسمي رحلته الطويلة في عالم الفن بوعيٍ عميق يوازن بين التمثيل والكتابة والإنتاج، وأن تحوّله من ممثلٍ إلى كاتب ليس مجرد انتقالٍ في الأدوار، بل هو امتدادٌ طبيعي لحاجة الفنان إلى التعبير الكامل عن رؤيته، قائلاً: «الكاتب يكتب، والممثل يحاول أن يفسّر الحكاية بصدقٍ للمشاهدين. أحياناً يشعر الممثل بنقص في الشخصيات التي يؤديها، وهذا يدفعه لتعويض هذا النقص بالكتابة».
ويؤمن الجسمي أن الكتابة ليست بديلاً عن التمثيل، بل حوار داخلي بين المبدعين في داخل الفنان الواحد، ومن موقعه كمنتجٍ شارك الجسمي مع الجمهور طريقته في الموازنة بين احترامه للكاتب وبين حرصه على أن يكون العمل قريباً من رؤيته الفنية الخاصة.
ويرى الجسمي أن الفن ليس ترفاً أو انعزالاً عن الواقع، مؤكداً أن السوق الفني اليوم يفرض تحديات كثيرة، لكنه لا يرى في ذلك خطراً على الأصالة، قائلاً: «أنا أومنُ أن الفن الحقيقي الأصيل يدرّ أرباحاً كبيرة، والجيل الجديد فاهم وواعٍ وينتقد أكثر من الناقد الفني».
وشارك النجم التونسي ظافر العابدين فصولاً من رحلته الإبداعية بين التمثيل والكتابة والإخراج، كاشفاً عن فلسفة خاصة ترى في الحكاية أكثر من مجرد سردٍ للأحداث، بل وسيلة لاكتشاف الذات والآخر، قائلاً: «دائماً عندي شغف أن أحكي، أن أقول الحكاية بوجهة نظري أنا، فالحكاية يمكن أن تُروى بطرق مختلفة بحسب من يرويها»، مشيراً إلى أن هذا الشغف هو ما قاده نحو الكتابة، التي يعتبرها منطقة أعمق في التعبير عن ذاته، إذ يتحول فيها تركيزه من أداء الشخصية إلى بناء العالم الكامل من حولها، بكل تفاصيله وتشعباته. وأكد ظافر على أن الكتابة لم تغيّر فقط أدواته الفنية، بل غيّرت نظرته للحياة ذاتها.